الأزمة السورية بين تصعيد النظام والمحاولات الدولية لحلها سلميًا
* رغم مرور عام على اندلاع الثورة السورية، لا يزال الأخير هو الطرف الأقوى في المعادلة، ويعكس ذلك استمراره في قصف المحتجين وبلدات الاحتجاج بالأسلحة الثقيلة، هذا فيما تتوالى الجهود العربية والإقليمية والدولية لحل الأزمة سلميًا لا عسكريًا، إذ دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي للتصويت علي مشروع قرار يدين العنف في سوريا، ويدعو كافة الأطراف بالوقف الفوري للعنف، بيد أن هذا المشروع قد قوبل برفض روسي بحجة أنه لا يوازن أو يساوي بين كافة أطراف الأزمة.
1ـ السياسية(1):
أ ـ أنباء عن توقيع "الأسد" أمرًا بالرد العسكري حال هجوم خارجي:
* أفادت تقارير صحفية أن الرئيس "بشار الأسد" وقع أمرًا عسكريًا سريًا جاء بموجبه الموافقة على خطط عسكرية تتعلق باحتمال شن أمريكا عمليات عسكرية في دمشق، وتقضي الخطة بأن القوات السورية:
ـ تبدأ بإطلاق أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية ضد أهداف إسرائيلية.
ـ قد أنشأت غرفة عمليات عسكرية مشتركة تضم ضباطًا من الجيش السوري والجيش الإيراني و"حزب الله" اللبناني، للتنسيق العسكري إذا ما تقرر أن تتدخل إيران بقوة عسكرية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، وهذا يعني أن أي هجوم عسكري أمريكي ضد سوريا سيجابه، بثلاث غرف عمليات عسكرية مفوضة باستخدام أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية.
ب ـ الجهود الدولية لحل الأزمة سلميًا:
(1) تحذيرا "كوفي أنان" و"العربي" من عسكرة الأزمة:
* حذر الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" ومبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا "كوفي أنان" خلال مؤتمرهما الصحفي في القاهرة، من عسكرة النزاع في سورية، وشددا على:
ـ ضرورة وقف العنف في أسرع وقت من جانب جميع الأطراف، بما يمكن من الوصول في النهاية إلى تسوية أو وضع مقبول يؤدي لتحقيق مطالب الشعب.
ـ ضرورة فتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإفساح المجال لإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى الحل السلمي للأزمة.
(2) مشروع قرار أمريكي لحلحلة الأزمة رفضته موسكو:
(أ) مضمون المشروع:
* طرحت واشنطن مشروع قرار جديد أمام مجلس الأمن انتقدته موسكو لأنه "غير متوازن"، طالبت فيه بالنظر في اتخاذ إجراءات إضافية ضد سوريا ما لم تمتثل لمطالب مجلس الأمن، وهذا المشروع يتضمن الآتي:
ـ مطالبه كافة الأطراف في سوريا لوقف العنف، وطالب المشروع الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أعمال العنف، فضلاً عن مطالبة مجموعات المعارضة بالامتناع عن كافة أشكال العنف.
ـ مطالبه السلطات السورية بأن تسمح فورًا بدخول المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق البلاد.
(ب) الرفض الروسي:
* أكدت روسيا يوم 9/3/2012 رفضها مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي حول سوريا لأنه "غير متوازن" كونه لم يتضمن نداء إلى طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف، ودعت للتعامل مع طرفي الأزمة بالمساواة، وفي هذا الإطار أوضح نائب وزير الخارجية الروسي "غينادي غاتيلوف" الآتي:
ـ رفض موسكو لمشروع القرار الذي سيطرح يوم 12/3/2012، لأن الصيغة التي طرح بها نص القرار غير متوازنة، والمشكلة الرئيسية فيه تكمن في عدم مطالبته في آن واحد كل الأطراف أخذ خطوات عملية لوقف إطلاق النار.
