أخبار سوريا - تعاون إيراني إسرائيلي رغم العقوبات - 22-2-2014
الكاتب : المكتب الإعلامي بالتعاون مع موقع نور سورية
السبت 22 فبراير 2014 م
عدد الزيارات : 10290

إسرائيل تخرق العقوبات على إيران وتبيعها أسلحة، والمجاهدون يقتلون ويأسرون ويدرون آليات تابعة لنظام ألأسد وشبيحته وحلفائه من الرافضة، ومجلس الأمن يصوت بالإجماع لإدخال المساعدات الإنسانية، بعد حذف البند السابع. 

جرائم ضد المجاهدين والمدنيين:

46 قتيلا:
قتل نظام الأسد في يومنا هذا السبت أكثر من 46 شخصا، معظمهم في حلب ودرعا، بين الشهداء 7 أطفال و4 نساء وقتيلين تحت التعذيب، حيث قتل في حلب 18 شخصا بينهم 6 أطفال و3 نساء، وقتل في درعا 9 أشخاص بينهم امرأة وشخص قتل تحت التعذيب، وفي الحسكة قتل 7 بينهم طفلة، وفي ديرالزور قتل 3 أشخاص، ومثلهم في حماة، وقتل في حمص شخصين ومثلهم في إدلب حيث قتل بها 2 بينهم قتيل تحت التعذيب، وقتل في ريف دمشق شخص واحد، وكذلك في القنيطرة قتل بها شخص واحد أيضا. (1)
مداهمات في دمشق وحماه:
شنت قوات النظام الأسدي حملة مداهمات واعتقالات في حي الصالحية بدمشق، وفي أحياء المغيلة والدباغة وشارع ابن الرشد بالمدينة بحماه. (6)
مواقع القصف والغارات:
في دمشق قصف نظام الأسد بالمدفعية الثقيلة على حي جوبر، تزامنا مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات يبرود وداريا ودوما وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية وعلى قرية إفرة بوادي بردى، كما قصف الطيران الحربي مدينة يبرود وجبال بلدة رنكوس وأطراف بلدة رأس المعرة.
وفي حلب قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة أحياء مساكن هنانو والإنذارات وباب النيرب وعدة مناطق بحلب. كما قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة بلدات حيان وفافين والشيخ عيسى ومحيط سجن حلب المركزي.
وشهدت درعا قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، كما قصف الطيران الحربي والمروحي أحياء مخيم درعا وطريق السد وأحياء درعا البلد، كما طال القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة مدن وبلدات إنخل وعتمان واليادودة, فيما قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة بلدات عتمان وإنخل والنعيمة وصيدا والمزيرب وتل شهاب وأطراف بلدتي اليادودة والغارية الغربية.
وفي دير الزور قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة الأحياء المحررة بالمدينة.
وفي حمص قصف الطيران الحربي مدينة قلعة الحصن.
وفي حماه قصف النظام الأسدي براجمات الصواريخ بلدات الدلاك وقليدين بسهل الغاب، وقصف بالطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة كفرزيتا وعدة بلدات بريف حماة الشرقي.
أما في القنيطرة فقد قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة معظم المناطق المحررة بريف القنيطرة. (6)

عمليات المجاهدين:

الرد على اعتداءات الدير خبية:
قامت حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف دمشق باستهداف حاجز الدير خبية بالرشاشات الثقيلة، بينما لا تزال الاشتباكات مستعرة على جبهة الشيخ سعيد جنوبي حلب. بعد أن قامت الميليشيات الرافضية (حالش) باقتحام الدير خبية في الغوطة الغربية، وقاموا بترويع المدنيين، ورداً على ذلك قام مجاهدو حركة أحرار الشام الإسلامية بالتسلل إلى حاجز الدير خبية وزرع عبوة ناسفة وتم تفجيرها، وأدت لمقتل وجرح العديد من الميليشيات الرافضية ومن بين القتلى رائد وملازم كما تم استهداف الحاجز بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون (5)
جبهات جديدة:
فتح المجاهدون جبهات جديدة في ريف دمشق؛ لتخفيف الضغط على جبهة القلمون، التي كبّدوا عناصر "حزب الله" فيها مئات القتلى والجرحى.
وقالت مصادر في الكتائب المقاتلة لصحيفة "عكاظ" السعودية: إن "الثوار فتحوا جبهتين جديدتين في ريف دمشق، أمام قوات الأسد، وميليشيات "حزب الله"، هما: "النبك"، و"الرحيبة"؛ من أجل تخفيف الضغط على جبهة القلمون.
وأوضحت "المصادر": أن نظام الأسد اضطر إلى سحب معظم قواته من جبهات "يبرود" في القلمون؛ لمواجهة الثوار في الجبهات الجديدة.
كما أشارت "المصادر" إلى أن الثوار تمكّنوا من قتل أكثر من 200 عناصر "حزب الله"، وجرح نحو 500 آخرين بينهم حالات خطيرة، خلال المواجهات الدائرة على جبهات القلمون. (10)
معركة فجر الربيع:
ضمن معركة الربيع قام مجاهدو حركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة المثنى الإسلامية، باستهداف دبّابة تابعة للميليشيات الرافضيّة على “التلّ الأحمر” الغربي، بصاروخ “ميتس” ضمن معركة فجر الربيع بريف القنيطرة. وتمّ إصابتها واشتعال النيران فيها، ومقتل معظم الجنود بداخلها. (5)
اشتباكات المخابرات الجوية بدرعا:
فجرت كتائب المجاهدين دبابة وقتلت 4 عناصر من قوات الأسد خلال اشتباكات في محيط المخابرات الجوية في درعا المخيم. أما في نوى فقد استهدف الثوار حاجز حرفوش بالصواريخ، في حين سقط شهيد وجرح آخرون في قصف مدفعي على البلدة.
ودمر المجاهدون كذلك عربة عسكرية لقوات الأسد أثناء اشتباكات معها في منطقة غرز، في وقت يواصل فيه الثوار حصارهم لحاجز الصوامع وسجن غرز المركزي وسرية حفظ النظام. (9)
مواقع الاشتباكات وتفاصيلها:
فيما دارت اشتباكات على أطراف حي جوبر بين المجاهدين وقوات النظام الأسدي.
وفي ريف دمشق استمرت الاشتباكات على أطراف مدينة يبرود والمناطق المحيطة بها بمنطقة جبال القلمون،
وفي حلب دارت اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد بحلب، فيما تدور اشتباكات مستمرة على عدة محاور بريف حلب الشمالي بين المجاهدين من جهة وتنظيم دولة الإٍسلام بالعراق والشام من جهة أخرى وتصدت خلالها فجر اليوم كتائب الجبهة الإسلامية لمحاولة تنظيم دولة الإسلام بالعراق والشام اقتحام معبر باب السلامة الحدودي.
وفي درعا دارت اشتباكات على أطراف حي طريق السد وفي منطقة غرز شرقي مدينة درعا بين المجاهدين وقوات النظام.
وفي ديرالزور استمرت الاشتباكات في ريف دير الزور الغربي بين كتائب من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية من جهة وتنظيم دولة الإسلام بالعراق والشام من جهة أخرى.
أما في حمص المحاصرة فقد استهدفت كتائب المجاهدين عدة تجمعات لقوات النظام في قرية قميري قرب مدينة قلعة الحصن وتمكنوا خلالها من قتل العديد من جنود النظام، وسط اشتباكات مستمرة في محيط مدينة قلعة الحصن وقرية الزارة بريف حمص الغربي.
وفي حماه استمرت الاشتباكات قرب حاجز السمان بريف حماة الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي إدلب استمرت الاشتباكات قرب حاجز السلام بخان شيحون, وسط قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على جبل الأربعين بأريحا وبلدات الرامي ومنطف والبشيرية . (6)
14 فصيلا يتوحدون في لواء "سيف الله":
أعلنت 14 كتيبة مقاتلة عاملة في منطقة حوران عن اندماجها وتشكيلها لواء واحدا، تحت اسم "لواء سيف الله المسلول".
وأعلن اللواء الجديد انضمامه لجبهة ثوار سوريا، التي يقودها جمال معروف، والمعروفة بقربها الشديد من الائتلاف الوطني.
وتكاثرت في الآونة الأخيرة التقارير الإعلامية عن مواجهة كبيرة جدا، تنتظرها منطقة حوران بين قوات النظام ومرتزقته من جهة، وبين الكتائب المقاتلة، التي يقال إنها تلقت دعما تسليحيا مؤثرا. (12)

المعارضة السورية:

العربي يدعو الجربا:
دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رئيس “الائتلاف الوطني” لحضور القمة العربية التي ستعقد في شهر آذار المقبل بدولة الكويت، وقد طلب العربي من الجربا إلقاء كلمة أمام الرؤساء العرب، مؤكداً أن “الائتلاف” سيسلم في هذه القمة مقعد سوريا. وجاءت الدعوة خلال اللقاء الأخير الذي جمع الرجلين في القاهرة في الخامس من الشهر الجاري. (6)
المجلس الوطني يعود إلى الإئتلاف:
تشهد الأيام القليلة القادمة عودة المجلس الوطني السوري إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وكان هناك توجه لدى الهيئة السياسية للإئتلاف في اجتماعها الأخير برئاسة “أحمد الجربا” رئيس الإئتلاف، أن تستقبل عودة المجلس الوطني ككتل ومكونات، وذلك بناءاً على المادة 21 من النظام الأساسي للإئتلاف، التي حددت مهام الهيئة السياسية. وخولت الهيئة السياسية اتخاذ القرارات السياسية بين دورتين من دورات الهيئة العامة.وهناك توجه لعودة المجلس كاملاً إلى الإئتلاف (13)

الوضع الإنساني:

مجلس الأمن يصوت لإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا:
وافق مجلس الأمن الدولي بإجماع تصويت أعضائه الـ15 على القرار رقم 2139 الخاص بتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وشدد سفراء كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على ضرورة التزام النظام السوري بشكل أساسي والمعارضة السورية بتنفيذ هذا القرار، مهددين باتخاذ خطوات أخرى في حالة عدم الالتزام والامتثال بتنفيذ القرار.
وينص القرار على مطالبة جميع الأطراف، لا سيما السلطات السورية، بالسماح فورا بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، إلى المحتاجين داخل سوريا، والسماح للوكالات الإنسانية للأمم المتحدة بتوصيل المساعدات عند خطوط الصراع وفي المدن المحاصرة وعبر الحدود الدولية، ويطالب جميع الأطراف بالوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين ووقف القصف العشوائي للمناطق السكانية.
ويطالب القرار بأن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقرير لمجلس الأمن في غضون 30 يوما، ويحدد فيه مدى التزام أطراف النزاع في سوريا بتنفيذ القرار.
وفاجأت روسيا المجتمع الدولي بموافقتها على القرار، وأوضح السفير الروسي أن موافقة بلاده تأتي بعد أن أخذ القرار في اعتباره التعديلات التي طالبت بها روسيا. وعدلت روسيا بعض النصوص في مسودة القرار التي كانت تنص على فرض عقوبات اقتصادية على الأفراد الذين ينتهكون تنفيذ القرار. (8)

حذف الفصل السابع:

حذفت مجموعة الدول الغربية والعربية من مشروع القرار الرجوع إلى الفصل السابع في حال عدم التطبيق، وهو الفصل المتعلق بالتدخل في سوريا.
ويذكر أن القرار يركز على فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية، وتوصيل الإغاثة إلى نحو مليون سوري من المحتاجين، إضافة إلى شجب استخدام البراميل المتفجرة.
وسيفتح هذا القرار، بابا لآمال ملايين السوريين الذين ينتظرون على أحر من الجمر وصول المساعدات وفتح الطرق أمامها، ووقف استعمال البراميل المتفجرة ضد المدنيين. (3)
مبادرة خليجية لإسعاد الأطفال السوريين في عمان:
انطلقت في عمان حملة إنسانية من الخليج بعنوان "جايين نسعدكم" بمشاركة ألمع نجوم الإعلام والإنشاد في الخليج، وذلك بهدف إعادة رسم الابتسامة على وجوه أيتام سوريا اللاجئين في الأردن.
ويستضيف الأردن، بحسب التصريحات الرسمية، ما يقدر بمليون و300 ألف لاجئ سوري، منهم 650 ألفاً يقيمون في مخيمات اللاجئين، والبقية يعيشون بين الأردنيين في مختلف مناطق البلاد.
وبلغ عدد الولادات في مخيمات اللاجئين خلال ثلاثة أعوام من عمر الثورة السورية أكثر من 21 ألف طفل سوري، أي ما يعادل ولادة طفل لاجئ سوري كل ساعة، بحسب إحصاءات للأمم المتحدة.
هذا الواقع دقت على إثره الأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرة مما قد يؤول إليه مصير جيل جديد من السوريين في ظل أوضاع إنسانية مريرة يعانون منها داخل بلادهم وخارجها، فأكثر من مليون طفل هم من بين مليونين ومئتي ألف سوري أجبروا على ترك ديارهم والنزوح إلى دول الجوار هرباً من القصف والقتال الدائر في سوريا، إضافة إلى خمسة ملايين آخرين حولتهم الحرب للاجئين داخل حدود بلادهم. (3)
تدعو لاستقبال 100 ألف لاجئ سوري:
ناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي لضرورة إيجاد حلول للاجئين السوريين واستقبال مئة ألف سوري، مطالبة بإعادة توطينهم وجمع شمل الأسر خلال هذا العامين المقبلين.
وتسجل الإحصائيات بأنه يوجد حالياً أكثر من 2400 مليون لاجئ سوري مسجل في المنطقة، من بينهم نحو 932 ألفا في لبنان، و574 ألفا في الأردن، و613 ألفا في تركيا، و223 ألفا في العراق، وما يزيد على 134 ألفا في مصر.
وتأمل المفوضية أن تحقق مناشداتها للمجتمع الدولي وأبرزها إنقاذ الجيل الجديد من خلال توفير المنح الدراسية لهم، وضمان الرعاية الصحية الفورية.
ودعت مفوضية شؤون اللاجئين في وقت سابق المجتمع الدولي لتوفير حلول بناءة لحوالي 30 ألفا منهم.
وخصصت عشرون دولة ما يصل إلى 19 ألف موقع لاحتواء اللاجئين، وتطالب مفوضية شؤون اللاجئين بتحقيق رعاية مشابهة لـ 30 ألفا آخرين بحلول نهاية العام الجاري. (3)
تأثر طفل غربي ولم يتأثر المجتمع الدولي:
قام "طفل نرويجي"، يبلغ من العمر 11 عامًا، بخلع ملابسه في محطة حافلات عامة بأوسلو، في درجة حرارة بلغت 10 تحت الصفر، في محاولة منه؛ لتوصيل رسالة تضامن مع أطفال سوريا المشردين، الذين يعانون من البرد القارس.
وأكدت تقارير إخبارية محلية أن: "الطفل" كان يرتجف من شدة البرد، وقد دفع ذلك المشهد المحيطين به لمحاولة تدفئته بملابسهم، حتى إن شابة خلعت معطفها من أجله، ولكنه رفض!
يأتي ذلك ضمن حملة تشرف عليها جمعية "sos MAYDAY" النرويجية، تهدف إلى جمع التبرعات من أجل الأطفال السوريين، الذين يعانون في مخيمات اللجوء؛ بسبب برد قارس لم يألفوه، لا سيما أن كثيرين منهم يواجهون هذا البرد من دون ملابس ملائمة. (10)

المواقف والتحركات الدولية:

منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منقسمة حيال عدم التزام دمشق بالمهل:
فشل المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، المكلف بالإشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية، الجمعة في الاتفاق على التحرك الواجب القيام به ردا على عدم التزام النظام السوري بالمهل المحددة له، وذلك في ظل إصرار واشنطن على رفض اقتراح بتمديد هذه المهل.
وأكدت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس أن الدول الأعضاء في المجلس انقسمت بين معسكر يضم خصوصا روسيا والصين وإيران ويدعو إلى التعامل مع مقترحات النظام السوري بمرونة، وبين معسكر يضم خصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ويدعو إلى التعامل مع دمشق بحزم.
وحتى اليوم لم تقم دمشق بنقل سوى 11% من عناصرها الكيميائية كما أنها لم تحترم تواريخ تمهيدية عدة في هذا المجال.
وقال أحد هذه المصادر إن الولايات المتحدة رفضت مقترحا تقدم به النظام السوري لإعطائه مهلة جديدة من 100 يوم تضاف إلى المهلة المتفق عليها سابقا للانتهاء من نقل ترسانته الكيميائية بحرا إلى خارج البلاد والتي تنتهي اساسا في آخر ايار/ مايو. (4)
واشنطن تستأنف إرسال المساعدات غير المميتة لمقاتلي المعارضة:
قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الولايات المتحدة استأنفت إرسال المساعدات غير المميتة إلى قادة المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر المعارض، بعد تعليقها في كانون أول/ ديسمبر الماضي. وتم إرسال أول شحنة من المساعدات يوم الخميس.
وكانت الولايات المتحدة علقت إرسال المساعدات في كانون أول/ ديسمبر بعد أن استولت جماعة تطلق على نفسها اسم “الجبهة الإسلامية” على مستودع تابع للجيش السوري الحر يحتوي على بعض الإمدادات التي أرسلتها واشنطن لدعم المعارضة.
وتتوخى واشنطن الحذر في إرسال أسلحة إلى المعارضة خشية وقوعها في أيدي الإسلاميين المتشددين الذين تدفقوا على سورية بعد اندلاع الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات. (4)
تعاون إيراني إسرائيلي رغم العقوبات:
كشفت صحيفة "الديلى تيليجراف" البريطانية عن محاولة تجار أسلحة "إسرائيليين" بيع قطع غيار طائرات مقاتلة لإيران، فى خرق واضح للعقوبات المزعومة المفروضة على تصدير الأسلحة لإيران.
وأبلغت محكمة فى اليونان الصحيفة أنه تمت مصادرة شحنة عسكرية "إسرائيلية" تضم قطع غيار لطائرات عسكرية من طراز فانتوم، تأتى على رأس القائمة الأمريكية للأسلحة الممنوع التعامل عليها، وذلك لمرتين، وأن تلك الشحنات كانت متجهة لإيران على ما يبدو، وأن شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية باليونان صادرتها وأرسلتها للولايات المتحدة للتحقيق بشأنها.
وتابعت الصحيفة أن شحنة الأسلحة الأولى كانت فى ديسمبر 2012 والثانية كانت فى أبريل الماضى - وتم إرسالهما عبر خدمات التوصيل الدولية من بلدة بنيامينا بالقرب من حيفا عبر شركة يونانية مسجلة باسم "تاسور كاراس" وسط أثينا، وأن هذه الشركة هى مجرد شركة وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، وأن أرقام التواصل مع الشركة هي بريطانية داخل اليونان ولا يمكن تتبعها. ومن جانبهما رفض وزيرا الدفاع والخارجية "الإسرائيليان" موشيه يعالون وأفيجدور ليبرمان التعليق على مصادرة الأسلحة. (7)
وحشية النظام وتجويعه للمدنيين:
هاجمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور وحشية النظام السوري وسياسته في تجويع المدنيين المحاصرين في مدن مثل الغوطة، والقيام بأعمال عنف واعتقال وتعذيب واغتصاب للأطفال. وقالت «إن استمرار المعاناة هو نتيجة لأفعال يمارسها أفراد لديهم السلطة لوقفها، وأشير هنا إلى نظام بشار الأسد وإلى قواته العسكرية وقناصته الذين يستهدفون الأطفال، وأشير أيضا إلى جماعة النصرة التي تروج باسم الثورة لفرض الإرهاب». وشددت باور على أن قرار مجلس الأمن «ليس مسيسا أو آيديولوجيا، وإنما يستهدف مساعدة السوريين».
وانتقدت السفيرة الأميركية أن يأخذ المجلس ثلاث سنوات حتى يصدر هذا القرار. وقالت «هدفنا وصول المساعدات وألا يموت المدنيون خلال انتظارهم وصولها، وعلى المجتمع الدولي الضغط على دمشق لتنفيذ هذا القرار وضمان ألا يوجد مزيد من التعطيل أو الخروقات للقرار». (8)

آراء المفكرين والصحف:

الهدنة وما بعدها:
تحدث الكاتب والداعية مجاهد مأمون ديرانية في مقاله هذا عن المصالحات التي تمت بين نظام الأسد والمناطق المحاصرة التي تصالحت معه، ومن الملوم على ذلك، وما هو الحل، حيث قال:
قال لي بعض الإخوة منذ عدة أسابيع: ألا تكتب عن الهدنة؟ قلت: لن أفعل؛ إن قلمي لا يطاوعني، وإني لأخجل من نفسي قبل أن أخجل من الناس، فكيف أتقاعس عن نجدة المنكوبين ثم أتجاسر على لومهم، أنا الشبعان وهم الجائعون، أنا الآمن وهم الخائفون، أنا الطليق وهم المحاصَرون؟ ليس لَومُهم حقاً لي ولا هو مما يصنعه إنسان ذو مروءة، بل لا يقدر أن يصنعه إنسان، أي إنسان كان.
إن الهدنة خطأ فاحش، بل هي خطيئة في حق الثورة، والذين هادنوا يعرفون أنها كذلك أكثرَ مني ومن ألفٍ من أمثالي، ولأنهم يعرفون فإنهم لم يهادنوا بعد أسبوع من الحصار ولا بعد شهر ولا شهرين ولا ستة أشهر؛ لقد صبر بعضُهم سنةً وصبر بعضُهم سنتين، ولكن إلى متى يَسعهم الصبر؟
نعم، لقد خجلت من الكتابة في هذا الموضوع المؤلم، ثم مَرّت الأسابيع فلحقَت بالهدنة الأولى ثانيةٌ وثالثة ورابعة، حتى صارت الهُدَنُ شعارَ الوقت، فلم أستطع أن لا أكتب لأنني شعرت أن عدم الكتابة خيانة للمهادنين ولغير المهادنين، بل للثورة وللشعب السوري كله، فاستعنت بالله.
ابتداءً لا بد من كلمة حق: ليس المهادنون هم المَلومين. لقد صمد المحاصَرون طويلاً وصبروا صبراً عجيباً لا يقوى عليه إلاّ الأجلادُ المؤمنون. كان بوسعهم أن يستسلموا بعد شهر من الحصار، ولم يفعلوا، أو بعد شهرين وثلاثة، ولم يفعلوا، ولو أنهم رفعوا الراية البيضاء حينما سقط أول صَرْعى الجوع بينهم لما لامَهم أحد، وأيضاً لم يفعلوا.
فَنِيَ طعامهم حتى أكلوا حشيش الأرض، وحُرم مرضاهم من العلاج وأولادهم من التعليم، وعانَوا من انقطاع الماء والكهرباء فعاشوا أوقاتاً طويلة بلا ماء ولا كهرباء، وحُصروا في الرقعة الصغيرة من الأرض كما يُحصَر الطائر في القفص، ورغم ذلك كله لبثوا صامدين صابرين الشهرَ بعد الشهر بعد الشهر، يستصرخون فلا سامع ويستغيثون ولا مُغيث.
يا قارئ هذه المقالة:
جرب أن تجوع يوماً. ليس جوعَ الصيام الذي يبدأ بوليمة قبل الفجر وينتهي بوليمة بعد الغروب، بل جوعَ الحرمان الذي يبدأ بكوب مَرَق وينتهي بكوب مرق بينهما العدد من الأيام.
أو إن شئت فدع ذلك كله واترك الأكل يومين فحسب، ثم انظر أيَّ ألم تتألمه أحشاؤك وانظر ما يحل بجسمك من وَهْن وبعقلك من كلال. وإن أنت احتملت الجوع في أحشائك فماذا تصنع بقلبك الذي يتمزق حين يناشدك أطفالك أن تأتيهم برغيف خبز فلا تجد رغيف الخبز، وحين تسمع بكاء الرضيع، ثم تراه يذوي بين يديك يوماً بعد يوم حتى يعود كالعود الجاف تساقط عنه الورق وما زال يفقد نضارته حتى يبس وانقصف؟
تخيل أن يموت مريضك بين يديك لأنك لا تستطيع أن تحضر له الدواء، ويموت رضيعك أمام ناظريك لأنك لا تستطيع أن تحضر له الحليب، وبينك وبين الحليب والدواء مئة متر، بينك وبين الحليب والدواء جدارٌ من الحصار باطنُه جوعٌ ومرض وحرمان، وظاهِرُه عافيةٌ ورَفاهة وأمان.
لا يا سادة، لا نلوم المهادنين، إنما نلوم أنفسنا، فإننا نحن المَلومون. يُلام من نسي إخوانه وتركهم في الخوف والجوع الشهورَ الطوال، من كان يستطيع أن يدفع عنهم شيئاً من المعاناة بشيء من العطاء، ثم لم يفعل، من تعامى عن مأساتهم وهو يراها مصوَّرةً وتصَامَّ عن آهاتهم وهو يسمعها مسجَّلة، في مئات المقاطع التي استماتوا في تصويرها وتوصيلها لأنهم ما يزالون يأمُلون الخير في إخوانٍ لهم وراء الحصار.
ويُلام أصحاب الكتائب الذين تفرقوا شِيَعاً وطرائق لكل جماعة طريقة ولكل كتيبة أمير. ومن أين يأتي النصر إذا كان في منطقة طولها ميل وعرضها ميل مئة كتيبة ومئة أمير؟
