استمرار "الأسد" في قمع المتظاهرين وسط عجز عربي وإقليمي ودولي.. التطورات وردود الفعل
* عام مضى على الثورة الشعبية في سوريا، ولا يلوح في الأفق القريب أي حل جذري للأزمة علي نحو يؤدي إلى إسقاط النظام، في ظل الصمت العربي والعجز الإقليمي والدولي، سواء بقرارات مجلس الأمن والجامعة العربية أو المؤتمرات التي عُقدت من أجل الشأن السوري، مما أعطي النظام الفرصة ليزيد من همجيته ووحشيته في القتل والاعتقال بشكل تصاعدي، حتى تجاوز عدد الشهداء يوميًا الـ 100.
1ـ الميدانية(1):
* تمر الأزمة السورية بمراحل من التصعيد، إذ يستمر نظام "الأسد" في قمع المتظاهرين وفرض حصارًا على المدن، وهو ما يمكن توضيحه علي النحو التالي:
أ ـ استمرار العمليات العسكرية:
* قامت قوات "الأسد" بشن العديد من الهجمات على مختلف المدن يوم 6/3/2012، حيث:
ـ تمت مداهمة بيوت ومزارع وبساتين في حي "بابا عمرو"، فضلاً عن ذبح عائلتين عددهم 19 شخصًا، وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى بمختلف المناطق إلى نحو 41 برصاص قوات النظام.
ـ قصف ـ بالقذائف الصاروخية والمسمارية ـ أحياء "حمص" ومدن "الرستن" و"تلبيسة" إضافة إلى حصارها بالدبابات.
ـ اقتحام أنحاء متفرقة من "حمص"، وإحراق المنازل والمحلات التجارية وسط نقص في المواد الطبية والغذائية وقطع مستمر للكهرباء والاتصالات، علاوة على حملة الاعتقالات التي شنتها قوات النظام في مدينة "الباب" بريف "حلب".
ـ احتلال مستشفى "الفارابي" وتحويله إلى ثكنة عسكرية، ونشر قناصة على السطح.
ـ التهديد باقتحام "إدلب" في حال لم ينسحب منها الجيش الحر، مما أسفر عنه حركة نزوح للأهالي، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن، خوفًا من اقتحام قوات الأمن تلك الأحياء أو قصفها.
ـ مهاجمة مظاهرة كانت قد انطلقت من كلية الآداب بجامعة حلب، وحاصرت عددا من الطلاب واعتقلت آخرين.
ـ قصف بالمدافع والصواريخ جسر"العاصي"، الذي يمر منه الجرحى في طريقهم إلى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص) وهو قريب من الحدود اللبنانية، مما أسفر عنه نزوح معظم أهالي المنطقة باتجاه لبنان، ووصل عدد النازحين الجدد إلي الألفين.
ـ منع وصول المساعدات المقدمة من "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" إلى "حمص".
ب ـ تجدد المعارك بين قوات "الأسد" و"الجيش الحر":
ـ تحولت مدينة "الحراك" بمحافظة "درعا" إلى بؤرة جديدة للصراع بين القوات السورية النظامية و"الجيش السوري الحر"، واستخدمت القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف، وطال القذف مسجد "أبو بكر الصديق"، أكبر مساجد المدينة.
ـ اندلعت اشتباكات بين الجيش ومقاتلين من "الجيش الحر" في أحياء في "حماه" وريفها وقرب مطار "حلب" الدولي.
ج ـ خروج مظاهرات في أنحاء متفرقة:
ـ خرجت مظاهرات في أحياء "الشاغور" و"جوبر" ومخيم "اليرموك" بدمشق و"حي الميسر" بحلب، حيث أحرق المتظاهرون صورًا لـ "الأسد"، وهتفوا بسقوطه، كما خرجت مظاهرة مسائية في "حي الطابيات"، تضامنًا مع مدينة حمص والمدن السورية التي تتعرض لحملات أمنية.
ـ قام المتظاهرون بقطع أحد الطرق الرئيسية في "حي الميدان" بدمشق، ردًا على اعتقال عدد من المتظاهرين.
د ـ انشقاقات في صفوف قوات النظام:
ـ أعلنت مجموعة من الجنود المنشقين عن نظام "الأسد"، ينتمي معظمهم إلى الطائفة العلوية، عن انضمامها إلى الجيش السوري الحر وعزمها على إسقاط نظام الحكم في سوريا بالمقاومة العسكرية، وأطلقوا على أنفسهم اسم سرية "الطائفة العلوية الأحرار".
ـ أعلن "الجيش السوري الحر" عن تشكيل كتيبة "عمر المختار" في حمص.
