قال سيد قطب -رحمه الله- عند قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]:
"إن الصدع بحقيقة هذه العقيدة والجهر بكل مقوّماتها وكل مقتضياتها ضرورة في الحركة بهذه الدعوة؛ فالصدع القوي النافذ هو الذي يهز الفطرة الغافية، ويوقظ المشاعر المتبلدة، ويقيم الحجة على الناس {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}.
أما التدسس الناعم بهذه العقيدة وجعلها عضين؛ يعرض الداعية منها جانبًا ويكتم جانبًا لأن هذا الجانب يثير الطواغيت أو يصد الجماهير! فهذا ليس من طبيعة الحركة الصحيحة بهذه العقيدة القوية. والصدع بحقيقة هذه الحقيقة لا يعني الغلظة المنفرة، والخشونة وقلة الذوق والجلافة!
كما أن الدعوة بالحسنى لا تعني التدسس الناعم، وكتمان جانب من حقائق هذه العقيدة وإبداء جانب، وجعل القرآن عضين.. لا هذه ولا تلك.. إنما هو البيان الكامل لكل حقائق هذه العقيدة في وضوح جلي، وفي حكمة كذلك في الخطاب ولطف ومودة ولين وتيسير".
(في ظلال القرآن 4/451).
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : (وكذلك إذا صار لليهود دولة بـالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم) . [منهاج السنة النبوية، 3/ 378].
https://islamicsham.org