ـ دعوته الدول الكبرى إلى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار إلى التصويت. ـ ضرورة التوصل إلى نص واقعي خال من الغموض ويرمي إلى إيجاد تسوية دائمة للأزمة في سوريا.
(3) إرسال الصين مبعوثًا جديدًا للعرب وأوروبا يشرح الموقف من الأزمة:
* أعلنت الصين عن إرسال مبعوث جديد إلى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الأزمة السورية، وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس "بشار الأسد"، وفي هذا الصدد أعلن "ليو وايمين" الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عن:
ـ دبلوماسي رفيع المستوي "تشانغ مينغ" سيقوم بجولة تستغرق 7 أيام لزيارة السعودية ثم مصر على أن يزور فرنسا من 14 إلى 16 مارس الجاري، فضلاً إرسال عدة مبعوثين إلى سوريا ودول عربية أخرى في مستهل مارس الجاري.
ـ بكين تبذل جهودًا واسعة للدفاع عن موقفها باستخدام حق النقض ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا، حيث تم الإعداد لخطة من ست نقاط ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بسوريا وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع، لكننا نرفض أي تدخل أجنبي في البلاد.
ـ أبدينا استعداد لإرسال مساعدة إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة أو منظمة حيادية بشرط أن يتم الحفاظ على السيادة السورية، فبكين تدعم دائمًا الدور البناء الذي تقوم به الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
(4) تشديد اليابان عقوباتها على النظام السوري:
* أعلنت الحكومة اليابانية تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا من خلال:
ـ إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول، حيث تم تجميد أصول مسؤولين اثنين إضافيين مقربين من "الأسد" وأربع مؤسسات هي المصرف التجاري السوري والبنك التجاري السوري اللبناني وشركة تجارة النفط السورية وشركة النفط العامة.
(5) المطالب المصرية باستبعاد الخيار العسكري للأزمة:
* أكدت مصر علي ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا الإقليمية وحل الأزمة سلميًا من خلال المبادرة العربية، وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية "محمد كامل عمرو":
ـ انفجار الموقف في سوريا، لن يكون داخليًا ولن تقتصر آثاره علها، وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها، مما يستوجب حل الأزمة السورية سلميًا لتفادي التدخل العسكري أو تدويل الأزمة.
ـ أهمية توحيد المعارضة السورية لصفوفها في الداخل والخارج حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل في جهود حل الأزمة والمساهمة في تحقيق الطموحات المشروعة للشعب.
2ـ الميدانية(2) :
أـ تواصل الانشقاقات لكبار الضباط في "الجيش السوري":
ـ شهدت الانشقاقات بين الضباط عددًا غير مسبوق، فعشرة من كبار ضباط "الجيش السوري" منهم أربعة عمداء وعقيدان كانوا في دمشق وحمص واللاذقية انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا يوم 9/3/2012 إلى تركيا.
ب ـ تجدد الاشتباكات بين" الجيش الحر" و"الجيش النظامي":
ـ جرت اشتباكات في مدينة "الضمير" بين الجيش الحر والجيش النظامي، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسطة وقذائف الـ"آر بي جي" والروسيات، وبدأت المواجهات بين الجيش الحر وقوات الأمن والجيش، وسط توارد أنباء عن تفجير سيارة للأمن ومقتل عسكريين اثنين، ولا أنباء عن أي إصابات لأفراد "الجيش الحر".
ـ جرت اشتباكات بين الجيش النظامي وجنود منشقين قرب سجن تدمر العسكري الشهير، فيما تبقى الاتصالات مقطوعة عن كامل الريف كما في المدينة.