ثم نلوم الفصائل المجاهدة الكبرى، وعلى رأسها الجبهة الإسلامية، لوم المحب للمحب والصديق للصديق. لقد منحكم الشعب السوري ثقته ودعمه، وإنّ أوجب واجباتكم أن تخففوا عنه الآلام. نعلم أننا نطلب أمراً صعباً، ولعلكم تقولون إنه مستحيل، ولكن الإرادة الصادقة والإدارة الحاذقة والاستعانة بالله تقهر المستحيل.
إن المحاصَرين ينتظرون من يساعدهم وينقذهم من الحصار، ولن تستطيع إنقاذَهم إلا قوة كبيرة منظمة تعتمد على خطة محكمة وموارد كافية. لقد استعمل المتحاربون سلاح الحصار منذ أقدم الأزمان، وهو أمر مكرور مشهور استفرغت الدراساتُ العسكرية الوسعَ في دراسته، فصار من المسلَّمات أن المحاصَرين لا يستطيعون فكّ الحصار إلا بواحدة من اثنتين: خيانة من العدو المحاصِر أو نجدة من صديق من خارج الحصار. ومهما يكن فك الحصار من خارجه صعباً فإنه أهون وأقل كلفة من استمراره حتى الاستسلام.
هذا مع العلم بأن أي هدنة من الهُدَن التي عقدت حتى الآن لم تصل إلى درجة الاستسلام، وغاية ما يمكن أن توصَف به هو أنها هُدَن مؤقتة بشروط محددة، وهي في أصلها غير ممنوعة شرعاً، ومن لجأ إليها مضطراً فلا يجوز الطعن في دينه ولا في إخلاصه أو وطنيته. ولو أننا تحرينا الوضع الميداني في المناطق المهادِنة فسوف نجد أن الجيش الحر لم يتخلّ عن سلاحه فيها وما يزال هو المسيطر على الأرض داخلها، كما أن النظام لم يفكّ الحصار عنها وإنما هو فتح فيه ثغرة سمح بمرور الأغذية عبرها بكميات محدودة، كما سمح للمدنيين بالتحرك على الجانبين، فكأنّ ما حصل ليس سوى "وقف مؤقت لإطلاق النار".
لكي نفهم الهُدَن وندرك أخطارها ونستشرف ما وراءها يتوجب علينا أن نعرف جواب السؤال المهم: لماذا حرص النظام عليها وسعى إليها، وما يزال يسعى إليها حتى كتابة هذه السطور؟
يبدو أن سفاح سوريا الأكبر تأكد بصورة قاطعة أن المجتمع الدولي (بما فيه روسيا) قد اتفق على إخراجه من المعادلة تمهيداً لحلها حلاً سياسياً يُرضي كل الأطراف الإقليمية والدولية، وبما أنه مصرٌّ على البقاء فإن أمله الوحيد هو في الحل العسكري الذي سيقطع الطريقَ على المسار السياسي التفاوضي. لذلك بذل الوفدُ الحكومي المفاوض أقصى جهده لإجهاض مؤتمر جنيف، وقد فعل، وبدأت على الفور تهيئة المسرح الداخلي بالديكورات والرتوش اللازمة، فخرجت "المسيرات العفوية" في المناطق المحتلة في العاصمة وهي تحمل شعارات التأييد للرئيس و"تناشده" أن يترشح لولاية دستورية جديدة!
إذا كان الافتراض السابق صحيحاً فإن الحملة العسكرية الجديدة ستكون من أشرس وأعنف حروب النظام، وقد بدأت فعلاً بمعركة القلمون التي ستكون نتيجتُها حاسمةً للطرفين، كما أن النظام يوشك أن يفتح معركة أخرى كبيرة في حلب كما يبدو، وهذا هو التفسير الأظهر لاستهدافها المكثف ببراميل الموت والدمار خلال الأسابيع الأخيرة، فإن من المعروف أن الجيوش تلجأ إلى القصف المكثف بالطيارات والمدافع قبل الهجوم البري بالدروع والمشاة.
وبما أن النظام بات عاجزاً عن القتال في الجبهات كلها في وقت واحد فإنه مضطر إلى تجميد بعض الجبهات وتحييد بعض المناطق لكي يتفرغ للقتال في غيرها، وهذا يعني أن كل هدنة في أي منطقة هي خنجر في ظهر منطقة أخرى. ويمكنني أن أضيف: إن الهدنة التي تعقدها أي منطقة مع النظام هي خنجر معجَّل في ظهر منطقة غيرها، ولكنها أيضاً خنجر مؤجَّل في ظهرها هي نفسها، لأن النظام لن يُبقي أحداً في نهاية المطاف، وإنما هي أدوار، فاليوم يحيّد بعضاً ويأكل غيرهم، وغداً يأكل من كانوا محيَّدين.
إنها المعركة المصيرية بالنسبة للسفاح الأكبر، بشار الأسد، فهي الفيصل بين بقائه وفنائه، ولذلك فإنه سوف يمضي فيها إلى غايتها ولن يبالي بأن تحترق سوريا بالنار في سبيل نجاته وحياته. إنه يريد أن يحقق الانتصار على الأرض السورية كلها، ومن هنا تأتي أهمية معركة حلب ومعركة القلمون، ولكنه يعلم أيضاً أن المعركة الفاصلة والنهائية هي معركة دمشق، لذلك فإنه يديرها بدهاء وذكاء، يؤجلها لتكون اللقمة الأخيرة، وهذا هو سرّ المصالحات والمهادنات التي اجتاحت المناطق المحيطة بدمشق مؤخراً فتساقطت فيها كأحجار الدومينو.
