قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق وبلدات سورية عدة يوقع قتلى وجرحى، في المقابل المجاهدون يسيطرون على عدة مواقع لقوات الأسد ويكبدونها خسائر فادحة، و الأسد يقدم أوراق ترشحه للمحكمة الدستورية والمعارضة تعتبرها انفصال عن الواقع، وبناء ملاجئ للحلبيين للنجاة من البراميل المتفجرة، ومنظمة هيومن رايتس ووتش تدعو مجلس الأمن الدولي للعمل على وقف تدفق الأسلحة إلى سوريا.
57 قتيلا:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا الاثنين 57 شخصا معظمهم في درعا.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في درعا قتل 19 شخصا، وفي حلب قتل 13 شخصا، وفي إدلب قتل 8 أشخاص، وفي حمص قتل 8 أشخاص، وفي دمشق وريفها قتل 6 أشخاص، وفي الرقة قتل 3 أشخاص. (1)
مناطق القصف:
في حلب، ألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على حي مساكن هنانو، ومنطقة الليرمون.
وفي دمشق وريفها، قصف الطيران الحربي الأسدي حي جوبر الدمشقي.
وفي درعا، قصف الطيران الحربي الأسدي بلدة نوى، كما ألقى الطيران براميل متفجرة على بلدة سحم الجولان ومدينة درعا البلد.
وفي حمص، قصفت قوات الأسد أحياء الوعر والقصور والقرابيص وجورة الشياح وباب هود، كما قصفت مدفعية قوات الأسد مدن تلبيسة والرستن والحولة، والغنطو والدار الكبيرة، وشن الطيران الحربي عدة غارات جوية على مدينة تلبيسة، وقصف الطيران الحربي مصفاة حمص ما أسفر عن اشتعال النيران بداخلها.
وفي إدلب، ألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على قرية الغسانية بريف جسر الشغور.
وفي حماة، تعرض محيط قريتي تل ملح والجديدة في الريف الشمالي لقصف بالطيران الحربي الأسدي، كما ألقت المروحيات التابعة لقوات الأسد عددا من البراميل المتفجرة على قريتي الجلمة وحصرايا، وسقطت براميل متفجرة على بلدة اللطامنة.
وفي اللاذقية، ألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على مدينة كسب، كما ألقى الطيران عدة قنابل عنقودية على المرصد 45، وجددت قوات الأسد قصفها على محيط جبل تشالما بالصواريخ. (2)
إعدام واعتقالات في حماة:
اقتحمت قوات الأسد قرية كريمش بالريف الجنوبي ونفذت حملة إعدامات واعتقالات بحق المدنيين. (2)
تحرير كتائب البادية في دمشق وخسائر لقوات الأسد في إدلب وحلب واللاذقية:
في ريف دمشق، تمكن المجاهدون من السيطرة على كتائب البادية الثلاث الواقعة بين مطاري الضمير و السين العسكريّين بريف_دمشق الشرقي، واغتنام أسلحة منوعة.
وفي إدلب، تمكن المجاهدون من قتل أكثر من 20 جندياً وشبيحاً خلال استهداف المخفر والمربع الأمني بمدينة إدلب بقذائف الهاون 120 مم.
وفي حلب، نسف المجاهدون عدة مباني لميليشيات الأسد، بينها شعبة الحزب في حلب القديمة، وقتلوا عشرات الجنود، كما استهدفوا تجمّعات قوات الأسد في حلب_القديمة بمدفع SPG9.
وفي اللاذقية، أمطر المجاهدون معاقل ميليشيات الأسد والشبيحة في محيط تشالما قُرب كسب بريف_اللاذقية بصواريخ الكاتيوشا، كما دمّروا دبابة في محيط مرصد الـ 45 في جبل التركمان بريف اللاذقية، وقتلوا طاقمها. (3)
تحرير الحارة الشرقية بمدينة مورك ومقتل ضباط كبار لقوات الأسد في حلب واللاذقية:
في حماة، تمكن المجاهدون من تحرير الحارة الشرقية في مدينة مورك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد وتكبيدهم خسائر فادحة.
وفي اللاذقية، تمكن المجاهدون من قتل رئيس مفرزة الأمن العسكري في كسب المدعو" إبراهيم جلول" مع عناصره، خلال اشتباكات معهم في محيط برج_ال45.
