العلم عماد الأمم وحياة الأفراد والشعوب.
الكاتب : أسرة التحرير
الجمعة 2 يونيو 2017 م
عدد الزيارات : 2591

 

العلم عماد الأمم وحياة الأفراد والشعوب.
أمّة جاهلة أبناؤها أموات غير أحياء، خشب مسندة، طاقات مهدورة، وجهود متضاربة.
أمة جاهلة أبناؤها يتيهون في ظلمات بعضها فوق بعض، ويسعون  بغير نور ولا دليل في مناكب الأرض.
أما أمة العلم: فعمل وبناء، وتخطيط ونماء، ونور وضياء، تبني صروحها وتفيد غيرها من الأمم، أمة العلم تحمل الأمانة وتعمر الأرض، وإن صدقت مع ربها فعملها مأجور وبنيانها معمور.
ولا عجب، أن يكون أول ما نزل من الوحي كلمة (اقرأ) ، وأن تكون أحدث وسيلة للتعليم وأكثرها فائدة للبشر حتى اليوم مذكورة في السورة نفسها، وهي "القلم" الذي علّم به الله البشر ما لم يكونوا يعلمون، وإن الوحي نزل بالعلم والدعوة إلى هذا العلم أي التعليم، والحض على تكثيره بالإنفاق منه، فما من شيء غير العلم يزيد بكثرة الإنفاق منه.
ولا حياة لمجتمع بدون العلم؛ لأن العلم نور والأزهار لا تنمو في الظلام، والأشجار لا تثمر لو استمرت عليها حلكة الليل، والأمة في طريقها الطويل نحو المجد لن ترى هدفها إلا بنور العلم، وإن استمراءها السير في وحل الجهل، زلل لا عودة عنه، وغوص لا قعر يوقفه.
الأمة التي لا تتعلم وتزيد في علومها تهرم، أما أمة العلم فتبقى فتية ندية قوية.
أين أمم الجهل اليوم؟ لقد ماتت فلا تسمع لها ركزا..
إن أمة العلم تضعف ولا تموت، وتكبو ولا تسقط..
ولا شك أن الأمم بحاجة إلى العلم بمفهومه الشامل من علوم الدين والدنيا، التي تتكامل مع بعضها لبناء المجتمع،  فمفهوم العلم في الإسلام واسع باتساع العلوم، يشمل كل علم ينتفع به المسلم في نفسه أو ينفع به أمته، ولو لم يكن من العلوم الشرعية المحضة، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: وذكر منها "علم ينتفع به".
وفي عصرنا الحاضر، ومع تطور أساليب الطلب، أصبح التعليم المدرسي أساسا للتدرج في التعليم، والارتقاء به من مرحلة التعليم الابتدائي  وانتهاء بالتعليم العالي، ويُعد التعليم من الحقوق الأساسية التي تضمنها الدول لجميع مواطنيها والمقيمين على أراضيها؛ لما له من أثر على نشأة الفرد وبنائه وأثره في مجتمعه وأمته.                                                                                      
ومع انطلاقة الثورة السورية، واجه الشعب السوري صلف النظام المجرم وعدوانه، ومحاولته تدمير كل مظاهر الحياة السليمة، والاعتداء على المدارس والجامعات وقصفها، وتشريد ملايين الناس داخل سوريا وخارجها، فانقطع آلاف الطلاب عن الدراسة لعدم توافر مقوماتها في كثير من المناطق، هنا برزت الحاجة لجهود جبارة واهتمام ممن يحملون لواء التعليم من الكوادر والقيادات التعليمية والتربوية، والهيئات والمؤسسات الثورية والجهات الداعمة ، لحماية جيل كامل من خطورة الجهل والأمية والضياع..        
ونحن في هذا العدد نسلط الضوء على هذا الملف المهم والخطير والذي ينذر بكارثة تهدد الجيل.. كارثة لا تقل آثارها عن كارثة تدمير البنيان والعمران.. بل تزيد.. بل تزيد!


https://islamicsham.org