ج ـ استمرار قصف المحتجين بالرصاص:
ـ استمرت القوات السورية في قصف المحتجين في أنحاء متفرقة من البلاد، والتي أسفرت عن:
د ـ تظاهر عشرات الآلاف في مختلف المناطق:
ـ خرج الآلاف من المتظاهرين في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة، وردد المتظاهرين شعارات تحيي الأكراد، وتطالب بإعدام "بشار الأسد"، وتسليح "الجيش السوري الحر".
هـ ـ تدشين حملة اعتقالات واسعة للمتظاهرين:
ـ توسعت عمليات الاعتقال بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية لتطال بشكل أساسي الناشطين الشباب الفاعلين على الأرض، وقد تجاوز عدد المعتقلين في "حماة" فقط في اليومين الأخيرين(9-10/3/2012) الـ450 معتقلا، فضلاً عن المناطق السورية الأخرى وأهمها دمشق وريفها.
1ـ الأزمة السورية ومخاوف تكرار النموذج الأفغاني(3):
* تأخر سقوط نظام "بشار الأسد"، أثار العديد من المخاوف حول احتمالات تحول الأزمة السورية إلي نموذج أقرب بالنموذج الأفغاني، هناك عدة اعتبارات لا يمكن تجاهلها، هي قد تسهم في ذلك وهي:
ـ الموقف العراقي: فرغم أن العراق أعلن مؤخرًا عدم اكتراثه بـ "الأسد"، فإن بغداد أعادت جنودًا سوريين منشقين لدمشق، والدافع واضح، فإما هناك ضغطًا إيرانيًا، وإما أنها الطائفية، وكلاهما واحد.
ـ دعم إيراني وعملائها: الذي سينتج عنه إشعال الملف الطائفي لدى السنة ليس فقط في سوريا، بل والعراق ولبنان وكل المنطقة، مما يعني أننا أمام معركة طائفية المستفيد منها هو كل من إيران، و"الأسد"، وحزب الله.
2ـ تقييم خيار تسليح المعارضة السورية(4):
* باتت فكرة تسليح المعارضة السورية تتردد كثيرًا في الآونة الأخيرة كرد فعل على استمرار وحشية النظام السوري في التعامل مع معارضيه وتصاعدها، وهي دعوة منطقية ولها نصيب واضح من الشرعية السياسية كنتيجة لرضا المتظاهرين عنها، بيد أن الأمر يبدو أكثر تعقيدًا بكثير في الواقع العملي، وفيما يلي محاولة لتقييم هذا الخيار كالآتي:
ـ تسليح المعارضة السورية قد يكون قادرًا على إرهاب النظام السوري، لكنه لن يفضى بالضرورة إلى حماية الشعب ذاته، بل إن ازدياد الخسائر في صفوف قوات النظام سوف يدفعها إلى وحشية أكبر في مواجهة المعارضة، مما يهدد تسليح المعارضة بحرب أهلية حقيقية لا تبقى ولا تذر في سوريا، وهى مسألة سوف تؤدى دون شك إلى معاناة هائلة ومتصاعدة في أوساط الثوار تزيد بكثير من معاناتهم الحالية.
ـ خطر الانقسام الداخلي في سوريا، فقد تعددت تشكيلات القوى المعارضة وبالتالي فسوف يسلِح كل من هذه القوى نفسه، وبعد انتصار الثورة سوف يصعب كثيرًا السيطرة على هذه الفصائل المسلحة، وقد تتحول إلى ميليشيات لها مطالبها المبالغ فيها كما تشير إلى ذلك الحالة الليبية وتنادي بالانفصال، خاصة وأن الظروف العربية والإقليمية تبدو مواتية لذلك.
ـ سقوط النظام السوري شيء وسقوط الدولة السورية ـ التي تعد طرفًا من أطراف القوة العربية عامة وفى المواجهة مع إسرائيل خاصة ـ شيء آخر، فالنظام السوري ليس وحده هو المستهدف، في ظل وجود دول تسعي لتغير المنطقة بأكملها علي نحو يخدم مصالحها، وبالتالي في حالة تسليح المعارضة أو حدوث تدخل خارجي سينعكس ذلك على مستقبل المنطقة عامة والصراع العربي ـ الإسرائيلي خاصة.