وفي حلب، قتل المجاهدون الضابط" يوسف يوسف" وهو الضابط الثاني في المخابرات الجوية والمدير الثاني لمكتب رئيس فرع المخابرات_الجوية خلال الاشتباكات العنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد في محيط فرع المخابرات الجوية. (4)
صمود وسيطرة للمجاهدين في دمشق وريفها واللاذقية وحمص وخسائر للأسد:
في دمشق وريفها، تمكن المجاهدون من السيطرة على كتيبة الكيمياء في منطقة القلمون الشرقي وقتلوا 11 عنصرا من قوات الأسد، وقاموا بالتصدي لمحاولة قوات الأسد اقتحام بلدة زملكا وقتلوا عددا من عناصرها، كما تصدوا لمحاولة قوات الأسد اقتحام كل من حي جوبر الدمشقي من جهة المتحلق الجنوبي وبلدة زملكا المجاورة في ريف دمشق من جهة حاجز طعمة.
وفي اللاذقية، تمكن المجاهدون من استعادة السيطرة على بعض النقاط في قرية السمرا بريف اللاذقية، بعد اشتباكات عنيفة مع مليشيا جيش الدفاع الوطني.
وفي حمص، تصدى المجاهدون لمحاولة جديدة من قبل قوات الأسد اقتحام أحياء حمص المحاصرة من محوري وادي السايح والقرابيص، ما أسفر عن مقتل عنصرين من قوات الأسد على مدخل حي القرابيص. (2)
إسقاط طائرة ميغ في مطار الضمير بريف دمشق:
في ريف دمشق، تمكن المجاهدون من إسقاط طائرة ميغ تابعة لقوات الأسد في مطار الضمير العسكري. (2)
انفصال نظام الأسد عن الواقع:
اعتبر بدر جاموس أمين عام الائتلاف الوطني السوري، عزم نظام الأسد إجراء المسرحية الانتخابية المزعومة "انعكاساً واضحاً للانفصال التام عن الواقع الذي يسود نظام الأسد، ومشهداً جديداً من مشاهد القمع التي تسعى لوأد تطلعات الشعب السوري بالحرية والعدالة والديمقراطية بأي وسيلة"، وأشار جاموس إلى أن:" بشار الأسد يتقدم بأوراق ترشحه ممهورة بدماء أكثر من 200,000 سوري وسورية، ومرفقة بسجل حافل بالجرائم يتصدرها تشريد وتهجير أكثر من 9 ملايين داخل سورية وخارجها، وتدمير هائل للبنية التحتية ولاقتصاد البلاد على مدار السنوات الثلاثة الماضية".
وأضاف جاموس إن:" الأسد ارتكب جريمة القرن باستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين من الرجال والنساء والأطفال؛ بالإضافة إلى خرق السيادة الوطنية السورية بإدخال عصابات طائفية أجنبية إلى البلاد لمساعدته على سفك دماء المدنيين العزل"، وأكد جاموس أنه:" مهما تعددت مشاهد الإجرام الأسدي فإن الثورة السورية مستمرة حتى النصر وتحقيق تطلعات الشعب السوري بالحرية والديمقراطية التي تبدأ برحيل الأسد والزمرة الحاكمة". (5)
تأسيس التعاون بين الائتلاف والنشطاء:
بدأت اليوم فعاليات المرحلة الأولى من مؤتمر "ملتقى الداخل" في مدينة غازي عنتاب التركية، بحضور ما يزيد عن 80 ناشطاً سورياً وعدد من أعضاء الائتلاف الوطني، ويهدف المؤتمر إلى تقريب وجهات النظر ورفع درجات التعاون والتنسيق بين الائتلاف الوطني السوري ونشطاء الداخل، ويتألف المشروع من عدة مراحل، حيث يتضمن مؤتمرات وورشات عمل دورية، وورشات تدريب، ومشاريع مشتركة في مجالات عدة أهمها السياسي، الإعلامي، الإغاثي، الطبي.
