التقرير الإعلامي الرابع و الخمسون 5 مارس/آذار 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الاثنين 5 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 2865

 

اختتام أعمال الدورة الـ 122 لوزراء الخارجية الخليجيين حيال الأزمة السورية

* عقد المجلس الوزاري لوزراء الخارجية الخليجيين دورته الـ122 يوم 4/3/2012، في مدينة الرياض برئاسة الأمير "سعود الفيصل" وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، بمشاركة الدكتور "عبد اللطيف بن راشد الزياني" الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأخيرًا زيارة الأمير القطري "حمد بن خليفة آل ثاني"، للرياض اليوم 5/3/2012، لبحث الأوضاع في سوريا ومناقشة الجهود المبذولة لوقف آلة القتل التي يمارسها النظام السوري منذ مارس 2011 والتي أدت إلى قتل الآلاف.
ورحب المجلس بالبيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بتاريخ 12 فبراير 2012 بالقاهرة، وما صدر عنه من قرارات تدعو إلى إجراءات فاعله لوقف المجازر التي تفاقمت في سوريا، وفي هذا الصدد أعرب المجلس الوزاري عن خيبة أمله في إخفاق مجلس الأمن، بتاريخ 10 فبراير 2012، في إصدار قرار لدعم المبادرة العربية، مناشدا المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل جميع الجهود، وبكل الوسائل الممكنة، وعلى جميع الأصعدة، لإيجاد حل للأزمة السورية.
وأشاد المجلس بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، بتاريخ 16 فبراير 2012، معتبرًا ذلك دعما للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي، للوصول إلى حل سلمي للأزمة في سوريا.
كما رحب المجلس بانعقاد المؤتمر الدولي الأول لأصدقاء الشعب السوري، الذي عُقد في تونس بتاريخ 24/2/2012. وفي هذا الإطار ناشد المجلس الوزاري المجتمع الدولي، والمنظمات المدنية العالمية، اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة لدعم إرادة ومطالب الشعب السوري الشقيق في التغيير، والإسراع في رفع معاناته، وحقن دمائه، ومراعاة الوضع الإنساني المتدهور.
وجدد المجلس الوزاري تأكيد التزامه الثابت بسيادة سوريا، واستقلالها، ووحدتها الوطنية، وسلامة أراضيها.

