مشاهدينا الكرام السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
يهيمن موضوع الهوية المجتمعية على كثير من شؤون السياسية اليوم، و تختلف حالات تحديد الهوية عموماً، و قد تتعدد في المكون الواحد بين الهوية الوطنية و الحضارية و السياسية و ما إلى ذلك و ذلك بحسب طبيعة المجتمع و مكوناته، ولكن كيف يتم تحديد هوية الدولة وما هي الأسس و المعايير التي تحدد تلك الهوية، وهل يعتبر تحديد الهوية ضرورياً ..؟
نناقش هذه المحاور ضمن سلسلة جديدة من حلقات برنامج صناعة الوعي و التي نسعد بأن يكون ضيفنا فيها الأستاذ الجامعي رئيس مركز الحوار السوري الدكتور مجاهد عبد الرزاق مخللاتي.
أ. تمام: حياكم الله دكتور.
د. مجاهد مخللاتي: أهلاً و سهلاً بكم.
أ. تمام: دكتور.. إذا ما انطلقنا من عنوان هذه الحلقات "الهوية المجتمعية أو الهوية الوطنية و انعكاساتها السياسية"، اسمح لي بدايةً أن اسأل عن المقصود بهذه الهوية، ما تعريف الهوية الوطنية التي نتحدث عنها..؟
د. مجاهد مخللاتي: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين
أشكر لكم أخي الكريم استضافتكم بهذه الحلقات، واسأل الله عز وجل أن يمكنني من إيصال هذه الأفكار إلى جمهوركم الكريم و أن أكون مستجيباً حسناً لأسئلتكم.
لا شك أن الموضوع موضوع ساخن وحيوي والدخول إليه ينطلق ابتداءً من التعريفات، ولا بد عند أي تعريف أن نعود إلى الاختصاص، نحن هنا نتحدث عن هوية وطن ينظر لها بالتعريف النفسي، فتُعرَّف الهوية المجتمعية على أنّها حالة نفسية من الوعي بالاختلاف مع الآخر، ويُنظر لها إيجابياً في السياق النفسي أيضاً بمشاعر وطنية مشاعر (فخر _ اعتزاز) ودون أن تتحول هذه المشاعر إلى مشاعر فوقية و عنصرية.
أيضاً يوجد عند علم النفس الاجتماعي تعريف آخر هو: الهوية الوطنية مجموعة من البشر يشعرون فيما بينهم بأنّهم أمة.
وبناءً على هذا التعريف عند علماء النفس الاجتماعي ينظرون إلى محورين أساسيين هما:
المحور الأول الذي هو التصنيف أي: أنت كشخص تعتبر نفسك تنتسب إلى أي أمة، ثم الأثر المترتب على هذا الانتساب من الناحية النفسية، يعني مشاعر الانتماء كما ذكرت، مشاعر الفخر، مشاعر الاعتزاز، الإيجابية، الولاء بين أفراد المجتمع والوطن، شعور أنّ ما يهمهم يهمني وما يهمني يهمهم، وبعد هذا الشعور النفسي تبدأ السلوكيات التي تنبثق عن هذا الانتماء التي تكون غالباً عند شعور الإنسان بأن هويته متماشية مع هوية مجتمعه بشكل عام فإنه يشعر بالإيجابية تجاه هذا المجتمع الذي يدفعه إلى العمل الطوعي الإيجابي الذي يبني فيه لأولاده.
أ. تمام: على ماذا تُبْنى هذه التصنيفات، أنت ذكرت أن هناك تصنيفات وانتماءً لأمة بمجتمع معين،
كيف يمكننا أن نشكل هذا المجتمع أو كيف تتشكل هذه الهوية..؟
د. مجاهد مخللاتي: العناصر الأساسية المشكلة للهوية في بلاد مثل بلادنا العربية هي الدين – اللغة – التقاليد - الأعراف، وتمشي بهذا التفصيل الفنون - أنواع الطعام كل هذه يمكن اعتبارها أجزاءً من الثقافة.