كما يهدف إلى تعزيز التعاون بين النشطاء والائتلاف الوطني، بالإضافة إلى التعريف بأجهزة الائتلاف ودمج النشطاء وتفعيل دورهم بشكل أكبر في اتخاذ قرارات الائتلاف، وبناء شراكات حقيقية من خلال تأسيس مشاريع مشتركة لحل معظم المشاكل العالقة. (5)
العمل الإعلامي والإغاثة في ورشات عمل مؤتمر ملتقى الداخل:
افتتح ناشطون سوريون أعمال الورشات الأربعة المخصصة للنقاش حول الملفات (الطبية – الإغاثية – التعليمية – الإعلامية)، وذلك ضمن جدول أعمال مؤتمر "ملتقى الداخل" الذي افتتح صباح اليوم الاثنين في مدينة غازي عنتاب التركية، وتهدف الورشات إلى تحليل المشاكل التي تعيق العمل داخل الائتلاف وكافة المناطق السورية الثائرة. (5)
الأسد حوّل سورية إلى دولة مستباحة:
وصف أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، استهداف قوات المالكي العراقية لبعض الأهداف داخل الحدود السورية، بعد زعمها بتبعيتها لتنظيم داعش، بأنها " تعدًّ على الشعب السوري"، وقال" إن الأسد حوّل سورية إلى دولة مستباحة الحدود، وهذا النوع من الهجمات يشكل اختراقاً للسيادة الوطنية، وعجز واضح من قبل نظام الأسد في تأمين السيطرة على الحدود السورية".
وأردف" كلنا يعلم التنسيق الموجود بين حكومة المالكي ونظام الأسد منذ البداية لاستباحة دماء السوريين، فمعظم التشكيلات الإرهابية في سورية، صدّرتها حكومة المالكي بالتنسيق مع نظام الأسد، حيث تم هروب الآلاف من المتطرفين الموجودين في السجون العراقية منذ بداية الثورة، في ظروف غامضة وتدعو للشك والريبة".
وختم البحرة كلامه بقوله" إن المالكي حليف استراتيجي لنظام الأسد، وهو الذي سمح لميليشياته الطائفية التي يستخدمها في العراق، أن تقتل السوريين وتمارس نشاطها داخل الحدود السورية، ما يهدد بدوره ليس مصلحة السوريين فقط، بل العرب والعالم بأسره". (5)
الأسد يقدم أوراق ترشحه لولاية ثالثة:
تقدم الرئيس السوري بشار الأسد رسميا بطلب ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، وسط رفض من قبل المعارضة وانتقاد عربي وأممي، وقال رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام خلال جلسة عقدها المجلس اليوم إنه تلقى إشعارا من المحكمة الدستورية العليا بتقدم الأسد (49 عاما)، بطلب ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية.
وبثّ التلفزيون السوري -الذي قال إن الأسد يصبح بذلك المرشح السابع للرئاسة- صوراً لرئيس المجلس وهو يتلو على أعضاء المجلس مضمون الرسالة التي تقدم بها الأسد للمحكمة الدستورية، ونقل عن الأسد -الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثالثة- قوله إنه يود ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، ويأمل أن يدعمه البرلمان. (6)
الملاجئ ملاذ الحلبيين للنجاة من البراميل المتفجرة:
بعد مضي أكثر من أربعة أشهر منذ بدء القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب، لم يعد هناك مكان آمن يسلم سكانه من أن تطالهم البراميل ذات القدرة التدميرية الهائلة، الأمر الذي بدا ضروريا معه إيجاد أماكن تحتوي العائلات وتحميهم من هذا النوع الجديد من القصف.
القائمون على مكتب الطوارئ بمجلس مدينة حلب، استحدثوا شعبة الملاجئ التي أوكلت إليها مهمة إنشاء وتجهيز الملاجئ في كافة أحياء مدينة حلب، بهدف المحافظة على حياة أكبر عدد ممكن من السكان، الذين ما زالوا يقطنون أحياءهم أثناء الغارات الجوية التي تنفذها قوات النظام. (6)
عمالة الأطفال باسطنبول:
تعاني غالبية العائلات السورية في اسطنبول من ظروف إنسانية صعبة، نتيجة غلاء الأسعار وقلة الرواتب التي يتقاضونها، ما أجبر بعض العائلات على الدفع بأطفالهم إلى سوق العمل بدلاً من إرسالهم إلى المدارس عل هذا الأمر يساعدهم في تغطية جزء من نفقاتهم.