رؤى الكتاب والمفكرين

1 ـ زيف التعاطف  الإسرائيلي  مع الأزمة السورية(3) :
* قدمت "إسرائيل" اقتراح إلى "الصليب الأحمر الدولي" يقضي بتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري، حرصًا علي حقن دماء الشعب السوري، وهذه الرؤية تدل على الآتي:
ـ أن إسرائيل تتعامل بمبدأ المعايير المزدوجة، حيث أكد "أفيجدور ليبرمان" وزير الخارجية الإسرائيلي علي أن دولة الشعب اليهودي لا يمكنها السكوت وعدم فعل شيء إزاء ما يحدث في سوريا، بينما تجاهل المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في سوريا، والاعتداءات المتكررة لخرق السيادة السورية ابتداء من تدمير مفاعل دير الزور، وانتهاء باغتيال "عماد مغنية" في قلب العاصمة دمشق.
ـ تعاطف إسرائيل بشأن الأزمة السورية هو تعاطف مزيف، يكمن خلفه رغبة إسرائيل في التسلل إلى المنطقة العربية استغلالاً للأوضاع الراهنة وللثورات العربية على الأخص، فضلاً عن استغلال الأوضاع السورية كورقة لضرب "إيران" وتدمير منشآتها النووية ليس حرصًا على الدول العربية ـ كما تدعي ـ وإنما حتى تظل القوة النووية الوحيدة في المنطقة، وتستخدمها لإرهاب جميع جيرانها، بل والأمة الإسلامية بأسرها، حتى تمضي قدمًا في مشاريعها الاستيطانية، وتحقيق طموحاتها في إقامة إسرائيل الكبرى.
2 ـ المراحل التاريخية للحقبة الأسدية تعكس التغريب والأسرلة والعنف الداخلي(4):
* قام النظام السوري برفع شعارات ادعي فيها معاداته للصهيونية وأعداء الأمة، بل ووصف الحركات التي تقوم بها المعارضين له بأنها انتفاضة شعبية هدفها  تقويض للدور الجيوسياسى الذي تلعبه سورية في المنطقة، وفيما يلي رصد للحقائق التاريخية التي تؤكد علي أن عائلة  "الأسد" حرصت دائمًا على اضطهاد الشعب السوري وإذلاله، من أجل التقرب إلى إسرائيل وأعوانها، حيث:
ـ تم تمكين "حافظ الأسد"، والد الرئيس الحالي في الحكم، مقابل تأمين أمن إسرائيل، وذلك بالانسحاب من هضبة الجولان الإستراتيجية وتسليمها لإسرائيل.
ـ لعب "الأسد" الأب دورًا خطرًا في إذلال الشعب السوري وتدمير كرامته، من خلال حكم بوليسي، يقوم عليه نحو 17 جهازًا أمنيًا واستخباراتيًا.
ـ تم تدمير البنية التحتية في بلد غني بالثروات الطبيعية، من خلال استغلال أموال الشعب السوري، إذ إن عائد مبيعات النفط والغاز التي بلغت أكثر من 240 مليار دولار، لم يدخل منها دولار واحد خزينة الدولة، واستخدمت الأموال للعمل علي تأسيس منظومة أمنية هدفها تذليل المواطن السوري، وحماية حدود إسرائيل من أي تسلل أو مقاومة، مع الإبقاء على شعارات المقاومة والصمود والتصدي نحوها.
ـ أنفرد "حافظ الأسد" باجتماعات سرية طويلة مع " تل أبيب" و " واشنطن" ، في الوقت الذي قاطعت فيه الدول العربية تصدير النفط بعد حرب1973. وخير دليل على ذلك، أنه لم تطلق طلقة واحدة من الحدود السورية تجاه إسرائيل خلال 40 عامًا، وجاء تشييع جنازة حافظ الأسد، ليدل على وجود علاقة تاريخية طويلة الأمد مع الدولتين.
ـ شارك الجيش السوري للقوات اللبنانية المسيحية اليمينية في مذابح الفلسطينيين في مخيم "تل الزعتر"، إذ استشهد أكثر من ثلاثة آلاف من المقاومين الفلسطينيين من جميع أطياف المقاومة الفلسطينية.
ـ جعل الحدود اللبنانية الإسرائيلية محصنة من أي مقاومة حقيقية، مثلما أمن حدود إسرائيل مع سورية من أي مقاومة، حيث قام بسحب سلاح المقاومة الفلسطينية واللبنانية من أهل السنة وأبقاه بيد الميليشيات الشيعية الموالية له من عناصر "منظمة أمل" و"حزب الله" اللبناني.
3ـ إشكاليات حل الأزمة السورية(5):
* يفرض الواقع السوري العديد من الإشكاليات التي تحول دون حل الأزمة السورية، وهي:
(الأولى) مبدأ التدخل الخارجي:
* ترتبط بفكرة الانقسامات الدولية حول التدخل الخارجي أو العسكري في سوريا، حيث أن هذا التدخل من شأنه أن يوسع دائرة الصراع داخل سوريا، ويرجع ذلك إلي أن نظام "الأسد" نظام حليف استراتيجي لـ:
ـ إيران، الأمر الذي يعني الدخول في مواجهة مع الحرس الثوري في حال وقوع تدخل خارجي.
ـ روسيا والصين اللتين تؤيدان بقاءه حرصا علي تحقيق أهدافهم الإستراتيجية. فروسيا لن تقدم علي الموافقة علي التدخل الخارجي في سوريا، إلا أذا توافر ضمان بعدم المساس بمصالحها بالداخل السوري خاصة القواعد العسكرية في "طرطوس" وصفقات السلاح.
ـ حزب الله الذي يهدد بأن يجند نفسه من اجل "بشار"، ويحاول دعم نظامه بكافة الطرق.
ـ تنظيم القاعدة الذي انقسم بين معسكر في أفغانستان يريد إسقاط الرئيس السوري، ومعسكر أخر في العراق يدعم النظام حتى ولو علي حساب دماء الشعب السوري.
(الثانية) تسليح المعارضة السورية:
* فإسقاط نظام "الأسد" عبر تسليح المعارضة في داخل سوريا و خارجها (عبر تسليح "جيش سوريا الحر" الذي توجد قاعدته المركزية في تركيا)، ينذر بالعديد من الأزمات في ظل:
ـ انقسام المعارضة وتصارعها وفقدان الارتباط بين فئاتها المختلفة.
ـ معارضة الدول لهذا الحل، فتركيا تعارض لخوفها من تسرب العنف، والأردن والعراق يعارضان بشدة ، بل أن لبنان لم يرسل ممثلا إلى "مؤتمر اصدقا سوريا" في تونس لخوفه من انتقام دمشق.
4ـ الخيار المرجح لحل الأزمة.. المقاومة الداخلية المسلحة(6) :
* الحل الوحيد لتغيير الأوضاع في سوريا لن يأتي إلا من الداخل، من خلال المقاومة الداخلية المسلحة وعدم الإعالة علي الخارج، الأمر الذي يرجع إلي العجز العربي والإقليمي والتباين الدولي، وهو ما يمكن توضيحه كالآتي:
ـ على الصعيد العربي:

