تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث
استمرار انتهاكات الهدنة بالتزامن مع تحركات المراقبين في سوريا .. المؤشرات والتطورات
* تستمر أعمال العنف في سوريا رغم وقف إطلاق النار, الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من إبريل، ورغم وصول الجنرال النرويجي "روبرت مود" لترؤس الفريق الموسع للمراقبين الدوليين منذ يوم (29/4)، وإشرافه على البعثة التي تضم عسكريين غير مسلحين، إضافة إلى 35 من المدنيين المتخصصين في مجال حقوق الإنسان، والذين سيتزايد عددهم خلال الأيام المقبلة وفقًا لما يحتاجه ويطلبه الجنرال "مود". هذا في الوقت الذي أدان المجتمع الدولي هذه الخروقات, وجددت السعودية دعوتها لتسليح المعارضة السورية. فيما تواصلت الجهود السياسية لإيجاد حلول لتدهور الأوضاع في سوريا، فأجريت مباحثات مصرية ـ روسية لمناقشة الأوضاع السورية، كما التقى السناتور الأمريكي "جو ليبرمان" بخادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز" في الرياض للتشاور حول الملف السوري.
* استمرارًا لانتهاكات الهدنة الهشة التي أرساها بدء تنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى دمشق "كوفي عنان" قبل أقل من ثلاثة أسابيع، يمكن توضيح الآتي:
1ـ مقتل أكثر من 34 طفلاً منذ سريان الهدنة (1):
* منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في 12 أبريل، ورغم نشر مراقبي وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 34 طفلاً، وهو ما أكدته "راديكا كوماراسوامي"، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة للطفولة والصراعات المسلحة، حيث أشارت إلى:
ـ "على جميع الأطراف في سوريا الإحجام عن الأساليب العشوائية التي ينجم عنها قتل الأطفال وإصابتهم".
ـ "طفل واحد على الأقل قتل أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة، كما انتشلت جثة فتاة من تحت ركام منزل متهدم في مدينة حماه".
2ـ تجدد التفجيرات في مختلف أنحاء سوريا(2) :
* رغم وجود المراقبين الدوليين في سوريا، إلا أن التفجيرات توالت علي مختلف أنحاء سوريا. ومن أبرز الانفجارات التي استهدفت مقار أمنية وحكومية في سوريا، وراح ضحيتها عشرات القتلى و الجرحى:
ـ 23 ديسمبر 2011: انفجاران في دمشق استهدفا مقر إدارة الأمن وسط العاصمة، سقط خلالهما 40 قتيلا، وأصيب 100 آخرون.
ـ 6 يناير 2012: انفجار انتحاري قتل 26 شخصًا بحي الميدان بدمشق.
ـ 3 مارس: انفجار سيارة مفخخة في منطقة دوار المصري بمدينة درعا جنوب سوريا، ومقتل شخصين وإصابة 20 آخرين.
ـ 10 مارس: انفجاران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بحلب.
ـ 17 مارس: انفجاران في العاصمة دمشق، أسفرا عن مقتل 27 شخصًا وإصابة 140 آخرين بينهم مدنيون ورجال أمن.
ـ 18 مارس: انفجار سيارة مفخخة في حلب، يسفر عن 3 قتلى و30 مصابًا.
ـ 2 أبريل: انفجار عبوة ناسفة بالقرب من قسم شرطة "المرجة" في "حي المرجة"، مركز العاصمة السورية، ما أسفر عن سقوط جرحى.
ـ 21 أبريل: تفجير خط أنابيب باستخدام لغم من صنع محلي في دير الزور شرق البلاد قرب الحدود مع العراق، واندلاع حريق كبير.
ـ 24 أبريل: انفجار سيارة في حي "المرجة" وسط دمشق، يسفر عن إصابة 3 أشخاص على الأقل، وإلحاق أضرار بمبان في المنطقة.
ـ 27 أبريل: انفجار وسط العاصمة السورية دمشق، ومقتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب نحو 30 آخرين.
ـ 30 أبريل: 3 انفجارات استهدفت مقرات أمنية وسط مدينة إدلب شمال غربي البلاد، ومقتل 8 أشخاص، وإصابة آخرين بينهم عسكريون.
