أعرِف رَبّي
اللهُ الرّزّاقُ
الله الرّزّاقُ: الـمُيسِّرُ للرِّزقِ, يَرزُقُ القُلوبَ بِالعلمِ والإِيمانِ والرِّزقِ الحلالِ.
جَلسَ عبدُ الله عَلى الأَرضِ في الحَدِيقَةِ يتأمَّلُ سِربَ نَملِ طويلاً.
رآهُ أبوهُ، فقَالَ لهُ: إِلى ماذا تنظرُ يا عبدَ الله؟
قالَ عبدُ الله: أتأمَّلُ النملَ يا أبي.
ثُمَّ سأل عبدُ الله: كيفَ يَحصُلُ النملُ على الطعامِ يا أبي؟
ابتسمَ الأبُ وقال: اللهُ - عزَّ وجلَّ - خالقُ كُلِّ شيءٍ ورازقُ كلِّ مَخلوقٍ.
قَال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.
فالنَّملُ وكلُّ الـمَخلوقاتِ تَسعَى في البَحثِ عَن طَعامِها، والله - عَزَّ وجَلَّ - يُوفّقُهم ويَرزُقُهم.
ولَو لَم يرزُقْهُمُ اللهُ تعالى لَظلُّوا يَبحَثونَ عَنِ الطَّعامِ بغيرِ هُدًى حَتّى يَمُوتوا جوعًا.
سألَ عبدُ اللهِ: وَنحنُ - يا أبي - مَنْ يَرزُقُنا؟
قالَ الأبُ: يَرزقُنا الّذي رَزقَ النَّملَ يا عبدَ الله .. يرزقنا اللهُ تعالى.
فأَنا أذهَبُ إلى عَملِي وأَتوكَّلُ على الله، وهُوَ سُبحانَه يُقَدِّرُ لي رِزقي.
ولَولَا رِزْقُ الله لَنا وإِنْعَامُه عَلَيْنا لَما وَجَدْنا طَعامَنا ولا شَرابَنا.
أكملَ الأبُ: فاللهُ تعالَى يَقسمُ لِكُلّ مَخلوقٍ رِزقَهُ ونصيبَه مِن الـنِّعَمِ في الدّنيا.
ومَن يتّقِ اللهَ فيما رزَقه، ويشْكُرِ اللهَ على نِعَمهِ؛ يُعطِهِ اللهُ أضعافَ تِلك النّعمِ في الآخِرةِ، ويُدْخِلْهُ الجَنّةَ.
فيجِبُ أنْ نستخدِم نِعَمَ اللهِ في طَاعةِ اللهِ.