كان عرض النظام في العام المنصرم هو "الجوع أو الركوع"، الآن صار الخيار هو: "الاستسلام والرضوخ للهدنة أو الموت والدمار بالبراميل". اضطرت الأحياء والمناطق الأضعف إلى القَبول بالهدنة أو أنها في طريقها إلى الموافقة عليها، أما المناطق الأقوى والأقدر على الصمود فإنها ستتعرض لضغط متعاظم وقصف عنيف حتى تستسلم، وما يحصل في داريا منذ أسابيع نموذجٌ لما يمكن أن تتعرض له الأحياء والمناطق التي سترفض الهُدَنَ في الأيام القادمة.
من مصلحة الثورة أن تحاول استقراء الواقع ومعرفة هدف التسويات القادمة لكي تحاول تلافيها، وتلافيها يبدأ بنجدة أهاليها وفتح ثغرات في الحصار المفروض عليها. يبدو أن النظام يسعى إلى هدنتين جديدتين، واحدة في الجنوب والأخرى في الشرق، ويبدو أن هدف الشرق سيكون حرستا وهدف الجنوب سيكون حي التضامن، فقد خسر الحي عمقَه الجغرافي بهدنة ببيلا التي تحدّه من الشرق وهدنة مخيم اليرموك الذي يحده من الغرب، بالإضافة إلى خسارة السبينة (التي تحده من الجنوب) التي سقطت منذ عدة أشهر، أما في الشمال فتمتد مناطق تخضع حالياً لسيطرة النظام بالكامل، الميدان والشاغور ودف الشوك.
التسويات الأخيرة الخطيرة في الجنوب لم تترك خيارات لحي التضامن، فإما أن يقبل بالهدنة (التي لم نسمع عنها بعد، وربما كانت تُطبَخ في الخفاء في هذه الأثناء) أو سيتعرض للقصف والاجتياح، ولو أنه سقط -لا قدّر الله- فسوف ينفتح الطريق إلى آخر وأهم معاقل الثورة في الجنوب، الحجر الأسود، المنطقة التي تضخمت أعدادُ المقاتلين فيها خلال الأسابيع الأخيرة لأنها استقطبت أكثرَ الكتائب التي رفضت الهدنة في مناطق الجنوب المهادِنة، وهذا يعني أن معركة الحجر ستكون من أشرس معارك الجنوب وأكثرها كلفة في الخسائر العمرانية والبشرية لا قدّر الله.
على أن المعركة الأخطر والأكبر، وربما آخر ملاحم الثورة، هي معركة الغوطة الشرقية. لقد بدأ النظام بتأمين بوابة الغوطة بهدنتَي برزة والقابون، وليس مستبعَداً أن تلحق بهما جوبر قريباً، ويتزايد الضغط على حرستا التي باتت أخطرَ موقع مرشح لعقد هدنة جديدة حالياً، لأن تحييدها سيتيح للنظام إحكامَ السيطرة على المتحلق الشمالي ويمكّنه من عزل الغوطة عن القلمون، ومن ثَمّ سينفتح الطريق أمامه إلى عربين وزملكا ومسرابا وعين ترما، وإلى المنطقة الأهم والأخطر على الإطلاق: دوما.
إن الغوطة الشرقية هي معقل الثورة الأكبر في دمشق وأريافها، ودوما هي قصبة الغوطة الشرقية وعاصمتها وخزّانها العسكري والبشري، وسوف تكون هي الهدف الأساسي من حملة النظام الكبرى.
غالباً لن يحاول النظام أن يعرض الهدنة على دوما لأنه يعلم أنها لن تهادن، ومن أجل ذلك فإنه سيُحكم الحصار عليها بالهُدَن والمصالحات التي سيعقدها حولها، وبعد ذلك سيكون الخيار الوحيد الذي يملكه لإخضاعها هو اجتياحها برياً، ولكنه لن يخاطر بحرب برية ستكون باهظة الكلفة إلاّ بعد تمهيد طويل بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي، فماذا يستطيع مجاهدو الغوطة أن يفعلوا؟
الثورة في سوريا لديها اليوم فرصة نادرة قد لا تتكرر في خمسين سنة قادمة أو مئة سنة:
بضعة عشر ألفاً من المجاهدين في أفضل الجماعات المسلحة تننظيماً وتدريباً، في جيش الإسلام واتحاد أجناد الشام وبعض التجمعات المحلية الأخرى في الغوطة، لو أنهم انتظروا الفعل ليتصرّفوا بردّ الفعل فسوف يجرّهم العدو إلى معركته التي يريد والتي ستكون فُرَصهم فيها محدودة جداً.
الحل هو عكس الترتيب: قيادة المعركة وإلجاء العدو إلى رَدّات الفعل. الحل هو فك الحصار في الشرق وتمديد الجبهة ونقل خطوط التماس في الغرب، باتجاه عمق العاصمة. مهما تكن الصعوبة والتضحيات في هذا التكتيك فإنه يبدو أهون بكثير وأقل كلفة من انتظار ألف برميل لا قَدّر الله.