3ـ تواصل أعمال القصف والاشتباكات(3):
* سقط أكثر من (30) قتيلاً في اشتباكات وأعمال قصف في سوريا، وفي هذا الصدد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى الآتي:
ـ مقتل عشرة أشخاص بينهم تسعة من عائلة واحدة في سقوط قذائف "هاون" مصدرها قوات النظام على منزلهم في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، وبين الضحايا أربع نساء وطفلان.
ـ سقوط عدد كبير من الجرحى. وقتل طفل يبلغ من العمر 13 عامًا إثر إصابته بإطلاق رصاص عشوائي بمدينة معرة النعمان في إدلب.
ـ مقتل اثني عشر عنصرًا من القوات النظامية السورية في اشتباكات عنيفة مع منشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور.
ـ مقتل مواطن في قرية "لحويجة" في "سهل الغاب" في حماة في قصف من القوات النظامية.
ـ مقتل جنديين في حمص إثر إطلاق الرصاص عليهما من القوات النظامية التي انشقا عنها في مدينة تدمر، كما قُتل مواطنان برصاص القوات النظامية السورية في "حي البياضة".
1ـ المعارضة السورية (4):
* رئيس المجلس الوطني السوري "برهان غليون":
ـ "النظام السوري لم يعد نظامًا بقدر ما بات قوة عسكرية أمنية ميلشيوية منظمة تقتل الشعب، ولم يعد لديه أي مضمون سوى العنف. هو بالنسبة لنا انتهى، ولكن بقي فقط كيف سندفن هذه الجثة التي تفوح رائحتها".
ـ "من المتوقع أن يستمر النظام سيستمر لفترة أخرى.. حتى ينهار الجيش وقوات الأمن التي يستخدمها، لأنه نظام منهار كليًا في السياسة والاقتصاد والثقافة، ولم تعد له علاقات لا عربية ولا دولية".
ـ "النظام لم يلتزم بالهدنة واستمر في قتل شعبه بشكل منهجي ويومي لمنع السوريين من إسقاطه".
ـ "نرفض اتهام المعارضة والثوار بأنهم هم من لا يستجيبون لمبادرة عنان حتى لا تهدأ الأوضاع، هذا ليس صحيحًا، إذا وقف إطلاق النار ستخرج الملايين للساحات، وسيجبرون النظام على التراجع والانسحاب والخروج مثلما خرج رؤساء آخرون، لذا نقول إن المعارضة لا تخشى وقف العنف لأنها بالأساس الرابحة منه".
2ـ السعودية (5) :
* عضو في مجلس الشورى "سعود الشمري":
ـ "موقف المملكة تجاه الأزمة السورية كان موفقًا، خاصة أن النظام السوري انقلب على السلطة وحكم الناس بالحديد والنار، ونحن ندعو إلى تسليح الشعب السوري، وجمع التبرعات الخيرية لصالحه".
3ـ الأمم المتحدة(6) :
* الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون":
ـ "ندين بشدة الهجمات التي وقعت في كل من إدلب ودمشق وندعو كلاً من الحكومة السورية والمعارضة إلى الوقف الفوري للعنف المسلح بكل أشكاله، والتعاون الكامل مع بعثة الأمم المتحدة في سوريا".
4ـ الولايات المتحدة الأمريكية(7):
* المتحدثة باسم الخارجية "فيكتوريا نولاند":
ـ "في ظل المعوقات التي تعوق نشر مراقبين ومحققين وصحفيين مستقلين في سوريا، فإنه يصعب معرفة الجهة التي تقف وراء التفجيرات التي وقعت في مدينة إدلب".
ـ "ما دام طال أمد العنف سنرى، ليس فقط سوريين مدنيين مسالمين يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم، وإنما أيضًا قيام المتطرفين باستغلال عدم الاستقرار، وهذا جزء لا يتجزأ من المشكلة التي نواجهها في سوريا، وهي أننا لا يمكننا تقييم من الذي يتحمل المسؤولية عن بعض هذه الأشياء. ولذا فإننا نواصل تحميل نظام "الأسد" المسؤولية لإسكات بنادقه وتثبيت وقف النار".
ـ اعتصمت مجموعات شبابية سوريا أمام قصر أمير دولة قطر "حمد بن خليفة آل ثاني" في منطقة "الصبورة" بريف دمشق، مطالبين بتأميم جميع قصور ومنشآت "حمد بن خليفة" وعائلته و"حمد بن جاسم" وعائلته لصالح أبناء وبنات وذوي الشهداء في سوريا.