ـ على الصعيد الدولي:
 واشنطن، لا تريد أن تندفع خلف مشروع التغيير بقوة، فهي تراقب وتحسب وتراجع المواقف، خاصة في ظل القلق الأمريكي من مرحلة ما بعد سقوط النظام خشية وصول الإسلاميون للسلطة.
 بريطانيا وفرنسا تراقبان وتحسبان وتراجعان المواقف، وفقًا لمصالحهما في المنطقة.

5 ـ الأزمة السورية .. غموض المستقبل(7) :
* الوضع في سوريا مازال معقدًا، ليس بسبب قوة النظام السوري، ولكن لتداخل العوامل المحلية بالإقليمية والعالمية، الأمر الذي أسفر عنه صعوبة التكهن بمستقبل الأوضاع في سوريا في ظل الآتي:
ـ التردد الغربي، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بين الرغبة في تجنب التدخل العسكري والظهور بمظهر من يقوم بعمل ما.
ـ التشدد الذي تنتهجه بعض الدول العربية تجاه الأزمة، واتخاذ مواقف أكثر صدامية.
ـ عدم اهتمام بعض الدول بمصلحة الشعب السوري، فمصالحها الحقيقية هي إيران، وعليه فالصراع في سوريا يبدو فرصة لإيقاف التأثير الإيراني.
ـ موقف تركيا المعارض لاتجاه الدعم العسكري للمعارضة، برغم أن مصالحها في سوريا أكبر، نظرًا لحدودها الطويلة مع سوريا ومع ذلك تطالب بحظر تزويد السلاح للطرفين.
ـ قوة تأثير الموقف الروسي كعامل حيوي في نهاية "الأسد" أو بقائه.
ـ عجز مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد مؤخرًا في تونس عن اتخاذ قرار حاسم، وكل ما طالب به توفير الحماية للشعب السوري.
ـ فشل الجامعة العربية في التعاطي مع الوضع السوري بسبب الانقسامات الداخلية بين الأعضاء وتأثير أصوات خارجية عليها.
ـ التناقض الواضح بين مختلف فصائل المعارضة وبين النظام، فبعض رموز المعارضة يتحدثون عن سلمية الاحتجاجات، بينما يتحدث النظام منذ البداية عن مسلحين يقومون بعمليات عسكرية ضد قوات حفظ النظام .فضلا عن الانشقاقات في المعارضة نفسها ولا أحد يعرف أحجامها.
(1) الشرق الأوسط، القدس العربي، الحياة، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، صوت ألمانيا، أخبار الخليج، الخليج الإماراتية، البيان الإماراتية، وكالة الأنباء البحرينية، الكويتية، الإماراتية، السعودية، 5/3/2012.
(2) رياض معسعس، القدس العربي،4/3/2012.
(3)عبد الباري عطوان، القدس العربي،4/3/2012.
(4) عبد القادر بن عبد الرحمن الحيدر، الحياة،5/3/2012.
(5) سمدار بيري، القدس العربي،4/3/2012.
(6) عبد الله ناصر العتيبي، الحياة،5/3/2012.
(7) عبدالله السويجي،إيلاف،5/3/2012.