3ـ السياسة الروسية والسقوط المستمر في المحيط العربي(5):
* يعد التصريح الروسي للسعودية الذي يتهمها بأنها تدعم الإرهاب في سوريا، فصل جديد من السقوط الروسي المستمر في المحيط العربي، وفيما يلي يمكن توضيح الملاحظات التالية:
ـ روسيا تدعم وتقف بكل ما أوتيت من قوة وثقل عسكري واستخباراتي ودبلوماسي لدعم نظام "بشار الأسد" وتروج لوجهة نظرها بأسباب أخرى تروج مرتبطة أطماع الغرب ومخططاته، فضلاً عن الإرهاب والتطرف والجماعات المسلحة.
ـ ارتبط الحضور الروسي ـ السوفيتي سابقًا ـ بدعم الحكومات القمعية، حيث:
4ـ خطوات لإسقاط نظام "الأسد" (6) :
* رغم العزلة الدولية والعقوبات قوضت نسبيًا نظام "الأسد"، إلا أنها لم تنجح في إضعاف قبضته، لذا تبرز الحاجة إلى خطوات تسهم في إسقاطه، وهي:
ـ مراجعة روسيا لموقفها الداعم لنظام "الأسد" من منطلق أن دعم هذا النظام قد يحفظ مكانتها في الأمد القريب، لكنه يقوض مكانتها في الأمد البعيد، فبعد سقوط نظام "الأسد" قد تأتي قيادة تقطع العلاقات مع روسيا، مما قد يؤدي إلي تدهور مكانتهم في سوريا وفي المنطقة.
ـ رفع مكانة "المجلس الوطني السوري" إلى ممثل رسمي للمعارضة السورية والاعتراف به خليفة لنظام "الأسد" ، أو كمجلس انتقالي يعبر بالبلاد إلى الديمقراطية.. هذا الاعتراف سيحمل قادة المجلس على تجاوز خلافاتهم وسباقهم التنافسي، ويحضهم على صوغ مشروع متماسك غير طائفي يرسم صورة سورية المستقبلية. وفي هذا الإطار ينبغي علي المجلس المعارض أن يرفع مستوى التنسيق مع المنشقين عن الجيش السوري.
ـ مد الجسور مع الطائفة العلوية التي تشكل 12% من السوريين والعمود الفقري للمؤسسة الأمنية، ومحاولة إقناعهم بأن "الأسد" ونظامه ليس ضمانة لهم، بل إنه خطر عليهم يهدد مصالحهم، وأنه كلما طال بقاؤه في السلطة تفاقم العنف في سوريا.
ـ مواصلة الجهود الدولية واتخاذ إجراءات أكثر فاعلية، لأن العزلة والعقوبات لن تحمله على ترك السلطة، وما يحمله عليه هو أن يلمس تغير موازين القوى وانقلابها عليه، ولن يتخفى ويسعى إلى قيادة تمرد.
(1) وكالة الأنباء السعودية، الحياة، القدس العربي، الشرق القطرية، وكالة الأنباء الكويتية، الحياة، الشرق الأوسط، 9ـ10/3/2012.
(2) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء السورية، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، 29/2/2012.
(3) طارق الحميد، الشرق الأوسط، 10/3/2012.
(4) أحمد يوسف أحمد، الشروق،8/3/2012.
(5)حسين شبكشي، الشرق الأوسط،10/3/2012.
(6) دنيس روس، الحياة، 7/3/2012.
تفرد صحيفة الديلي تلجراف (10/3/2012) موضوعا رئيسيا لزيارة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إلى سوريا اليوم، والذي عين مبعوثا مشتركًا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
تشير الصحيفة إلى اتهامات لناشطين سوريين لأنان بأنه يعيش على المريخ بعد أن قال أنه يريد أن تبدأ حكومة الأسد بحوار مع المعارضة.وتنقل الصحيفة عن أنان القول في القاهرة إن مهمته تتمثل في البدء بعملية سياسية لحل النزاع في البلاد، محذرا من أي عسكرة إضافية في سوريا.