ـ اتهم المعتصمون في بيان لهم دولة قطر بالقيام بدور تآمري من مجمل القضايا العربية وبعلاقاتها المكشوفة مع إسرائيل والمسؤولية في التآمر على سوريا والأمة العربية.
ـ أكد المشاركون في بيانهم أن سوريا لن تركع وستبقى المدافع عن قضايا الأمة العربية بقيادة "بشار الأسد"، وعبروا عن رفضهم الفتنة التي يحاول الخارج أثارتها، مؤكدين وقوفهم مع "الجيش العربي السوري الحصن المنيع الذي يحمي سوريا من الأعداء وأدواتهم.
ـ أُلقيت في الاعتصام كلمة "الشهداء"، للتأكيد على دور هؤلاء وتضحياتهم في حماية سوريا، ودعوا لطرد كل من تآمر عليها , ومنعه من امتلاك أي شيء فيها.
1ـ زيارة أعضاء البعثة لـدوما وإدلب وحرستا(9) :
* في اليوم الثاني عقب وصول رئيس بعثة المراقبة الدولية الجنرال "روبرت مود" إلى سوريا، وبعدما وصل عدد المراقبين إلى 30، توزعت مهمتهم على مناطق دوما وإدلب وريف دمشق، وحول تحركات المراقبين الدوليين:
ـ أفاد "محمد السعيد"، عضو مجلس قيادة الثورة في دوما، بأن الزيارة إلي دوما لم تتعد العشر دقائق، حتى إنهم لم يترجلوا من السيارات، ولم يعطوا فرصة للناشطين للتواصل أو التكلم معهم، وتوجهوا إلى حي جسر العب وهو الحي الذي شهد قصفًا عنيفًا بحجة أن عددًا من المنشقين يختبئون فيه".
ـ ذكرت لجان التنسيق المحلية في إدلب، أن المراقبين قاموا بزيارة قصيرة لا تتجاوز الدقائق إلى مدينة أريحا، وحاول ناشطوا المدينة أخذهم إلى مواقع تمركز الآليات العسكرية النظامية، ولكن الرفض كان هو الجواب في معظم المدن، لافتة إلى أن زيارات اللجنة إلى المدن تكون دائما مدعومة بمرافقة أمنية كبيرة.
2ـ اكتمال نشر المراقبين في سوريا نهاية مايو (10):
* أعلنت الأمم المتحدة، أن مراقبيها يرصدون انتهاكات يومية لوقف إطلاق النار في سوريا، من مختلف الأطراف، وأكدت العمل على تسريع وتيرة إرسال المراقبين ليستكمل عدد أفراد بعثتهم البالغ 300 مراقب مع نهاية الشهر الحالي، وسط استمرار دائرة العنف في مناطق عدة وسقوط العشرات بين قتيل وجريح، وفي هذا الصدد أوضح "إيرفيه لادسو" الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، الأتي:
ـ "لدينا 24 مراقبًا على الأرض، وأتوقع زيادة هذا العدد سريعًا خلال الأسبوعين المقبلين، حتى تكتمل قوة مهمة المراقبة الدولية في سوريا بنهاية مايو".
ـ "المراقبون أُبلغوا عن انتهاكات للهدنة التي بدأ تطبيقها في 12 إبريل المنصرم، والانتهاكات ترتكب على أيدي قوات الأمن الحكومية وجماعات المعارضة على السواء".
ـ " ما زال المراقبين يلاحظون وجود أسلحة ثقيلة في المدن السورية، حيث انتهك النظام والمعارضة وقف إطلاق النار مرارًا، كما رفضت دمشق منح ثلاث تأشيرات لمراقبين تابعين للمنظمة الدولية".
1 ـ مباحثات سعودية ـ أمريكة لبحث تطورات الملف السوري(11):
* التقى السناتور الأمريكي "جو ليبرمان" خادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز" في الرياض، إضافة إلى مسؤولين سعوديين آخرين للبحث في الأزمة السورية وقضايا إقليمية أخرى.
