الشيخ محمَّد كامل القصَّاب الحمصي ثم الدِّمشقيُّ (1290ه_ 1873م _1373 هـ _ 1954 م)
الكاتب : إدارة التحرير
الثلاثاء 22 يوليو 2014 م
عدد الزيارات : 5590

 

الشيخ محمَّد كامل القصَّاب الحمصي ثم الدِّمشقيُّ

(1290ه_ 1873م _1373 هـ _ 1954 م)

 

هو محمد كامل بن أحمد بن عبد الله آغا القصاب. من العلماء العاملين، ومن زعماء الحركة الوطنية الاستقلالية في سوريا .
ولد بحي العقيبة بدمشق عام 1290هــ_ 1873م، وأصل أسرته من حمص، استوطنت أسرته دمشق قبل قرنين، وعملت بالتجارة. 
نشأ يتيما حيث توفي والده وهو في السابعة، فكفله جده لأمه، وبدأ بالتعلم في الكتاتيب، فقرأ القرآن الكريم وحفظه وجوّده. ثم تلقى مبادئ العلوم العربية والفقهية عن شيوخ عصره.
التحق بالجامع الأزهر، وحصل على الشهادة العالمية، وخلال ذلك تلقى العلوم على يد علماء مصر.
عُرف بالجد والعمل الدؤوب، فقد اشتهر في صباه بالفتوة والمروءة والغيرة، كريم الأخلاق، ناضج الرأي، مناضلاً في سبيل رفعة شأن أمته، وسعيه في مجال نشر العلم والثقافة. 
أنشأ (المدرسة الكامليَّة) وكانت تُسمَّى (المدرسة العثمانيَّة)، وأشرف عليها حتى غدت مفخرة البلاد، وقدرتها الدولة العثمانية، فقبلت من يحمل شهادتها في كليتي الطب والحقوق وغيرها دون فحص، وتخرج فيها عددٌ من أعلامٌ من أهل الشام، كالشيخ محمَّد بهجة البيطار، والدكتور عبد الرحمن الشهبندر، والأستاذ خير الدِّين الزِّركلي، وغيرهم.
كان القصَّاب متعدِّد النشاطات؛ تعاون مع القسَّام، ورشيد رضا، ومحبِّ الدِّين الخطيب، وكلِّ العلماء الأعلام في زمنه، وكان بينهم تعاون وتنسيق في مجالات الدَّعوة والسِّياسة، وأسس مع عبد الغني العريسي وتوفيق البساط وعارف الشهابي وغيرهم من رجالات العرب (جمعية العربية الفتاة) السريةـ، وناضل ضد الاتحاديين، فاضطر للتنقل بين مصر والحجاز بسبب مطاردتهم له.
وبعد قيام الثورة العربية انتقل إلى مصر وأسس (حزب الاتحاد السوري).
وأسس فيها (اللجنة الوطنية العليا) للدفاع عن حقوق البلاد، حكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابياً بسبب تحريضه الناس وجمعهم للتوجه إلى ميسلون، فخرج إلى حيفا.
تنقل بين فلسطين ومصر يعمل للقضية الوطنية، وسافر إلى اليمن، وقابل الإمام يحيى حميد الدين سنة 1922م لجمع كيان العرب، وفي سنة 1925م استدعاه الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة المكرمة وعهد إليه بمديرية معارف الحجاز، فأسس خلال سنة ونصف ثلاثين مدرسة في أنحاء مختلفة من الحجاز.
وفي سنة 1937م، عاد محمد كامل القصاب إلى دمشق بعد صدور العفو العام، فأسس بطلب من أهل العلم (جمعية العلماء).
وكان من أبرز أعمالها إنشاء المعهد العلمي الديني بدمشق، كما كان للجمعية مواقف عظيمة منها: إلغاء قانون الطوائف الذي وضعه الفرنسيون، فسقطت حكومة (جميل مردم)، وكثرت مراجعات الجمعية على الحكومة، وانتقاداتها لها ومواقفها الشديدة فضاقت بها وضايقتها فأغلقت أبوابها.
كان كامل القصاب إلى جانب أعماله هذه تاجراً أسس شركة تجارية في مصر تمارس تجارة (المواد الغذائية)، جريئاً في المضاربة بأمواله، وله عقارات في حيفا استولى عليها اليهود.
ترك من المؤلفات كتابين:
ـ ذكرى موقعة حطين (بالاشتراك).
ـ النقد والبيان في دفع أوهام خيزران (بالاشتراك).
مرض القصاب في أخريات حياته، فلزم داره مدة طويلة، ثم شفي، وما لبث أن ألم به عارض في دماغه لم يمهله سوى ثلاثين ساعة، وكان ذلك في عام 1373 هـ _ 1954 م، وصادف يوم وفاته اضطرابات زمن الشيشكلي، فصلى عليه بضعة أفراد في بيته، وتسللوا بنعشه بين الأزقة، ودفنوه في قبر والده بمقبرة الباب الصغير بجوار الصحابي الجليل بلال الحبشي.

 

 

 

 


https://islamicsham.org