عبد القادر بن بدران الدُّومي (1280هـ_ 1864م - 1346ه_ 1928م)
هو العلَّامة الشَّيخ عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران: فقيه أصولي حنبلي، لقّب بابن بدران، نسبةً إلى بَدْرَانَ اَلسَّعْدِيّ الجدّ الأكبر للأسرة، وُلد في أسرة صالحةٍ تقيّة، سنة 1280هـ_ 1864م بمدينة دوما, التي تقع بريف دمشق، ثم سكن دمشق وتوفي بها.
ابتدأ طلب العلم في بلدته دوما على يد مشايخها، ابتداءً بجدِّه الشيخ مصطفى بدران، ثم على يد شيخه الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي، المشهور بخطيب دوما، ثم انتقل إلى دمشق، فطلب العلم على يد محدِّث الشَّام العلامة محمد بدر الدين الحسني رحمه الله، وتلقّى في هذه الدار كذلك عن شيخ الشام, ورئيس علمائها الشيخ المحدث سليم بن ياسين العطار, كما درس علوم اللغة العربية على يد الشيخ طاهر الجزائري، أحد كبار علماء الشام ومصلحيها.
ثم أكبَّ على الكتب ينهل من معينها في كلّ الفنون والعلوم، فبرَع في سائر العلوم العقليَّة والأدبيَّة والرياضيَّة، وتبحَّر في الفقه والنَّحو، بيد أنّه أولى عناية خاصّة لعلم أصول الفقه، فكان رحمه الله علَمًا من الأعلام، عُينَّ مُفتياً للحنابلة، ومُدرساً بالجامع الأموي.
بدأ يُلقي دروساً منتظمَةً في جامِع دوما الكبيرِ، وأصبح عضوًا في شعبة المعارف، التي تشكلت سنة (1309ه) لنشر العلم والثقافة والتربية، وشحذ همم الناس على تعليم أطفالهم وإرسالهم إلى الكتاتيب والمدارس.
اشترك في عهد العثمانيين بتحرير جريدة المقتبس، وكتب في صحف دمشق كالمشكاة والشام والكائنات والرأي العام.
وفي سنة 1329هـ أنشأ مجلة "موارد الحكمة".
كان متبعًا للسلف، منكرًا على البدعة، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، حتى ابتلي من الحكام ومشايخ الدولة، وجهلة الناس.
تتلمذ على يديه خلقٌ كثير، من أبرزهم:
- المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام.
- العلامة محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه: "الشافعي الصغير"
- العلامة المؤرخ محمد أحمد دهمان.
- الأديب الشاعر محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق .
- فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدب.
بلغ عدد مؤلفاته (46) مؤلفًا، منها:
- المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
- الرَّوض البسَّام في تراجم المفتين بدمشق الشَّام.
- شرح روضة الناظر لابن قُدامة.
- تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة.
- تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر "يقع في ثلاثة عشر مجلداً".
- تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري.
- الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية.
ضعف بصره قبل الكهولة، وأصيب آخر حياته بمرض الفالج، وتوفي – رحمه الله- في ربيع الثاني 1346ه_ 1928م، ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
https://islamicsham.org