العلامة محمد أمين بن عمر عابدين الدمشقي، الحنفي (1198 ه- 1784م /1252 هـ- 1836م).
هو محمَّد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين، الدِّمشقي، فقيه الدِّيار الشاميَّة، وإمام
الحنفيَّة في عصره.
ولد في دمشق بزقاق المبلط في حي القنوات عام 1198ه- 1784م، ونشأ في رعاية أبوين معروفين بالصلاح والتقوى ، وكان والده تاجرًا.
عُرف بابن عابدين، وهي شهرة تعود إلى جده محمد صلاح الدين الذي أطلق عليه اللقب لصلاحه.
والده الشيخ محمد أمين من ذرية الحافظ محمد عبد الحي الداودي صاحب التآليف المشهورة، وجدته لأبيه بنت الشيخ محمد أمين المحبي صاحب (خلاصة الأثر).
قرأ القرآن الكريم وحفظه على الشيخ سعيد الحموي شيخ القرّاء بدمشق، وحفظ عليه الميدانية والجزرية والشاطبية وأتقنها وتعلمها، وتلقى عنه طرفًا من النّحو والصّرف والفقه الشافعي .
ثمّ لزم الشيخ شاكر العقاد سبع سنوات قرأ فيها عليه المعقولات ، وألزمَه التَّحول إلى المذهب الحنفي ، وتفقه عليه وأخذ عنه الفرائض والحساب والأصول والحديث والتفسير، وأخذ عنه الطريقة القادريّة والتّصوف.
كما أجازه الشيخ محمد الكزبري، والشيخ أحمد العطار، والشيخ نجيب القلعي والشيخ أحمد العطار.
بدأ بتحرير المسائل والكتابة وكان مره يومئذ سبع عشرة سنة، ثم استمر بالتصنيف والتأليف، كما كتب الشعر وبرع فيه.
كان عالمًا، مطاعًا، مهابًا، متواضعًا، طويل القامة، غليظ الأعضاء والأنامل، أبيض اللون أسود الشعر، جميل الصورة حسن السريرة دائم البشر والابتسام، يلبس لباس علماء زمانه (الجبة والعمامة البيضاء المكورة على طربوش أحمر والقفطان) ويتوسط في حاله .
عُرف ببره لوالديه ومشايخه، ورعًا في أحواله كلها، قليل الطعام، وقد تطعمه أمه وهو مشغول في كتابته وتأليفه.
وكان منهجه في الحياة العلم والتعليم، جعل يومه للصيام وليله للقيام، وخصص الليل للتأليف فلا ينام إلا القليل .
وكان كسبه من تجارة له يأكل منها بمباشرة شريك له من غير أن يتعاطى ذلك بنفسه.
ترك العديد من المؤلفات النافعة، ومن أهمها:
ومما لم يُطبع:
توفي في ربيع الثاني سنة 1252 هـ- 1836م، وصلي عليه في جامع سنان باشا ودفن في مقبرة الباب الصغير.
انتفع بعلمه خلق كثيرون منهم أخوه عبد الغني عابدين، وابن أخيه أحمد بن عبد الغني أمين الفتوى بدمشق، وابن عمه صالح ومحمد جابي زاده، ويحيى سردست وعبد الغني الغنيمي الميداني، وحسن البيطار، وأحمد الإسلامبولي، وحسين الرسامة، ويوسف المغربي، وعبد القادر الخلاصي، وعلي المرادي، ومحمد الأتاسي، ومحمود الألوسي.. وغيرهم كثيرون.
رحمه الله وأعلى درجته.