2ـ موقف النظام السوري(2):
* الرئيس "بشار الأسد":
ـ الشعب السوري أثبت قدرته مجددًا على حماية وطنه وبناء سوريا بإرادته ووعيه وتصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج، وهذا هو مصدر قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به.
ـ ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف إضعاف دورها وضرب استقرارها.
ـ هناك عصابات إرهابية مسلحة ممولة من الخارج، هي التي تقوم بالتفجيرات والجرائم، هدفها زعزعة الأمن واستهداف البني التحتية.
* في ضوء التطورات المستمرة للأوضاع في سوريا، جاءت ردود الفعل علي النحو التالي:
1ـ عربيًا:
أـ قطر:
* وزير الخارجية "الشيخ حمد بن جاسم":
ـ نتطلع لوقف العنف من خلال تشكيل قوة عربية دولية لحفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22/1/2012.
ب ـ مصر:
* وزير الخارجية "محمد كامل عمرو":
ـ نرفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي اسم.
ج ـ الجامعة العربية:
* الأمين العام "نبيل العربي":
ـ استخدام القوة ضد سوريا خيار ليس واردًا أمام الجامعة العربية، لأنه قد يؤدي إلى حرب أهلية، نظرًا للتركيبة العرقية والطائفية في سوريا.
د ـ مجلس التعاون الخليجي:
* مصدر في الأمانة العامة للمجلس "فضل عدم ذكر اسمه":
ـ نعمل على استمرار الضغط الدبلوماسي والسياسي تجاه القيادة السورية، وهناك دعوة إلى التدخل في سوريا من الناحية السياسية وليست العسكرية.
هـ ـ الاتحاد البرلماني العربي:
* بيان المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي:
ـ الحل الأمثل للأزمة في سوريا هو الحل السياسي، الذي يمر عبر جامعة الدول العربية، من خلال وقف أعمال العنف والقتل، ووضع حد لإراقة الدماء، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون السورية والإفراج عن المعتقلين، وتشكيل لجان تحقيق مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن أعمال التعذيب وضمان حرية التظاهر السلمي بمختلف أشكاله.
2ـ إقليميًا:
أـ إيران:
* مساعد وزير الخارجية الإيراني "عبد الله يان"
ـ التدخل العسكري في سوريا لعب بالنار وسيؤدي لتداعيات لا يمكن تكهنها، إذ يهدد المنطقة برمتها ويعرض المجتمع العالمي لمخاطر جادة.
ـ الخيار السياسي هو أفضل وأنسب الطرق لحل القضايا السياسية والإقليمية، وإيران تدرك أن جزءًا كبيرًا من المعارضين يتحركون في إطار إصلاحات الحكومة السورية.
ـ طهران وموسكو تدعمان عملية الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا والإصلاحات التي بدأتها القيادة السورية، والمجتمع السوري يسعى إلى تجنب العنف في بلاده.
ب ـ تركيا:
* رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان":
ـ على الحكومة السورية تمهيد الطريق فورًا لفتح ممرات، تهدف إلى تقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا.
ـ يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا على الحكومة السورية لتصل المساعدة إلى الشعب السوري وخاصة في حمص، ويتعين تطبيق خطة الجامعة العربية دون أي إبطاء ووضع حد لإزهاق الأرواح.
ـ نستبعد الخيار العسكري لحل الأزمة، ولن نشارك في حلف الناتو في حال تم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
ـ ندين بشده صمت وتردد بعض الدول حيال الفظائع التي ترتكب في سوريا، الأمر الذي يشجع النظام السوري على التحرك بوحشية أكبر ضد المعارضة، وبناء عليه يجب على الدول التي تلتزم الصمت إزاء المذابح في سوريا والمنظمات الدولية العاجزة عن إيجاد حل أن تفكر في أن كل قطرة دم واحدة تنزف من جسد طفل بريء يجب أن تعلو فوق أي استراتيجية.
ـ الشعب السوري ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته، وأنقرة مستعدة لفتح أراضيها للاجئين السوريين، وسنواصل العمل لإبقاء الانتهاكات هناك على جدول أعمال العالم بأسره، وسيتم تنظيم دورة ثانية لمؤتمر "أصدقاء دمشق" في اسطنبول منتصف مارس الجاري، فالشعب السوري لن يبقى أبدًا وحده وتركيا ستكون دائمًا إلى جانبه.
3ـ دوليًا:
أ ـ الولايات المتحدة الأمريكية:
(1) الرئيس "باراك أوباما":
ـ واشنطن تتعامل مع الملف السوري وفقاً لثلاثة هي مواصلة العزلة السياسية والاقتصادية للنظام، وتقديم المساعدات الإنسانية والعمل مع المجتمع الدولي لدعم المعارضة. ونظام "الأسد" حتماً سيؤول إلي السقوط في النهاية.