والد زوجة الرئيس "بشار الأسد" يناشده وقف العنف في سوريا

ذكرت صحيفة الأكسبريس(5/3/2012) أن والد زوجة الرئيس السوري "بشار الأسد"، المقيم في لندن، قد دعا "بشار الأسد" على القيام بإجراء تغييرات ديمقراطية في بلاده التي مزقتها الصراعات "قبل فوات الأوان"، حيث قال أخصائي أمراض القلب، الدكتور فواز الأخرس، إنه "صدم" من القمع الوحشي الذي يقوم به زوج ابنته ضد الانتفاضة في سوريا، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 7 آلاف من المدنيين. وقالت الصحيفة إن "الأخرس" لا يخفي قلقه على سلامة ابنته أسماء، البريطانية المولد، 36 عاماً، التي تزوجت من الأسد منذ 12 عاماً، حيث تدور شائعات حولها أنها قد تكون تحت الإقامة الجبرية في دمشق من قبل أتباع الرئيس الذين يخشون من أنها قد تحاول مغادرة البلاد، وهي خطوة قد تلحق ضرراً كبيراً للنظام. وبينما يرفض الدكتور فواز الأخرس مناقشة الوضع المتدهور بشكل علني، إلا أنه أخبر أصدقائه في الجمعية البريطانية السورية بأنه الآن في "وضع صعب"، حيث يعيش صراعاً بين ولائه لأسرته من ناحية، وبين الإدانة العالمية للوحشية المتزايدة لنظام زوج ابنته من ناحية أخرى.

روسيا ومحاولة لحلحلة الأوضاع في سوريا في اجتماعٍ في القاهرة بعد أيام

قالت صحيفة السفير اللبنانية(5/3/2012)، أن القوات السورية، وسّعت حملتها الأمنية ضد المسلحين، وشنّت هجمات على الرستن، التي أعلن الجيش السوري الحر انسحابه منها، والقصير ودرعا، بعد أيام من سقوط حي بابا عمرو في حمص، حيث قامت عناصر من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري بتوزيع مساعدات على الفارين من الحي. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في أعمال المجلس الوزاري العربي التي ستنطلق في الجامعة العربية يوم السبت المقبل في 10 مارس الحالي، وأعرب عن أمله بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع بوقف العنف في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية. وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «عن أمله في صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ووقف العنف في سوريا، وفتح المجال للمعونات الإنسانية خلال أسبوع»، لافتا إلى أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في أعمال المجلس الوزاري العربي التي ستنطلق في الجامعة العربية في 10 آذار الحالي».

أزمة حمص الإنسانية "تتدفق" إلى لبنان

من بيروت كتب مراسل صحيفة الجارديان(5/3/2012)"مارتين تشولوف" تقريراً قال فيه، إن لبنان يستعد لاستقبال ألفي لاجئ سوري فروا من حي بابا عمرو في حمص بعد دخول القوات السورية الموالية للنظام إليه. فمصير مائتي ألف شخص من سكان الحي يبقى مجهولا، فالجيش السوري لم يسمح لسبع شاحنات تابعة للصليب الأحمر تحمل مساعدات إنسانية لسكان الحي بدخوله، بالرغم من وعود سابقة بالسماح، وبررت السلطات ذلك بأن القرار نابع من الحرص على سلامة طواقم الإغاثة بسبب وجود ألغام تقول السلطات إن أفراد جيش سوريا الحر زرعوها، وهو ما نفته مصادر الجيش الحر بشدة، بينما أكدت المعارضة على أن السلطات تحاول منع وصول الصليب الأحمر إلى حي بابا عمرو أو على الأقل تأخير ذلك لحرصها على عدم رؤيتهم "ما اقترفت السلطات هناك"، حسب الصحيفة.

الانتخابات الرئاسية والموقف الروسي من الأزمة السورية

تناول "عبد الرحمن الراشد" في صحيفة الشرق الأوسط(5/3/2012)فوز "بوتين" في الانتخابات الروسية، واقتبس من مقال كتبه "بوتين" قبل أسبوع في إحدى الصحف الروسية، قائلاً إن "بوتين" تحدث في مقاله المذكور عن سوريا، موضحاً أهمية الاعتماد على المسلمين المعتدلين في روسيا لحل المشكلة السورية. ويلفت الكاتب إلى إشارة "بوتين" إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة (اليوتيوب- الفيسبوك- تويتر]، والتي يراها "بوتين" تدار من قبل جهات خارجية، أرادت تفجير الربيع العربي، لتحقيق مصالحها في المنطقة. ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي الجديد يحاول تأديب الغرب، بناء على قضية خاطئة، وتفسير خاطئ.
وتوقع "جورج سمعان" في صحيفة الحياة اللندنية(5/3/2012)تبدلاً في الموقف الروسي من الأزمة السورية بعد الانتخابات الروسية الرئاسية. ويدلل الكاتب على رأيه بما يذكره من اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، ووراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والتصريحات الأمريكية التي تقول إن الخلافات بين موسكو وواشنطن في الموضوع السوري ليست كبيرة. ويستتنتج الكاتب أن "بوتين" سيركز على الإصلاحات في الداخل، وبالتالي سيكون مضطراً إلى التخلي عن نظام شمولي لا أمل في بقائه.