العامل الأساس والواضح هو الانتماء إلى الدين واللغة لذلك كثيراً ما نسمع بالأمة العربية الإسلامية، وانبثقت عن ذلك حتى مؤسسات.
أ. تمام: أيأتي في سياقها الانتماء إلى جغرافية معينة..؟
د. مجاهد مخللاتي: الجغرافية تأتي تبعاً لذلك، لأنَّ الجغرافية شيء طبيعي ولم يختره الإنسان، بينما الأمور الأخرى يختارها الإنسان و يكتسبها و تتراكم معه عبر الزمن.
نجد بعض الناس ممَّن يحملون هوية معينة عندما ينتقلون إلى جغرافية أخرى تجدهم على العادات والتقاليد نفسها.
أ. تمام: لا تتغير بتغير الجغرافية
د. مجاهد مخللاتي: تتغير بظروف احتكاك البشر، ولكن تبقى هناك معالم واضحة وراسخة تمثل انتماءه وإلى أي هوية ينتسب، وأيضاً لمجال افتخاره واعتزازه بماذا يفتخر و يعتز.
أ. تمام: ونحن هنا نتحدث عن هوية وطن ونسقط هكذا في جميع حلقاتنا على الحالة السورية كدراسة حالة.
ذكرتَ السمات المشتركة التي تُبْنى على أساسها الهوية، وأشرت إلى اللغة و الدين و العِرف و ما إلى ذلك.
هنا سؤال مهم يطرح كثيراً في هذه المرحلة، ماذا عن الهوية الوطنية للبلاد ذات الغالبية المسلمة مع وجود أديان أو أعراف أخرى، هل يمكن تسمية الهوية الإسلامية لهذا الوطن في هذه المرحلة بالذات، وهل من مصلحةٍ في ذلك..؟
د. مجاهد مخللاتي: أنا أبدأ من نهاية السؤال.. المصلحة هي في تقرير الواقع، والواقع أن هذه البلاد غالبية سكانها من العرب المسلمين و بالتالي الصبغة العامة للبلد هي الصبغة العربية المسلمة، على سبيل المثال نجد بسوريا في أوَّل دستور بعد الاستقلال عام ألف وتسعمائة و خمسين توضيحا لذلك، ولما كان غالبية الشعب يدينون بالإسلام أعلنت الدولة حينها استمساكها بالإسلام، وهذا يدل على بناء الدولة الحديثة على أسس من الأخلاق القويمة التي جاء بها الإسلام.
أ. تمام: نتيجة طبيعية.
د. مجاهد مخللاتي: نتيجة طبيعية فبذلك هو تقرير لواقع.
أيضاَ يتحدث عن أن الشعب السوري هو جزء من الأمة العربية بتاريخه و حاضره و مستقبله.
الهوية العربية الإسلامية في هذا السياق ليست عنصرية، نتحدث عن أمر طبيعي، أمر واقع وهو جوهر وحقيقة وثوابت الأمة العربية التي اكتسبت الإسلام ودان غالبية شعبها به.
أ. تمام: يعني هذا لا يناقض وجود أعراق أخرى وأديان أخرى.؟.
د. مجاهد مخللاتي: طبعاً لا.. لأن الواقع يقرر ذلك، يعني الأمة المسلمة نشأت منذ أربعة عشر قرناً ولا تزال في حواضر هذه البلاد المسلمة الأعراق المختلفة و الأديان المختلفة و الطوائف المختلفة.
أ. تمام: و هذا لا يؤثر على هويتها.
د. مجاهد مخللاتي: هذا لا يؤثر، الهوية ينظر لها باعتبار غالبية السكان وسيأتي معنا بعض النقاط التي تشير إلى أنه لا يمكن للطبيعة أن تعاند الواقع.
