التقرير الإعلامي الخمسون 29 فبراير/شباط 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأربعاء 29 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2287

"الأسد" يصعد من الحملة الأمنية ضد المتظاهرين

بدأت الأزمة السورية مرحلة جديدة، ما بين تصعيد النظام للعنف والقتل، وما بين التباطؤ الدولي والتعقيدات الإقليمية والدولية، التي تحول دون اتخاذ موقف حاسم ضد دمشق لإجبار قادتها على وقف العنف الممنهج ضد المواطنين، هذا فضلاً عن ضعف المعارضة السورية التي تنقسم على نفسها، ورغم ذلك تسعى لإقناع الأطراف الدولية بأنها قادرة على ترتيب أوضاعها وتقديم بديل قادر على طمأنة وكسب تأييد مختلف مكونات المجتمع السوري.

أولاًـ التطورات الميدانية(1)

بعد يوم واحد من إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد، شهدت مختلف المدن السورية العديد من التطورات، وهو ما يمكن رصده فيما يلي:
ـ تم تنظيم العديد من التظاهرات في أحياء دمشق، فخرج آلاف الأشخاص في "كفر سوسة" بدمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات، هذا فيما اعتقل 30 طالبًا بعد اقتحام قوات الأمن لجامعة دمشق.
ـ تواردت أنباء حول توجه وحدات من الفرقة الرابعة بالحرس الجمهوري التي يقودها "ماهر الأسد"، لمنطقة "بابا عمرو" بحمص، بعد فشل اقتحام الحي عقب القصف المتواصل على المدينة لمدة 26 يوما.
ـ قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر اشتباكات بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل بدرعا.

ثانياـ المواقف وردود الفعل(2)

1ـ  عربيًا:
أ ـ  مصر:

* رئيس مجلس الشورى "أحمد فهمي":
ـ يجب دعم المجلس للشعب السوري ضد النظام الذي يمارس كل أنواع القتل.
ـ نهاية الأزمة في سوريا ستكون لصالح الشعب، ومنحه الحرية والاستقلال.
ب ـ   تونس:
* المتحدث باسم الرئاسة "عدنان المنصر":
ـ تونس ترغب في منح الرئيس السوري "بشار الأسد" وأقاربه اللجوء السياسي، من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وحقنًا لدماء الشعب السوري.
ج ـ  لجنة الإغاثة العربية:
* أكدت "لجنة الإغاثة والطوارئ" باتحاد الأطباء العرب التابع لجامعة الدول العربية، أنها تستمر في تقديم مساعداتها الإنسانية للشعب السوري، وأوضحت في بيان لها ما يلي:
ـ تم تنظيم حملة مساعدات إنسانية، هدفها مناصرة الأسر السورية جراء قمع السلطات السورية للثورة السورية، والعمل على إغاثة النازحين على الحدود، وعلى مشروع طبي للنازحين وللمصابين بالداخل السوري.
ـ تم التنسيق مع الجامعة العربية لإرسال فريق طبي مكون من أربع قوافل بمجموع 48 طبيبًا للداخل السوري في تخصصات الجراحة والعظام.
2ـ  دوليًا:
أـ  الأمم المتحدة

ـ جددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان "نافي بيلاي"، مطالبتها بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ـ أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الثقيلة في هجمات على المناطق السكنية واضطهادها المعارضين السوريين.
ب ـ  الاتحاد الأوروبي:
ـ قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على سوريا، ستدخل حيز التنفيذ في نهاية فبراير 2012 وتشمل:

ج ـ  الولايات المتحدة الأمريكية:
* وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون":
ـ الرئيس السوري "مجرم حرب"، وهناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب هذه الجرائم، بيد أن استخدام هذا الخيار، سيفاقم الأزمة السورية، ولهذا لن نستخدمه.
ـ واشنطن ترغب في تقديم مساعدات للشعب السوري، يسمح له البقاء على قيد الحياة في مواجهة هجمات النظام والتخطيط لمستقبل من دون "الأسد".
دـ   فرنسا:
* وزير الخارجية "آلان جوبيه":
ـ الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي تناقش مشروع قرار فرنسي جديد، بشأن العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، ونأمل في الحصول علي موافقة روسيا والصين على مشروع القرار.
ـ هناك ضرورة لمحاكمة مرتكبي الجرائم في سوريا وإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية. 

ثالثًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ  مؤشرات تعقد الأزمة السورية(3):
* أصبحت الأزمة في سوريا أسيرة الحسابات والتعقيدات الإقليمية والدولية، والتلاقي بين عدد من العواصم الغربية، حيث:
ـ الموقف الروسي: وهي بدت واضحة في تحركاتها الأخيرة لتبرير استخدامها للفيتو، وتأكيدها علي الحل السلمي الذي يجنب سوريا الحرب الأهلية. فضلا عن رفضها استغلال الأمم المتحدة كأداة لتغيير الأنظمة، ويرجع ذلك إلى:

ـ الإستراتيجية الغربية: التي تقوم علي رفض تسليح المعارضة، مبررين ذلك بالتخوف من حدوث انشقاقات وانقسامات، لكن السبب الحقيقي هو:

2 ـ الخيارات الأمريكية للتعامل مع الأزمة(4):
* في ظل استمرارية الأزمة السورية والعجز الدولي عن حلها، ينبغي علي الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ دور أكثر فاعليه بشأنها، ما يتوجب عليها اختيار موقف من بين اثنان، وهما:
ـ الخيار الأول: البعد عن ساحة الصراع السوري، وترك زمام المبادرة لدول الاتحاد الأوروبي، بالتالي استبعاد التدخل العسكري لأجل غير مسمى، طالما أن معظم المدن السورية والجزء الأكبر من القوات المسلحة يدعم "الأسد". أي سيكون من الخطأ أن نقلل من مخاطر اندلاع حرب شاملة، والعنف طائفي.
ـ الخيار الثاني: الالتزام بإسقاط النظام في سوريا وتشكيل نظام بديل ليس له علاقات وثيقة بإيران      و"حزب الله" اللبناني، فضلا عن وقف العنف، والعمل علي توحيد المعارضة وذلك من خلال فرض مزيدا من العقوبات والاستعانة بالدعم الأوربي، أو حتى من خلال التدخل العسكري.
3ـ  تحديات إرسال قوات حفظ سلام عربية لسوريا(5):
* هناك العديد من الصعوبات التي تعرقل إرسال قوات حفظ سلام عربية لسوريا، ومنها:
أ ـ إشكالية قانونية:
ـ حيث يتطلب إرسال قوات حفظ السلام العربية، موافقة أطراف النزاع الرئيسية أي موافقة الدولة المضيفة، وهذا أمر بالغ الصعوبة، في ظل رفض النظام السوري. وفي حالة إجبار سوريا على السماح لهذه القوات حال تشكلها، مما سيضعنا أمام احتمالين:

ـ مسمى القوات حيث إن تعريف "قوات حفظ السلام" لابد أن يأتي بعد نزاع بين طرفين، والتزام الأطراف بعملية سياسية. وفي حال عدم توافر هذه الشروط، فإن ذلك يضع قوات حفظ السلام في خطر أن تحسب على أحد أطراف النزاع، وتتحول لطرف في النزاع، وتنأى بمهمتها الأساسية وهي حفظ السلام والحال في سوريا لا تنطبق عليه هذه الشروط بشكل واضح.
ب ـ إشكالية لوجستية: 
ـ تتمثل هذه الإشكالية في عدم التيقن من الدول العربية التي لها قدرات عسكرية وجادة في إرسال قوات عسكرية بالعدد المطلوب إلى الأراضي السورية.
ـ هناك صعوبة على أرض الواقع الوقوف على خط فاصل فيما بين القوات والمتظاهرين، فلا توجد قوتان متحاربتان أو طرفان عسكريان بالمعنى التقليدي على أرض الواقع حتى يمكن الفصل بينهما من منطلق "حفظ السلام".
ج ـ  إشكالية مؤسسية:
ـ لا يوجد في ميثاق الجامعة العربية ما ينظم عمل مثل هذه القوات باختلاف مسمياتها، بحيث تفتقد الجامعة لأرضية قانونية منظمة، يجعل من الصعوبة الوقوف على تفاصيل تشكيل القوات المقترحة.
د ـ  إشكالية سورية:
ـ الإشكاليات السورية التي يثيرها هذا القرار لها شقان:

هـ ـ  إشكالية دولية:
ـ  تتمثل في التردد الدولي وتباين ردود الأفعال الدولية بشان القرار العربي، حيث:

(1) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء السورية، الحياة، إيلاف، الخليج الاماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، 29/2/2012.
(2) الشرق الأوسط، لقدس العربي، وكالة الأنباء البحرينية، 29/2/2012.
(3) عثمان ميرغني، الشرق الأوسط، 29/2/2012.
(4) ميادة العفيفي، الأهرام ، 29/2/2012.
(5) رنا أبوعمرة، السياسة الدولية،29/2/2012.

محاولات إنقاذ الصحفيين الأوروبيين وخلافات المعارضة

قالت صحيفة الجارديان (29/2/2012)، أن ناشطين سوريون قتلوا في مهمة انقاذ "بول كوندرواي" ، فتقول الصحيفة أن "كوندراي" المصور الصحفي لصحيفة الصنداي تايمز والذي أصيب في قدمه خلال هجوم على مدينة حمص المحاصرة، في وقتٍ سابق تم إخلائه من سوريا، في عملية إنقاذ دراماتيكية خطرة، قتل فيها 13 ناشطاً سورياً، وكان " كوندرواي" قد نجا من الهجوم السابق الذي راحت ضحيته زميلته الصحيفة " ماري كولفن" ، ولا يزال ثلاثة صحفيين أجانب محاصرين داخل حمص، وتأتي تلك الأنباء مع إعلان الأمم المتحدة، أن أكثر من سبعة آلاف وخمسمائة شخص قتلوا في سوريا خلال الـ11 شهراً الماضية منذ بداية الاحتجاجات، وهي أحصل أكبر بكثير من التقديرات السابقة، وقال نائب الأمين العام للشؤون السياسية في المنظمة الدولية، إن هناك تقارير ذات مصداقية تشير الى أن عدد القتلى يفوق 100 شخص يومياً، من بينهم نساء وأطفال.
وتحدثت صحيفة الفايننشال تايمز(29/2/2012)، عن معاناة السوريين الذين أولاهم النظام قتلاً وتدميرا، حتى قال البعض أنه لا يهم إذا كان التدخل من جانب حلف الناتو، أو الجامعة العربية – أي شيء لحماية المدنيين، وفرض منطقة حظر طيران مثل تلك التي فرضتها طائرات حلف الناتو في الأجواء فوق ليبيا إلى عدة أشهر. على الرغم من ذلك، تم رفض هذه النداءات بشكل ثابت بالإحجام ذاته في العواصم الغربية، والشرق أوسطية – يقولون إن سورية ليست ليبيا. وترفض هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، تلك المقارنة، وتصفها بعبارة ''تناظر زائف''. وفي يوم الجمعة الماضي، اجتمعت الدول المعنية بالأزمة في تونس لأول مؤتمر بعنوان ''أصدقاء سورية''. وعلى الرغم من أن صدى الاجتماع يتردد مع صدى تحالف ''أصدقاء ليبيا''، إلا أن أولئك الذين يعارضون الحكم العنيف بشكل متزايد لبشار الأسد– ويشملون البلدان الغربية، ودول الخليج، وتركيا – يبحثون عن بديل لا ينطوي هذه المرة على تدخل عسكري. غير أن أزمة سورية المتعمقة التي مضى عليها عام تقريباً زادت الضغوط على الحكومات العربية والغربية لتبرير سبب معاملة دمشق بشكل مختلف عن نظام القذافي. يضاف الى ذلك معوق عدم التوحد حول المجلس الوطني السوري، حيث إن ما يعوق المجلس الوطني السوري الذي يوحّد المفكرين والناشطين والإسلاميين ومجموعات الأقليات كذلك، حقيقة أن كثيراً من أعضائه ليسوا معروفين جيّداً في سورية، وهذا اختلاف آخر عن ليبيا، فهنالك صعوبة أخيرة تتمثل في علاقة المجلس الوطني السوري مع الجماعات المسلحة التي برزت تحت قيادة الجيش السوري الحر. وبينما يصر المجلس على أنه يعمل بانسجام مع الجيش السوري الحر، فقد أكد هذا الجيش استقلاله من خلال تشكيل قيادة خاصة به. يقول بعض خصوم النظام إن فكرة وجود معارضة مركزة بقوة تتلقى أهمية لا تستحقها - كما أنها حتى لعنة لفكرة النقاء السياسي ذاتها التي تفترض أن تتضمنها الانتفاضة. ولكن المحللين يقولون إن هنالك مزايا عملية معتبرة في وجود كيان معارضة يعترف به السوريون، ويمكن أن يكون نقطة ارتكاز للدبلوماسية، والدعم المالي من جانب الدول المعارضة للأسد.