ـ واشنطن لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، ونرفض ما يقوم به النظام من الهجمات علي المدنيين.
(2) وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون":
ـ نستبعد خيار التدخل العسكري لوقف الآلة العسكرية السورية، حرصًا علي عدم تكرار التجربة الليبية.
ـ خيار تسليح المعارضة غير واضح، فنحن لا نعلم، في الحقيقة، ما الجهة التي سنسلحها.
(3) المتحدث باسم البيت الأبيض "تومي فيتور":
ـ ندعو النظام السوري لوقف فوري لأعمال العنف في سوريا.
ـ واشنطن ستركز على التوجهات الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة السورية وليس التدخل العسكري، وأفضل فرصة لتحقيق ذلك هو مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية، ودفع المعارضة إلى التوحد ضمن خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والأعراق.
(4)السيناتور الجمهوري "جون ماكين":
ـ على واشنطن شن ضربات جوية في سوريا لمساعدة المعارضة في الدفاع عن نفسها ضد القمع الذي يمارسه نظام "الأسد"، وهذا الأمر سيتطلب من الولايات المتحدة القضاء على دفاعات العدو المضادة للطيران على الأقل في قسم من البلاد.
ب ـ روسيا:
* بيان لوزارة الخارجية الروسية:
ـ على شركائنا الأمريكيين والأوروبيين ألا يأخذوا رغباتهم على أنها حقائق.
ـ الموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لم يكن يومًا مرتبطًا بأحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافًا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين.
ـ لا ينبغي قياس كل شيء بمعيار شخصي، ونرفض أي تدخل في النزاع السوري.
ـ النزاع الدائر داخل سوريا، لا يمكن حله إلا من خلال حوار بين كافة الأطراف للاتفاق علي مستقبل دولتهم.
ج ـ بريطانيا:
* وزير الخارجية "ويليام هيج":
ـ التدخل العسكري في سوريا خيار غير محتمل لعدم وجود قرار من الأمم المتحدة وكذلك بسبب وقوعها في منطقة مضطربة.
ـ ندعم المجتمع الدولي لتشديد الخناق دبلوماسيًا واقتصاديًا على دمشق.
ـ نظام "الأسد" قد ينهار قبل نهاية العام، أو حتى قبل ذلك بكثير.
د ـ فرنسا:
(1) وزير الخارجية "آلان جوبيه":
ـ نستبعد فرضية التدخل العسكري في سوريا، أما التدخل الإنساني وتوفير ممرات إنسانية آمنة لمساعدة المنكوبين، فهو الخيار المتاح.
(2) المتحدث باسم وزارة الخارجية "برنار فاليرو":
ـ لم نطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد، لكن هنالك محادثات أوروبية تجري لطرد السفراء السوريين من مختلف العواصم الأوروبية ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة لنظام "الأسد"، و لم نصل إلى قرار بعد.
هـ ـ ألمانيا :
* وزير الخارجية "غيدو فيسترفيلي":
ـ نحذر من مخاطر التدخل العسكري في سوريا، علي العالم أجمعه.
و ـ أسبانيا:
* وزير الخارجية "خوسيه مانويل غارثيا مارجايو":
ـ سنبحث خيار سحب سفيرنا من سوريا، في ظل تواصل الحملات التي يشنها الجيش السوري على المحتجين.
ـ سنحتفظ بوجود دبلوماسي في إطار وفد الاتحاد الأوروبي لدى سوريا، لمراقبة وضع الأسبان في المنطقة .
ـ سنعمل علي استمرار الاتصالات مع المعارضة، كرسالة سياسية بعدم قبولنا ما يحدث في سوريا.
ز ـ الاتحاد الأوروبي:
* وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "كاثرين آشتون":
ـ نبحث فرضية الطرد الجماعي لسفراء نظام" الأسد" من دولنا.
ـ نستبعد تكرار السيناريو الليبي، وسنكتفي بتشديد العقوبات الاقتصادية على دمشق بداية من تجميد أرصدة البنك المركزي السوري، وفرض حظر على استيراد المعادن الثمينة، وصولاً إلي وقف حركة الطيران مع سوريا وتجميد أرصدة "الأسد"، وفرض حظر على تصدير الأسلحة والمعدات، فضلاً عن فرض عقوبات بحق 13 مسؤولاً في سوريا.
ح ـ حلف الناتو:
(1) الأمين العام "آندريه فوغ راسموسن":
ـ لا توجد أي نية للتدخل في سوريا أو حتى تسليح الثوار.
(2) القائد العسكري للحلف "جيمس ستافريديس"
ـ تسليح المعارضة السورية وتزويدها بأنظمة اتصالات ومعلومات استخباراتية تكتيكية، سيؤدي إلى الإطاحة بالرئيس "بشار الأسد".
