التقرير الإعلامي الخامس و التسعون 14 ايار/مايو 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الاثنين 14 مايو 2012 م
عدد الزيارات : 2682

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

 

 

تصاعد الانتهاكات في سوريا مع دخول وقف النار الشهر الثاني و"الأسد" يصدر مرسومًا جديدًا

* لم يحل انتشار 189 مراقبًا عسكريًا غير مسلحين في مناطق عدة من سوريا، دون سقوط عدد من القتلى، بالتزامن مع دخول هدنة وقف إطلاق النار، التي نصت عليها خطة المبعوث الأممي إلى دمشق "كوفي عنان"، شهرها الثاني، حيث شهدت مختلف المدن السورية خروقات واسعة، أدت إلى سقوط 30 قتيلاً على الأقل توزعوا على مناطق عدة من البلاد. وبذلك فإن أعمال العنف منذ إعلان وقف إطلاق النار حصدت أكثر من 900 قتيل لترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع الاحتجاجات إلى أكثر من 12 ألفًا. يأتي هذا في الوقت الذي يتجاهل النظام السوري معاناة شعبه والدماء التي أهدرت، فأعلن عن إصدار مرسوم جديد يتم بمقتضاه تشكيل "المحكمة الدستورية العليا" من سبعة أعضاء يكون احدهم رئيسًا ويسميهم رئيس الجمهورية، بمرسوم لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد.

أولاًـ استمرار الانتهاكات رغم دخول وقف النار شهره الثاني:

1ـ مقتل (34) شخصًا(1):

* تابعت قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية، تحديدًا في ريف دمشق، رغم دخول وقف إطلاق النار في سوريا، بإشراف الأمم المتحدة شهره الثاني، إذ تم رصد خروقات واسعة النطاق، أدت إلى سقوط 30 قتيلاً على الأقل توزعوا على مناطق عدة من البلاد. والقتلى الـ34، 25 مدنيًا وسبعة عناصر من القوات النظامية وضابط منشق ومسؤول عن مسلحين في دوما في ريف دمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
2ـ هدم المنازل والأحياء واقتحام المدن(2):
* شهدت مدينة دوما في ريف دمشق أعنف عمليات الاقتحام التي تعرضت لها على مدى 14 شهرًا، حيث دوى فيها 12 انفجارًا قويًا، إضافة إلى قصف عنيف بالدبابات من جانب القوات الموالية للنظام، في وقت شهدت قرى في ريف حماة هجمات من جنود وميليشيات موالية للنظام أسفر عن سقوط قتلى ونزوح كثيف في خط التماس الطائفي، بينما هدمت السلطات منازل في قرية تركمانية في اللاذقية لأنها تطل على القصر الجمهوري.

ثانيًاـ إطلالة على المشهد السوري إثر البدء في تطبيق خطة "عنان"(3):

