التقرير الإعلامي الواحد و الخمسون 1 مارس/آذار 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الجمعة 2 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 2518

نزوح جماعي من بابا عمرو الى لبنان.. اشتباكات واقتحامات و'عمليات تطهير' في حمص

دارت اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص حيث افاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء 'عمليات تطهير'، وهو ما نفاه ناشطون معارضون، في وقت اعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لإدخال مساعدات انسانية طارئة الى سورية، وفي الوقت الذي استدعت واشنطن القائم بالأعمال السوري للاحتجاج على هجمات حمص.

وفي محادثات اجراها مع القائم بالأعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية الامريكية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سورية الى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) بإنهاء العنف.

المواقف الإقليمية والدولية

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الامريكية ان الاجتماع عقد بهدف 'الاعراب عن الاستياء الشديد من الحملة الوحشية والقصف العشوائي لمدينة حمص منذ نحو شهر'.
الى ذلك زار ممثلون للمجلس الوطني السوري المعارض طرابلس هذا الاسبوع بعدما عرض مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في وقت سابق من هذا الشهر استضافة مكتب للمجلس السوري في ليبيا.
وكانت الحكومة الليبية الجديدة إحدى أول الحكومات التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري باعتباره السلطة الشرعية في سورية وذلك في تشرين الأول (اكتوبر) في لفتة قالت إنها تظهر التضامن بعد الصراع الليبي الذي أطاح بمعمر القذافي وأنهى حكمه الذي استمر 42 عاما.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت ليبيا التي تواجه احتياجات هائلة بشأن إعادة الاعمار قادرة على تحمل مثل هذه المساعدات قال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز إنه لا توجد مشكلة.
غير انه قال إن من السابق لأوانه تحديد كيفية تسليم المساعدات التي تشمل ادوية وأغذية. وكان الحريزي قال في مؤتمر صحافي سابق إن المجلس اتخذ قرارا بتقديم دعم مالي للاحتياجات الانسانية بما يعادل 100 مليون دولار.
وقال إن مكتب رئيس الوزراء سيحدد آلية تقديم المساعدات بالتعاون مع هيئة المساعدات الليبية والصليب الأحمر الليبي، مضيفا أنه ينبغي لليبيين أيضا التبرع ودعم الثورة السورية على الصعيد الدولي.
وطردت ليبيا القائم بالأعمال السوري والعاملين معه من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على الحملة ضد المعارضين للأسد.
ومن جهتها دعت فرنسا الاربعاء سورية الى اقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو للسماح بـ'اجلاء آمن وسريع' للصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت الاسبوع الماضي في القصف، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا تزال في حمص بعد اللغط الذي حصل حول خروجها من سورية الثلاثاء.
وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الأمم امس الأربعاء إنها تشعر 'بخيبة امل شديدة' لرفض سورية السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للإغاثة الطارئة في بلدات محاصرة.
وقال دبلوماسي غربي كبير مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن رفض السماح لاموس بزيارة سورية يأتي 'رغم جهود روسيا من أجل السماح لها بالدخول'.

الوضع الميداني

قال مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان منطقة بابا عمرو 'تحت السيطرة'، مضيفا 'قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل'.
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من جهته ان قوات النظام 'تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب'.
وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على 'اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف'، مشيرا الى ان 'قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة'.
واضاف 'حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وانسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز بين الخالدية والبياضة'.
ووصلت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية 22 عائلة نازحة من بابا عمرو الى لبنان عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير شرعية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان الذي قال انهم 'في حالة نفسية سيئة جدا'.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان 'فرنسا تحشد قواها لإنجاح عملية اجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر'، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.
وقالت انها 'تتوقع من حكومة دمشق العمل على توافر كل الشروط لإجلاء آمن وسريع وخصوصا عبر وقف فوري لإطلاق نار في بابا عمرو'.
واكدت سورية الاربعاء 'التزامها الانساني' بإجلاء الصحافيين الغربيين من حمص.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان 'سورية لن تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا في هذا السياق بثلاث محاولات لإجلاء الجثامين باءت بالفشل (..) لان المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة'.
وذكر ان 'الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا'، مضيفا 'نحن ملتزمون انسانيا ونريد تأمين اجلائهم'، مشددا على ان 'التعطيل ليس من الجانب السوري'.
وفي نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن السورية و'سيقول ان الحكومة هي سبب الأزمة'.
وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الأزمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.
وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سورية.
في الكويت، اقر مجلس الامة الكويتي الاربعاء بأغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري. وصوت 44 عضوا لصالح التوصية غير الملزمة، فيما صوت خمسة نواب ضد هذه التوصية.
في برلين، اعلن وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا الاربعاء في ختام اجتماع انهم لن يدخروا 'اي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية'، بحسب ما جاء في 'اعلان حول سورية' صدر عنهم.

