في صمت دولي مجزرة بشعة يرتكبها نظام الأسد في الزارة وذلك بتجميع 40 مدنيا مع بعض الأطفال في غرفة، وإلقاء القنابل اليدوية عليهم فتبيدهم جميعا، والوساطة القطرية تنجح في إطلاق راهبات معلولا مقابل 153 من المعتقلات في سجون الأسد
41 قتيلا:
قتل يومنا هذه الأحد أكثر من 41 شخصا معظمهم في حلب، حيث قتل15 شخصا جراء قصف حي الحيدرية بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي، بين الشهداء امرأة و3 قتلى تحت التعذيب بينهم مقدم منشق.
وتوزع القتلى على مناطق سوريا كالتالي:
حلب: 21 بينهم امرأة وقتيل تحت التعذيب
دمشق وريفها: 4
درعا: 8 بينهم امرأة وشهيد تحت التعذيب
ادلب: 4
حماة :1
حمص: 3 أحدهما مقدم منشق تحت التعذيب (1)
مقتل صحفي كندي كان يقوم بإنقاذ الضحايا:
قتل الصحفي الكندي علي مصطفى (29 عاما) وثلاثة من رجال الدفاع المدني، إضافة إلى عشرات المدنيين، ضحيةً لقصف الطيران المروحي حي الحيدرية ببرميلين متفجرين صباح الأحد.
وقدِم مصطفى إلى مدينة حلب منذ نحو أسبوعين لتصوير فيلم عن الأعمال الإنسانية، حيث كان يعمل لصالح وكالة "سيدا" الكندية، وأمضى أيامه في حلب برفقة رجال الدفاع المدني مع كاميرته التي صور بها ضحايا القصف في عدة أحياء.
وقال خالد رئيس الدفاع المدني في فرع مساكن هنانو إن مصطفى "كان برفقة الفريق الميداني الذي يجوب مواقع القصف لإنقاذ الضحايا، وترجل مع سبعة عناصر من الدفاع المدني في موقع القصف بحي الحيدرية بسبب سقوط برميل متفجر، فعادت الطائرة لتستهدف الموقع ذاته ببرميل آخر أدى إلى مصرعه مع ثلاثة من زملائنا في الدفاع المدني وإصابة أربعة آخرين بجروح". (4)
اقتحام الزارة:
اتهم ناشطون قوات الأسد بارتكاب مجزرة بحق العشرات من سكان بلدة الزارة لدى اقتحامها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية فرضت سيطرتها على الزارة بريف تلكخ في حمص أمس السبت بعد قتال شرس بين تلك القوات النظامية وقوات المعارضة، وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن القوات قتلت وأسرت أعدادا كبيرة ممن وصفتهم بالإرهابيين. (5)
مجزرة الزارة:
ارتكبت قوات النظام الأسدي مجزرة مروعة قتلت فيها أربعين شخصا في قرية الزارة بريف حمص، ونقل عن ناجية من المجزرة أن الجيش النظامي عمد إلى جمع عدد من الأهالي في منزل واحد ورمى قنابل يدوية عليهم فقتلوا. (5)
القصف والغارات:
في حمص جددت قوات الأسد قصفها على حي الوعر بقذائف الهاون، واستهدفت في إدلب جبل الأربعين بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، وسقط العديد من الجرحى في دير الزور جراء قصف قوات الأسد مدينة موحسن بالمدفعية.
وفي حمص أعدمت قوات الأسد 40 مدنيا في قرية الزارة منذ السيطرة عليها يوم أمس وحتى اللحظة، وفي اللاذقية قصفت قوات الأسد قرى جبل الأكراد بالمدفعية ما أسفر عن سقوط جرحى، وتعرضت قلعة الحصن ومزارع تدمر لقصف بالطيران الحربي ذهب ضحيته 3 أشخاص وعدد من الجرحى.
وشهدت مدينة الرستن قصفا بالمدفعية، وشن الطيران الحربي 3 غارات جوية على بلدة كرناز، ما أوقع عددا من الجرحى.
وقصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة أحياء بلدة مورك.
وشن الطيران الحربي غارات جوية على مزارع ريما ومنطقة السحل وأطراف مدينة يبرود. (6)
ضحايا البراميل المتفجرة:
ألقى الطيران الحربي لقوات الأسد اليوم البراميل المتفجرة على حي الحيدرية ومساكن هنانو بحلب ما أدى لاستشهاد 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال وجرح آخرين. كما استهدفت قوات الأسد بالرشاشات الثقيلة منطقة إكثار البذار بمدينة حلب ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين ودمار عدد المباني.
وقصفت قوات النظام الأسدي بالمدفعية الثقيلة بلدة النعيمة وعدوان ما أدى لجرح عدد من المدنيين ودمار عدد من المنازل. في حين شهدت بلدة إبطع قصفاً عنيفا بمختلف أنواع الأسلحة أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ووقوع أضرار مادية. (8)
المجاهدون يتصدون في يبرود:
تصد المجاهدون لمحاولة قوات النظام بالتعاون مع ميليشيا حزب الله الإرهابي (حالش) التسلل على أطراف مدينة يبرود بريف دمشق ما أدى لمقتل 7 عناصر من قوات النظام وحزب الله الإرهابي "حالش" وسط غارات جوية تشنها طائرات قوات النظام على مدينة يبرود ما أدى لجرح عدد من المدنيين. (8)
مقتل 20 أسديا:
دارت اليوم الأحد اشتباكات وصفت بالعنيفة بين كتائب المجاهدين وقوات الأسد على حاجز تل الشيخ حديد جنوب بلدة كرناز بحماة، تمكن خلالها المجاهدون من تدمير دبابتين، وآلية عسكرية، وقتل 20 عنصرا من قوات الأسد (6)
اشتباكات وكمين:
دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين كتائب الثوار وقوات الأسد على مدخل الزارة الغربي، أسفرت عن مقتل 6 من عناصر الأسد، وقتل 5 آخرين من قوات الأسد في كمين نصب لهم في المزارع المحيطة بالقرية. (6)
دارت اشتباكات عنيفة في دير الزور في محيط مطار المدينة العسكري بين قوات الأسد والمجاهدين وقتل عنصرين من قوات الأسد.
وقتل المجاهدون في حلب 3 من عناصر قوات الأسد أثناء اشتباكات مع المجاهدين في حيي الشيخ خضر وسليمان الحلبي.
أما في درعا فقد اشتبكت كتائب المجاهدين مع قوات الأسد في حي طريق السد بدرعا المحطة وقتلت عنصرين أسديين، وشن المجاهدون هجوما على الحواجز المحيطة ببلدة كرناز.
كما جرت اشتباكات في تلبيسة بين الثوار وقوات الأسد التي حاولت التسلل إلى المدينة لكن الثوار تصدوا لها، وقتلوا عنصرين منها.
واستهدف الثوار قوات الأسد المتمركزة على حواجز الحماميات والمغير وتل عثمان في محيط كرناز بقذائف الهاون، بينما شهدت بلدة مورك اشتباكات بين الثوار وعناصر من قوات الأسد حاولت اقتحام البلدة من الجهة الجنوبية لكن الثوار تصدوا لها وقتلوا عددا منها.
وحاولت عشرات العناصر من قوات الأسد اقتحام مدينة داريا من الجهة الشرقية مدعومة بالدبابات، إلا أن كتائب الثوار تصدت لهم وقتلت 8 منهم وجرحت آخرين، وسط قصف عنيف على المدينة أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
أما في الغوطة الشرقية، فقد تمكنت كتائب الثوار من استعادة السيطرة على عدة مواقع في بلدة حتيتة التركمان بعد اشتباكات خلفت 12 قتيلا من قوات الأسد و7 آخرين من الثوار.
