التقرير الإعلامي الثالث و الخمسون 4 مارس/آذار 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأحد 4 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 2195

"الأسد" يستمر في عملياته العسكرية وأوروبا تعترف بالمجلس السوري

* مرت قرابة عام على الأزمة السورية، إلا أنها ما زالت تراوح مكانها، فلا بوادر عن حل في الأفق، ليبقى مشهد القتل اليومي سيد الموقف. وتزامنًا مع ذلك تواصلت الجهود العربية والدولية والإقليمية لمحاوله التوصل لحلول مناسبة للأزمة، فأعلن الاتحاد الأوربي عن اعترافه بالمجلس السوري ممثلاً شرعيًا ـ وليس وحيدًا ـ للمعارضة السورية والأمم المتحدة تدعو لتوحيد المعارضة.

أولاًـ التطورات السياسية والمدنية(1)

* سرعان ما تتطور الأوضاع السورية علي نحو يسفر عنه مزيدًا من القتلى والجرحى، جراء الأساليب الأمنية القمعية التي يستخدمها نظام "الأسد" في مواجهة المعارضة، وفيما يلي رصد لأبرز التطورات علي الصعيد الميداني:
1 ـ منع دخول المساعدات:
* أسفرت العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري عن:
ـ هروب الآلاف من سكان حي "بابا عمرو" إلى الأحياء المجاورة، ومنها حي "جوبر" (الملاصق للحي)، و"الإنشاءات" و"السور" و"البويضة" التي انكفأ إليها الجيش الحر، كما انتقلت المواجهة الواسعة إلى مدينة القصير القريبة من حمص.
ـ مقتل 17 شخصًا بينهم 6 جنود، وجرح آخرون، في أعمال عنف متفرقة في عدد من المدن السورية.
ـ إصابة اثنين بجروح خطيرة جراء التطويق الأمني لبلدتي "مشاع الأربعين" و"الفيحاء" بالآليات الثقيلة والمدرعات وإطلاق الرصاص عشوائيًا.
ـ إعدام 44 عسكريًا بـ "إدلب" بعد محاولتهم الانشقاق، وإلقاء الجثث في بحيرة، وفرار ستة جنود منهم.
ـ استهداف الصحفيين الأجانب في حمص، مما أدي إلى مقتل اثنين، وجرح اثنين وإصابة واحد في "بابا عمرو".
ـ منع شاحنة المساعدات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول حمص، والمنظمة نتفاوض مع السلطات السورية من أجل دخول "بابا عمرو".
2 ـ تفجيرات في أنحاء مختلفة من المدن السورية:
ـ قتل شخصان وإصابة 20 من المدنيين وقوات حفظ النظام جراء تفجير إرهابيًا انتحاريًا سيارة يقودها في منطقة "درعا البلد"، كما أسفر عن الانفجار أضرار مادية لحقت بالمباني المحيطة بدوار "المصري والمحال" .
ـ قتل شخصان وأصيب عدد آخر إثر انفجار وقع عند "دوار الكازية".
ـ قتل 7 وإصابة 8 آخرين، جراء وقوع انفجارات في موقف للسيارات قرب نقطة تفتيش عسكرية في "حي الروضة".
3 ـ اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة:
ـ وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة عند الحدود السورية التركية، مما أسفر عنه مقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية، وجرح تسعة آخرين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة "الحراك".
4 ـ مظاهرات حاشدة تطالب بتنحي النظام السوري:
ـ خرجت مظاهرات حاشدة في "حماة" تطالب نظام "الأسد" بالتنحي، وتدين استمرار استخدام النظام للأساليب الأمنية في التعامل مع المتظاهرين.
ـ قام متظاهرون برفع شعارات الشكر لـ "السعودية" و"قطر" و"الكويت" في ادلب.