2ـ مشاورات مصرية ـ روسية حول تدهور الأوضاع السورية(12) :
* حذر وزير الخارجية المصري "محمد عمرو" من تدهور الموقف والأوضاع عامة في سوريا، وأكد على ضرورة توفير كل السبل لإنجاح خطة ومهمة المبعوث الأممي العربي "كوفي عنان"، جاء ذلك في بيان حول مضمون لقاء الوزير "عمرو" مع "سيرجي فرشينين" مبعوث وزير خارجية روسيا للشرق الأوسط.
3ـ انعقاد مؤتمر "ثورة الأمة" للتنديد بجرائم "الأسد" (13) :
* أدان مؤتمر "ثورة الأمة" الذي بدأ أعماله بمدينة طرابلس اللبنانية، وينظمه حزب التحرير الإسلامي، الممارسات القمعية التي يمارسها نظام "بشار" في حق السوريين.
* لاقت الاتهامات التي وجهها السفير السوري في لبنان "علي عبد الكريم علي" إلى المملكة العربية السعودية لناحية ادعائه وقوفها بالإضافة إلى دول خليجية أخرى وراء سفينة "لطف الله – 2" التي ضبطتها السلطات اللبنانية محملة بالأسلحة مؤخرًا، قادمة من ليبيا إلى لبنان، ومرسلة إلى المعارضة السورية، سلسلة مواقف منتقدة، سواء من الجانب السعودي أو لبنان التي حرصت على التأكيد على عمق علاقاتها بدول الخليج واتباعها "سياسة محايدة" بعيدة عما يدور في سوريا من أحداث، كما وضعت سلسلة مواقف نيابية الادعاءات السورية في إطار ممارسات النظام السوري في الالتفاف على الحقيقة والتغطية عليها، ومحاولاته الدائمة للإيحاء بأن أزمته مرتبطة بعوامل خارجية، على النحو التالي(*):
* الرئيس "ميشال سليمان":
ـ "لبنان ليس قاعدة لتهريب السلاح إلى سوريا، ولا تورط لدول خليجية في موضوع باخرة السلاح".
ـ "لا قواعد مسلحة في لبنان ضد سوريا، وليس هناك مسلحون يدخلون لبنان من سوريا، أما من يدخل من الفارين من دون سلاح فيصبح لاجئًا، و"التحقيقات مستمرة" في القضية".
ـ "لا مصلحة للبنان في التدخل في سوريا وتغليب فريق على آخر، وسياسة "النأي بالنفس" التي تعتمدها الحكومة اللبنانية في الموضوع السوري "سياسة صالحة".
ـ "تصريح السفير السوري من وزارة الخارجية لا يعني أن هذا الموقف يعبر عن توجهات وزير الخارجية اللبنانية، نحن ننتظر التحقيق القضائي بهذا الموضوع, ولن نتورع عن إعلان نتائج التحقيق للرأي العام وستتخذ كل التدابير، وحتى الآن لا تورط لدول خليجية بهذا الموضوع, والتحقيق هو الذي يقول من المتورط".
ـ "كل مسؤول عن نقل هذا السلاح سيحاسب.. وأكدنا مرارًا أن لبنان ليس قاعدة انطلاق لعمليات في سوريا أو تسليح أو ما شابه".
* وزير الدفاع "فايز غصن":
ـ التحقيقات الجارية بشأن السفينة تحقق تقدمًا، وهي ستستمر وصولاً إلى معرفة كل المتورطين والضالعين بهذه القضية ومعاقبتهم، ولا بد من ترك التحقيقات تأخذ مجراها، وعدم إطلاق التكهنات والتحليلات.
ـ "من غير المسموح تمييع التحقيقات من خلال إدخالها في نفق القيل والقال"، وأي محاولة للتدخل في التحقيقات, ومحاولة حرفها عن مسارها الصحيح سوف تبوء بالفشل ولن تمر.
* النائب في كتلة "المستقبل" "محمد الحجار":
ـ الاتهامات السورية تندرج في سياق السياسة التي يبرع النظام السوري فيها، وتقوم على أن يرمي المسؤوليات على الآخرين فيما يحصل في الداخل السوري، ومنذ بداية الأزمة عمل على تصوير الوضع، وكأن هناك من يسعى من الخارج لتحريك الوضع الداخلي.
ـ للنظام السوري اليوم مشكلة مع ذاته، تجعله غير قادر على سماع الرأي الآخر واحترام حريات الناس وحقهم في التعبير، لذلك فهو يزج بالمعارضين في السجون، ويقمع الثورة، ويسفك دماء المدنيين.