كما استهدفت كتائب الثوار آلية عسكرية لقوات الأسد على طريق المتحلق الجنوبي من جهة عربين، ما أدى تدميرها ومقتل طاقمها. (6)
الدعم السياسي إذا لم يتناغم مع العسكري لن يسقط الأسد:
اعتبر عضو الجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري هشام مروة أن "تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف باعتباره ممثلاً شرعياً للسوريين تأخر كثيراً، ولكن اتخاذه سيؤكد سقوط شرعية نظام الأسد المجرم، وهو خطوة سياسية جيدة وضربة موجعة للنظام أمام المجتمع الدولي والإقليمي". وأردف مروة "نرجو أن يكون هذا القرار في حال اتخاذه مقدمةً لنزع مقعد الأمم المتحدة من ممثل الأسد وتسليمه للائتلاف". هذا وأضاف عضو الجنة القانونية للائتلاف " إن هذه الخطوات الدبلوماسية والسياسية تمثل مقدمة لانهيار الأسد، في حال رافق ذلك دعم نوعي للجيش الحر، الذي سيؤدي إلى قلب الموازين على الأرض وإنهاء معاناة الشعب السوري وعذابه". (7)
لم يعد هناك مساحة للدبلوماسية:
قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، إنه "لم تعد هناك، بعد انتكاسة جنيف2، أية مساحة للغة الدبلوماسية أو الحلول السلمية".
وقال بأنه "لن يقوم للعمل العربي المشترك قائمة في ظل وجود نظام (بشار) الأسد". وخاطب الوزراء العرب المجتمعين قائلا: "كلكم شاهدتهم جهود نظام الأسد لإفشال مؤتمر جنيف 2". (3)
الخطب السياسية المؤيدة لا توقف المجازر:
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري أن لا أمل من جدوى الخطب التي تلقيها الدول لنصرة السوريين، معتبرها غير "قادرة على التعبير عن جزء من المجازر اليومية التي يعانيها الشعب السوري"، مضيفاً إنها لم تعد "كافية لترفع شيئا من مأساة متناسلة يقودها جزار العصر، مستعينا بمرتزقته ومدعوماً بقرار مشغليه الإقليميين والدوليين وأعتى أسلحتهم".
وأردف الجربا في كلمة ألقاها أمام وزراء خارجية العرب "علينا أن ننتقل من وصف الحال إلى عرض المطلوب، خاصة في ظل المجازر المتواصلة التي تتعرض لها سورية، لأن الكلام لم يعد يكفي ولا يشفي". وأضاف: "دخلنا جنيف ٢ متجاوزين عقبات لا تحصى. لكننا خضنا غمار التفاوض مدعومين بضمانات دولية وغطاء عربي، ومستندين إلى شعبنا المظلوم الصامد. وكلكم شاهدتم ومعظمكم لمس ما قام به نظام الأسد من ممارسات على الأرض وخلال التفاوض، أسهمت في الإجهاز على أي إمكانية لإنجاح جنيف ٢". (7)
الأسد تخلص من الانتهازيين:
اعتبر الأسد أن حزب البعث الحاكم بقي "متماسكاً" وتمكن من التخلص من "الانتهازيين" خلال الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو ثلاثة أعوام، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأكد الأسد في الذكرى الحادية والخمسين لوصول حزب البعث إلى الحكم، مواصلة "ضرب الإرهاب"، مشدداً على أن تحديات ما بعد الأزمة ستكون "أخطر" من الأزمة نفسها. (2)
مفاوضات 20 مارس:
ذكرت وسائل إعلام مقربة للنظام السوري، مؤخراً، بأن جولة جديدة من مفاوضات "جنيف2" من المرتقب أن تعقد في 20 من آذار (مارس) المقبل، من دون أن يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي من قبل الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا ووسيط المفاوضات التي انطلقت جولتين منها، الأولى ما بين 22 و31 كانون الثاني (يناير) الماضي، والثانية ما بين 10 و15 شباط (فبراير) الجاري، من دون الإعلان عن أي تقدم فيها. (3)
أزمة تموين في ريف اللاذقية الشرقي:
تخوف ناشطون سوريون من انقطاع المواد الغذائية عن الريف الشرقي لمحافظة اللاذقية الساحلية عقب مجموعة إضرابات للمحال التجارية شهدتها المنطقة بسبب ما وصفوه بـ"الممارسات التشبيحية" والسرقات التي ينفذها بعض المقاتلين حسب تعبيرهم.