داوود أوغلو يؤكد أنه ليس لدى بلاده أجندة سرية حيال سورية

نفى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأربعاء أن يكون لدى بلاده أجندة سرية حيال سورية، رافضاً كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الأزمة بين دمشق وأنقرة تعود لاختلاف الموقف بشأن جماعة الإخوان المسلمين.
وقال داود أوغلو في حديث إلى القناة الإخبارية لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT)، رداً على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن اختلاف وجهة نظر دمشق وأنقرة بشأن جماعة الإخوان المسلمين هو سبب التوتر بين الجانبين، ان 'العرب السنّة والإخوان المسلمين ليسوا بنداً واحداً على جدول الأعمال'.
وأكد ان بلاده ليس لديها أجندة سرية بشأن سورية وأنها لم تجر مشاورات مع أي دولة أو جماعة سياسية ضد مصلحة سورية، وقال 'حين نطوّر موقفاً من أي مسألة، نفعل ذلك في إطار القيم الأخلاقية'.
وأضاف 'لا يهم إن كان محاورنا صديقنا. حين نرى مثل هذه الفظائع التي تستهدف الحياة الإنسانية، فإن موقفنا واضح. أبلغت هذا(للرئيس السوري) لبشار الأسد في عدة مناسبات'.
وبرر التدخل في الأحداث السورية بقوله 'لم يكن بالإمكان البقاء في موقف المتفرج أمام الظلم'، قائلاً ان أياً من الدول لم تبذل جهوداً بقدر تركيا لحل الأزمة السورية.
ووصف داوود أوغلو الاستفتاء حول الدستور في سوريا بأنها مبادرة متأخرة.
وتلقى أوغلو امس اتصالاً هاتفياً من المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان شرح فيه موقف تركيا من الأزمة السورية وتبادل معه الرأي حول تطورات الوضع واجتماع 'أصدقاء سورية' في تونس والاجتماع المقبل في اسطنبول في آذار (مارس).
وكذلك تحدث الوزير التركي هاتفياً إلى رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الأناضول التركية ان أوغلو وآل ثاني ناقشا نتائج اجتماع تونس.
والتقى وزير الخارجية التركي نوابا عراقيين ووزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو في أنقرة، وقال مسؤولون دبلوماسيون ان أوغلو أبلغ النواب العراقيين بسياسة تركيا تجاه العراق، مشيراً إلى أنها تعلّق أهمية كبيرة على الاستقرار والديمقراطية والسلام فيه .
وأضاف ان تركيا عازمة على تحسين الروابط السياسية والاقتصادية مع العراق.

الوضع السوري مأزق وضع النظام نفسه فيه

علّقت صحيفة الجارديان البريطانية (1/3/2012)، على العمليات العسكرية التي تشهدها سوريا قائلة إن سقوط حي بابا عمرو في أيدي القوات النظامية ، إن حدث ، سيمنح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخرى لسحق التظاهرات المطالبة بإسقاط حكمه في أي مكان داخل سوريا. وقال الكاتب فارس شمس الدين في عموده التحليلي بالجريدة إن تعامل "جيش الأسد" مع التظاهرات المنددة بحكم الرئيس السوري أتخذ "منهجاً ساحقاً" للمتظاهرين، وأن الحملة العسكرية للقوات الحكومية بدأت قبل عام تقريباً في مدينة درعا ، ثم استمرت قوات الأسد في قصف المدن السورية التي تشهد تظاهرات مطالبة برحيل النظام واحدة تلو الأخرى. وتدلل الصحيفة على ذلك بقصف "مدينة حماة" أثناء شهر رمضان الماضي لأن سكانها "تجرأوا وخرجوا بالآلاف مطالبين بسقوط النظام".
وختمت الصحيفة مقالتها بالقول إن "الرئيس السوري لو استمر على نفس المنوال في التعامل بقسوة مع التظاهرات المطالبة برحيله ، فلن يلوم إلا نفسه في النهاية.
وأفردت صحيفة فاينانشال تايمز (1/3/2012) لحصار ضاحية بابا عمر بمدينة حمص السورية مساحة واسعة من تغطيتها لأخبار الشرق الأوسط، حيث قالت الصحيفة إن أهالي بابا عمرو "كتبوا وصاياتهم" وحذّروا من حدوث مجزرة بسبب تواصل قصف القوات النظامية واقتراب الجيش السوري من اقتحام المنطقة. وأن وسائل الاتصالات التليفونية وخدمات الانترنت مقطوعة في الضاحية ، التي تشهد تظاهرات حاشدة تطالب بسقوط النظام في سوريا. وأبرزت الصحيفة في عددها تصريح مسؤول سوري لوكالة أسوشيتدبرس بأن منطقة بابا عمرو سيتم "تنظيفها" خلال ساعات.....وتحدثت الصحيفة في تغطيتها للشأن السوري عن الأزمة الإنسانية الحادة في المناطق المحاصرة التي تشهد قصفاً من القوات الحكومية ، وتسببت في نقص المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية.
أما تقرير صحيفة الدايلي تلجراف (1/3/2012) عن الأوضاع الميدانية في سوريا فقال، إن القوات الحكومية كشفت طريقا طوله ميل ونصف ميل هي آخر خط إمداد ونقل المصابين في بابا عمرو بينما بذل بعض سكان المنطقة آخر محاولة للفرار، قتل فيها أكثر من ستين حسب النشطاء....ويشير التقرير إلى أن الجيش الحكومي لم يدخل حي بابا عمرو رغم قصفه بلا هوادة...ورغم أن الصحيفة تنقل عن أحد عناصر الجيش السوري الحر تمكن من الفرار إلى لبنان، إلا أن قوات الفرقة الرابعة ، التي يُعتقد أن ماهر الأسد هو قائدها ، والتي تنفذ الهجوم على الحي منيت بخسائر فادحة في الأرواح فإنها تنقل أيضا عن مقاتلين في كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر شكواهم من أن بعض ضباط الكتيبة قد انشقوا....وأوردت الصحيفة ايضاً، أن نشطاء المعارضة في بابا عمرو أصبحوا الآن مقطوعين عن العالم الخارجي وتنقل رسالة من أحدهم قبل انقطاع أخبارهم يرد فيها: "سيكون القتل مصيرنا".


https://islamicsham.org