1 ـ تصعيد النظام السوري يتطلب تدخلاً خارجيًا عسكريًا (4) :
* استمرار تصعيد النظام السوري للعمليات العسكرية من خلال قتل المتظاهرين السلميين، سيؤدي في النهاية إلى تسليح الشعب السوري والتدخل الخارجي، وفي هذا الإطار يمكن توضيح الملاحظات الآتية:
ـ تسليح المعارضة من شأنه أن يعيد التوازن بين الأطراف المتصارعة، مما يسفر عنه الدخول في حوار أو مفاوضات لحل الأزمة، فتصعيد النظام للعنف يرجع في جزء منه إلي خفوت الأصوات الدولية المطالبة بالتدخل العسكري في سوريا، وسقوط نظرية المراهنة على حدوث الانقلاب العسكري.
ـ الانقسامات داخل المعارضة السورية بشأن خيارات تسليحها، هي التي أدت إلي لجوء الكثير من المدنيين إلى حمل السلاح للدفاع عن أعراضهم ومدنهم، بل إن القنوات الفضائية المناهضة للنظام كانت أيضًا منقسمة بين موضوع عسكرة الانتفاضة أو الاستمرار بشكلها السلمي الحالي، هذا بالإضافة إلي الصمت الذي لا يزال يتبناه المجتمع الدولي تجاه الثورة السورية، شجع رجال الثورة على حمل السلاح بعد ما تبين لهم جليًا أن تركيا غير قادرة علي تنفيذ أقوالها علي أرض الواقع.
ـ التخوفات التي يطرحها المعارضون لفكرة تسليح المعارضة منطقية، فقد يؤدي ذلك التسليح إلي فقدان الرأي العام العالمي الذي لا يزال متضامنًا مع الثورة السورية السلمية، فضلاً عن تخوف البعض من تكرار السيناريو الليبي وبقاء السلاح في أيدي المدنيين بعد سقوط النظام، مما يؤدي إلى حدوث فوضى يصعب السيطرة عليها.
ـ عدد الضباط والجنود الذين ينشقون يوميًا عن الجيش في ازدياد، بل إن هؤلاء الضباط والجنود شكلوا كتائب مسلحة، وأسسوا لأنفسهم قيادة عمليات على الحدود التركية السورية وداخل الأراضي السورية، مما يدعو إلى التفكير في أن التدخل الدولي قد يستعين بهذه الكتائب المنشقة لجعلها تحت مظلة حماية جوية في مواجهة الجيش المؤيد للنظام، والبدء في تحرير الأراضي السورية من سلطة النظام علي غرار ما حدث في ليبيا.
2 ـ مؤشرات تؤكد قرب نهاية نظام "الأسد" (5):
* ما يحدث في سوريا يؤكد أنه مهما طالت فترة مقاومة النظام للانتفاضة الشعبية فإنها لن تستمر كثيرًا، وبرجع ذلك إلي الأسباب الآتية:
ـ تزايد المظاهرات في معظم المحافظات ووصولها إلي دمشق وحلب.
ـ زيادة حالات الانشقاقات عن الجيش النظامي السوري، وفي حال تسليح المقاومة ستقع العديد من الخسائر بين صفوف الجيش النظامي وسيزيد حالات الانشقاق.
ـ تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا في ظل العقوبات الاقتصادية والضغوط الدولية.
ـ اعتماد النظام علي التحالف مع روسيا والصين لن يدوم طويلا، في ظل حرص هذه الدول علي مصالحها الإستراتيجية، و مع تزايد الضغوط الدولية لن تستمر البلدان في دعم "الأسد".
(1) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء السورية، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، 1/3/2012.
(2)القدس العربي، 6/3/2012.
(3) وكالة الأنباء الكويتية،وكالة أنباء الإمارات ، وكالة الأنباء السورية، الشرق الأوسط، الشرق القطرية، إيلاف،7 /3/2012.
(4) عبد الرحمن الخطيب، الحياة، 7/3/2012.
(5) جميل عفيفي، الأهرام، 7/3/2012.