* لا تزال خطة "كوفي عنان"، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، لوقف إطلاق النار تواجه أعمال القتل والعنف على الساحة السورية، مما يعقد الأزمة ويدفع بها نحو طريق مظلم، حيث لا تزال الشوارع السورية تشهد العديد من التفجيرات التي تحصد أرواح الشعب السوري، بينما تطالب العديد من الجهات الدولية بالالتزام بوقف إطلاق النار ووضع حد للعنف والإفراج عن المعتقلين السياسيين والصحفيين، وفيما يلي إطلالة على المشهد السوري إثر البدء في تطبيق خطة "عنان"، منذ 12 أبريل الماضي حتى ألان، كالآتي:
1 ـ أبرز التفجيرات:
ـ21 أبريل: شهد تفجير خط أنابيب باستخدام لغم من صنع محلي في دير الزور شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق، مما أدى لاندلاع حريق بمنطقة أبو حمام.
ـ24 أبريل: شهد انفجار سيارة في حي المرجة بوسط دمشق، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، وإلحاق أضرار بمبان في المنطقة التي تضم العديد من المتاجر وتقع خارج المدينة القديمة.
ـ26 أبريل: شهد انفجارًا في بناية بمدينة حماة بوسط سوريا، وتضاربت تقديرات الحكومة والمعارضة السورية في شأن عدد القتلى، فقد أعلنت وسائل الإعلام السورية الحكومية مقتل 16 شخصًا على الأقل، بينما تحدثت المعارضة عن مقتل 70 على الأقل. واتهمت لجان التنسيق المحلية في سوريا قوات الأمن بإطلاق صاروخ "سكود" على المبنى وأعلنت أن بين القتلى عدد من الأطفال، بينما تقول وسائل الإعلام الحكومية إن الانفجار وقع في منزل يستخدم مصنعًا للمتفجرات تابعا لـ "الجماعات الإرهابية المسلحة".
ـ27 أبريل: وقع انفجار وسط العاصمة السورية دمشق، مما أدي إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب نحو ثلاثين آخرين.
ـ30 أبريل: وقع انفجاريان استهدفًا مقرات أمنية وسط مدينة إدلب شمال غربي البلاد، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عدد آخر بينهم مدنيون وعسكريون.
ـ 5 مايو: شهد تفجيرات هزت مدنا رئيسية عدة أودت بحياة 25 شخصا.
ـ10 مايو: وقع تفجيران بدمشق أسفرا عن مقتل 55 على الأقل وإصابة المئات.
2ـ  عدد القتلى:
ـ 904 أشخاص، هو عدد القتلى منذ بداية وقف إطلاق النار، 628 منهم من المدنيين، و221 من قوات الجيش من بينهم 31 منشقا، و55 قتيلا في التفجيرات الأخيرة، وذلك طبقًا لما صدر عن "رامي عبد الرحمن" مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، ليصل بذلك إجمالي عدد القتلى السوريين منذ اندلاع الثورة إلى ما يقرب 12 ألف قتيل من بينهم نحو 1150 طفلاً. في حين أعلنت الأمم المتحدة في 1 مايو الحالي أن عدد القتلى من الأطفال أكثر من 34 طفلاً منذ وقف إطلاق النار.
3ـ أبرز الاعتقالات:
ـ22 أبريل: قام جهاز المخابرات باعتقال "عبد الله قباع"، القيادي في التيار السلفي الجهادي، و8 آخرين من السلفيين بالقرب من الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا أثناء محاولتهم التسلل لسوريا للقتال ضد النظام السوري.
ـ24 أبريل: اعتقلت السلطات السورية المفكر الفلسطيني والناشط في المجتمع المدني "سلامة كيلة".
ـ3 مايو: قامت السلطات السورية باعتقال نجلي المعارض السياسي البارز "فايز سارة" وتم إيداعهما جهة مجهولة دون بيان سبب الاعتقال.
ـ7 مايو: اعتقلت السلطات السورية "ميس كريدي" نائبة المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والمهندس "أحمد العسراوي" عضو المكتب التنفيذي للهيئة، والدكتور "إبراهيم البش" وذلك أثناء اعتصام نفذته الهيئة أمام مبنى محافظة دمشق رفعت خلاله لافتات كتبت عليها شعارات وطنية جامعة، إضافة لتحية الشهداء في عيدهم.
ـ8 مايو: نفذت قوات الأمن حملات دهم واعتقالات في ريف دمشق في مدينة دوما اعتقلت خلالها مجموعة من الشباب واقتادتهم إلى مكان مجهول، بحسب ما صدر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ـ12 مايو: اعتقال طبيبين في منطقة السلمية في حماه، وبذلك ينضما إلى قائمة كبيرة من الأطباء المعتقلين منهم "جوزيف نخلة" و"جورج يازجي" و"أحمد وليد دحان" و"محمد نور عودة" و"محد عرب" و"محمد غسان الصوعة" و"غصوب العلي" و"مهند رخباني"، وغيرهم كثيرين ما زالوا في المعتقلات.
4ـ  المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم:
* إن الإفراج عن المعتقلين هو أحد البنود الستة الواردة ضمن خطة السلام التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" للسلام في سوريا، بينما تم الإفراج فعليًا عن:
ـ 21 أبريل: الإفراج عن 30 محتجزًا من قبل السلطات الحكومية الذين تم اعتقالهم بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة لنظام حكم الرئيس "بشار الأسد" والذين تبين أن أيديهم ليست ملطخة بالدماء.
ـ26 أبريل: تم إطلاق سراح الناشط الكردي وعضو لجنة الحماية الشعبية "عبد الخالق حسن"، بعد أن قامت لجان الحماية الشعبية باعتقال ثلاثة عناصر أمنية بينهم مساعد أول في الأمن العسكري في مدينة "عامودا" و"قامشلو".
ـ12 مايو: القضاء السوري يخلى سبيل ثمانية ناشطين هم "هنادي زحلوط" و"يارا بدر" و"رزان غزاوي" و"ثناء الزيتاني" و"ميادة خليل" و"بسام الأحمد" و"جوان فرسو" و"أيهم غزول"، المتهمين بحيازة منشورات محظورة على أن يحاكموا طليقين.
ـ13 مايو: تم الإفراج عن "آدم أوزكوس" و"حميد كوسون" الصحافيين التركيين ووصولهما إلى تركيا بعد احتجازهما لمدة 65 يومًا في سوريا من قبل القوات الموالية لنظام "الأسد".

ثالثًاـ إصدار "الأسد" مرسومًا جديدًا(4):

* رغم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري وتتزايد يومًا تلو الآخر، يتمادى نظام "الأسد" في رؤيته الإصلاحية، وكأن ثورة لم تقام وكأن شعبًا لم يهدر دماؤه، فاصدر مرسومًا تشريعيًا قضى بتشكيل المحكمة الدستورية العليا من سبعة أعضاء يكون احدهم رئيسًاً ويسميهم رئيس الجمهورية بمرسوم لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، وقد أثار هذا المرسوم استفزاز المعارضة السورية، التي رفضته واعتبرته خطوة متأخرة.
ـ موقف المعارضة:
* يأتي إصدار هذه المرسوم في إطار الإصلاحات التي سبق أن وعد الرئيس بإطلاقها منذ بدء الاحتجاجات الشعبية، إلا أن معارضين سوريين قللوا من أهمية الخطوات المتأخرة التي يقوم بها "الأسد" تحت عنوان الإصلاح، وأوضح عضو المكتب التنفيذي في "المجلس الوطني السوري"، سمير نشار:
ـ "المراسيم التي يصدرها الأسد هي استمرار للمحاولات غير المقنعة التي يقوم بها ليثبت أنه صاحب مشروع إصلاحي، ولم يعد الشعب السوري مقتنعًا بأي إصلاح لا يبدأ بتنحي الأسد".
ـ "هذه الإجراءات محاولات يائسة من الأسد في مرحلة ما قبل السقوط، ولم تعد تقنع أحدًا.. ولن تجدي نفعًا، في ظل استمرار أعمال القتل المستمرة".
ـ "أمام سقوط ما يزيد على عشرة آلاف شهيد خلال عام واحد، لم يعد أمام الأسد، إلا أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية والقانونية تجاه الشعب السوري".
ـ "جرائم الأسد بحق شعبه تخطت جرائم العدو الإسرائيلي، لذلك فإن الأساس بالنسبة لنا هو تنحي الأسد عن السلطة ليفتح مجالا أمام الحلول السياسية التي ستحول دون حرب أهلية أو تدخل أجنبي أو مشروع شرخ في المنطقة".

رابعًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

1ـ "تعريق" سوريا...الدلالات والتداعيات(5):
* مسار "التعريق" كان بدأ قبل أشهر، لكنه اكتمل يوم (10/5) حيث وقع تفجيرا دمشق وأسفر عن مقتل 55 شخصًا، وهنا يكون التساؤل الحقيقي، هل تنظيم "القاعدة" هو الفاعل ؟ أم "جبهة النصرة" ؟ أم قوى تقف وراء التنظيمين؟، وفي هذا الصدد يمكن توضيح الدلالات والتداعيات المقترنة بـ "تعريق الأزمة في سوريا"، كالآتي:
أ ـ الدلالات:
* مجمل التصريحات والبيانات لمسؤولين رسميين تشير إلى الدلالات الآتية:
ـ الأولى: شبه إجماع على اتهام تنظيم "القاعدة"، ومجموعات إرهابية مشابهة، بإطلاق التفجيرين.
ـ الثانية: شبه إجماع في الإقرار بأن التنظيمات المسؤولة عن التفجيرين تعمل في الخارج، أوأنها تتلقى التوجيه والدعم من الخارج، وأن بعضها قد تسلل إلى الداخل واتخذ من سوريا ملاذًا له.
ـ الثالثة: أن أسلحة يجري تهريبها إلى الداخل عبر حدود سوريا مع الدول المجاورة.
ـ الرابعة: أن كتيبة في "الجيش السوري الحر"، أعلنت تبنيها للعملية الإرهابية، مع العلم أن عمليات "الجيش" المذكور تنطلق من داخل تركيا.
ـ الخامسة: أن مسؤولاً كبيرًا في الأمم المتحدة يخشى أن يتحول الشرق الأوسط، عبر الأحداث السورية، مسرحًا لرقصة الموت.
ب ـ التداعيات:
* انقسم العالم حول الأوضاع السورية، فبات واضحًا أن ثمة معسكرين دوليين يتصارعان في سوريا وعليها، تساند كل منهما دول عربية وإقليمية، وينشغل كل منهما بتنفيذ سيناريو محدد في الصراع له استهدافات محددة.
ـ الفريق الأول: وهو فريق يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا(ومعها ضمنًا "إسرائيل")، تسانده دول محافظة في جامعة الدول العربية.

ـ الفريق الثاني: وهو يضم روسيا والصين وإيران، تؤازره سياسيًا، وليس اقتصاديًا أو عسكريًا، الهند وجنوب افريقيا والبرازيل وفنزويلا، وتسانده قوى المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والعراق.