بات العديد من أصحاب المهن المتواجدين في اسطنبول، يعتمدون على الأطفال دون سن 18 بشكل كبير، على اعتبار أن الرواتب التي لا يتقاضونها لا تتجاوز 300 دولار، في حين العامل العادي يتقاضي 500 دولار، الأمر الذي شجع أغلب أصحاب المهن على اتخاذ هذه الخطوة. (7)
مخيم جديد للاجئين السوريين بالأردن:
قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اليوم إنها ستفتح مخيماً ثالثاً للاجئين السوريين في الأردن، بعد غد الأربعاء لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري، الذي استقبل أكثر من مائة ألف لاجئ، ويقع المخيم الجديد على بعد مائة كيلومتر شرقي العاصمة عمان، وأوضح المتحدث باسم المفوضية التابعة للأمم المتحدة أن مخيم الأزرق سيستقبل اللاجئين الجدد، وسيتسع في مرحلة أولى لقرابة خمسين ألف شخص، مشيرا إلى أنه تم البدء في عملية نقل مئات اللاجئين إلى المخيم الجديد، وسترتفع الطاقة الاستيعابية للمخيم في مراحل لاحقة إلى 130 ألف لاجئ.
وصرح متحدث آخر باسم المفوضية للصحفيين في جنيف بأن افتتاح المخيم جاء" في الوقت المناسب، لأن الأسابيع القليلة الماضية شهدت زيادة أعداد من يعبرون الحدود بنسبة 50% ليصل المعدل إلى ستمائة شخص يوميا"، وحسب المتحدث نفسه، فإن ارتفاع أعداد اللاجئين الوافدين، وقلة أعداد اللاجئين الذين يختارون العودة لسوريا، شكلا ضغطاً على مخيم الزعتري الذي لن يستقبل المزيد من اللاجئين. (6)
وقف تدفق الأسلحة إلى سوريا:
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن الدولي للعمل على وقف تدفق الأسلحة إلى سوريا، متهمة النظام بشن هجمات من دون تمييز لا سيما من خلال براميل متفجرة يلقيها الطيران، وأكدت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا، أنها وثقت إثباتات تتعلق بخمس وثمانين غارة جوية شنها النظام على أحياء يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في محافظة حلب (شمال) منذ 22 شباط/ فبراير.
وقالت المنظمة في تقريرها" على مجلس الأمن الدولي أن يفرض حظرا على الأسلحة على الحكومة السورية، وأيضا على كل مجموعة متورطة في إرتكابات منهجية أو على نطاق واسع لحقوق الإنسان. (8)
رئاسيات الأسد والسوريون الجدد
غازي دحمان
الانتخابات التي يزمع نظام بشار الأسد إجراءها في بداية هذا الصيف، ليست سوى فصل جديد من فصول مأساة السوريين، وإذا كان الطغاة والقتلة وقحين، إلى درجة أن مثل هذه الاستحقاقات لا تعدو كونها محطات للعبور إلى غاياتهم السلطوية، فإنها بالنسبة للسوريين ستفتح الجرح على مصارع الألم، لما سيترتب عليها من استحقاقات مأساوية جديدة، وعلى الرغم من إدراج صفة المهزلة لهذه العملية، إلا أنها، في الواقع، حدث أعمق وأكثر تأثيراً، سيكون له تعيناته الدقيقة على الأرض التي ستطال شظاياها كل سورية.
يدرك بشار الأسد أن هذه الانتخابات، كقرار سياسي، كان لها بدائل سياسية، أسهل وأكثر قابلية للهضم في الواقع السوري، مثل التمديد عامين، وهو خيار كانت حتى بعض دول العالم قد تهيأت له، لاعتقادها أنه يتناسب مع رؤيتها بعدم تبلور البديل عن الأسد حتى اللحظة، ولرغبتها بحصول استنزاف أكبر لأطراف الصراع المحلية والإقليمية، وقد ذهبت معظم التقديرات، بعد تعمّد إفشال مؤتمر جنيف 2، في هذا الاتجاه، وكل التقديرات لم تمتلك وقاحة تصور أن يذهب النظام إلى إعلان إعادة انتخابه.
من نافلة القول إن هذه الانتخابات التي يراد تنظيمها، اليوم، كان يمكن أن تعدَّ طبيعية وعادية، بعد شهر من اندلاع الثورة. حينها، كان سيكون لها معنى سياسي، وكانت ستكون حكماً فيصلاً، شرط إجرائها بإشرافٍ دولي، حينها، لم تكن سورية قد خسرت كل تلك الأرواح، ولا كل ذلك العمران.
لم تكن يومها قد نزفت جيلاً كاملاً خارج حقول التعليم، ولم يكن قد تشرد ثلث أبنائها، كانت علاقات نسيجها الاجتماعي لم تنكشف على ذلك الكم الهائل من الاختبارات السيئة، ولم يكن قد حدث كل ذلك التمزق.