في مقارنته بين ما جرى في حمص في الأيام الماضية والمذبحة التي ارتكبت في سريبرينيتسا عام 1995 وجد "روبرت فيسك" وكتب في صحيفة الإندبندنت (7/3/2012) عن بعض أوجه الشبه، لكنه يجد بعض أوجه الاختلاف ايضا، حيث قال يقول فيسك إن السياسيين مولعون بإطلاق المقارنات لوصم شخصيات يعتبرونها عدائية، فأنطوني إيدين رئيس الوزراء البريطاني إبان أزمة السويس عام 1956 كان يحلو له إطلاق لقب "موسوليني وادي النيل" على الرئيس المصري جمال عبدالناصر، والرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني أطلقا لقب "هتلر حوض دجلة" على الرئيس العراقي السابق صدام حسين. هناك من يحلو له مقارنة ما وقع في سريبرينيتسا بما جرى في حماة، من منعٍ للصليب الأحمر من الدخول، عزل الرجال والأولاد عن النساء، موجات اللاجئين، تقارير عن رجال يحملون في شاحنات تذهب بهم إلى أماكن مجهولة، والدمار وتقييد حركة طواقم الأمم المتحدة. في سريبرينيتسا كان الصرب المسيحيون يقتلون مسلمين أما في حمص فمسلمون يقتلون مسلمين، وفي سريبرينيتسا قتل عشرة آلاف شخص، في حمص اقل من هذا العدد، فعدد من قتلوا في جميع أنحاء سوريا لم يتجاوز 8 آلاف. وفي سريبرينيتسا كانت كتيبة هولندية تابعة لقوات الأمم المتحدة شاهدة على عمليات القتل ولم تفعل شيئا، أما في حمص فلم يكن هناك شهود. وهناك أوجه أخرى للمقارنة بين حمص وسريبرينيتسا، ففي سريبرينيتسا عرف عن القائد المسلم "ناصر أوريتش" أنه قتل مدنيين صرب في البلدة منذ عام 1990، وفي حمص ارتكب المدافعون عن المدينة عمليات قتل طائفية في سرينيتسا كان الصرب يدعون أنهم يحاربون إرهابيين مسلمين، وهذا ما ادعاه النظام السوري أيضا. وهناك فرق آخر بين وضعي المدينتين، فسريبرينيتسا أعلنت مدينة آمنة فيما بعد، أما حمص فلا تزال غير آمنة، لأن الذين منحو "سريبرينيتسا" الأمان يقولون أن وضع سوريا يتطلب الحذر، بينما هم مشغولون بالإعداد لحرب على إيران، علما بأن لا أحد قتل بسبب إيران.
وفي الشأن السوري أيضاً، قالت صحيفة الدايلي تلجراف(7/3/2012)، أن الرئيس السوري تعهد بالقضاء على الارهاب المدعوم من الخارج، حسب قوله، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش النظامي بالهجوم على مدنٍ جديدة بعد السيطرة على حمص. وذكر الرئيس ايضا أنهم يواجهون أشخاصاً من الخارج ولسوا متمردين من داخل البلاد. وأشارت الصحيفة الى أن مبعوثين دوليين سيلتقيان قريباً بالرئيس السوري وهما، البارونة " آموس" مقفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة و "كوفي عنان" مندوب جامعة الدول العربية، وتقول الصحيفة أن عمال الإغاثة من لجنة الصليب الأحمر الدولية، منعوا لليوم الخامس على التوالي من الدخول الى حي بابا عمرو، في انتهاك لتأكيدٍ سابق قدمه النظام السوري ولبيان اتفقت عليه بالإجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ويدعوا الى السماح لعمال الإغاثة بحرية التنقل، وهو نتاج هذا التصرف، يخاطر بمزيدٍ من العزلة الدبلوماسية، ورفضٍ محتمل من حليفة روسيا والصين. وتطرقت الصحيفة الى محاولات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الأمم المتحدة أمس، الحصول على موافقة روسيا والصين على مشروع قرارٍ جديد يدعوا الى دخولٍ غير مشروط لوكالات الإغاثة الى المناطق الأكثر تأثراً في الأزمة بسوريا. إن الدبلوماسيين الغربيين يرون ان تبني أي قرارٍ جديد حتى لو استدعت الضرورة تخفيف لهجته، لضمان موافقة روسيا والصين عليه، من شأنه أن يبعث برسالة قوية الى الأسد مفادها، أن عزلتك في تزايد.
سلطت صحيفة إلباييس الأسبانية (7/3/2012) الضوء على إعلان وزير الخارجية الأسبانية أمس، الذي قال فيه أن بلاده قررت تعليق النشاط الدبلوماسي في سوريا، ونقلت الصحيفة اشارة الوزير في اروقة مجلس الشيوخ الاسباني أمس إلا أن اسبانيا ستحتفظ بوجودٍ دبلوماسي مؤلف من اثنين من موظفي سفاراتها هناك ضمن وفد الإتحاد الاوروبي في سوريا، وستكون مهمتهما مراقبة اوضاع الجالية الإسبانية المقيمة في المنطقة، وأضاف رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن بلاده ستحاول مواصلة الاتصال بالمعارضة السورية وبعث رسالة سياسية مفادها ان ما يجري في سوريا بات امرا غير مقبول.
