بكت حلبٌ وغشّاها شُحوبُ *** ومارِعُ بالأسى ثكلى تذوبُ
أتى خبرٌ بجنحِ الليل يسري *** وأرَّق مضجعي خطبٌ رهيبُ
أُسائلُ يا صحابي هل مجيبُ *** يُقلِّبُ، عَلَّهُ خبر كذوبُ
فيرجع بالصدى صوتٌ أسيفٌ *** بلى قد غابَ، فارَقَنا الحبيبُ
وما حلبٌ تئنُّ بها البواكي *** بل الشامُ السليبةُ والدُّروبُ
على علَمِ الجهاد بكَت عيونٌ *** وساحاتُ النزالِ لها نحيبُ
أعبدُ القادرِ المغوارُ أفضى! *** إلى ربِّ العبادِ، له نؤوبُ
رحلْتَ أيا هِزبرُ وذاك حقٌ *** ومَن نال الشهادَة لا يخيبُ
هي الجناتُ للشهداءِ دارٌ *** بظِلِّ العرش مأواهم يطيبُ
ومن طلبَ الشهادة في عُلاها *** أتتْ بسِهامِها عَجلى تُصيبُ
أبا المحمودِ فاهنأ، أيَّ بيعٍ *** ربِحت مع الإلهِ هو الحسيبُ
مهرتَ الحورَ مالَك ثم نفساً *** رأتْ عِيشَ المهانةِ لا يطيبُ
هو العبدُ التّقيُّ كما شهِدنا *** شجاعٌ ليس تُرهبُه الحروبُ
هو الصالحْ، وأكرم نبتَ خيرٍ *** لَهُ من إسمه السامي نصيبُ
غِضنفرُ إذ تناديه المنايا *** لهُ في خَوضِها شأنٌ عجيبُ
ترجَّلْ أو تمهَّلْ ذاك يومٌ *** له في اللوح وعدٌ لا يغيبُ
أيا قلبي ثقُلْتَ فما يداوي *** جراحَك إذ تكالبت الخطوب
وأيمُ الله لولا اللهَ نرجو *** لفَتَّت من جوانحِنا الكُروبُ
أيا قلبي تجلَّد ليس حزنٌ *** يدومُ، سيرجع الوطن السليبُ
على دربِ الشهادة سوف نمضي *** قوافلَ ليسَ تُرهِبُنا الخطوب
نفوسٌ أبرمت لله عهداً *** نوالُ النصرِ أو موتٌ قريب
أيا ربَّاه شامُ العزِّ تشكو *** تداعى حولَ قصعتها الصَّليبُ
أيا رباه نصرَك لا تذَرنا *** بحبِلك قد تعلَّقتِ القلوبُ
تغمَّد عبدَك الصالحْ بعفوٍ *** وأكرِمْ نُزْلَه، أنتَ الـمُجيبُ
إذا منّا الكَمِيُّ غدا صريعاً *** فآلاف الكُماةِ لها ضُروبُ
فنحنُ الصيدُ في الميدانِ أسدٌ *** وليسَ لشمسِ عِزّتِنا غُروبُ
https://islamicsham.org