تواصل القصف الجوي وأعمال العنف من قبل النظام السوري على المدن السورية

قالت صحيفة الشرق الأوسط(5/3/2012)، أن القوات السورية النظامية قصفت أمس مدينة الرستن بالصواريخ، برا وجوا، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بينهم عائلة من 6 أشخاص، تعرض منزلها لقذيفة صاروخية، وبينما يستمر هذا القصف من قبل النظام السوري ضد شعبه، أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي عقب اجتماعات المجلس الوزاري الخليجي الذي عقد في الرياض أمس، أن نظام الرئيس السوري بات عبئا على شعبه، كاشفاً في ذات الوقت بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد 3 مرات، وأكد عليه بالقول "أنت تسير في المسار الخاطئ، وعليك أن تصحح مسارك، وإن لم تكن لديك خطة لتصحيح المسار اترك الفرصة لغيرك".ومتابعة لأمر العنف الحاصل في سوريا، أفاد ناشطون بأن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب إثر قصف عنيف. وامتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي بحسب الهيئة العامة للثورة السورية لتصل إلى دير الزور وأحياء في محافظة حماه وريفها، وخربة غزالة في محافظة درعا، إلى جانب دمشق وحلب، لتسفر حصيلة أمس عن سقوط نحو 50 قتيلا بمختلف المدن، وفي غضون ذلك، قال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن نحو ألفي لاجئ يفرون من العنف في سوريا ويعبرون الحدود إلى شمال لبنان»، بينما أوضح جان بول كافاليري نائب ممثل المفوضية أن الأعداد ستتضح خلال الساعات المقبلة.
وكتب إياد أبو شقرا في الصحيفة قائلاً، أننا نعيش تسابقا غريبا على إيجاد المبررات للإحجام عن أي تدخل جدي ينهي معاناة الشعب السوري، بعض العرب، بمن فيهم مصر، يقفون ضد تسليح المعارضة السورية بحجة أنه يفضي إلى حرب أهلية، وواشنطن، على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، «قلقة» – حفظها الله – من تسرب السلاح إلى «القاعدة» والجماعات الأصولية، وهذا مع أن الدكتور برهان غليون، الرئيس المؤقت للمجلس الوطني السوري، مع تسليح «الجيش السوري الحر» وليس كل من هب ودب ممن يصفون أنفسهم بالمعارضين، ودول الاتحاد الأوروبي – ومثلها واشنطن وبعض العرب – تتحجج بأن المعارضة السورية منقسمة على نفسها، وبالتالي ليس لديها مشروع واحد أو تصور واحد لمستقبل سوريا، و روسيا والصين تزعمان «الحياد» وتوزعان مسؤولية العنف بالتساوي على الجانبين، الحكومي والمعارض، على الجزار والضحية، فتخوضان فعليا بأجساد الشعب السوري ومصيره «معركة» ابتزاز ومساومة مع الولايات المتحدة؛ كون الأخيرة لا تكترث – حسب موسكو وبكين – لمصالحهما كقوى كبرى عائدة إلى المسرح بعد تراجع سطوة الأحادية الأميركية، وتركيا، التي وعدت السوريين مرارا وتكرارا بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء ما يرتكبه حكام دمشق من مجازر، ما زالت، على ما يبدو، تفضل فضة الكلام على ذهب السكوت، وهنا يبرز التساؤل عن، ما الخطوة المطلوبة إذن؟.... فالرهان على أي تبدل ذي قيمة في الموقفين الروسي والصيني رهان في غير محله؛ فموسكو وبكين لم تتصرفا كما تصرفتا لـ«أسباب سورية» بل لـ«أسباب أميركية واستراتيجية».
إن تسليح الجيش السوري الحر وإيجاد مناطق عازلة تكون آمنة له في شمال سوريا وجنوبها مسألتان حيويتان، أقله لتوجيه رسالة حاسمة لحكام دمشق مؤداها أن قمعهم سيواجَه بجدية.