ـ أمام تفاقم الوضع الداخلي واتساع رقعة الثورة التي وصلت إلى حلب، يقوم النظام السوري مجددًا برمي التهم على الآخرين، فلم يجد أمامه إلا المملكة وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي كانت سباقة في مطالبته بالاستماع لمطالب المتظاهرين ووضع حد للقتل والعنف.
ـ "نستنكر محاولة النظام السوري إنكار المساعدات الخيرة التي قدمتها المملكة لسوريا ولكل دولة عربية محتاجة، فلم يكن من المستغرب إتباع النظام سياسة النكران وعدم الاعتراف بالحقيقة، والتي من شأنها أن تأخذه في نهاية المطاف إلى نهايته المحتومة، ألا وهي سقوطه".
* النائب "مروان حمادة":
ـ السفير السوري تفوه بكلام غير مسؤول ومن مكان غير مألوف، حين اتهم من وزارة الخارجية اللبنانية، السعودية بالوقوف خلف السفينة "لطف الله 2"، واتهم السعودية وقطر وأطرافًا أخرى تقوم بأعمال إنسانية لرعاية النازحين السوريين، بأنها وراء قضية السفينة، وهذا كلام مردود.
* النائب في كتلة "المستقبل" "عاطف مجدلاني":
ـ "نطالب الحكومة اللبنانية بوضع حد لتجاوزات المفوض السامي السفير السوري في بيروت ومنعه من تعكير علاقات لبنان مع محيطه العربي، وعلى رأسهم السعودية، التي تعتبر واحدة من أهم وأبرز أصدقاء لبنان".
ـ ما دامت حكومة الأمر الواقع قد رفعت شعار النأي بالنفس عن الأزمة السورية، فإنها مطلوب منها على الأقل أن تطبق ما تنادي به وتمنع السفير السوري من تحويل وزارة الخارجية إلى منبر يستخدمه لكي يتهجم على دول صديقة للبنان.
ـ "نطالب الحكومة اللبنانية إلى الطلب من وزير خارجيتها أن يصدر توضيحًا يؤكد فيه أنه لا علاقة للبنان الرسمي بالاتهامات التي ساقها سفير النظام السوري ضد المملكة، وألا تكون الخارجية اللبنانية متورطة فعلاً في هذه الاتهامات، وألا تكون تؤدي دورها في الدفاع عن النظام السوري على حساب المصالح اللبنانية، لأن هذه تهمة لا تشرف الخارجية ولا الحكومة برمتها، ولن نقبل أن تتعرض مصالح البلاد في الداخل والخارج إلى الإضرار جراء سياسة التبعية التي تنتهجها حكومة السلاح وتفرضها على اللبنانيين".
* السفير السعودي في لبنان "علي عواض عسيري":
ـ "مهما صدر من تصريحات يُقصد بها حرف الحقائق، فإن الجميع على ثقة بأن السعودية قيادة وشعبًا، دأبت على تقديم المساعدات الإنسانية ونصرة الأشقاء ومد يد العون لهم، من دون غايات سياسية انطلاقًا من شعورها الأخوي والإنساني تجاه العرب والمسلمين، ومساعداتها الإنسانية للنازحين السوريين ليست استثناء، وتتم تحت نظر المجتمع الدولي وبموافقة السلطات اللبنانية وبالتنسيق معها".
• يُشار إلى أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي "صقر صقر" ادعى على 21 شخصًا بينهم عملاء جمركيون، وطاقم السفينة "لطف الله 2". والمدعى عليهم، في لبنان هم (13 سوريًا، بينهم 8 موقوفون، و4 لبنانيين، بينهم 3 موقوفون، ومصريان موقوفان، وهندي موقوف، و4 سوريين مجهولي باقي الهوية، وليبي مجهول باقي الهوية، وفاران لبناني وسوري من وجه العدالة)، وذلك بجرم إقدام بعضهم بالاتفاق والاشتراك على شراء ونقل وشحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الحربية والمواد المتفجرة وتحميلها وشحنها من ليبيا إلى طرابلس في شمال لبنان، بهدف القيام بأعمال إرهابية، وإقدام البعض الآخر على التدخل في الجرم سندًا إلى المادة 335 عقوبات، والمادتين 5 و6 من قانون 58/1/11، و72 أسلحة، وهي تنص على عقوبة الإعدام. وقد أحيل الادعاء إلى قاضي التحقيق العسكري الأول.
