طلحة بن عبيد الله
عظيمنا في هذهِ الحلقةِ ، صحابيٌّ جليلٌ كانَ من أول ثّمانيةٍ دخلوا الإسلامَ، ومن العشرةِ الّذينَ بشّرهُم رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ بالجنّةِ .
طلحةُ بن عبيدِ اللهِ القرشيُّ التّيميّ ، وعُرِفَ بطلحةِ الخيرِ وطلحة الفيّاض لشدّةِ كرمِهِ وجودِهِ رضيَ اللهُ عنهُ .
كانت لطلحةَ مواقفُ بطوليةٌ عظيمةٌ ، تشهدُ بعظمتهِ وفضلهِ على الإسلامِ والمسلمينَ ، واستماتتِه في سبيلِ نصرةِ هذا الدّينِ :
فلقد دافعَ رضيَ اللهُ عنهُ عن النّبيِّ صلى الله عليهِ وسلّمَ بعدما تكاثرَ المشركونَ عليه في معركةِ أحد ،فقد كانَ يحميهِ بجسدهِ من النّبالِ والسّيوفِ أن تصيبه ، حتى إنّهُ جُرحَ يوم َأحد أربعةً وعشرين جرحاً مابين ضربةِ سيفٍ أوطعنةِ رمحٍ.
بقيَ هذا البطلُ يقاتلُ بشجاعةٍ بالغةٍ ، رغمَ إصاباتِه وجِراحِهِ ، ومازالَ يقاتِلُ على هذهِ الصّورةِ حتّى ضربت يدُهُ وقُطعت أصابِعُه .
رُوي عن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : ( طلحةُ ممّن قضى نحبه) وقال من شرح هذا الحديثَ : أنّهُ بذلَ نفسَهُ في سبيلِ اللهِ ، حتّى لم يبق بينه وبين الهلاكِ شيءٌ ، فهو كمن قُتِلَ وإن كان حيّاً .
قتلَ رضوانُ الله عليه في موقعةِ الجملِ.
وأظنكم تلاحظونَ يا فرسانَ الإسلام ونحن نطالعُ سيرَ هؤلاءِ العظماءِ ،تضحياتِهم الجليلةَ في سبيلِ نصرةِ هذا الدّين ، بأموالهم وأنفسهِم وأرواحِهِم .. بمثل هؤلاءِ الأبطالِ _الذين نتعلّمُ سيرهُم ، لنمشي على خطاهم ونقتدي بهم _ بمثلهم حفظ الله هذا الدّينَ ،وقويَ حتّى وَصَلَ إلينا اليومَ.
فلا تغُرَّنَّكُم اليومَ قُوّةُ الكافرينَ وعِتادُهم ، فنحن سنبقى أقوياءَ أعزةً بديننا ، و اتباعنا لسنّةِ رسولنا العظيمِ عليه أفضلُ الصّلاةِ وأتمّ التّسليمِ ، انتظروني في العددِ القادم لنبحر في سيرةِ عظيمٍ آخر من عظماءِ الإسلامِ ،
في أمانِ اللهِ .