الله بالغ أمره
الظلم يسحب ذيلَه متبخترا
مُتبغْدِداً مُتدمشِقا مُتمصِّرا
مُتعلْمِناً يطأُ المباديء كلَّها
مُترفِّضا يسري ويا بِئسَ السُّرى
الظُّلم يمتشقُ الهَوى مُتأمرِكَا
وعلى جبين الرُّوسِ يبدو أحمرا
وبِجَور أوروبا يشُدُّ حبالَه
مُتصهيناً مُتهوِّداً مُتنصِّرا
يختالُ فوقَ رُفاتنا ودمائنا
ويسيرُ فوقَ صدورِنا مُتكبِّرا
يستنشقُ العملاءُ من سَطَواتهِ
ريحَ الضَّلالِ ويشربونَ المُسكِرا
ويُتاجِرونَ بدينهم وبلادهم
حتَّى غدا قصر الرِّئاسة متجرا
الظُّلمُ جاوزَ حدَّهُ في عالمٍ
جعلَ الرذائلَ منهجاً وتهوَّرا
في هيئة الأمم استقرَّ ومجلسٍ
للخوف، أصبح للتَّآمر مصدرا
وبنى من الإعلام بيتاً موحِشاً
من كُلِّ قولٍ للحقيقةِ مُقفرا
مازالَ يهذي بالأباطيل التي
تدعُ الحليمَ أمامَها مُتحَيِّرا
إعلام تزويرٍ وقولٍ باطلٍ
جعلَ الأكاذيب َ الشِّعار وزوَّرا
القتل والتَّشريدُ في قاموسِهِ
أمنٌ وإنْ قتلَ الشُّعوبَ وأهدرا
والظلم في قاموسه العدلُ الذي
يبني، وإنْ هدم الدِّيار ودمَّرا
ومظاهر الفوضى دليلُ حضارةٍ
وتقدُّمٍ مهما أشاعتْ مُنكرا
الظلم يحرم أمتي من حقِّها
في أرضها ويرى لها ما لاترى
آلاف قتلى المسلمين حكايةٌ
لا تستثيرُ الظالم المُتجبِّرا
والذبح بالسِّكين في أطفالنا
حدثٌ يظلُّ مع التَّآمر أصغرا
والهتكُ في الأعراضِ أمرٌ هيِّن
مهما جرى سيظلُّ أهونَ ما جرى
الظلم يسرقُ أمتي من حِرزِها
ويبيعُها بيعاً رخيصاً أخسرا
ويظلُّ يلفحُني سؤالٌ حارقٌ
تغدو به نبضاتُ قلبي مِجْمَرا
أوَما هنالكَ مخرجٌ نغدو بهِ
أقوى من الباغي العنيد وأظهرا
أتظلُّ أمتنا الضعيفة موقفاً
وتظلُّ للباغي الجدارَ الأقصرا؟
أيظلُّ تجارُ المباديء بيننا
أقوى على كسبِ الرِّهانِ وأقدرا؟
أيظلُّ مركبنا الجميلُ مكبَّلاً
ويظلُّ مركَبُ من تطاوَلَ مُبحرا؟
حتى متى، وإلى متى يا أمَّتي
يبقى مسيرُكِ واهِناً متعثِّرا؟
وإلى متى تَتَغيّثينَ سرابَهم
ولديكِ ينبوعٌ تفجَّرَ أنْهُرا ؟
ولديكِ قرآنٌ ومنهجُ سُنَّةٍ
كشفا دياجيرَ الظلام ونوَّرا؟
حتى متى، وطويتُ ثوبَ تساؤلي
وسكتُّ حينَ رأيتُ وجهاً مُسفرا
أبصرتُ وجهَ شموخِ أمَّتنا ،فيا
فرحي به وجهاً تألَّقَ منظَرا
وسمعتُ صوتَ إبائها متحدِّثاً
وكأنه غيثٌ مُغيثٌ أمطرا
أبشرْ فإنَّ الله بالِغُ أمرهِ
مهما بغى الباغي ومهما زمجرا
كن واثقاً بالله وارفع رايةً
للحقَّ، واشرح صدركَ المتكدِّرا
إنِّي أبشر بانتصارٍ حاسمٍ
للحقِّ، فابقَ على الهُدى مُستبشرا
شتانَ بين البائعين عقولهم
والحافظينَ عقولهم أن تُشترى