معاندة الواقع ومحاولة إزاحته تأتي بصورة مشوهة، الصورة المشوهة ارتداداتها قد لا تكون آنية، ولكن تنفجر انفجاراً كبيراً كما انفجرت الثورة السورية، لأن هناك نوعاً من الاستبداد نتيجة الاستئثار بفرض هوية معينة على الشعب السوري أدت إلى هذه الهوية التي لا تقبل ما واكب ذلك من ممارسات إقصائية وممارسات شديدة.
نحن نتحدث عن الهوية الإسلامية التي صبغت هذه المنطقة، وأصولها عربية و دانت بالإسلام فصبغت نظرة هذا الكون، صبغت طريقة تفكيرها، كثير من تقاليدها، حررت الإنسان من كثير مما كان يألفه في الجاهلية، نقلته إلى عالم آخر، وهذه الأمور المعنوية راسخة في النفس البشرية، وبالتالي لابد أن تتجلى بشكل واضح في تصرفاته و بأعماله بشكل مغاير للشعوب الأخرى و الهويات الأخرى.
أ. تمام: تقصد بالمغاير؟؟
د. مجاهد مخللاتي: المغايرة هنا أمر طبيعي أيضاً،
الله عز و جل يحدثنا فيقول: (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فذكر هذا الأمر واقعي طبيعي الذي هو الشعوب و القبائل، الغرض منها التعارف ثم يحدد الله سبحانه الخير لمن اتقاه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
فالحديث عن المغايرة أمر طبيعي، ولكن مغايرة بالمفهوم الإسلامي مفهوم "التعارف" و ليس بالمفهوم الآخر "التصادم".
هذه المغايرة طبيعية كون عقيدة الإسلام ودين الاسلام مختلف عن ديانات أخرى، وهو منهج كامل للحياة، عقيدة، شريعة، أقام دولة و حكم فيها قروناً طويلة من الزمن.
أ. تمام : هل تعني هذه المغايرة الفخر والاعتزاز بالهوية، وهذا ما قد يقود إلى ما أشرت إليه سابقاً من الفوقية والعنصرية..؟
د. مجاهد مخللاتي: الاعتزاز لا يعني بالضرورة الفوقية.
كما إن الإنسان يعتز بما حباه الله عز و جل من صورة يشكر الله تعالى عليه من خلق يشكر الله تعالى عليه، هذا لا يكون دافعاً للفوقية والصدام مع الآخر، بالعكس هذا يكون لطلب الهداية للآخر و طلب الرحمة للآخر.
فهذه المخالفة لا أعنيها بالمعنى الغربي وإنما أعنيها بالمعنى الإسلامي الذي هو معنى الرحمة و الهداية للعالمين.
المخالفة في أقل صورها التي نقصد بالنسبة للهوية هي عدم التبعية، أي لا يكون المجتمع تابعاً لغيره، وهنا ندخل في موضوع التحرر الوطني لأن عدم التبعية هي لفظة سلبية، عندما نذكر عدم التبعية المرادف لها الإيجابي هو التحرر الوطني.
نجد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من تقليد الآخر، لأن هذا التقليد يؤدي بالضرورة إلى طمس هويتك.
يقول الشيخ محمد رشيد رضا وهو من رموز بلادنا الشامية وممن اشتغل بالعلم والفكر والسياسة والتحرر من المستعمر.
يقول في حديثه عن منع التشبه بالغير يقول: "من المطلوب من الأمة الإسلامية أن يكون لها مقومات ومشخصات ذاتية تمتاز بها عن سائر الأمم، فتجعل نفسها متبوعة لا تابعة و إماماً لا مقلداً".
الفوقية المكروهة هي التي لا ترى عند غيرك خيراً تأخذ منه، فهنا يأتي هذا المعنى فيقول الإمام محمد رشيد رضا "وأن لا تأخذ عن غيرها شيئاً لأن غيرها يفعله، وإنما لحاجتها إليه"،
الفوقي و العنصري لا يرى في غيره خيراً، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.
هنا يأتي التميز و الاعتزاز بما عندك..
أ. تمام: فهو مطلب لكن دون أن ينحرف إلى الجانب الآخر.
د. مجاهد مخللاتي: نعم .. بدون أن ينحرف إلى جانب آخر.
لمصطفى صادق الرافعي مقولة جميلة جداً يقول إن الأمة العربية عندما تأخذ من غيرها يجب أن تسلك سلوك التحقيق، أي تنظر في الأمر تفحصه ترى ملاءمته لها أو عدم ملاءمته و بالتالي تأخذه أو ترفضه.
نجد أيضاً نمو الحضارات وانتشارها يكون من خلال اعتزاز أبنائها بها دون الشعور الفوقي الذي هو الشعور السلبي الذي ذكرناه.
ونحن نأمل نتيجة هذه الثورة السورية التي سُكبت فيها الدماء وهُدمت فيها البلاد، أن ينتج عنها حضارة عظيمة، لأن أهل سورية أهلٌ لذلك ..
فأي أمة لا يكون عند أبنائها ثقة بما تحمله تكون غالباً مغلوبة.
يقول ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع: "إن المغلوب يتبع الغالب فأي أمة تراها تتبع غيرها فيكون شعور أبنائها سلبياً وهم مغبونون و بالتالي يستطيعون أن يقدموا خيراً للبشرية.
أيضاً إن أذنت لي، في العصر الحاضر يتحدث ( صامويل هنتنجتون ) في صراع الحضارات إلحاق أمة من الأمم بأمة أخرى يقول إن هذا الإلحاق الذي تريده النخب سواء كانت نخباً سياسية أو اقتصادية لأجل مصالح آنية، لا يمكن أن يتحقق إلا بثلاثة شروط،
الشرط الأول: إرادة هذه النخبة، النخبة الحاكمة سواءً سياسياً أو اقتصادياً، إرادتها بهذا الالتحاق تخليها عما عندها والالتحاق بالحضارة الأخرى.
ثانياً: تقبل عموم الناس بهذا الأمر، أنهم يرونه سائغاً، وبالتالي إنهم تخلوا عن مصدر اعتزازهم وهذا غير واقع في بلادنا.
بالعكس في بلادنا الاعتزاز هو الأول والأخير، بالدين وبالتاريخ العربي الإسلامي، عندما كان الإسلام ممكناً كان يشرف على العالم.
والعنصر الثالث يقول (هنتنجتون): هو تقبل النخب في البلد المتبوع لهؤلاء التابعين، ويقول غالباً في المئة سنة الماضية أثبتت الوقائع أنه رغم وجود إرادة سياسية واقتصادية للحاق بأمّة ما لم يتحقق هذا اللحاق لأن المتبوع لم يعد يرغب في هذا التابع، الفوقية حتى في التبعية أي يقول: هذا ليس أهلاً لكي يكون تابعاً.
أ. تمام: أنا أفهم من كلامك دكتور أن الهوية المؤكدة لبلد مثل سورية هي الهوية العربية الإسلامية، وربما بنيت على ما أشرت إليه كيف تتشكل هذه الهوية السمات المشتركة، أهل البلد.
هذا على الصعيد المجتمعي والنفسي، لكن إذا ما تحدثنا سياسياً بلغة هذا العصر ألا تعتقد أن هذا التحديد أو هذا الإفصاح إن صح التعبير عن هوية البلد أنها عربية إسلامية ونحن نعتز بذلك من وجهة النظر السياسية أو باللغة السياسية
هل هناك مصلحة في هذه المرحلة بالإعلان عن هذه الهوية من البعد السياسي؟
د. مجاهد مخللاتي: أعود أنا أيضاً وأقول المصلحة في تقرير الواقع.
أ. تمام: هو واقع مجتمعي، لكن هل يجب أن يكون الواقع المجتمعي واقعاً سياسياً.
د. مجاهد مخللاتي: لنتحدث عن شقين، الشق الأول نتحدث به الآن والشق الآخر نتحدث به في حلقة أخرى.