وبعد كل ما حصل، هل بشار الأسد مضطر لتجشم عناء إجراء الانتخابات، ليكتشف أن السوريين لا يريدونه؟ ألم تصل إليه الإجابة، بعد كل هؤلاء القتلى والنازحين والمعاقين؟ أليس الذين قتلهم بأسلحته كانوا قد قالوا له لا نريدك؟ والذين فضلوا الموت بالبحر، ألم تصل إليه برقياتهم؟ الذين قضوا في البرد في مخيمات اللجوء، ألم يكن شعارهم الموت ولا المذلة؟ ألم تكن كلها تلك أصوات انتخابية، فما الحاجة للصناديق الآن إذن.
لكن، من هم السوريون الذين سيجري عليهم الانتخاب، السوريون الذين طلبت وزارة خارجية النظام من دول العالم، المدعية الديمقراطية والشفافية، الاستماع إلى رأيهم في الانتخابات، قبل أن تنبه الوزارة إلى أنها انتخابات "تعددية لأول مرة في تاريخ سورية الحديث".
ألا يحمل هذا البيان تبريراً شرعياً للثورة السورية، ما دامت هذه الانتخابات الهزلية أفضل انتخاباتٍ، قدمها النظام، فما عساها تكون الانتخابات السابقة التي حكم البلاد على أساسها خمسين عاما ونيف، أليس المفترض معاقبة من كان يجريها، لا مكافأته؟ أليس ذلك سبباً شرعياً للثورة، واعترافاً متأخراً من النظام بها؟
بالعودة إلى سؤال من هو السوري المستهدف من هذه الانتخابات؟ في الواقع، هذه واحدة من إفرازات المأساة، فالسوريون، بمنطق بشار الأسد وسياساته، ووفق تصنيفاته، جرى تقليصهم، بشكل كبير، كما جرى إخراج كثيرين منهم من نطاق الهوية السورية، فليس المرشحون، وحدهم، من يفصّل نظام الأسد الشروط لمشاركتهم في الانتخابات، بل حتى الناخبون، فعدا عن الذين نزحوا وتشردوا، ثمة عشرات ومئات آلاف المطلوبين لمخابرات النظام لن يكون في وسعهم ممارسة سوريتهم بالمواصفات الجديدة.
حسناً، في النتيجة، إذن، ستكون هذه العملية حكراً على أنصار الأسد ومؤيديه وبيئته، من الناحية النظرية، لا يحتاج هؤلاء عملية انتخابية، ليعرف العالم مدى رضاهم عن الأسد، فهم يثبتون ذلك بالدم، وليس بحبر الصناديق الانتخابية.
الواقع أن الأسد جهز نفسه جيداً للانتخابات، اختار لبرنامجه الانتخابي قضية رائجة، طرح نفسه حامياً للأقليات، لذا، ومنذ أشهر، لم يترك مناسبةً، إلا وانتهزها في هذا الإطار، بحسب تقديره، فإن المجتمع السنّي في سورية خرج نهائياً من دائرة التأثير، وهو مجتمع إما في الشتات، أو محاصر تحت رحمة قواته، أو لاجئ لدى بيئة النظام في الساحل، في حين أن مجتمعات المكونات الأخرى لا تزال محافظة على خريطة تواجدها، وصلابة تماسكها، وهذه الحالة كافيةٌ لمنحه الشرعية التي يريدها، كما أنها قضية لها صدى خارجي مضمون النتائج.
وفق تلك المسطرة، حدد نظام الأسد شكل دولته ما بعد الانتخابات، وهي، بالتعريف، سورية التي تؤمن له دعماً سياسياً وتمنحه شرعية حكم، وهي كتلة جغرافية متماسكة، تمتد من دمشق العاصمة حتى سواحل المتوسط، ديمغرافياً تبدو كتلة صافية من المؤيدين، بحكم الانتماء المصلحي.
بعد أن جرى إخراج ملايين المعارضين من حيزها الجغرافي، من ريف دمشق والقلمون وحمص، واستدخال بضع مئات آلاف من متوسطي الأحوال، من حلب والمدن الشرقية، مقابل سورية الموازية، الكتلة المقطعة جغرافياً وديمغرافياً، المحرومة من خدمات الدولة والحياة العصرية.