وأضاف الناشطون أن هذه "العمليات تمت بعد سيطرة الجبهة على طريق الإمداد الغذائي الذي ينقل المواد الغذائية من ريف إدلب ومدينة الرقة والحسكة عبر بلدة دركوش التابعة لمحافظة إدلب"، مما دفع الأهالي لإعلان إضراب شامل وإغلاق كامل للمحال التجارية. (5)
إطلاق سراح 153أسيرة مقابل الراهبات:
قال خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري بأن الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراح 12 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير مار تقلا في مدينة معلولا بسورية في ديسمبر/ كانون أول الماضي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنه “بتوجيهات من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة منذ شهر ديسمبر (كانون أول) الماضي للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا إيمانا منه بمبادئ الإنسانية وحرصه على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة”.
وشهدت العملية إطلاق سراح أكثر من 153 معتقلة سورية من سجون النظام الأسدي. (4)
سورية: صناعة الموت والجوع والأرض المحروقة
تحت هذا العنوان كتب زياد ماجد على صحيفة الحياة ما نصه:
لم يعرف التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية، حالةً من الهمجية المأساة شبيهةً بتلك التي يصنعها النظام السوري، ويديرها منذ قرابة الثلاثة أعوام، فالأمر ليس فقط في حجم العنف، وكثافة القصف أو في عدد الضحايا، إذ سبق لحالات قمع ولمجازر أو حروب أو معسكرات اعتقال في بلدان أُخرى، أن أردَت أعداداً أكبر بكثير من الناس، بل هو في "صناعة" هذا العنف وفي هندسته والإشراف على تنفيذه.
وتقوم "صناعة العنف" الأسدية على ثلاثة مرتكزات:
الأولى: القتل المباشر، الفردي أو الجماعي، من خلال القصف المدفعي والصاروخي والجوّي والقنص والمذابح، واستهداف أحياء أو بلدات في مناطق محدّدة.
الثانية: سياسة الأرض المحروقة والتجويع، لجعل سبل الحياة في بعض المناطق المستهدفة متعذّرة، من خلال التدمير، ومن خلال استخدام " أسلحة غير تقليدية" شكّل الكيماوي عنصر التصعيد الأقصى فيها، ثم من خلال قطع إمدادات الغذاء وفرض الحصار، بهدف دفع السكّان إلى الاستسلام طلباً للمأكل، ولمجرّد البقاء على قيد الحياة.
ثالثاً: التعذيب المُمنهج في السجون والمعتقلات، وإعدام الألوف من المعتقلين تجويعاً أو حرقاً أو خنقاً، وتوثيق مقتلهم بما يشاء، بتنظيمٍ للقتل يتفرّغ جهاز بأكمله لمهمته، وتوزيع أدواره وما تتطلّبه لاحقاً من تعامل مع الجثامين، ويُظهر التدقيق في المرتكزات - العناصر المذكورة وفي التقارير التي تتناول بالتفصيل حالاتها، خططاً ينفّذها النظام جامعاً فيها أقصى درجات البربرية، وأقصى درجات التنظيم (العنفي).
فالقتل المباشر والمعمّم، كما التدمير الشامل، يستهدف بشكل خاص مناطق في ضواحي المدن الكبرى أو على مداخلها، لا سيّما في دمشق وحلب، تشترك في فقرها وعشوائيّتها والأصول الريفية لغالبية سكّانها، وهي كانت بين أولى المناطق التي انتفضت على النظام، وبالتالي فإن ضربها بالبراميل المتفجرة، كما بالصواريخ البالستية (سكود)، هدفه الانتقام من سكّانها لخروج ألوف المتظاهرين، ثم المقاتلين في صفوف الثورة، من بيئتهم، لكن هدفه أيضاً تخريبها وجعلها أحياناً غير قابلة لإعادة الإعمار، بخاصة أن ثمّة خرائط سابقة للثورة تشمل بعضها في مخطّطات "مكافحة المخالفات"، التي سبق للحكومات السورية أن وضعتها.