حزب الله ومعطياته أمام محيطٍ يتغير

كتب غسان شربل في صحيفة الحياة اللندنية(5/3/2012) قائلاً في افتتاحيتها، إن سورية تعتبر سلامة «حزب الله» جزءاً من أمنها ودورها القائم على «الممانعة»، سياسياً عبر مواقفها وعسكرياً عبر حلفائها. وبسبب كل ما تقدم، يطرح اللبنانيون اليوم سؤالاً صعباً، هو ماذا يفعل «حزب الله» الذي اضطرته الأحداث الدامية في سورية إلى الوقوف ضد «الربيع العربي» فيها، في حين بدا مؤيداً لهذا الربيع حين ضرب ساحات أخرى؟... لا مبالغة في القول إن «حزب الله» يواجه اليوم خيارات صعبة يمكن ان يواجهها القوي المسلح المتماسك عندما تتغير البيئة المواتية التي كان يسبح فيها لبنانياً وسورياً وإقليمياً. ومن الطبيعي أن يكون الحزب قلقاً ومتوتراً في هذه الأيام. في بيروت همسٌ حول سيناريو شبيه بما جرى في غزة، على رغم الفوارق. يقول السيناريو أن «حزب الله» سيضطر إلى السيطرة على أجزاء كبيرة من لبنان لتعويض خسارته في سورية، ويبقى الخيار الآخر، وهو العودة إلى الحقائق اللبنانية، شرط توافر الواقعية لدى مختلف الأطراف، بعيداً من أوهام القوة والاستضعاف. أعرف أن مثل هذا الخيار صعب لدى الحزب، ولدى طهران أيضا، لكن قيادة الحزب تدرك بالتأكيد ان المنطقة تتغير، وأن على الحزب أن يقرأ بتبصّر، وأن يتكيف ويتغير.

موقف إيران من سوريا وفرصة تجنب الصراع المذهبي

كتب  ياسر الزعاترة في صحيفة الدستور الأردنية(5/3/2012)، أنه بحسب علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، فإن مساعي إسقاط النظام في سورية إنما هي انتقام من الصحوة الإسلامية ومن النظام الذي وقف بوجه الصهاينة. ويشير التصريح الآنف الذكر، ومجمل السياسات الإيرانية الداعمة للنظام السوري أن هناك إصرارا رهيبا من طرف النظام الإيراني على الوقوف وراء نظام الأسد حتى الرمق الأخير، بل إن مزيدا من التدقيق في الموقف يصل بالمراقب حد القول إن طهران عبر سيل التصريحات الصادرة منها، إلى جانب الدعم غير المسبوق ماليا وعسكريا وسياسيا، إنما تسعى إلى الحيلولة دون تفكير بشار الأسد في الخروج من السلطة وفق السيناريو اليمني، الأمر الذي لم يعودوا يستبعدون حدوثه على ما يبدو في ظل اتساع نطاق الاحتجاجات، ومعها الانشقاقات داخل الجيش، إلى جانب تصاعد الضغوط العربية والإقليمية والدولية على نحو لا يمكن أن توازيه مواقف إيران وحلفائها من أمثال المالكي وحزب الله، حتى لو أضيفت إليها المواقف الروسية والصينية. وحين ترسو السفن الحربية الإيرانية لبعض الوقت في ميناء طرطوس، بينما تتدفق الأسلحة الإيرانية إلى نظام دمشق من البحر والبر، فيما يصول الخبراء الإيرانيون ويجولون في سوريا موجهين العمل الميداني في مواجهة الاحتجاجات. حين يحدث ذلك، فهذا يدل على أن الموقف قد تجاوز الدعم الطبيعي إلى اعتبار الأمر مسألة حياة أو موت،.لقد آن لإيران وحلفائها أن يعيدوا النظر في مواقفهم، بل إن بالإمكان القول إن بوسع إيران أن تقصر أمد المعركة وتقلل منسوب الدماء السورية، وهي وحدها التي يمكنها الضغط على نظام الأسد ودفعه إلى الرحيل، ولو فعلت ذلك فسيشكل ذلك محطة لعلاقة إيجابية مع المسلمين (السنة) بعد تصاعد الحشد المذهبي على نحو غير مسبوق في السنوات الأخيرة. كما سيكون له أثره في موقف الأمة من العقوبات الغربية عليها، فضلا عن هجوم إسرائيلي لا يمكن استبعاده بحال. فرصة من مصلحة إيران استثمارها، وإلا فإنها ستكون الخاسر الأكبر في هذه المعركة التي تشكل عنوان نهوض للأمة وتأكيدا لهويتها، فهل يتدخل العقل لاتخاذها أم يتواصل الموقف الراهن؟ لسنا متفائلين كثيرا مع الأسف الشديد.


https://islamicsham.org