وتنقل عن محمد سعيد أحد الناشطين في حي دوما بدمشق رفضه الحوار مع حكومة الأسد قائلا إن بين المعارضة والأسد جثث خمسة آلاف شهيد.
وتعلق صحيفة الديلي تلجراف أن المعارضة السورية تعاني من الانقسام والاقتتال الداخلي، لكنها تشير إلى أن أغلب الفصائل ترفض التحدث إلى الحكومة ما دامت حملة القمع العسكرية متواصلة في البلاد.
أما صحيفة الجارديان (10/3/2012) فتقول إن زيارة أنان إلى سوريا ولقاؤه اليوم المقرر مع الرئيس السوري يتزامنان مع مؤشرات على حدوث مزيد من الانشقاقات في نظام الأسد.وتنقل الصحيفة عن مسؤول تركي القول إن اثنين من كبار القادة العسكريين انشقا إلى تركيا بعد وقت قصير من إعلان معاون وزير النفط والثروة المعدنية عبده حسام الدين انشقاقه عن حكومته في شريط فيديو على يوتيوب
وتقول الجارديان إن المنشقين الجدد هم من بين 234 سوريا انشقوا وذهبوا إلى تركيا منذ الخميس 7/3.
وقد رحب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بانشقاق هؤلاء، وقولهم هذا دليل على أن العقوبات الاقتصادية على نظام الأسد تؤدي الهدف منها.
وتتحدث الجارديان عن سيناريوهين في سوريا، إما تحول البلاد إلى ساحة حرب تتواجه فيها الدول العظمى على خلفية الحرب الأهلية أو وقف لإطلاق النار عبر حل سياسي يعزز بقاء الأسد في الحكم، هذا الحل الأخير سيولد هوة بين النظام وشعبه المقموع، في وقت تعتبر فيه الصحيفة أن حل البقاء هو الأمثل من جمل الحلول المطروحة اليوم لإيجاد مخرج للأزمة السورية.
تكتب لوموند (10/3/2012) عن مصرع مقاتلين تابعين لحزب الله في دمشق ساندوا قوات النظام السوري وقبروا في البقاع.
الصحيفة تنقل عن مصدر مطلع تابع للمعارضة السورية قوله إن مقاتلين سلفيين وصلوا إلى شمال لبنان حيث تنشط شبكات تجارة السلاح.
لبنان وفق بعض التجار – تقول لوموند -يعد وسيطًا صغيرا تمر عبره الأسلحة الخفيفة في وقت باتت المعارضة السورية تبحث عن أسلحة من العيار الثقيل.
ماذا سيقدم أنان لسوريا تسأل صحيفة الوطن السعودية (10/3/2012) في افتتاحيتها، وتعتبر أن فشله في تقديم حل يضع حدا نهائيا للأزمة السورية سيمثل الضربة القاضية لكل الجهود الدولية، ضربة قد تؤدي إما لقرار وتحرك دولي ضد النظام السوري تقف فيه روسيا مع العدالة والشرعية الدولية، وإما أن تتحول سورية لساحة حرب يشنها النظام على شعبه، وفي هذه الحالة لن تقف المملكة مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر.
حرب أهلية بدت وشيكة جدا برأي راجح خوري في صحيفة النهار اللبنانية(10/3/2012)، لأن الحل السياسي الذي يسعى إليه الغرب ترفضه المعارضة السورية، والحل العسكري الذي تدعو إليه المعارضة يرفضه الغرب
سوريا تقف على بوابة اللبننة ولن يطول الوقت قبل أن تدخل جحيم الحرب الأهلية التي ذاق لبنان ويلاتها.