أما القتل والتدمير في حمص والمناطق المجاورة لها، فيأخذ طابعاً مختلفاً، يشبه "التطهير المذهبي" تعديلاً لديموغرافيا المنطقة وتأميناً لبقائها "آمنة"، تربط دمشق بمنطقة الساحل، وفي ما يخصّ سياسة الأرض المحروقة والتجويع، من الواضح أن النظام أرادها حالاً لغوطتي دمشق، ولبعض الأحياء المتاخمة للعاصمة، لا سيما برزة وجوبر والقابون والمعضمية ومخيم اليرموك، والبلدات الجنوبية المحيطة بالمخيّم، ذلك أن الأوضاع هناك تأخذ، إضافة إلى الطابع الانتقامي، طابعاً عسكرياً خاصاً، إذ فيها خطوط الجبهة المتقدّمة مقابل "قلعة النظام الأمنية" في دمشق، كما فيها المدى العمراني والبيئة الداعمة للخطوط هذه وللمقاتلين عليها.
وفي السجون، حيث يقبع حوالي مائتي ألف معتقل ومعتقلة، تُظهر الصور والشهادات (وآخرها الـ 55 ألف صورة المسرّبة)، أن التعذيب حتى القتل يتمّ على نحو مروّع، وقد ذهب ضحّيته أحد عشر ألف معتقل في سجون دمشق وحدها (حتى آب/أغسطس 2013)، والقتل يتمّ إعداماً أو تعذيباً بطيئاً أو تجويعاً.
وتُجري إدارة السجون توثيقاً له، وتضع أرقاماً على الجثامين وفق ترميز في سجلات خاصة، على نحو يؤكّد بُعداً "صناعياً" في الموضوع، وليس مجرّد إفراط في الوحشية، لم تتحمّله أجساد بعض المعتقلين، وهذا يُشبه ما كان يجري في مخيمات الاعتقال النازية ومثيلاتها القليلة في عالمنا المعاصر.
بهذه الممارسات المتكاملة و"الفلسفة العنيفة" المُديرة والمدبّرة لها، يحاول النظام السوري منذ آذار (مارس) 2011، القضاء على الثورة، وإعادة تركيب المشهد السوري وجغرافيّته وبعض ديموغرافيّته، وينوّع بين استخدام العنف العشوائي وبين تقنينه وتركيزه على فئات محدّدة، مستضعفة اجتماعياً في الأساس، ومتحرّكة سياسياً ضدّه منذ اندلاع الثورة، كما ينوّع بين اعتماد التعذيب بهدف الإخضاع، والتعذيب بهدف الإبادة.
ورغم اتّضاح الكثير من معالم الجرائم المرتكبة ودراستها قانونياً، وإقرار خبراء دوليّين بوقوعها على مستوى واسع ومنظّم،كان آخر الخبراء جيفري نايس المدعي العام السابق في المحكمة الدولية ليوغوسلافيا، وديفيد كرين المدعي العام السابق في محكمة جرائم الحرب الخاصة لسيراليون، وهما دقّقا في صوَر ضحايا السجون، ورغم قول مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، بارتكاب النظام السوري جرائم حرب، وذهاب الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون إلى حدّ القول بمسؤولية الأسد عن "جرائم عديدة ضد الإنــسانية"، فإن إجراءً حاسماً واحداً ضد القتلة لم يُتّخذ بعد.