ثانياـ المواقف وردود الفعل(2)

1 ـ عربيًا:
أ ـ السعودية:

* مصدر سعودي "رفض ذكر هويته":
ـ المملكة دعت مجلس الأمن ليمارس دوره القانوني، وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف النظام السوري وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن السورية، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين.
ـ الرياض أيدت مهمة المبعوث الدولي والعربي "كوفي أنان" للعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه، وفقًا لخارطة الطريق التي وضعتها جامعة الدول العربية، وأيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ونشر قوات عربية وأممية مشتركة لحفظ الأمن والسلام في سوريا.
ـ المملكة تدين اقتحام القوات السورية لحي "بابا عمرو"، وتندد بعجز المجتمع الدولي عن حل الأزمات و عدم الاستفادة من دروس الماضي. 
ب ـ الأردن:
* العاهل الأردني "الملك عبد الله الثاني":
ـ سوريا أصبحت علامة الاستفهام الكبرى في هذه اللحظة، ومن المستحيل التنبؤ بكيفية تطور الوضع فيها أو إجراء تقييم شامل لنتائج هذه التطورات على إيران و"حزب الله" (اللبناني) وحركة "حماس" الفلسطينية، والعراق وكافة الأطراف الآخرين ودول الشرق الأوسط.
ـ الشيء الوحيد المؤكد هو أن الأزمة في سوريا تزيد من أعباء ومسؤوليات جيرانها، وتحديدًا تركيا والأردن، بما في ذلك الأزمة الإنسانية المتوقعة بكل جوانبها.
ج ـ فلسطين:
* عضو المكتب السياسي لحركة حماس "محمود الزهار"
ـ موقفنا من سوريا هو نفسه بالنسبة للثورات العربية الأخرى، نصحنا النظام السوري بأن يحل هذه الإشكالية بإعطاء المساحات الواسعة للشعب السوري حتى تقوى سوريا وتستطيع أن تحرر أرضها المحتلة في الجولان وأن تدعم برنامج المقاومة وتستمر في هذا البرنامج.
ـ نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي، لكن ننصح ونقدم النصيحة الخالصة، لكن إذا أخذتنا الأمور في اتجاهات مختلفة نحن نتوقف؛ لأن برنامجنا ليس الدخول في الصراع العربي الداخلي ولا الإقليمي، وصراعنا الأساسي موجه ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
ـ لم نقطع علاقتنا مع النظام السوري، فنحن نتمنى لسوريا أن تتعافى وأن يأخذ شعبها حقه وأن يقوى النظام الذي يمثله الشارع السوري، وموقفنا محايد تجاه سوريا، فنحن لسنا طرفًا للدخول في أي من المحاور، لا القطرية ولا المنطقة كله.
2ـ إقليميًا:
* تركيا:
* وزير الخارجية التركي "داود أوغلو"
ـ أوصلنا قوافل من المساعدات علي الحدود مع سوريا، وسيتم إدخالها لمساعدة المتضررين من الأحداث التي تشهدها سوريا.
ـ أبلغنا أعضاء "المجلس الوطني السوري" أن تركيا مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم.
ـ نعارض فكرة التدخل الخارجي، ويجب عدم تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي. وندعو لتوحيد جهود المعارضة السورية.
ـ نتهم النظام السوري بارتكاب كل يوم جريمة ضد الإنسانية عبر استهداف شعبه، و منع دخول المساعدة الدولية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة أخرى.
ـ ندافع مع المجتمع الدولي عن القيم الدولية، والمسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه أكثر الرسائل حزما إلى القيادة السورية لان هذه الوحشية يجب ألا تستمر، ونسعى لتقريب وجهات النظر بين العسكر المنشقين والمجلس الوطني.