مبادرة فرنسية لوقف إطلاق نار إنساني في سوريا

تكتب صحيفة لوفيجارو (29/2/2012) إن جوهر المبادرة الفرنسية هو الحصول على قرار أممي بوقف إطلاق النار، وإنشاء ممر إنساني. وتقول الصحيفة إن المبادرة الفرنسية تقوم على أساس تكثيف الضغوط على النظام السوري، ومواصلتها بشكل مستمر. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الضغوط ليست فقط على النظام السوري، بل على الصين وروسيا أيضاً، اللتان تعرقلان كل القرارات الأممية ضد النظام، بحجة انتهاكها للسيادة السورية.

مواجهة جديدة بين الدول الغربية وسوريا والصين حول سوريا

ترى صحيفة السفير اللبنانية (29/2/2012) في المبادرة الفرنسية لوقف إطلاق نار إنساني في سوريا بأنه مواجهة جديدة بين روسيا والصين من جهة، وبين دول عربية مدعومة بالدول الغربية من جهة أخرى. وتقول الصحيفة إنه فيما دعت قطر إلى تسليح المعارضة السورية، حسمت واشنطن موقفها، وقررت عدم تسليح المعارضة السورية التي تشتبه في وجود عناصر من القاعدة والإسلاميين المتشددين في صفوفها.
وتعلق صحيفة الخليج الإماراتية (29/2/2012) على هذه المبادرة الفرنسية بأنها حرب باردة مستعادة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا حول سوريا. وتتساءل الصحيفة عن موقف الدول العربية وسياستها بشكل موحد في ظل هذه المواجهة الجديدة، التي تشكل محاور جديدة للصراع الإقليمي والدولي في المنطقة.

حرب ساخنة بين دول عربيا مدعومة غربياً مع النظام السوري

يكتب "عريب النتاوي" في صحيفة الدستور الأردنية(29/2/2012)، قائلاً إن الحرب التي تقودها بعض الدول العربية على سوريا، ليست حرباً باردة، بل هي حرب ساخنة، ومبيتة منذ اندلاع شرارة الأزمة في مارس 2011. ويرى الكاتب أن من يتحدث عن تدخل إنساني في سوريا أو قوة عربية لحفظ السلام، هو في الحقيقة يهدف لتدخل عسكري غربي من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويضيف الكاتب أن المواجهة بين النظام السوري ومن يريد إسقاط النظام قد أصبحت علنية وصريحة، ولا مواربة فيها، والهدف منها الإطاحة بالنظام السوري، وتصفية الحسابات بين هذه الدول والنظام الإيراني.
ترى "رندة تقي الدين" في صحيفة الحياة اللندنية (29/2/2012) أن الدول الغربية هي السبب الرئيسي لانسداد أفق الحل السياسي في سوريا. وتشير الصحيفة إلى رغبة بعض الدول الغربية في التدخل العسكري في سوريا، على غرار ليبيا، رغم صعوبة ذلك، نظراً لانقسام وتشرذم المعارضة السورية. وتقول الكاتبة إن عملية عسكرية لا تبدو وشيكة ضد سوريا، في ظل اقتراب مواعيد انتخابات الرئاسة في فرنسا والولايات المتحدة وروسيا.

الأسد طلب من السعودية النصح في مواجهة الاحتجاجات

ويذكر "طارق الحميد" في صحيفة الشرق الأوسط(29/2/2012)- فيما يبدو أنه رد على ما نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية بالأمس دون الإشارة إليه حول زيارة مبعوث سعودي إلى سوريا- أن الرئيس "بشار الأسد" طلب من الملك السعودي "عبد الله بن عبد العزيز" النصح في مواجهة الأزمة التي مر بها، وقد نصحه الملك بالاستماع إلى المطالب الشعبية، ومنحهم أكثر من المطالب التي يطالبون بها. ويضيف الكاتب أن السعودية ليست عدوة الرئيس السوري، بل هو عدو نفسه، بعناده وإصراره على تقديم تنازلات، وعدو شعبه أيضاً.
وكتب الصحفي الفرنسي "آلان جراش" في صحيفة الأخبار اللبنانية أن الرئيس السوري "بشار الأسد" قد أخطأ عندما اعتمد العنف لمواجهة مطالب الإصلاح، لأنه بذلك أعطى الفرصة لأعداء إيران بتصفية حليفها الأول في المنطقة. ويقول الكاتب إن الحرية، وإرساء نظام ديمقراطي في وسريا ليست أهداف السعودية في هذه الأزمة، أو فرنسا، التي استقبلت "الأسد" في عام 2009، في أثناء قمة الاتحاد من أجل المتوسط.

تصعيد أمني يواجه التصعيد الدبلوماسي في سوريا

قالت صحيفة الحياة اللندنية(29/2/2012)، أنه بينما يتواصل الضغط الدبلوماسي الدولي على سورية، في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف ومن خلال إعلان الاتحاد الأوروبي أسماء ستة من الوزراء السوريين ومستشار للرئيس الأسد تمت إضافتهم الى لائحة العقوبات الجديدة، يستمر التصعيد الذي تقوم به قوات الأمن السورية في الداخل. فقد أعلنت مصادر المعارضة أمس إن قوات من الفرقة الرابعة في الجيش السوري دخلت الشوارع الرئيسية حول حي بابا عمرو في حمص، محذرين من أن ذلك يشير إلى اعتزام الجيش التصعيد ضد سكان المدينة وإنهاء كل أشكال المقاومة. وفي الوقت ذاته ذكرت هذه المصادر أن مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الذين كانوا يحاولون الفرار من حي بابا عمرو. وقدر عدد الذين قتلوا بالرصاص والسلاح الأبيض بـ 68 شخصا. وجاءت هذه الأنباء بينما كانت بلدة حلفايا في محافظة حماة تتعرض للقصف، وذكر أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا، فيما ذكرت مصادر المعارضة أن عدد القتلى في سورية أمس تجاوز المائة. إلى ذلك ابلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن أن «قوة النيران لدى المعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالأسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري». وقال أن عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات «أعلى بكثير من 7500 شخص» وذكر أن العدد الإجمالي للقتلى يتجاوز 100 مدني في اليوم، بينهم كثير من النساء والأطفال. وفي هذا توجهت الجهود الدبلوماسية العربية، والغربية، الأوروبي منها والأمريكية، محذرة ومنددة بعواقب ما يرتكبه الأسد، وذلك على مدار الأحداث وبالذات منذ أن اشتدت وتيرتها، ليكون آخرها مؤتمر أصدقاء سورية، وليكون آخرها تشديد العقوبات من قبل الإتحاد الأوروبي على رجالٍ من النظام السوري، وبين هذا وذاك تتمثل المحاولات للخروج من الأزمة.


https://islamicsham.org