وفي الشأن نفسه قالت صحيفة الشرق الأوسط، أن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، وضع إعلان السلطات السورية عن ضبطها معملا للأسلحة في بابا عمرو يحتوي إضافة إلى المتفجرات والصواريخ على طائرة استطلاع، في خانة الأكاذيب التي يبتكرها النظام، وسخر من هذا الخبر بالقول «هو تحفة من تحف بشار الأسد الخيالية»....وقال الكردي لو كان لدينا هذا النوع من الأسلحة، لكنا قضينا على الأسد ونظامه منذ زمن»، متسائلا هل هذا المعمل الذي عجز نظام عمره أكثر من 44 عاما عن إنشائه، سنتمكن نحن بقدراتنا المحدودة وبفترة لا تزيد على 10 أشهر من امتلاكه؟!»...وكشف الكردي عن أن قوات النظام كانت تستخدم طائرات استطلاع في بابا عمرو إيرانية الصنع، وتعمد إلى توجيهها لا سلكيا من سيارة على بعد ثلاثة أمتار، وتمكن «الجيش الحر» من استهدافها وتعطيلها مرات عدة....وأضاف «إذا كان هذا الخبر صحيحا، أين هو هذا النظام الذي يدعي أنه ممسك بالأمن طوال هذه الفترة ولم يكشفه لغاية اليوم؟ ألا يخجلون من أكاذيب كهذه، وهم الذين أعطوا تعليمات للدفاع الجوي السوري بعدم التصدي لطيران الاستطلاع الإسرائيلي الذي خرق الأجواء السورية وحلق فوق مناطق سورية عدة منذ ثلاثة أيام؟»...وفي حين أكد الكردي أن الأسلحة التي بحوزة «الجيش الحر»، ليست إلا أسلحة خفيفة، لفت إلى «أن الوضع بالنسبة إلينا يزداد تأزما في المرحلة الأخيرة، بعدما كنا نعتمد على صغار المهربين والشبيحة لشراء بعض الأسلحة الخفيفة، أما اليوم وبعدما عمدت الدول المحيطة إلى تشديد الرقابة وإحكام السيطرة على حدودها صار الأمر بالنسبة إلينا أصعب، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الأسلحة التي كانت تصل إلينا من خلال المافيات عبر دول المرور من روسيا، بعدما شددت الرقابة وبات التهريب صعبا».
رأت صحيفة البيان الإماراتية(7/3/2012)، أن دمشق يصعب عليها إدراك التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية بخصوص أوضاعها الراهنة، فمع اقتراب انتفاضة الشعب السوري من عامها الأول، لا تزال السلطات السورية ماضية في تصعيد خيارها الأمني، وهي لا تدرك أن شبكة علاقاتها الدولية توشك على الانفراط، فحلفاء دمشق، وخاصة الصين وروسيا، بدأتا بالتحرك في الاتجاه المضاد مع الإجماع العربي لإدراكهما أن أي حل لا يمكن أن يتم من دون مشاركة أو حتى رعاية عربية. وتأتي مشاركة موسكو في اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاشر من مارس المقبل لمناقشة الوضع في سوريا عودة إلى الخيارات العربية للحل من جانب موسكو، أو على الأقل اعترافاً روسياً بمحورية الدور العربي. وكان لافتاً إشارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن «هناك حاجة لإيجاد مقاربات جماعية» للوصول إلى تسوية بشأن سوريا. في الوقت نفسه طالب الاتحاد الأوروبي موسكو بإقرار قيام نظام جديد في سوريا وسط تصريحات متتالية من العديد من العواصم العربية والغربية بظهور مؤشرات على تحول مواقف كل من روسيا والصين. التغير في مواقف بعض حلفاء دمشق يعود، إضافة إلى الضغوط الدولية، إلى سلوك دمشق الموغل في العقلية الأمنية، وهو ما أدى إلى انكشاف حليفيها موسكو وبكين أمام المجتمع الدولي بعد تصويتهما بالفيتو مرتين ثم تمرير قرار إدانة للنظام السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة.إن النظام في دمشق مدعو إلى الاستجابة للمبادرة العربية التي حظيت بإجماع دولي، وفي حال انضمت روسيا والصين إلى هذا الإجماع خلال اجتماع القاهرة المقبل، فإن النظام السوري سيواجه صعوبات جمة على الساحة الدولية، وربما يكون الوقت قد فات على الحلول السلمية.