3 ـ دوليًا:
أ ـ الصين:
* بيان وزارة الخارجية:
ـ نرفض أي تدخل في الشؤون السورية الداخلية بذريعة قضايا إنسانية، ونرفض أي تدخل عسكري وأي ضغط لتغيير النظام في سوريا.
ـ على الحكومة السورية والأطراف الأخرى المعنيين إلى وقف كافة أعمال العنف فورًا بشكل كامل وغير مشروط، والسعي إلى إيجاد حل سلمي للأزمة.
ب ـ  الولايات المتحدة الأمريكية :
* المتحدث باسم البيت الأبيض:
ـ نحن نضع اعتبارات لآراء القادة الروس، ولدينا علاقات هامة جدا مع روسيا، وسوف نواصل هذه العلاقة الهامة، وسيستمر التشاور بصورة منتظمة مع المسئولين الحكوميين الروس بشأن سوريا.
ج ـ  بريطانيا:
* وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيغ"
ـ رفض السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا يدل على أن نظام "بشار الأسد" أصبح مجرمًا.
د ـ إيطاليا:
* وزير الخارجية الإيطالي "جوليو تيرسي"
ـ ينبغي الإبقاء على الضغط على النظام في دمشق، فالأسد فقد شرعيته، ويحب علي الرئيس "بشار الأسد" التنحي.
ـ يجب أن يكون هناك تبديل في قمة السلطة في دمشق، والحل اليمني يجب أن يكون الأكثر قابلية للتطبيق على المستوى العملي"، كما يجب تأمين الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية.
هـ ـ   الأمم المتحدة:
* أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون"
ـ على السلطات السورية السماح بإدخال المساعدات الإنسانية من دون شروط مسبقة، فالوضع غير مقبول ولا يمكن التساهل معه.
ـ ينبغي وقف كل أعمال العنف، والأمم المتحدة تعمل جاهدة على زيارة مسؤولة العمليات الإنسانية "فاليري آموس" إلى سوريا في أقرب وقت.
ـ مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" ستكون أوسع وأكثر مرونة.
ـ سأعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء العنف والمساعدة على التوصل إلى حل سياسي عن طريق الحوار.
ـ لا يوجد تناسب بين القوة العسكرية للنظام السوري والمعارضة والمزيد من العسكرة للمعارضة ليس الحل المناسب، والحكومة السورية فشلت في تحمل مسؤوليتها بحماية شعبها، من ما تقوم به من هجوم وحشي على حمص.
و ـ الاتحاد الأوربي:
* رئيس الاتحاد الأوروبي "هيرمان فان رومبوي"
ـ زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طالبوا بإعداد ملفات توثق الانتهاكات التي يقوم بها النظام السوري، تمهيدا لتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة الدولية.
ـ أوروبا تريد أن تقول للنظام السوري إنه لا إفلات من العقاب.
ـ الحديث عن الأزمة السورية على مستوى القمة يؤكد من جديد على وحدة الصوت والعمل الأوروبيين تجاه ما يجري.
ـ التكتل الأوروبي الموحد يبذل كل جهده سواء في إطار مجلس الأمن أو في إطار التعاون مع الجامعة العربية، ويجب عدم التقليل من شأن العمل الأوروبي لإيجاد حل للأزمة السورية.
ـ الاتحاد الأوروبي ثابت على موقفه تجاه سوريا، وعلي الدول الكبرى أن تراجع مواقفها سوريا.
ز ـ اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
* المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
ـ إن السلطات السورية أعطت الإذن لقافلة المساعدات بالدخول، لكن القوات الحكومية على الأرض منعت المنظمة من إدخال مساعداتها لـ "بابا عمرو"، وأوقفت الشاحنات بحجة انعدام الأمن ووجود ألغام.

ثالثًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ الأزمة السورية .. أزمة بلا أفق (3) :
* مع التطورات السريعة التي تمر بها الأزمة، يصعب التكهن بتداعيات الأزمة السورية أو حلولها، وذلك لاعتبارات عديدة:
ـ استمرار إتباع النظام للنهج الأمني: فالنظام مستمر في نهجه الأمني لإخماد الاحتجاجات، ومبادرات الحوار والإصلاحات التي يعلن عنها لا تقنع المعارضة، لأنها جاءت متأخرة، وبالتالي فإن القناعة السائدة لدى المتظاهرين هي الإصرار على مطلب إسقاطه.
ـ انقسام المعارضة السورية: فغياب مرجعية موحدة وموقف واحد للمعارضة، يسهم بشكل كبير في تعثر الوصول إلى أي حل للخروج من المأزق، ويؤدي بالتالي إلى دخول الأطراف الخارجية بقوة على الخط، ودعمها لأطراف تلبي أجندتها على حساب أطراف أخرى. وهو ما من شأنه أن يثير كثيرا من الهواجس بشأن حرف المطالب الاجتماعية والسياسية المحقة التي ينادي بها الشعب السوري عن مسارها الصحيح، واستغلالها في البازارات الدولية لحصد ما أمكن من مكاسب قد تعيد تشكيل الخارطة العربية وربما الشرق الأوسط برمته.
ـ رغبة الغرب في عدم المجازفة: فأمريكا منشغلة بالانتخابات، ومنكفئة على أزمتها المالية، وهي غير متحمسة على الأقل في الوقت الراهن للمجازفة بمغامرة عسكرية جديدة قد تزيد من أعبائها، وتفتح منطقة الشرق الأوسط على المجهول. سيما وأن تجربتي العراق وأفغانستان ما زالتا حاضرتين بتداعياتهما على السياسة الأمريكية في الداخل والخارج، كما أن فرنسا منهمكة هي الأخرى بالانتخابات الرئاسية.
ـ استفادة البعض من استمرار الأزمة السورية: فلاشك أن إسرائيل هي أكثر المستفيدين من استمرار الأزمة في سوريا، في ظل انهماك الجميع من (ممانعين) و(معتدلين) بها، وبالتالي فإن إسرائيل استغلت هذه الظروف للتفرغ لأجندة التهويد والاستيطان وخصوصا في مدينة القدس، ولعل ما يجري في القدس وتحديدا في المسجد الأقصى، ورفض إسرائيل السلام مع الفلسطينيين، وعدم الاكتراث بمحادثات الرباعية،  كل ذلك جعل من إسرائيل مستفيدة كبرى من استمرار الأزمة، إذ تعتبر سوريا ستكون بمثابة تعويض لها عن كل ما خسرته في ثورات الربيع العربي.
ـ توسع الأزمة السورية: فالأزمة لم تعد داخلية لها علاقة بالحرية والديمقراطية والتخلص من الاستبداد والديكتاتورية، بل بات لها علاقة بالصراعات والأحلاف الدولية، فضلا عن المصالح الاستراتيجية للعديد من الدول الكبرى.
ـ مواقف بكين وموسكو المتشددة: فرفض روسيا والصين لأي تدخل عسكري في سوريا واستعدادهما الدائم لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن، يعقد من مسار الأزمة السورية من جهة، ومن جهة أخرى شكل ما يشبه الضوء الأخضر للنظام السوري للاستمرار في نهجه الأمني، ومن جهة ثالثة خفف من اثر الضغوط الدبلوماسية والسياسية الدولية على النظام السوري.
ـ التعامل العربي الحذر مع الأزمة: فالعرب بدورهم تعاملوا بحذر شديد مع الأزمة السورية خلافا لما جرى لليبيا "القذافي"، إذ بقي موقفهم يتراوح بين الدعوة إلى التغيير ورفض التدخل العسكري، بل أن البعض نأى بنفسه عن الأزمة وفي الصميم وقف إلى جانب النظام السوري.
2 ـ أبعاد عدم التدخل في سوريا(4): 
ـ من مصلحة بعض القوى الإقليمية كإيران والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، أن تحدد من يسيطر على سوريا، لذا قد تتحول الحرب على سوريا إلى صراع إقليمي واسع النطاق، فلا شيء يضمن طبيعة النظام الذي سيخلف حكم "الأسد".
ـ يبدو رد المجتمع الدولي على الجرائم السورية "ضعيفاً"، وهذا لا يتعلق بالفيتو الروسي والصيني على قرارات الأمم المتحدة فقط، بل تبدي الدول العربية والغربية تردداً واضحاً في مواقفها مع أنها لا تتوانى عن إدانة سوريا.
ـ لا يتمحور خيار التدخل الخارجي حول إمكانية وقف عمليات القتل فحسب بل قدرته على التوصل إلى حل سياسي سلمي ودائم، وإذا لم يحدث ذلك، فقد يؤدي التدخل الخارجي إلى تفاقم الصراع الإقليمي.
ـ احتمال فشل التدخل الخارجي في سوريا قوي، إذ يملك نظام "الأسد" جيشاً قوياً وتأييداً محلياً ودولياً يفوق الدعم الذي حظي به "القذافي" في ليبيا، وإذا تصاعدت وتيرة القتال في سوريا، فقد تنشب حرب أهلية طويلة. وذلك من مصلحة بعض القوى الإقليمية كإيران والمملكة العربية السعودية وإسرائيل.
(1) نيويورك تايمز، صنداي تايمز، تليجراف، جارديان، الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، الخليج الاماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، 3/3/2012.
(2) الشرق الأوسط،إيلاف،وكالة الأنباء الإيطالية، وكالة الأنباء البحرينية،4/3/2012.
(3) عمر كايد، إيلاف،3/3/2012.
(4) الجريدة الكويتية، 4/3/2012.