ولا شكّ في أن الأسباب القانونية المعقّدة (عدم انضــمام سورية إلى اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، والاستعداد الروسي الدائم لعرقلة أي قرار أممي يُتّخذ تحت الفصل السابع، وغير ذلك)، تصعّب اتّخاذ إجراء كهذا، لكن النقص في الإرادة السياسية الدولية يُصعّب الأمر أكثر، وما استمرار الدعوات الأميركية للتفاوض مع النظام، والاستمرار في الاعتراف بسفيره سفيراً لسورية في الأمم المتّحدة، وحجب الأسلحة النوعية منذ أكثر من عامين عن مقاتلي الثورة السورية (أي حتى قبل بروز جماعات السلفية الجهادية وصعودها، وهي التي يجري التذرّع بها لمنع التسليح)، سوى أدلّة على انكفاء المجتمع الدولي عن مسؤوليّاته في ملاحقة المجرمين ضد الإنسانية، بعد أن تعذّر إيقاف جرائمهم، وهذا يساهم في توفير مناخات ســياسية تسمح (ولو على نحو غير مباشر) لصناعة الموت والجوع والخراب في سورية بالاستمرار.
في ظل عنف كهذا يواجهه تقصير كهذا تستمرّ إذاً فصول المأساة السورية وتتابع، فتحلّ كل فترة صوَر جديدة عن الفظا عات محلّ ما سبقها في القنوات الإعلامية، وفي الذاكرة البصرية القصيرة، فينسى كثرٌ ضحايا السكاكين إذ تهطل البراميل المتفجّرة على البيوت، ثم ينسون البراميل إذ تنطلق الصواريخ البالستية وتدمّر حارات بأكملها، وبعد أن تغيب "أسلحة القتل العادية" خلف "غاز السارين" لفترة، يظهر القتل بالتجويع وتنكشف أهوال السجون، ثم يتوقّف المشهد مؤقّتاً على جرّافة تجرف أكواماً من الجثث، فتجرف معها جزءاً إضافياً مما تبقّى من صدقية "المجتمع الدولي". (3)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء) (2)
إسماعيل طبنجة - دمشق - الشويكة
أحمد العلي - دير الزور - البوعمر
أحمد بدير - حمص - القصير
أحمد حسين حسن طنب - ادلب - صوران
أحمد خالد بكور - حماه -
أحمد محمد وليد يوسف - حلب - الحيدرية
أحمد محمد يوسف - ريف دمشق - مضايا
أحمد مصطفى الحسين - حماه -
أحمد يوسف أحمد عقلة الراضي - درعا - نصيب
أحمد يوسف عكيل - ادلب - بنش
بلال أحمد القواريط - درعا - الحارة
جمال عدنان أبو القياص - درعا - درعا البلد
حمزة العيسى - حماه - خطاب
حمزة خالد الحمصي - درعا - غصم
خيرو علي الحسون - حماه - كرناز
ديب عبدالله الشليل - حمص - تدمر
رفيق حسن السلوم - حماه - مورك
رفيق حسن السلوم "الحفيان" - حماه - مورك
عباس فجر الحلبي - ادلب - حيش
عبد الرحمن خالد الحمصي - درعا - غصم
عبد الله دالاتي - حلب -
عصام عطري - حلب - الحيدرية
علاء الكرك - ريف دمشق - دوما
علي عبد الله الصبيح - ادلب - كفرسجنة
علي مصطفى - غير ذلك - كندا
عمار بكار - حلب - الحيدرية
فايز يوسف الشوخ المقداد - درعا - بصرى الشام
محمد أنور الخضر - دير الزور - العشارة
محمد عبد الرحمن أشالم - حلب - الحيدرية
محمد مصطفى فلفل - حماه -
مرهف أحمد قيطاز - ادلب - معرة النعمان
معاذ يحيى المصطفى - حماه -
موفق أحمد الصالح - حمص - تدمر
نضال القصيري - ريف دمشق - الذيابية
ياسر طبنجة - دمشق - الشويكة
ياسين يحيى البكور - حماه -
يعقوب طيب - ريف دمشق - النبك
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية
2- مركز توثيق الانتهاكات في سورية
3- الحياة
4- رأي اليوم
5- الجزيرة
6- مسار برس
7- الائتلاف السوري
8- لجان التنسيق المحلية