بينما صحيفة الدستور الأردنية(7/3/2012)، انه وفي غمرة التطورات المؤسفة التي تجتاح القطر السوري، وتنذر بحرب اهلية سافرة مدمرة، تفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الاجنبية، والاطماع الاقليمية، لم يعد من مخرج امام الطرفين، سواء النظام أو المعارضة، الا بالعودة الى الحل العربي، والذي يمثل حبل النجاة للجميع، بعد ان سقطت رهانات الطرفين. وفي هذا الصدد، فلا بد من التذكير بأن هذا الحل يستند الى بندين رئيسيين: اولهما وقف اطلاق النار من كلا الجانبين “المعارضة والنظام” على ان يتبع ذلك سحب الجيش من المدن والبلدات ليعود الى معسكراته. ثانيهما: اطلاق حوار وطني بين النظام وكافة اطياف المعارضة.. تحت مظلة الجامعة العربية وصولاً الى وفاق وطني يمهد الطريق الى الدولة المدنية الحديثة القائمة على الديمقراطية والتعددية والعدالة والمساواة، وتداول السلطة احتكاماً لصناديق الاقتراع لطي صفحة الماضي، وطي الدولة الشمولية والحزب القائد.. والعمل يداً واحدة لبناء سوريا الحديثة.
وقالت صحيفة الأهرام المصرية(7/3/2012)، انه لا بديل أمام النظام السوري الآن إلا الاستجابة للمبادرة العربية لحل الأزمة الحالية, بدلا من الاستمرار في عمليات القمع والعنف التي لن تؤدي إلا لحرب أهلية في سوريا, تضرب الاستقرار الإقليمي وتعزز الصراع الدولي. إن كل المؤشرات الحالية تؤكد أن حل الأزمة السورية بالتدخل العسكري الأجنبي المباشر علي الطريقة الليبية أمر مستبعد, وأن النموذج اليمني هو الأقرب للحل, شريطة التزام النظام السوري بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل سريع استجابة للإرادة الشعبية. ولابد أن تعي جميع الأطراف أن سقوط سوريا في مستنقع الفوضى وعدم الاستقرار يضرب الأمن القومي العربي في مقتل, وأن الوصول إلي تداول منظم سلمي للسلطة هو الحل الأفضل للشعب السوري والمنطقة العربية والشرق الأوسط. ولذلك فإن المبادرة العربية يجب أن تكون أساس الحل وأن تستمر المفاوضات والضغوط علي النظام السوري والمعارضة لوقف العنف, والالتزام بتنفيذ هذه المبادرة وفقا لبرنامج زمني محدد.
اقتراب نظام الأسد من النهاية سيدفع جماعات المقاومة إلى التصعيد ضد إسرائيل لمنع انهيار نظام البعث
أكدت دراسة إسرائيلية أن التطورات الأخيرة في العالم العربي، أيْ الثورات، تخدم (معسكر المقاومة) في الشرق الأوسط، والذي تقوده إيران، خاصة وان الزلزال ضرب في الأساس دولا من المعسكر المعتدل وعلى رأسها مصر، وهذه الدول المعتدلة كانت تقف في وجه معسكر المقاومة، وهو أمر يضعف من موقف الولايات المتحدة أيضا، خاصة وان هناك دلائل على قوة وضع المعسكر الإسلامي خاصة في مصر، في ظل انشغال العالم أيضا عن الملف النووي الإيراني.
وعلى الرغم من أن الثورات في العالم العربي لم تكن بمبادرة من المعسكر الإسلامي، ولكنها تسهم في إحداث زخم يصب في مصلحته، وتضعف في المقابل المعسكر المعتدل الذي ينهار تماما. كما أن الاحداث في الشرق الأوسط ستؤدي لانغلاق اللاعبين الأساسيين داخليا، وهو ما يزيد من عجزهم على الاحتشاد والعمل ضمن تكتل عربي، ومن يملأ الفراغ تدريجيا هي قوة غير عربية كانت توجد على هامش العالم العربي، وعلى رأسها إيران و تركيا وإسرائيل، وهذه الدول تعمق تدريجيا من تأثيرها على الساحات الأساسية في العالم العربي وعلى رأسها العراق والخليج العربي والساحة الفلسطينية ولبنان، وساحة البحر الأحمر. هؤلاء اللاعبون، خاصة إيران، سوف يرون في زلزال الشرق الأوسط فرصة إضافية لزيادة نفوذهم في الساحات التي شهدت الاضطرابات الأكبر خاصة في مصر وشمال إفريقيا والجزيرة العربية، هذا ما جاء في دراسة جديدة أعدها مركز الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، والتي شارك في إعدادها كوكبة من الباحثين المختصين في شؤون الشرق الأوسط، وتم نشرها على الموقع الالكتروني للمركز. وتابعت الدراسة قائلةً إن الشارع العربي الذي بدا خاضعا ومستكينا وغير مبال، ظهر كعنصر محفز يحمل تأثيرا هائلا، يستطيع أن يغير أنظمة امتدت سنوات. أما الجيوش في العالم العربي التي اعتبرت على أنها خاضعة تماما للنظم، فقد أبدت قوة غير متوقعة، والحركات الإسلامية التي وصفت بصفة عامة على أنها تهديد مركزي على الأنظمة في المنطقة، ظهرت، على الأقل في المرحلة الحالية، منضبطة تماما.