(*) الشرق الأوسط، رويترز، القدس العربي، 4-5/5/2012.
1ـ "تنظيم القاعدة" والأزمة السورية (14) :
ـ لم يعد ثمة مجال للتساؤل إن كانت القاعدة (تعمل) في سوريا أم لا، في ظل:
ـ هناك أطراف عدة تأخذ سوريا الوطن والدولة إلى الخراب، وما بروز في خطاب التصالح مع (إسرائيل) من "الدواليبي" ابن أحد أبرز رموز الانفصال في سوريا، كما أن الدعوات المنادية بتسليح بعض الأطراف "المعارضة" بحجة حماية المتظاهرين، هو تدمير لسوريا، لتلحق بالعراق وليبيا وربما أسوأ.
2ـ الحرب الأهلية آخر أوراق النظام السوري(15) :
ـ التيار المؤثر في النظام السوري لم يعد في حسبانه تطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي "كوفي عنان"، حيث يضمر هذا التيار، من خلال سلوكه الانتظاري واتباعه استراتيجية ترحيل المشاكل، رهانًا جليًا على متغيرات تقدر أوساطه أوان حدوثها، وأن من شأنها التأثير في بنية الحدث الداخلية وبيئته الخارجية.
ـ موافقة النظام على الانخراط في العملية الأممية هي ذات طابع تكتيكي، تدل على أهمية الضغوط التي تمارسها بعض الدول الغربية في هذا المجال، ذلك أن الهامش الزمني الذي تتيحه هذه العملية، والذي يمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، يشكل في اعتقاد أركان النظام فرصة كافية لهضم البيئة الدولية للمتغيرات الآتية وإدراجها بوصفها حيثيات أمر واقع في سياق الحدث السوري (الانتخابات الفرنسية والأمريكية وما ترتبه من انشغالات داخلية للإدارتين)، وبالتزامن مع ذلك تجري إعادة هندسة مسرح الحدث الداخلي عبر مزيد من القتل والاعتقال لناشطي الثورة ومحركيها، واستمرار عمل آلة التهجير، خاصة أن تجربة تهجير سكان حمص تشير إلى نجاح أولي في إخراج هذه المدينة الثائرة من خانة قوى الثورة، وكل ذلك بحسب تقديرات أركان النظام.
ـ هناك العديد من الوقائع التي تبين أن موافقة النظام على الدخول في العملية الأممية تمت بناءً على تقدير روسي للموقف الدولي من الحالة السورية، ولاسيما عبر حراك ما يسمى بأصدقاء سوريا والذي بدا لصانع القرار في "الكرملين" أن سياق العمل فيه يأخذ طابعًا جديًا وفاعلاً، وخاصة بعد مؤتمر "إسطنبول" والتوجه للبحث عن خيارات بديلة للتعامل مع الأزمة، وكذلك قيامه بتشكيل آليات للعمل، كمجموعة متابعة الأزمة المكونة من أربعة عشر بلدًا مؤثرًا، وقد كان لتحرك هذه المجموعة صدى في الكرملين أكثر منه في دمشق، فالاستراتيجية الروسية تقوم على قاعدة:
ـ الأمر الموكل للنظام فعله ضمن الإستراتيجية الروسية، وفي إطار الهامش الزمني الذي تتيحه خطة "عنان"، العمل على وقف حركة الاحتجاجات عبر رفع وتيرة أعمال الاعتقال والقتل المكثف للناشطين، وكذلك وقف حركة الانشقاقات داخل الجيش النظامي والتي باتت خطورتها تكمن في عدم معرفة النظام لإمكانية تطورها والأشكال التي من الممكن أن تتبدى بها.
ـ بناءً على ما سبق، ليس في حسابات النظام تطبيق مبادرة "عنان" أو التعامل مع البند المخفي فيها وهو الانتقال السلمي للسلطة، حيث يعتقد النظام أن التسويات الدولية قد تجاوزت هذه القضية، في حين أن الأمر في إدراك الشارع السوري وتصميمه أصبح غير قابل للتسوية ولا حتى على الطريقة اليمنية، فهذه الإمكانية خرجت من حقل التسويات والممكنات بعد كل هذا الدم والدمار الذي وقع في سوريا. وعلى ضوء ذلك، فإن خيارات النظام باتت تنحصر إما في إسكات الثورة وبالتالي البحث مستقبلاً عن سبل لإعادة تأهيل النظام دوليًا وإقليميًا، وإما إدخال البلاد في حرب أهلية يتم فيها تجهيل الفاعل والمسؤول عن كل ما سبق من آثام عبر إحالتها إلى الحرب الأهلية التي يشترك في مسؤوليتها كل الأطراف.
