التقرير الإعلامي الرابع و التسعون 13 ايار/مايو 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأحد 13 مايو 2012 م
عدد الزيارات : 2308

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

 

 

تزايد العنف والتفجيرات وشكوك حول تبني جماعة تنسب لـ"القاعدة" تفجيري دمشق

* بالتزامن مع مرور شهر كامل على بدء عمل مهمة المراقبين الدوليين، التي انطلقت يوم 12 إبريل الماضي، لمتابعة وقف إطلاق النار، تتصاعد أعمال العنف والتفجيرات الدامية التي راح ضحيتها الآلاف من الضحايا، حيث قتل أكثر من 15 شخصًا، فضلاً عن وقوع تفجيري دمشق التي أوقعت ما يقرب من 55 قتيلاً، وتم تراشق الاتهامات بين النظام والمعارضة، في الوقت الذي أعلنت فيه "جبهة النصرة" مسؤوليتها عن التفجيرات.

أولاًـ تزايد العنف والتفجيرات الدامية في سوريا(1):

* حصدت أحداث عنف متصاعدة 15 قتيلاً في سوريا، في وقت طالبت جبهة معارضة بإلغاء الانتخابات، هذا فضلاً عن تزايد التفجيرات في سوريا، بالتزامن مع عمليات أمنية وهجمات على عسكريين، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، وقتل 4 أشخاص على الأقل وجرح آخرون في التفجيرات، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في عدد من المدن والمناطق في البلاد، مع مرور شهر كامل على بدء عمل مهمة المراقبين الدوليين، التي انطلقت في 12 إبريل، لمتابعة وقف إطلاق النار، وفي هذا الصدد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بالآتي:
ـ قتل شخصان أحدهما امرأة إثر إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات وتمشيط نفذتها القوات النظامية في بلدات وقرى "كفر عويد" و"كنصفرة" و"قوقفين" في ريف إدلب، كما قتل 7 عناصر من القوات السورية، بكمين مسلح في إدلب.
ـ قتل مواطن وجرح آخرين بعضهم بحالة خطرة في بلدة "مورك"، إثر سقوط قذائف على البلدة في ريف حماه.
ـ مقتل مواطن من إثر إصابته برصاص قناصة في ريف "دير الزور".
ـ أصيب سبعة مواطنين بجراح إثر سقوط قذائف على قرية "النزارية" بريف مدينة القصير (حمص).
ـ استمرت حملة المداهمات والاعتقالات وطالت معظم المحافظات السورية، فتم اعتقال ثلاثة مواطنين على حاجز بين بلدتي "اللطامنة" و"مورك".
ـ هزت عدة انفجارات قريتي "فركيا" و"دير سنبل" إثر سقوط قذائف على المنطقة مصدرها الحواجز العسكرية، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين شرقي قرية "حنتوتين".

ثانيًاـ شكوك وتضارب حول تبني جماعة تنسب لـ"القاعدة" تفجيري دمشق:

* إثر إعلان جماعة تدعى "جبهة النصرة"، لم تكن معروفة حتى اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق (10/5)، تباينت ردود فعل المعارضة والنظام، ففي حين يصر النظام على وجود عناصر لـ"القاعدة" في سوريا، وحاول البحث عن إثباتات لإبعاد الشبهات عنه في هذه التفجيرات، حيث قدم لائحة بـ26 اسمًا من "تنظيم القاعدة"، أوقفوا في سوريا، لمجلس الأمن. على جانب آخر تؤكد المعارضة أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عن التفجيرات التي تهز البلاد بين حين وآخر، ونددت بتبني هذه الجماعة، "جبهة النصرة لأهل الشام"، تفجيري دمشق الأخيرين، وقالت أنها "فبركات" النظام، وهو ما يمكن توضيحه كما يلي:
1ـ تبني "جبهة النصرة لأهل الشام" العمليات التفجيرية (2):
* ذكرت الجماعة في بيان حمل الرقم (4) بثته على موقع "يوتيوب" أنها قامت بعملية عسكرية في دمشق ضد أوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات الأمنيين، وأرجعت الجبهة في بيانها هذه العملية إلى:
ـ "استمرار النظام في قصفه للأحياء السكنية في ضواحي دمشق وإدلب وحماة ودرعا وغيرها، وقد صدقناه وعدنا بأن نرد عليه القصف بالنسف".
ـ "سبق أن طالبنا النظام السوري بوقف المجازر ضد السنة، وحذرنا من أنما هو آت أكثر كارثية، لذلك ندعو السنة إلى الابتعاد عن مراكز قوات الأمن".

2ـ  نفي النظام تورطه وتقديمه إثباتات لإبعاد الشبهات عنه(3):
* نفي النظام السوري تورطه في التفجيرات الدمية التي تتعرض لها سوريا باستمرار، خاصة تفجيري دمشق الذي راح ضحيته 55 شخصًا، فقام المندوب السوري في مجلس الأمن "بشار الجعفري" رسالة إلى رئيس المجلس، قدم فيها إثباتات وأدلة تفيد بتورط "القاعدة" حيث قدم قائمة تحتوي على أسماء 26 شخصًا من القاعدة اعتقلوا في سوريا، مرفقة بمعلومات حول جنسياتهم وتاريخ توقيفهم وانتمائهم وسبب توقيفهم، وأضاف "الجعفري الآتي:
ـ "اللائحة تظهر أن كل الأسماء فردية باستثناء واحد كان يهرب أسلحة إلى سوريا نفذ عمليات إرهابية ضد الجيش السوري وقوات الأمن السورية، استجابة لفتوى منبثقة من متطرفين دينيين تونسيين وليبيين".
ـ "معظم الأسماء دخلت سوريا عن طريق تركيا، وعشرين اسمًا من أصل 26 ينتمون إلى تنظيم القاعدة، كما تضم اللائحة أسماء 19 تونسيًا، و4 لبنانيين، وأردني ومصري وليبي".
3ـ اتهامات المعارضة للنظام بافتعال التفجيرات لتحريف الرأي العام (4):
* وصفت قوى المعارضة السورية اللائحة التي قدمها "الجعفري" لمجلس الأمن، بـ "السخيفة"، وحديث النظام عن وجود قاعدة في سوريا بـ"الفبركات"،وفي هذا الصدد جاءت أراء الشخصيات البارزة في المعارضة، كالتالي:
ـ شدد المعارض السوري "هيثم المالح" على:

ـ أعلن العميد في "الجيش السوري الحر"، فايز عمرو، الذي كان يشغل منصب مدير المدرسة الفنية الجوية في الجيش النظامي، أن:

ـ أكد قائد "الجيش السوري الحر" العقيد "رياض الأسعد" على:

ثالثًاـ تتابعات جهود الجامعة العربية لحلحلة الأزمة:

* استكمالاً لجهود الجامعة العربية لحلحلة الأزمة السورية المتفاقمة منذ أكثر من عام، أعلن الأمين العام للجامعة "نبيل العربي" عن توجيه دعوات لـ 70 شخصية معارضة لحضور الاجتماع الموسع بالقاهرة، فضلاً عن تسليم دمشق "إعلان سياسي" يتم بمقتضاه تحديد "مُحاور" للنظام السوري مع المعارضة بشأن المسار السياسي والسلمي.
1ـ توجيه دعوات للمعارضة السورية لعقد مؤتمر موسع بالقاهرة(5):
* كشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير "أحمد بن حلي" عن مشاركة أكثر من 70 شخصية من المعارضة السورية تمثل كل التنظيمات والأطياف على رأسها المجلس الوطني في مؤتمر الجامعة العربية المقرر إجراؤه يوم (17ـ18) مايو الجاري، وفي هذا الصدد:
ـ أكد "بن حلي" أن الجامعة العربية وجهت الدعوات منذ أيام وقامت بإعداد كل الجوانب اللوجستية التي تؤدي إلى نجاح أعمال المؤتمر على مدار يومي 17 و16 الشهر الجاري وفق قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
ـ طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي والجامعة العربية بوحدة الموقف والجدية في اتخاذ القرار الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار وفق القرار الدولي وخطة العمل التي حملها "كوفي عنان" إلى نظام "الأسد" ولم يلتزم بها.
2ـ تسليم دمشق إعلانًا لتعيين محاور مع المعارضة للمسار السياسي(6):
* أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" أن المبعوث الأممي العربي المشترك "كوفي عنان" سيسلم دمشق إعلانًا سياسيًا سيصدر عن اجتماع المعارضة السورية في القاهرة يومي 16 و17 الجاري، ومن المقرر أن يطلب "عنان" من الحكومة السورية تعيين مُحاور مع المعارضة للمسار السياسي، في تطورات تشي بقبول المعارضة بالحوار المباشر مع النظام بعد أكثر من 14 شهرًا من الثورة، إلا أن هذا التصور يمكن أن يصطدم بعدم التوافق الداخلي بين أطياف المعارضة الممثلة في المجلس الوطني السوري، الذي بدأ (12/5) مناقشات تستمر ثلاثة أيام لاتخاذ قرار بشأن زعامته.

رابعًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

1ـ العنف في سوريا بين النظرية والممارسة(7):
ـ استند النظام السوري في التعامل مع شعبه إلى نظرية، اعتمدت خاصة منذ الحركة التصحيحية، وهي تقضي بأن للشعب ما تيسر من مأكل ومشرب، أما السياسة ومنافعها فهي للحاكم ومحيطه. وعلى هذا الأساس، وضع الدستور وأصدرت القوانين وأجريت انتخابات وُشكلت حكومات، أي إن كل ما أقدم عليه الحاكم هو في إطار احتكاره التام للسياسة ومنعها عن الشعب. وفي هذا المعنى تفهم خطوات نسف النقابات التي حاولت الاعتراض على سياسات الحكم، والزج بالسجون للمعارضين وتشريد آخرين. ذلك أن احتكار السياسة في ذاته ينطوي على إكراه وعنف، تبدى في شكل دموي لدى انتقاله من صيغة فردية إلى جماعية قد تؤدي إلى عصبية وجمهور معارضين.
ـ أدوات إثبات هذه النظرية كانت الإكراه والقمع، وتحققت أغراضها حتى بدا الاستقرار في سوريا أبديًا، بحسب مفهوم الحكم الذي افترض أنه قضى على أي تحد داخلي، وذلك بعد إحكام السيطرة على أدوات الأمن والاقتصاد. وهذا ما نوه به الرئيس "بشار الأسد" باستبعاد أي تهديد لهذا الاستقرار وإعلانه العلاقة الخاصة مع شعبه، في حديثه الشهير، أي إن لا تحدي ممكنًا للحكم في سوريا، في ظل اندلاع الحركات الاحتجاجية العربية.
ـ استولدت هذه النظرية رديفتها حول "المجموعات المسلحة" والمؤامرة، فور اندلاع الحركة الاحتجاجية، ومع استمرار التظاهر، جرى تغيير في توصيف المتظاهرين، وهم جزء من الشعب السوري الذي بات يضم خليطًا من العملاء والمتآمرين، إذإن أي نظرية أخرى حول مطالب اجتماعية وإصلاحية تعني كسر احتكار الحكم للسياسة، وانتقال العمل السياسي إلى المجال العام، ما يعني نفيًا لطبيعة الحكم وآلية سيطرته على البلاد. ومن هنا يمكن فهم الدعاية الإعلامية لهذا الحكم وممارسته العنيفة ضد المتظاهرين على الأرض، وفي هذا الصدد فإن:

ـ تحتاج هذه النظرية حاليًا، في ظل وجود المراقبين الدوليين والجدال حول دورهم وطبيعته وكيفية الانتقال إلى الشق السياسي من خطة "كوفي عنان"، إلى مزيد من العنف على الأرض، خاصة التفجيرات الإرهابية.
2ـ  ماذا بعد تفجيرات سوريا؟ (8) :
ـ لاشك أن أسلوب التفجيرات الذي يطال الأبرياء، ويهدد بفتن داخلية، وتدخل أطراف خارجية، وبالطبع فإن هذا النوع من الأساليب مدان ومستنكر، ولا يخدم لا النظام ولا المعارضة، ولا الثورة، واللاجئ إليه يائس، وضيق الأفق. ولا يخفى أن انزلاق سوريا إلى هذا النوع من التفجيرات يُدخل البلاد والنظام والثورة في نفق مظلم، ويعلن عن فشل جميع الأطراف، بما فيها الإقليمية والدولية، كلها في تحقيق أهدافها، على اختلاف تلك الأهداف، وتناقضها.
ـ هذه التفجيرات يمكن تفسيرها باحتمالين وهما؛ إما أن الأمور قد انفلتت فعلاً من السيطرة، وأن عناصر، أو جماعات دموية، ليست في صميم الثوار، قد نجحت في استغلال الحالة المنفلتة؛ لتصنع البيئة التي تراها مناسبة لنشاطاتها. وإما أن طرفًا من الأطراف المتصارعة، أو فروع من تلك الأطراف، بتوافق، مع قادتها، أو دون توافق، قررت الدفع، نحو السلاح الأخير، وهو التصعيد المفضي إلى تغيير المعادلة التي لا تبدو قريبة الحسم.
ـ قد يستفيد النظام من هذا الحالة الجديدة وقد يكون له العديد من الدوافع التي قد يؤمل منها التغطيةَ على الاحتجاجات السلمية التي لا ينجح في القضاء عليها، بعد ما يزيد على العام، على اندلاعها، رغم كل الوسائل البالغة العنف والاتساع التي استخدمها، حيث:

ـ ارتفاع وتيرة العنف، والقتل، في سوريا، إلى هذا الحد، أمر خطر، ولا يبدو أنه يصب في سياسة الإدارة الديمقراطية، في البيت الأبيض التي ترى في التهدئة، في منطقة الشرق الأوسط، علامة مهمة على نجاح الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، خاصة أن التفجيرات الدامية، تضر بجميع الأطراف في سوريا، وحتى غيرها، بيد أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق الدولة، والخطورة الأكبر، سياسيًا، عليها؛ فهي لا تقوى على أداء وظيفتها، وعلى إثبات مسوغات بقائها، في هذا الوقت الذي يشكّك فيه بشرعيتها، ليبقي الضحية هو دماء الشعب السوري المستنزفة يومًا تلو الآخر.
3ـ خطة "عنان" مهددة بالفشل (9):
ـ يرافق ازدياد التحذير من اندلاع حرب أهلية في سوريا مزيج من الهروب إلى الأمام، وتجنب البحث في "الخطة باء" أي الحلول العسكرية، فالبرنامج الزمني الذي يجول في خاطر الدول الأعضاء في مجلس الأمن يدور في فلك خطة المبعوث الأممي والعربي "كوفي عنان" وولاية بعثة المراقبين الدوليين التي أقرها مجلس الأمن وتنتهي في 21 يوليو المقبل، ومن هنا فإن الجميع في ورطة من نوع أو آخر، حيث:

ـ المشكلة، أن الجميع يتهرب من "الخطة باء" مع أن الأكثرية مقتنعة بأن خطة "عنان" باتت لعبة، وأن الأفضل إيقافها، والسبب أن "الأسد" لا يريد التفاوض، ولا يريد عملية سياسية، وهو مقتنع بأن في وسعه التغلب والبقاء في السلطة بوسائل عسكرية، ولا حاجة به إلى إجراء المفاوضات مع المعارضة.
ـ أقصى أحاديث سيناريوهات "خطة باء" يدور في فلك تفكير تركيا بطرح المادة الخامسة أمام تجمع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شيكاغو في 20 و21 الشهر الجاري لتحصل على دعم ما أو لممرات آمنة أو لعمليات عسكرية على أساس أن أمنها مهدد على حدودها مع سوريا. وقد لا تحصل تركيا على دعم صريح من حلفائها في "الناتو"، لكنها ستشق الطريق في شيكاغو إلى ذلك الاحتمال.
(1) إيلاف، الشرق الأوسط، الحياة، وكالة الأنباء الفرنسية، 13/5/2012.
(2) وكالة الأنباء الفرنسية، رويترز، الحياة، الشرق الأوسط، إيلاف، 13/5/2012.
(3) الشرق الأوسط، 13/5/2012.
(4) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، الرأي الكويتية، 13/5/2012.
(5) الشرق الأوسط، 13/5/2012.
(6) البيان الامارتية، 13/5/2012.
(7) عبدالله إسكندر، الحياة، 13/5/2012.
(8) أسامة عثمان، إيلاف، 13/5/2012.
(9) راغدة درغام، الحياة، 11/5/2012.

 


https://islamicsham.org