النظام السوري يواجه ضغوطا دولية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص

أوردت صحيفة الأوبزرفر (4/3/2012)، تقريراً لمراسل الصحيفة في سوريا، بيتر بومونت، قال فيه إن تركيا وصفت السبت العنف الذي تشهده سوريا بـ "الجريمة ضد الإنسانية"، معتبرة أنها ترقى إلى مصاف الجرائم التي شهدتها منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي. ويدلل المسؤولون الأتراك على تلك "المذبحة" برفض دمشق، كما تقول الصحيفة، السماح لقافلة تابعة للجنة الصليب الأحمر الدولية بدخول حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط البلاد، وذلك على الرغم من سيطرة الجيش النظامي عليه بعد انسحاب المسلحين منه قبل أيام. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قوله، بأنه لا يوجد حكومة ولا سلطة تقبل، تحت أي ظرف، مثل هذه المذبحة الكاملة لشعبها. كما سلطت الصحيفة الضوء على الانتقادات اللاذعة التي وجهها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي للحكومة السورية التي حمَّلها مسؤولية قتل مواطنيها. لكن الصحيفة أيضاً أعطت مساحة لرد الحكومة السورية الذي جاء هذه المرة على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير بشار الجعفري، الذي قال إن " بانكي مون"، بنى انتقاداته وملاحظاته على مجرَّد تقارير وآراء وإشاعات.
وفي الشأن ذاته، قالت صحيفة التيلجراف(4/3/2012)، أن معارضين سوريين يفرون من هجوم لقوات الأسد على حدود البلاد الشمالية، وأنه رغم الضغوط الداخلية والخارجية الواقعة على النظام إلا أن النظام مازال يوسع من حملته العسكرية على المدن السورية، وكمثالٍ على ذلك التوسع الذي يقوم به النظام ضد شعبه وقيامه بتضييق الخناق على معارضيه أكثر فأكثر، حالة عددٍ من عناصر المعارضة المسلحة الفارين ( قرابة الـ50 فرداً) من قرية "عين البيضة" السورية ، كانوا يجلسون مختبئين ومحتمين من البرد القارص، ومن فشلٍ منوا به اليوم السابق في التصدي لـ500 جندي سوري نظامي، مدعومين بالدبابات أرغموهم على الخروج من القرية، قبل أن تقوم هذه القوات النظامية بتدمير وإحراق البيوت وزرع الألغام فيه، وقال في ذلك أحد المقاتلين الفارين، أن جنود الأسد كانوا يقاتلون ويضربون بجنون. وتزامناً مع التدمير العنيف الذي تتعرض له مدينة حمص، أدخلت على الخط أيضاً مدينة إدلب في نفس الدائرة ومدن أخرى، فالأسد يستخدم في هذه الآونة سياسية الأرض المحروقة أملاً منه في إخضاع وإفشال الحركة الاحتجاجية.