سورية الموازية تلك، هي التي ستظهر في البرنامج الانتخابي للرئيس، حيث سيركز على الوعد بمزيد من القتلى لسكانها، ومزيد من الدمار، ووعد دائم بإخضاعها، سورية الموازية تلك هي التي ستتصدر البرنامج الانتخابي الموجه للعالم الخارجي، حيث ستكون عنواناً للخراب والدمار والفشل. (9)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)(10)
عاهد نصر الناصر - درعا - انخل
طعمة حسين العودة الله - درعا - نوى
وليد جبر الناطور - درعا - نوى
إبراهيم إسماعيل الريس - درعا - نوى
وردة رشيد العياش - درعا - كحيل
أحمد أرناؤوط - حمص
إبراهيم العساف - حماة - كريمش
علي سويدان - حلب - السفيرة
عبد السلام صادق (الدلول) - إدلب - جسر الشغور: خربة الجوز
بسمة الأحمد - دير الزور - البوكمال
محمد الأحمد - دير الزور - البوكمال
عمار الحلبي - ريف دمشق - المليحة
عادل جمعة (نجدات) - حمص - الزارة
ياسر عيسي - حمص - الزارة
رأفت حبك - حمص - الزارة
غياث حبك - دمشق - الزارة
مصطفى عربين - حمص - الزارة
حسام محمود - حمص - الزارة
محمد زهير الحسن - حمص - الزارة
زوجة محمد زهير الحسن - حمص - الزارة
أحمد محمود السويد الفجر - إدلب - كفرنبل
محمد محمود المنصور - إدلب - كفرنبل
ساهر عبد العال "الألمان" - إدلب - محمبل
عدنان أرنب - حلب - الأبزمو
محمد رسول عيسى - حلب - الأبزمو
سوسن لعلو - حلب
زاهر شمطان - إدلب - جسر الشغور: الشاتورية
محمد أحمد أبيش - حلب - دارة عزة
عبيد محسن الطياسنة - درعا - نوى
مراد محمد عبد المولى السيد أحمد - درعا - نوى
عفاف أبو خشريف - درعا - نوى
أماني محمد عبد المولى السيد أحمد - درعا - نوى
أمل محمد عبد المولى السيد أحمد - درعا - نوى
عليا حسين شرف - درعا - نوى
وائل محمد الظاهر - حلب - بزاعة
محمد أحمد عقلة الراضي - درعا - نصيب
عصام رضوان سفراني - حلب
أحمد خالد كسر غليون - إدلب - جسر الشغور: الشاتورية
كريم نايف الغزاوي - درعا - الكرك الشرقي
عبد الكريم محمد معروف - إدلب - دير سنبل
أحمد عمر الشرف - درعا - الكرك الشرقي
طلال غازي الفايز الحراك - درعا - المليحة الغربية
نعيم محمد الريس - درعا - نوى
شام محمد طياسنة - درعا - نوى
تقي عمار طياسنة - درعا - نوى
طلال دالي - إدلب - جسر الشغور: عين الباردة
عدي حسن الأحمد - الرقة - الطبقة
أسعد حسن الأحمد - الرقة - الطبقة
لؤي حسن الأحمد - الرقة - الطبقة
علي حسن الأحمد - الرقة - الطبقة
حسام محمود الشقودري - حماة - اللطامنة
عبد الرحيم محمد عيسى - حماة - قسطون
آيات محمد عبد المولى السيد أحمد - درعا - نوى
محمد شحادة طياسنة - درعا - نوى
محمد خير سمير عبد الله - دمشق - مخيم اليرموك
أحمد سمير عبد الله - دمشق - مخيم اليرموك
آل جحا - دمشق - جوبر
محمود أحمد لوزة - ريف دمشق - حرستا
ماجد قدادو - ريف دمشق - حرستا
طاهر أحمد الحمصي - ريف دمشق - عين ترما
حسام عصام الشماط - ريف دمشق - سرغايا
مروان فارس حمود - ريف دمشق - سقبا
عز الدين الشرار - ريف دمشق - سقبا
فراس ياسين الدرخباني - ريف دمشق - سقبا
فارس العبد - ريف دمشق - عقربا
محمود جمعة - ريف دمشق - حمورية
المصادر:
1) الهيئة العامة للثورة السورية
2) مسار برس
3) الجبهة الإسلامية
4) مرآة الشام
5) الائتلاف الوطني لقوى الثورة
6) الجزيرة نت
7) أورينت
8) القدس العربي
9) العربي الجديد
10) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا