كشفت الحرب الطائفية التي يقودها التحالف النصيري الرافضي في سوريا هذه الأيام الكثير من الإدعاءات والزيوف التي كان يتغنى بها الشرق والغرب، وهي التي كان يدركها أولوا البصيرة ويحذّرون منها منذ زمن، إلى أن أصبحت حقيقة ماثلة أمام الجميع.
فأول ما كشفت عنه زيف إدعاء النظام الطائفي في سوريا عن ممانعته ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي، فقد كان طوال عقود من الزمن يحتفظ بحق رده على اعتداءات "إسرائيل"، والتي تبين بعدها أنه أفضل خادم لها في المنطقة، كما أن حربه ضد الشعب السوري المجاهد هي أطول حرب يخوضها جيشه الباسل!
كما كشفت هذه الحرب كذبة الوهم الذي حاول الرافضة أن يسوّقوا له طوال عقود من الزمن بمعاداتهم للغرب وحربهم معه، فهذه رابع حرب يخوضها الرافضة بتواطؤٍ مع دول العالم الغربي ضد أهل السنة، بعد الحربين العراقيتين، وحرب أفغانستان.
كما كشفت زيف ادعاءات هؤلاء الطائفيين بعدالة قضيتهم، ومظلوميتهم عبر التاريخ، بما أعادوه من أفعال أسلافهم من فظائع التعذيب والانتهاكات التي لا يقرّ بها إنسان سوي، فضلاً عمن يرجو بذلك رضوان الله وجنته، أو محبة آل البيت!
كما أنها عرَّت موقف (القوميين) في ادعاءاتهم القومية والوطنية، فها هو حزب البعث القومي السوري من أخلص أتباع الطائفيين الفرس! وها هي العديد من الحركات القومية العربية تعارض حركة التحرر (الثورية) للشعب السوري، وتنحاز إلى الموقف الفارسي الشعوبي!
كما أنها أظهرت زيف ادعاءات الغرب والشرق بالحرية وحقوق الإنسان، والمناداة باختيار الشعوب لأنظمة حكمها، بمنع المساعدات عن الشعب السوري تارة، ومحاولة فرض الطائفية السياسية عليه تارة أخرى.
إن هذه الأحداث جميعها أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أنَّه لا نجاة للمسلمين إلا بعودتهم لدينهم واعتزازهم به، وأنه لن يرضى عنهم الآخرون مهما فعلوا إلى أن ينسلخوا عن دينهم (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ).
كما أظهرت أنَّه مهما اختلفت ملل الكفر فإنها تجتمع ضدّ الإسلام وأهله وتتداعى عليهم. لكنّ ثبات أهل الحقِّ وجهادَهم وصدقَ توكُّلهم يدحَر أهل الطغيان لينقلبوا على أعقابهم خاسرين. وصدق السوريون إذ قالوا: (ما لنا غيرك يا الله)!
https://islamicsham.org