ضعف المعارضة السورية يمنع وقف العنف في سوريا

انتقدت "رنا أبو زيد" في مجلة التايم (4/3/2012) المعارضة السورية، التي لا تعرف كيف تتحد، ولا كيف تتصرف، لكي تشكل جبهة قوية وموحدة في وجه النظام، قادرة على العنف الدموي الذي يمارسه النظام بحق الشعب. وتعتبر الكاتبة أن المعارضة غير قادرة على التوافق بين أعضائها، داخلياً، وخارجياً حول رد عسكري موحد.

تواصل الأزمة السورية بتواصل الحرب على حمص وتنفيذ الإعدامات الجماعية

قالت صحيفة الشرق الأوسط(4/3/2012)، أن النظام السوري واصل عملياته العسكرية التي استهدفت حمص, بعد ثلاثة أسابيع متتالية أوقعت مئات القتلى في بابا عمرو، وهروب الآلاف من سكانه إلى الأحياء المجاورة، ومنها حي جوبر (الملاصق للحي)، والإنشاءات والسور والبويضة التي انكفأ إليها «الجيش الحرّ»، كما انتقلت المواجهة الواسعة إلى مدينة القصير القريبة جدا من حمص. وأكد الناشط في تنسيقية الثورة السورية في حمص أنس أبو علي أن «حي جوبر ينال القسط الأكبر من القصف لاعتقاد النظام أن القوّة الأكبر من الثوار تتحصن بداخله، لكن حقيقة الأمر أن الثوار و(الجيش الحرّ) الذين انسحبوا من بابا عمرو يتحصنون بأماكن سرية خارج الأحياء السكنية، ليتمكنوا من تنفيذ عملياتهم بحرية أكبر وحتى لا تتكبّد الأحياء تبعة وجودهم بداخلها». ومن جهتها أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن الجيش يقوم بإعدامات جماعية وقالت إنه أعدم الليلة قبل الماضية 44 عسكريا في مطار أبو الظهور العسكري بإدلب بعد محاولتهم الانشقاق. وقالت الشبكة إن جثث القتلى ألقيت في بحيرة. وفي درعا، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، أعلن عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الأقل وجرح تسعة آخرين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة الحراك. وفي ريف دمشق، نفذت عمليات مداهمة للأراضي الموجودة في منطقة «الشياح» للمرة الثانية وسرقة ما تبقى من محتوياتها، وسجّل انتشار أمني مكثف في أحياء عدة من المنطقة. إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس، أن «رفض» السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا يدل على أن نظام بشار الأسد «أصبح مجرما». ومن جانبها، أكدت المملكة العربية السعودية أن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية، وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية.
كتب عبدالله إسكندر في صحيفة الحياة اللندنية (4/3/2012)، قائلاً أن ما يرد من شهادات لمواطنين سوريين من الميدان يكشف حجم العنف الذي تعرضوا له، ليس فقط من جراء كل أشكال القصف والقتل، وانما ايضا من الحصار ومنع وصول الحاجات الاساسية اليهم، خصوصاً الأغذية والدواء، اضافة الى قطع الاتصالات والكهرباء. وربما يلخص الوضع في مدينة حمص، خصوصاً حي بابا عمرو، هذه اللوحة السوداء، ليس فقط خلال الحصار والقصف، وإنما أيضاً بعد انسحاب «الجيش الحر» منها، ويلخص حجم الارتكابات التي تقدم عليها القوات الحكومية. ليس ما حصل في حمص نهاية المواجهة في سورية، لكن النظام استطاع توجيه ضربة قوية لمعقل أساسي للمعارضة. وقد لا يكون سهلاً تفادي مثل هذه الضربات ما دام الحكم متمسكاً بالحل الامني حتى النهاية، وما لم يطرأ تغير فعلي في معطيات المواجهة، خصوصاً على المستوى السياسي. لذا ينبغي اعادة النظر في معنى عسكرة المعارضة، ليس فقط لان ميزان القوى العسكري مختل على نحو قاطع لمصلحة النظام، وانما ايضا لانه يغفل المعركة السياسية التي ما تزال تتعثر المعارضة في اطلاقها، رغم التأييد الاقليمي والدولي الواسع لمطالبها، ورغم العزلة السياسية المتزايدة للنظام، ورغم صمود المحتجين واصرارهم على التظاهر بغض النظر عن الاكلاف التي يدفعونها، لذلك قد يكون حان الوقت الى اعادة تقويم اساليب العمل الراهن من أجل وضع برنامج جديد عقلاني ومطمئن يستجيب المطالب الاساسية للشعب، وكيفية الاستفادة من الدعم والتأييد من الخارج من اجل تمكين الحركة الاحتجاجية السلمية من الاستمرار وتوسيعها، وصولاً الى تحولها انتفاضة واسعة تدفع في اتجاه تفكك سياسي داخل النظام، ومؤسساته الحالية التي ما تزال تؤمن له القدرة على البطش والتنكيل.