2ـ صراع المصالح والتسويات في سوريا(6):
ـلدى بعض المعارضة السورية رواية تقول إن روسيا والصين تقفان ضد مصالح الشعب السوري في التغيير الديمقراطي، من خلال دفاعهما عن النظام، وتغطيتهما له سياسيًا في المحافل الدولية، كما من خلال استعمالهما حق الفيتو، في مجلس الأمن، لمنع صدور قرار منه ضد دمشق، والموقف الذي عطل عمل مجلس الأمن، الذي تراهن عليه معارضة الخارج لمعاقبة النظام في سوريا، وربما لإجازة تدخل عسكري ضده.
ـ يضمر اتهام روسيا والصين، بالوقوف في وجه التغيير الديمقراطي في سوريا، إيحاء بأن الولايات المتحدة الأمريكية وجيرانها الغربيات تدعم الحقوق الديمقراطية للشعب السوري، والحق أن التلميح هذا بات تصريحًا جاريًا مجرى اليقين الثابت على ألسنة رموز المعارضة في الخارج.
ـ الواقع يؤكد أن قواعد اللعبة السياسية تُبني عل المصالح، فهي ما تؤسس خيارات الدول واستراتيجياتها الخارجية والدولية، ومصالح روسيا والصين، اليوم، تقضي بنهج سياسة تبدو للمعارضة السورية موقفًا عدائيًا من مطالب التغيير. وهي عينها، اليوم، المصالح التي تقضي بنهج أمريكا، وحليفاتها، سياسة تبدو للمعارضة موقفًا مساندًا للشعب ومطالب التغيير.
ـ إذا كان مفهومًا أن دول الغرب ترغب في إسقاط النظام السوري، لأنه يقف معارضًا لسياساتها في المنطقة، لا من أجل الديمقراطية في سوريا، فإن روسيا والصين تؤيدانه لأنه حليف لهما في صراعهما ضد النفوذ الأمريكي والغربي في هذه المنطقة الحيوية. لا يهم الدول الغربية ما الذي سينجم عن سقوط النظام، صعود نخب إسلامية، فوضى أمنية أو حروب أهلية.. إلى أخره، فالمهم أن يزاح من السلطة نظام معاد. كما ليس يهم روسيا والصين إن كان استمرار النظام، الذي يؤيدانه، سيحرجهما أمام الغرب أو المعارضة السورية، لأنهما يتعاملان مع عنوان رسمي لسوريا، لا مع جماعات أهلية كما يفعل الغرب، ناهيك بأن استمراره خسارة للغرب وسياساته .
ـ ما نشهده، اليوم، ليس أكثر من صراع دولي على سوريا، صراع يعمل على خامة محلية هي الصراع في سوريا، ويمكن للصراع (الدولي) على سوريا أن ينتهي إلى تسوية سياسية بين (واشنطن، وموسكو، وبكين) وتابعيهم، وحينها سيكون على السوريين أن يتجرعوا ـ سلطة ومعارضة ـ تلك التسوية الدولية سواء أرضتهم أم أزعجتهم. لذلك، لابد من إنضاج شروط تسوية داخلية بين النظام والمعارضة يقع فيها تنازل متبادل ومتوازن يرضي مطالب الجميع.
3ـ  مهمة "كوفي عنان" وتوازنات القوى الإقليمية والدولية (7) :
ـ لا يبدو في الأفق أن الصراع في سوريا بات قريبًا من الحسم، بل إن تجديد الدعم الإقليمي والدولي لمهمة "كوفي عنان" على رغم كل ما يحدث على الأرض يؤكد أن المطلوب هو الحفاظ على حد أدنى من توازن القوى وإن أدى ذلك إلى إطالة أمد المواجهات التي لم تتوقف، وإن تدنت أعداد الضحايا في مناطق انتشار المراقبين الدوليين.
ـ مهمة المبعوث الأممي العربي لا تستهدف إيجاد حل، أو هي في أحسن الأحوال لن تقود إلى تسوية، لأن هذه تفترض شروطًا أولها تقديم تنازلات من الطرفين، ولا يبدو أنهما قادران على الاقتراب أحدهما من الآخر. كما أن تركيبة النظام القائمة أساسًا على الطائفة لا تسمح بتداول للسلطة ولا بتعددية. بل إن أي تغيير يفترض بالضرورة حربًا وصراعًا مريرًا كما نشاهد اليوم وليس الحوار الذي تتضمنه خطة "عنان". وهذه هي العقدة التي تطبع الأزمة.
ـ لا يمكن وصف الانتخابات الأخيرة بأنها خطوة نحو التعددية والتغيير الديمقراطي، ولا قيمة لها التي تجرى في ظل مقاطعة واسعة وفي ظل أعمال القتل والتشريد، لذلك لن ينجح النظام في الاستناد إلى نتائجها لتعزيز شرعيته أو تجديدها، بل لعل نتائجها تقطع الطريق على أي حوار يفترض أن يدعو إليه "عنان" بعد استكمال نشر المراقبين، أي إنها خطوة أخرى لتفريغ الخطة من أي محتوى.
ـ الهدف من مهمة "عنان" إذًا توفير الوقت اللازم لأطراف الأزمة، إقليميين ودوليين، للانصراف إلى قضايا أخرى أكثر إلحاحًا، مثل الملف النووي الإيراني والأوضاع في أفغانستان والعراق إلى غيره من القضايا، دون التفكير في احتمالات غرق وسقوط سوريا في مزيد من الضعف والتفكك والتشرذم. وهذا يفسر عد استعداد كل من واشنطن وموسكو للحوار تمهيدًا لصفقة قد تحل الأزمة في سوريا، ما دامت العناصر الإقليمية ليست جاهزة، أو أن ظروفها لم تنضج بعد لمثل هذه الصفقة. وفي هذا الصدد يمكن القول إن تعرف واشنطن تعلم جيدًا، مثلما تعرف موسكو، أن مهمة "عنان" ستبقى عنوانًا لمرحلة طالت أم قصرت، وإن حل الأزمة بات مستحيلاً، والباب سيبقى مشرعًا لحروب الجيران يستعيضون به عن حروبهم المباشرة.
(1) الحياة، رويترز، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، البيان الإمارتية، 14/5/2012.
(2) البيان الامارتية، وكالة الأنباء الفرنسية، إيلاف، 14/5/2012.
(3) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، أسوشيتد برس انترناشونال، 14/5/2012.
(4) وكالة الأنباء السورية الرسمية، الشرق الأوسط، البيان الامارتية، 14/5/2012.
(5) عصام نعمان، القدس العربي، 14/5/2012.
(6) عبد الإله بلقزيز، إيلاف، 14/5/2012.
(7) جورج سمعان، الحياة،14/5/2012.


https://islamicsham.org