قصة خشبة المقترض الأمين
هذه القصة حدثت منذ زمنٍ بعيدٍ ولكنها قصةٌ عظيمةٌ, وفيها دروسُ كثيرةُ, لذلك رواها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه .ليتعلموا ويستفيدوا منها فلنقرأ تلك القصة :
يحكى أن هناك رجلًا من بني اسرائيل احتاج إلى مالٍ –سنسميه المقترض- فطلب ممن حوله أن يعطوه مالًا و يعيده لهم بعد فترة . فقال له أحدهم –سنسميه المقرض- سأعطيك المال و لكن لا بد أن تأتي برجل يشهد على ذلك.
فقال له المقترض: أليس الله يرانا و يسمعنا ؟ فهو شهيدٌ على أنني أخذت المال و سأعيده.
قال المقرض : و لكن إن لم تعد لي المال من سيضمن لي ؟ أريد رجلًا يضمن لي مالي .
قال المقترض: الله هو الرازق, و هو المعين فهو يضمن لك بإذن الله .
قال المقرض : صدقت. و أعطاه المال ، و أخبره أن يعيده له بعد فترة محددة.
أخذ المقترض المال و ركب السفينة و سافر ليقضي ما يحتاجه.
و عندما صار موعد إعادة المال لصاحبه ذهب إلى البحر ليعود لبلده لكنه لم يجد سفينة يركبها !
جلس هناك يفكر ماذا يفعل ؟ لابد أن يفي بوعده و يرد الأمانة .
وبينما هو جالس إذا بخشبة تأتي بجانبه على الشاطئ فخطرت له فكرة . لقد قام بحفر فتحةٍ صغيرةٍ في الخشبة و وضع فيها المال مع ورقة إلى صاحب المال .ثم سد الفتحة و وقف أمام البحر.
و دعا الله عزوجل أن يوصل الأمانة لصاحبها
فقال المقترض : اللهم انك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ( اقترضت منه ) الف ديناراً , فسألني كفيلاً , فقلت : كفى بالله كفيلاً , فرضي بك , وسألني شهيداً , فقلت : كفى بالله شهيداً . فرضي بك , وإني جهدت ـ بذلت جهدي ـ أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له , فلم أقدر , وإني أستودعكها _ أي اجعلها في أمانتك_ .
فرمى بها في البحر و هو ينظر إلى الأمواج تحملها بعيدًا. ثم ذهب يبحث عن قارب يعيده إلى بلده.
و في بلده هناك خرج الرجل الذي كان قد أعطاه المال ينتظر أن يعيده إليه فلم يجد أي مركب قادم . لكنه رأى الخشبة فأخذها لبيته ليستعملها في إشعال النار.
فلما وصل إلى بيته أخذ فأسًا و قطع الخشبة ، فإذا بشيء يلمع داخلها ! فضربها بالفأس ثانية فسقط منها مال كثير وورقة. فتح الورقة فوجد فيها رسالة من صاحبه. و عد المال فوجده كاملًا.
صاحبنا في البلد البعيد وجد قاربًا بعد فترة فركبه و عاد لبلده. وفورًا توجه إلى صاحب المال ليعيده له ، فهو لا يعرف ما حصل بالخشبة .
فحكى له صاحب المال عن الخشبة التي وجدها , و الرسالة التي فيها. و قال له : فإن الله أدى عنك الذي بعثت في الخشبة.
هذه القصة يا أطفال تدل على لطف وحفظ الله لنا وأن الله يكفبنا ويحفظنا إذا توكلنا عليه وفوضنا الأمر إليه .
ما أحلى أن يكون عند المؤمن هذه الثقةُ العظيمةُ بالله ,يثق بأن الله قادرٌ على كل شي لايعجزه أي شي . فقط أطلب من الله وثق به والله يجيب .