أخيراً سوف يتساءل كثيرون: هل في هذا الشرّ خير؟ الجواب: نعم، يقول ربنا جلّ وتعالى: {أوَلمّا أصابتكم مصيبةٌ قلتم أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم}. ثم يقول: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله}. ففهمنا من الآيتين أن المصيبة التي أصابت المؤمنين كانت بسبب خطئهم الذي ارتكبوه، ولكنها كانت أيضاً بإذن الله (ولا يكون في الكون شيء إلا بإذنه). لماذا يا رب؟ قال: {وليعلم المؤمنين، وليعلم الذين نافقوا}.
لقد كشفت الهُدَن والمصالحات خفايا وبلايا وهتكت الاقنعة عن وجوه رجال كان الناس يحسبونهم على خير، ولسوف تستمر حتى تنقّي الثورةَ من الخبث ومن الضعف ومن التردد والشك واليأس وقلّة الثقة بالله. وليس هذا إجراء تجميلياً تحتاج الثورة السورية إليه اليوم، بل إنه علاج حيوي لا بد منه لأن الثورة تستعد لإقلاع جديد، توشك أن تولد مرة أخرى (وسوف نتحدث عن هذا الأمر المهم في كتابات قادمة إن شاء الله)، وفي مرحلة الإقلاع الجديد أو الولادة الثانية تحتاج الثورة إلى جسم قوي سليم معافى من العيوب.
إنني موقن أصدقَ اليقين وأعمقَه بأن الله لن يتخلى عن هذه الثورة المباركة وسوف يرعاها إلى آخر الطريق بإذنه تعالى، ولن تكون الهُدَن في نتيجتها النهائية إلا خيراً إن شاء الله، ولأنها كذلك فإنها لن تعيش طويلاً، أسابيعَ أو أشهراً، يرتاح فيها الناس ويلتقطون أنفاسهم ثم يستأنفون ثورتهم من جديد. (2)
طريق الصفويين إلى القدس.. من بيروت إلى يبرود!!
تحت هذا العنوان علق موقع المسلم على قول السفير الإيراني في لبنان على تصريحه بعد التفجيرات التي هزت الضاحيةالذي قال فيه:"كل هذه التفجيرات لن توقفنا أو تثنينا عن التوجه إلى طريق القدس وتحريرها"
(بربكم مو شر البلية مايضحك على اساس يبرود والقلمون بجانب المسجد الاقصى بالحارة الثانية  ونتنياهو ساكن بنص يبرود )!!
بهذه السخرية المريرة، وبالعامية السورية،رد المواطن السوري لقمان ماجد الخالد في موقع فيسبوك،على الفجور المجوسي، الذي ما زال يتوهم أن مسرحياته المبتذلة عن الشيطان الأكبر وقوى الاستكبار العالمي وتحرير فلسطين ومحو الكيان الصهيوني من الخريطة!!!
وكأن أركان المخطط الصفوي الجديد يظنون أن المسلمين ما زالوا يغطون في الرقاد الذي خدَّرهم قبل ربع قرن، عندما نجح خميني وأذياله في خداع الأكثرية من أبناء أمة التوحيد، مستغلين جهل العامة بهوية القوم العقدية البغيضة، ومستثمرين زلل بعض العلماء، وسبات الساسة وانشغالهم بأمور هامشية أو انخراطهم في خصومات ثانوية لم يستفد منها إلا أعداء الأمة المتحالفين في السر والمتعادين في وسائل الإعلام ليس غير..
فأقل الناس حظاً من العلم والوعي، يدرك اليوم أن سفير المؤامرة المجوسية في لبنان-بل مندوبها الإجرامي هناك-  يعني أن مجرميه لن ينسحبوا من سوريا حيث يشاركون بشراسة في إبادة المسلمين هناك إلى جانب القتلة النصيريين، مهما تعرض رافضة لبنان إلى عمليات عقابية على عدوانهم الأثيم باعتبارهم الخزان الأكبر من خزانات الإرهاب الطائفي المشارك في نحر الشعب السوري منذ ثلاث سنوات..
وما لم يقله مندوب الاحتلال المجوسي في لبنان: إن رهان خامنئي على حماية القطيع الرافضي في لبنان لم ينجح، إلا لدى طبقة الساسة المهترئة، التي تستكين لسكينه وهي تعلم أنه جزار متوحش يسعى إلى استئصالها، مهما خضعت لإملاءاته.. أفلم يغتالوا رفيق الحريري حتى بعد رضوخه لقرار طاغية الشام تمديد ولاية عميله الرئيس السابق للجمهورية إيميل لحود؟
وما أشد دهاء السياسي الماروني سمير جعجع،الذي رفض المشاركة في مهزلة تأليف حكومة "وحدة وطنية" مع القتلة المجوس وكلاء الاحتلال الفارسي لبلاده.. فقد تفرد جعجع بتشبثه بالموقف الأساسي لقوى 14 مارس، التي رفضت منذ عشرة شهور الاشتراك مع حزب اللات في حكومة ما لم يسحب قتلته من سوريا..
فما الذي تبدل حتى تقهقر شركاء جعجع عن موقفهم وأذعنوا فأصبحوا –أرادوا أو لم يريدوا- شهود زور على استمرار المجازر الطائفية ضد الشعب السوري، وأسلموا رقابهم مجدداً للخنجر الصفوي الذي لا يرحم؟
وهل من المعقول أن يغفل هؤلاء عن المكر المجوسي الذي لطالما أذاقهم الويلات وبخاصة في السنوات العشر الأخيرة، حيث كشَّر القوم عن أنيابهم وخلعوا ملابس التقية، وراحوا يقتلون زعامات الآخرين ويجتاحون مناطقهم بوقاحة؟
ألا يعي هؤلاء المغفلون –أو العاجزون عن اتخاذ قرارتهم بأنفسهم-ألا يعون أن الحكومة الجديدة مصلحة رافضية بنسبة 100%؟
وأنها ليست سوى حبوب لتسكين الآلام وتخدير الأعصاب موقتاً، فإذا فرغ المجرمون من إنهاء الشعب السوري بأكثريته المسلمة-لا قدَّر الله-فإن مصير أولئك الحمقى وجمهورهم لن يكون أقل سواداً من مصير السوريين العزل، الذين تفتك بهم آلة الذبح الهمجية ليل نهار؟
نحن لا نفكر بعقلية تآمرية –مثلما يحلو للمهرجين أن ينعتوا كل من يرفض تهريجهم-، لكننا نطالب كل من يطبّل لهذه المسرحية العبثية بأن يقدم تفسيراً معقولاً، للانقلاب على الذات الذي أقدم عليه مغفلو 14 آذار ما عدا جعجع؟
إن التعليل اليتيم الواضح حتى اللحظة،يتلخص في الضغوط الأمريكية القذرة،التي تفعل المستحيل لتمكين أحفاد أبي لؤلوة المجوسي من رقاب المنطقة التي تفصلهم جغرافياً عن البحر المتوسط، بدءاً بالعراق مروراً بسوريا وانتهاء بلبنان، لتشييد أضخم حلف للأقليات المعادية للإسلام، ليتكفل بحماية إستراتيجية للكيان اليهودي الغاصب..
وكل تفسير آخر يتعامى عما يجري على الأرض ليس سوى مخدر ينطلي على من فقدوا الحد الأدنى من قدراتهم العقلية. (7)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء) (11)
إسماعيل الرزج -  دير الزور - الميادين
أبو أسامة -  حماه - 
أبو بكر -  حماه - 
أبو عبدو أبو الفحم -  حلب - فافين
أبو عثمان -  حلب - فافين
أحمد حطبي -  حلب - مساكن هنانو: حي الإنذارات
أحمد حمامي -  حلب - 
أحمد خالد الطالب -  حماه - كفرزيتا
أحمد مصطفى خيرو -  حلب - بيانون
حسن زادة درويش -  ريف دمشق - القلمون: قرية السحل
حسين حسن محمد علوة -  حلب - فافين
زاهي غسان الحجي -  حلب - فافين
سليمان الحسين -  حماه - خطاب
سهيل محمد جمعة الحفار -  ريف دمشق - النبك
عبد الحميد الشاكر -  دير الزور - الميادين
عبد القادر عباس -  ادلب - سرمين
عبد القادر مقبل -  درعا - تل شهاب
عبد الله ثلجي -  القنيطرة - 
عمار سيف الدين -  حمص - باب دريب
عمران حسن أسياد -  ريف دمشق - بيت نايم
غيث السيد -  ريف دمشق - 
فادية عبد الحميد العلوي -  حلب - فافين
فاطمة محمد العلوي -  حلب - فافين
قطاف فاروق الزرقان -  درعا - كفرشمس
قيس عبد الله المفعلاني -  درعا - نوى
قيس فرحان مبارك الكفري -  درعا - غصم
محمد العمر -  حمص - القصير
محمد المليك -  دير الزور - 
محمد حسين العليط -  حلب - السفيرة
محمد غالب المصري -  درعا - عتمان
مروة محمد النبهان -  حلب - مارع: الشيخ عيسى
منال حسين العلوي -  حلب - فافين
منذر علي العقدة -  حماه - حي الأربعين
منصف عمار -  حمص - القصير
موسى المرعي -  حماه - خطاب
نجلاء وليد عنجريني -  حلب - الفردوس
هيثم محمود الأحمد -  حلب - معارة
يوسف مأمون جميل الزايد -  دير الزور - الميادين
يوسف منيب العودة -  درعا -

 

 

المصادر:

  1. الهيئة العامة للثورة السورية
  2. الزلزال السوري
  3. العربية نت
  4. القدس العربي
  5. الجبهة الإسلامية
  6. شبكة مرآة الشام
  7. المسلم
  8. الشرق الأوسط
  9. مسار برس
  10. الدرر الشامية
  11. مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
  12. مفكرة الإسلام
  13. رأي اليوم

https://islamicsham.org