علاوة على ذلك، تتساءل الدراسة عن المغزى من شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) وما هي المطالب الفعلية للمجتمع، والذي في النهاية اظهر قوة وتأثيرا كبيرين، وكيف أن الثورة في تونس كانت الأولى، غير أن الثورة في مصر كانت الأهم والأكثر تغطية إعلامية. وعلى الرغم من خلع رأسي النظام في مصر وتونس، غير أن الجيش ما زال يسيطر على مقاليد الأمور، وبذلك فان الأمور لم تُستكمل بعد، ومع ذلك من الصعب تحديد سمات القوة الاجتماعية الجديدة، والتي تقوم في الأساس على الشباب، وهي ظاهرة لم تحدث سوى في الثورة الإيرانية، لذا فان الشعوب العربية لم تنضج بعد لترسيخ نظام سياسي عصري وإدارة ديمقراطية سليمة، مع أنه أثبت نفسه في الأحداث الأخيرة. ومع ذلك لا تعتبر الدراسة أن تطلع الشعوب العربية للديمقراطية مصحوب بتطلع للغرب في البعد الثقافي والفكري، ولكن العكس هو الصحيح، حيث أن قسما بارزا من الحركة الاحتجاجية، حتى غير الإسلامية تحمل عداءً للغرب بصفة عامة، وللولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بصفة خاصة.
وركزت الدراسة على وضع الجيش المصري في التطورات الجديدة، خاصة وأنه يدير شؤون البلاد حاليا بعد سقوط النظام. وفي دول أخرى مثل سورية والبحرين والأردن يمثل الجيش مصالح الأقلية الحاكمة، لذا فهو يواجه نظرة عدائية من القطاع الأكبر من المواطنين، ولكن بصفة عامة أثبتت الجيوش العربية أنها تعود لتحتل المكانة السياسية الأهم بصفتها المؤسسة الأكثر تنظيما في العالم العربي، وبذلك سيكون وضع هذه الجيوش أشبه بوضع الجيش التركي الذي حافظ على الطابع العلماني وقيد صعود الإسلاميين.
وحذرت الدراسة المحللين من التسرع في اعتبار موجة الاحتجاج في العالم العربي مماثلة لما يعرفونه من تجارب الماضي. فما حدث لا يشترط أن يكون ما يريده الغرب من الشرق الأوسط، ولا يحتم انه توجه فكري وثقافي نحو القيم الغربية، أو العلمانية والتعددية الفكرية، وليس دليلا على تبلور معسكر سلام يريد التصالح مع أعداء العالم العربي والإسلامي، خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول الدراسة: إنه تطلع لديمقراطية أخرى، منعزلة بشكل كبير عن الوصف العالمي أو الغربي، وتغيير أساسي، جزء كبير من سوابقه من الصعب تحديد صورتها بدقة.
وأضافت أن التطورات في الشرق الأوسط خاصة في مصر تحمل أبعادا إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، ولخصتها في عدد من النقاط كالتالي: استقرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، كأساس استراتيجي مهم جدا لإسرائيل، والذي قامت عليه نظرية الأمن الإسرائيلي في العقود الثلاثة الماضية.
ثانيا: انشغال العالم، خاصة أمريكا بما يحدث في الشرق الأوسط، يشتت الانتباه عن قضية البرنامج النووي الإيراني، كما أنه يدفع عددا من الدول إلى وقف خطواتها ضد إيران على الصعيد الاقتصادي والسياسي، والعسكري، خشية تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة.
وتزعم الدراسة أن معسكر المقاومة يستمد طاقة وقوة من ضعف الأنظمة العربية المعتدلة، ومن الورطة العميقة لأمريكا، وسوف ترى عناصر المعارضة في ذلك بداية لمجال عمل مريح جدا على جميع الأصعدة خاصة الصعيد العسكري، وفرصة لتعميق تأثيرها على دول المنطقة التي توجد حاليا في مرحلة إعادة التشكل من جديد، وفي المقابل، زعزعة نظام بشار الأسد سوف يمس بقوة وتكتل معسكر المقاومة بصفة عامة وتأثير إيران على المنطقة بصفة خاصة. وفي حال اقترب نظام الأسد من نهايته، فان جزءا من جماعات معسكر المقاومة سيحاول التصعيد مقابل إسرائيل في محاولة لمنع انهيار نظام البعث في دمشق.
وتقول الدراسة إن التطورات في الشرق الأوسط خاصة في مصر وسورية تضع أمام إسرائيل تحديات أمنية أكثر، وتقلل فرص دفع المسيرات السياسية بالنسبة لتل أبيب.