دعوات تركية لتطبيق التموذج اليمني في سوريا

تناولت صحيفة حريت التركية (4/3/2012) بنسختها الإنجليزية التصريحات الأخيرة الصادرة من أنقرة حول الموضوع السوري. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي "عبدالله غول"، دعا إلى تطبيق "النموذج اليمني" في سوريا، بمعنى تنحي الرئيس "بشار الأسد" لصالح نائبه، مع ضمان حصوله على حصانة من الملاحقة. وذكرت الصحيفة إلى أن "غول" توقع بأن يأخذ هذا التحول بعض الوقت، مضيفاً أن على المعارضة السورية في المقابل توفير إطار يمكنه استيعاب كافة فئات المجتمع. ولفت الرئيس التركي إلى أن روسيا والصين ستعيان قريباً بأنه ما من خيار أمامهما إلا الانضمام إلى الجهود الدولية المناهضة للنظام السوري، لأن روسيا لا يمكنها : "سنرى كم من الوقت يمكن لروسيا فيه أن تتحمل العبء الناتج عن هذا النظام."

تداعيات الأزمة السورية ستكون كبيرة على مستقبل المنطقة

ذكرت صحيفة الغد الأردنية(4/3/2012)، أن الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، صرح بأن الربيع العربي دعوة للكرامة والعدل والحرية، ولا رجعة عن المطامح الشرعية للشعوب وحقها في أن يكون لها رأي أكبر في كيفية حكم وتنظيم مجتمعاتها. واعتبر أن هذا الربيع جعل الحياة أفضل بالنسبة للعديد من العرب.  وحول الوضع في سورية، قال بأنه من المستحيل التنبؤ بكيفية تطورات الوضع السوري أو إجراء تقييم واف وشامل لنتائج هذه التطورات على المنطقة، مؤكدا أن الأزمة في سورية تزيد من أعباء ومسؤوليات جيرانها، وتحديدا تركيا والأردن، بما في ذلك الأزمة الإنسانية المتوقعة بكل جوانبها.