3ـ معالم سوريا بعد فشل مهمة "عنان" (17) :
* تحولت الأزمة في سوريا إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية، وهو ما سيطيل من عمر الأزمة ويهدد بحرب أهلية وانفلات أمني، سيكون عواقبه وخيمة ليس على سوريا فحسب بل على المنطقة برمتها، وفي هذا الصدد يمكن توضيح ما يلي:
ـ ما يزيد من احتمال نشوب حرب أهلية مدمرة بسوريا قد تقود منطقة الشرق الأوسط إلى الهاوية، هو فشل خطة المبعوث الأممي والعربي "كوفي عنان" في ترسيم الهدنة بين الجيش النظامي وفلول "الجيش السوري الحر"، إذ لم تستطع توقيف آلة الموت التي تحصد العشرات من أبناء سوريا يوميًا بمختلف توجهاتهم السياسية والمسؤولية يتحملها نظام دموي يحاول القضاء على المعارضة في أسرع وقت وإخماد صوت الجماهير الثائرة بكل الوسائل، فيما لم تستطيع قيادة "الجيش السوري الحر" في السيطرة على جماعاتها المتهمة هي الأخرى بارتكاب أعمال عنف مضادة, ويبقى الخاسر الأكبر في هذه الفتنة هو الشعب السوري الذي تحول إلى رهينة في أيدي النظام ودول عربية وغربية لا تريد خيرًا لهذا الشعب, وترمي بكامل ثقلها لإشعال فتيل الحرب الأهلية بدعوتها إلى تسليح المعارضة, وإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية, والتي قد تكون منطلق نواة النظام السوري القادم في حال الإطاحة بالنظام الديكتاتوري بدمشق.
ـ يعتبر الخامس من شهر مايو الجاري، هو موعد تقديم "كوفي عنان" لتقريره حول الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن، وسيكون محطة هامة ستحدد معالم سوريا في ظل تسارع الأحداث المأساوية داخليًا وخارجيًا، وهنا يخشى المهتمون بالشأن السوري أن يعلن المبعوث الأممي والعربي فشل خطته المقترحة لحل الأزمة والتي قد تتزامن إعلان فشل مهمة المراقبين الأمميين التي بدأت بعض الأصوات التي لا تحبذ لسوريا الخير في الحديث عن عدم جدواها.
ـ هناك العديد من الوقائع التي تزيد من احتمالات انفلات الوضع الأمني بسوريا وتحوله إلى حرب أهلية، مع استمرار تشبث النظام بسياسته الأمنية القمعية، وتشتت المعارضة السورية بالداخل والخارج، خاصة بعد:
(1) الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، رويترز، 2/5/2012.
(2) الشرق الأوسط، 2/5/2012.
(3) الشرق الأوسط، الشرق القطرية، الحياة، القدس العربي، وكالة الأنباء الفرنسية، رويترز، 1ـ2/5/2012.
(4) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الألمانية، 2/5/2012.
(5) الحياة، 2/5/2012.
(6) الشرق الأوسط، 2/5/2012.
(7) الشرق الأوسط، 2/5/2012.
(8) بوابة الأهرام، وكالة الأنباء السورية، 2/5/2012.
(9) الشرق الأوسط، 2/5/2012.
(10) إيلاف، وكالة الأنباء الامارتية، وكالة الأنباء الفرنسية، أسوشيتد برس انترناشونال، وكالة الأنباء الألمانية، 1ـ2/5/2012.
(11) إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، 2/5/2012.
(12) إيلاف، الحياة، 2/5/2012.
(13) إيلاف، 2/5/2012.
(14) رشاد أبو شاور، القدس العربي، 1/5/2012.
(15) غازي دحمان، الحياة، 1/5/2012.
(16) ناتالي نوغيريد، الحياة، 2/5/2012.
(17) حميد بن عطية، القدس العربي، 3/4/2012.