الشق الأول: هل هذا غريب عن العالم الذي نعيش فيه، دعنا نسأل بهذا الشكل، هل التعبير عن هوية لها طابع ديني هل هو غريب عن العالم الذي نعيش فيه..؟
من الناحية السياسية، نجد أن الأيقونات السياسية في العالم تتقبل هذا الأمر أي تنصيب الكثير من الشخصيات وزعماء الدول بحضور المطارنة بحضور القساوسة و أحياناً في مبنى الكنيسة.
تصور أننا نقول تنصيب زعيم معين سيكون في المسجد تثور الدنيا علينا، لكن هو متقبل في دول أخرى وهو تقليد متبع ومشاهد.
مثلاً الدولار الأمريكي كُتِبَ عليه نثق بالله "In God We Trust" هذه العبارة متى أُدخِلت؟ أدخلها الرئيس الأمريكي عام ألف و تسعمائة واثنين وخمسين بمواجهة الشيوعية مع أن أمريكا كتصنيف علمي تعتبر بلداً علمانياً بل علمانياً صلباً ما يقابل العلمانية الرخوة بالنسبة لفرنسا مثلاً التي لديها نوع من فصل في هذا الأمر، استبدلوا عبارة مهمة جداً وموهمة جداً.
في أمريكا كتبت على الدولار من الجميع نصنع الواحد يعني الوحدة الوطنية إلى عبارة ذات طابع ديني ضاربين بذلك عرض الحائط في الدستور الأمريكي الذي يشير إلى عدم استخدام الرموز الدينية، كذلك الأمر نجد أن تسعين بالمئة من الأمريكيين يعلنون أنهم مؤمنون، في أمريكا ألف وستمئة إذاعة دينية، أربعمئة قناة دينية، (جنرال بويكن) يقول مؤخراً إن أمريكا أمة مسيحية، أوباما يتحدث في حملاته الانتخابية إن من أخطاء الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه أنه أهمل الدين وجعل الدين كأنه حصراً للجمهوريين، وهو يريد أن يعيد الأمر إلى نصابه و يكتب في كتابه عن استنارته بالوحي وبالخلاص، وعندما تحدث أن أمريكا ليس أمة دينية في إحدى خطاباته اضطر أن يعدل و أتت هجومات كبيرة وكم استفرغ وسعه في نفي أن أصوله مسلمة.
نجد مثلاً (توني بلير) يتحدث بأسى و حزن كيف أن أوروبا تخلت عن دينها، و ينظر إلى أمريكا كملهم لأوروبا لكي تستعيد دينها ولتستعيد عزتها.
هذا كله في إطار السياسة فنحن عندما نتحدث في هذا الإطار نتحدث بلغة طبيعية، ذلك أن الدين هو ظاهرة طبيعية في المجتمعات وبالتالي التعبير عن هذا الدين في الهوية هو أمر واقع وصحيح ولا يمكن لأحد أن ينكره.
أ. تمام: لكن ربما الطرف الآخر لا يتقبل هذه الهوية تحديداً "الهوية العربية الإسلامية" لأسباب قد نناقشها في حلقات قادمة و محاور أخرى.
إذاً اسمح لي دكتور في ختام هذا الحوار الماتع أن ألخص باختصار ما تطرقنا إليه:
الهوية المجتمعية عرفتها بأنها سمات مشتركة ما بين أبناء مجتمع واحد وهو إقرار واقع لا يمكن إنكاره، والاعتزاز الإيجابي بهذه الهوية هو الذي لا ينحرف إلى الفوقية والعنصرية وهو مطلب، والهوية العربية الإسلامية المؤكدة ذات الغالبية المسلمة كسورية مثلاً وهي قضية لا جدال فيها وهي أمر مستساغ حتى سياسياً، ولكن قد تكون هناك عوامل أخرى سياسية نناقشها في حلقات قادمة. بهذه النقطة أصل إلى ختام هذه الحلقة.
أتقدم بالشكر الجزيل لكم دكتور على هذا البيان، والشكر موصول لكم أيضاً مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لازال لحديثنا بقية عن موضوع الهوية المجتمعية و أبعادها السياسية.
حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.