الشيخ أسامة اليتيم.. رجُل أمّة -ترجمة لحياة الشيخ تقبله الله
الكاتب : موقع نور سورية
الخميس 24 ديسمبر 2015 م
عدد الزيارات : 4748

 

مولده ونسبه:
أسامة بن عايد اليتيم، من مواليد مدينة جاسم في درعا عام 1-10-1974م.
دراسته وتحصيله العلمي:
تخريج أسامة اليتيم من ثانوية الإمام النووي للعلوم الشرعية بدرعا، وكان من الدفعة الأولى في تلك الثانوية، ثم سجل في كلية الشريعة بجامعة دمشق وترفع إلى السنة الثانية، كان حينئذ قد تم قبوله في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ضمن تزكية الشيخ عبد العزيز أبازيد مدير الثانوية الشرعية بدرعا آنذاك، فدرس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وتخرج فيها، ثم حصل على دبلوم في الفقه وأصوله ودبلوم في الدعوة، ثم سجل لدراسات الماجستير - قسم الفقه وأصوله - جامعة ام درمان فرع سوريا وكانت رسالته في تحقيق مخطوط في مقاصد الشريعة للعز بن عبد السلام، وكان من المفترض أن يتقدم بالبحث في صيف 2011 م لكن الثورة السورية المباركة كانت حائلاً إذ أخذت عليه وقته واهتمامه.
الشيخ أسامة والثورة السورية:
يعتبر الشيخ أسامة من أوائل الذين شاركوا في الثورة السورية منذ الأيام الأولى لانطلاقتها، حيث شارك في المظاهرات كما شارك بعلمه وقلمه، وكان من أوائل من خطب في ميادين جاسم في حوران في بداية الثورة واجتمع الناس عليه، وانتشر له أول فيديو وهو يناشد أهل دمشق وحلب نصرة أهل حوران في مظاهرة جاسم في 8-4-2011، ثم اعتقله نظام أسد  8 أشهر، وبعد خروجه من المعتقل  خرج إلى الأردن وعمل مع إخوانه في الدعوة والإغاثة، وأصبح بيته نزلا للنازحين والمشردين.
أعمال الشيخ أسامة في الأردن:
1- نشط الشيخ أسامة في مكتب هيئة الشام الإسلامية في الأردن، والتي تعتبر من أكبر المؤسسات العاملة في سوريا دعوياً وتربوياً إضافة للعمل الإنساني قبل أن ينفصل عنها في مؤسسة مستقلة، والشيخ يعتبر أحد أعضائها وأحد أعمدة مكتبها العلمي الذي ذاعت فتاواه في الثورة السورية.
2- ساهم في تأسيس رابطة أهل حوران، وتعتبر أكبر منظمة اجتماعية تعمل في حوران، وكان الشيخ أسامة مديرها التنفيذي في الأردن منذ تأسيسها حتى مغادرته الأردن.
أعمال الشيخ في الثورة في الداخل السوري:
1- كان أسامة اليتيم - رحمه الله - الداعي لمشروع الهيئة الإسلامية الموحدة في المنطقة الجنوبية لجمع شتات الدعاة في بيت دعوي واحد، وكان من أوائل من مارس العمل الدعوي في حوران وساهم في تنظيمه.
3- أسس مع إخوانه ورفيق دربه الشيخ بشار الكامل الذي اغتالته يد الغدر في حوران بتاريخ 2-9-2015، دار العدل في حوران بعد أن أصبح الأمن ضرورة ملحة في حوران، فقام بجهود مبرورة في إقناع كافة الفصائل في حوران بالتوقيع على الاعتراف بدار العدل وحصل ذلك بعد جهد 6 أشهر من الجولات اليومية والمتكررة التي كان الشيخ يقوم بها بنفسه التي أرهقته بدنياً، ونفسياً، وأسرياً، ومادياً، وبعدها أشهرَ الشيخ أسامة اليتيم رحمه الله دار العدل، الذي يعتبر أفضل مشروع موحد للمحاكم في سوريا، حيث حاز على المركز الأول في تقييم المحاكم لعام 2015 رغم الانتقادات الموجهة له.
4- كان له الدور الكبير في بناء علاقات متينة بين العديد من منظمات الداخل والداعمين في الخارج لكونه كان محل ثقة كبيرة من الداعمين.
5 - كان داعية لله تعالى فهو خطيب الجامع الكبير في جاسم، لم يخن المنبر والدعوة في كتمان الحق كما هو حال العديد من الخطباء، وقد دفع فاتورة البيان من دمه ودم إخوانه ورفاقه.
وكان رحمه الله متواضعاً ويستقبل في بيته كل سوري وخاصة الأرامل والأيتام فكان يدخل في بيته كل من يراه بحاجة إلى المأوى، لمجرد أنهم مشردون ﻻ سكن عندهم، يطعمهم ويسقيهم ويؤويهم.. فيمتلئ بيته بالضيوف.
وكان رحمه الله رجل دولة بامتياز، استشعر في وقت مبكر حجم الكارثة التي أحاطت بسوريا وأهلها، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي، وسعى بكل وسيلة لرأب الصدع وجمع الكلمة.

بعض المعاني و العبارات التي كان يكثر من تردادها رحمه الله:
1- فاتورة البيان أخف من فاتورة الكتمان.
2- الإسلام هو العلم بالحق ورحمة الخلق، وهذا كان عنوان خطبة جمعة هذا الأسبوع له.
3- ابن تيمية رحمه الله ترك معاركه العلمية والفكرية ضد مخالفيه عندما هجم التتار والمغول على الشام، وحاول أن يستعين بمخالفيه ويوحد صفهم ضد عدوهم المشترك من الغزاة الذين لا يفرقون بينهم.
4- النظام لا يفرق بيننا في حربه ونحن عنده صنف واحد  فلماذا نفرق نحن أنفسنا وندمن لغة التصنيف الديني فيما بيننا، دعونا من التصنيف ولنجتمع على عدونا .
5- العقاب يعم الساكت والراضي.
وهذا جزء من آخر خطبة له في الأسبوع الماضي:
"واجب المجتمعات في التغيير "
القرى الظالم أهلها
العقاب يعم الساكت والراضي ..
هناك قاض ظالم ومحكمة ظالمة ومجتمع ظالم ..
المجتمع الذي يشفع في حدود الله مجتمع ظالم
المجتمع الذي لا يعين على تطبيق شرع الله مجتمع ظالم
المجتمع الذي يرى الظالم والسارق والقاتل وقاطع الطريق ثم لا يأخذ على أيديهم مجتمع ظالم
استشهاده:
اغتال مجهولون الشيخ أسامة اليتيم، رئيس محكمة دار العدل في حوران، مع اثنين من أشقائه ومرافقه، على الطريق الواصل بين مدينة درعا وبلدة صيدا، يظهر يوم الثلاثاء 4 ربيع أول، الموافق 15 كانون الأول / ديسمبر عام 2015.
حيث استهدفوا سيارتهم بالرصاص فقُتلوا جميعًا رحمهم الله، ونقلوا إلى مشفى تل شهاب، وُري الثرى في مسقط رأسه في مدينة جاسم. تقبله الله وأسكنه فسيح جنانه. 


https://islamicsham.org