مسؤولية ما يحدث في سورية من يتحملها؟

رأت صحيفة الرياض السعودية(4/3/2012)، أنه قد تم تضخيم حجم القاعدة لدرجة أن المخاوف من بدايات الثورات العربية، انحصرت الرؤية بأنها القوة المرشحة لاحتلال الساحات العربية، وهذه المبالغات استطاع الأسد أن يرعب بها أوروبا وأمريكا بأن البديل عنه تطرف قاعدي قادم، بينما لو عدنا لسجل نظام الأسد، فإنه أكبر من درب ودعم، واستورد الشباب العربي لزرع خلايا القاعدة في العراق، ومن ثم لبنان بعد طرد نظامه منه.. روسيا التي تحاول التلاعب بين التأييد المفتوح لنظام الأسد، واسترضاء العرب باجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجي، تختلف الغاية منه، فأحد مسؤوليها في اجتماع مع إسرائيليين قال إن بقاء نظام الأسد لمصلحتكم، ومثل هذا السر الذي تم ترويجه من خلال صحف إسرائيل وإعلامها يؤكد أن الأطراف الأخرى في أوروبا وأمريكا، تستطلع رأي إسرائيل قبل ما قدمته الدول العربية من مشروع، وبالتالي فروسيا حتى لو طرحت نقاطا تستهدف حلولا آنية، فقد خرجت من المعادلة بعد اتخاذها، مع الصين (الفيتو) وبالتالي فالدول الخليجية تدرك مسبقاً أن اللعبة الدبلوماسية انتهت وأن العالم كله، عداها، يقف بصف الشعب السوري ومن المستحيل تغيير هذه النظرة، أو استبدالها بما يبيض وجه الروس.... إذن اللعبة دخلت محور روسيا والصين وإيران من جهة، وكل من هذه الدول تطرح بعد القضية من خلال مفاهيم مواجهة الغرب على المواقع الحساسة بالمنطقة، ومنها، سوريا، والطرف الغربي لا يقل خبثاً، فهو استفاد من موقف تلك الدول بإشاعة العداء للنظام العربي برمته، وتنظر إلى تفاعل الأحداث بأنها ضد توجه الحلفاء مع سوريا، لكن نفاقها لا يقل سوءاً، فهي اختارت طريق التصريحات والقول بأن نظام الأسد ساقط بفعل ما يجري في الداخل، لكنها تعترض على تزويد الجيش الحر بالدعم العسكري وربما منعته من التسرب من حدود عربية وتركية، وهناك سيناريو ما وصف بالتعاون مع الداخل السوري، أي أن الأعباء الاقتصادية سوف تتضاعف وان احتمالات قيام انقلاب عسكري من داخل النظام هو مرتكزها بالتغيير حتى تتجنب احتمالات قفز الإسلاميين، أو ما تحدث عنه الأسد وصول القاعدة للحكم، وهذه مبررات لم تمنعهم من الدخول، وبقوة في ليبيا..
وقالت صحيفة الشرق القطرية(4/3/2012)، أن النظام السوري ما يزال يمنع فريق الصليب الأحمر الدولي الموجود في حمص منذ ثلاثة أيام من الدخول إلى حي بابا عمرو وإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، التي تنتظر الإذن منذ الخميس لمساعدة سكان الحي، الذي شهد واحدة من أسوأ فصول القمع الذي واجهته الثورة السورية. ويبدو أن نظام بشار الأسد يمضي إلى درجة مخيفة من الإجرام تحت غطاء الفيتو المزدوج من روسيا والصين اللتين تتحملان جزءا كبيرا من المسؤولية إزاء ما حدث للمدنيين في بابا عمرو الذين ظلوا لأسابيع تحت القصف دون ماء ولا كهرباء ولا غذاء. لقد باتت الحاجة إلى تحرك دولي، كيفما كان شكله، مسألة ملحة وضرورية وبأسرع وقت ممكن لتجنيب المدنيين في سوريا المزيد من ويلات ومجازر النظام.  إن روسيا والصين اصبحتا اليوم مطالبتين، أخلاقيا، بالكف عن توفير الحماية لهذا النظام الدموي والوقوف إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية لتوفير الحماية التي يستحقها الشعب السوري.


https://islamicsham.org