عند الشدائد.. نتذكر الله! .... أبو الجود محمد منذر سرميني
الكاتب : أبو الجود محمد منذر سرميني
الأحد 20 أكتوبر 2013 م
عدد الزيارات : 3216
 
إلهِي، سألتُكَ عندَ السَّحرْ ... سؤالَ مُنيبِ إليكَ افتَقرْ  
تسامَى عنِ الخلقِ في سُؤلهِ ... وبابُكَ لمَّا أتاهُ استَقرّْ  
أتاكَ وتعلَمُ ما يشتكي ... فهلاَّ  أجبتَ عُبيداً صَبَرْ  
 
يعوِّلُ ألاَّ تُرَدَّ يداهُ ... وخَيبةُ عبدِكَ ألَّا يُبَرّْ  
وأخشَى لصبريَ أنْ يَنتهِي ... فيظهرُ ضَعفي بأردَى الصُّوَرْ  
إلهيَ، فاستُر خفايا عَجُولٍ ... تسارَعَ في جَنْيِ حلوِ الثَّمرْ  
 
تعوَّدَ منكَ عطاءَ كَريمٍ ... فأَثنى عليكَ بأزكى الدُّررْ  
وحينَ تجلَّيتَ - بعدُ - بمَنعٍ ... تمَلمَلَ حتى علاهُ الضَّجرْ  
ألا بئسَ عبدٌ عرَتهُ شكوكٌ ... بُعيدَ نزولِ البَلا والضَّررْ  
 
أيُعبدُ ربِّي إذا جادَ يوماً ... ويُعصى إذا لم يَجُدْ بالأُخرْ؟  
حنانَيكَ يا ربِّ.. حِلمُكَ أبهَــ ... رَ عبداً عصاكَ وكم قَد جَهَرْ  
حكيمٌ عرفتُكَ في كلِّ شأنٍ ... حليمٌ عرفتكَ فيمَن فَجرْ  
 
فما الحِلمُ إلاَّ ليَصغَى عَقولٌ ... ويأتي رضيًّا لهادي البَشرْ  
كذاكَ حكيمٌ ليَطهُرَ قلبٌ ... بُعيدَ ابتلاءٍ يُذيبُ الحجرْ  
فطبعُ النفوسِ تَلينُ إذا مَا ... سقاها البلاءُ رحيقَ الظَّفرْ  
 
وأخرى تَلينُ إذا ما تهادَتْ ... بعيشٍ كَريمٍ عديمِ الكَدرْ  
كِلا الحالتَينِ اختبارٌ لنفسِــ ... ــكَ، فَاحرصْ على أن تَنالَ الوَطرْ  
وحاذِر يَسوقُكَ فهمٌ سَقيمٌ ... لغيرِ طريقِ بُناةِ السِّيَرْ  
 
فأنتَ ومالُكَ ثمَّ الهَوى ... وإبليسُ نارٌ لوَقدِ الخَطرْ  
ولكنَّ نفساً تزكَّت بدِينٍ ... مُحالٌ تراها بوِحلِ الفكَرْ  
ولا شيءَ يَعدلُ طُهرَ نفوسٍ ... أمامَ غِوايةِ عُهرٍ سَحَرْ  
 
ولا شيءَ يَسمُو على كلِّ ذَنبٍ ... كمثلِ شَغوفٍ لفهمِ السُّوَرْ  
عبدتكَ طوعاً ولستُ أبالـــ ... ــغُ إن قلتُ: حبُّكَ كلِّي أسَرْ  
عبدتكَ حبًّا لأنَّكَ كنتَ ... دليلاً لعقليَ عندَ النظرْ  
 
عبدتكَ ربي وكلُّ كِياني اســـ ... ـــتجابَ لشرعكَ فيما أَمرْ  
عبدتكَ ربِّي، وأحمدُ عندِي ... دليلُ مساريَ وَفْقَ الأَثرْ  
عبدتكَ ربِّي وإخوةُ دَربي ... سياجٌ منيعٌ أمامَ الحُفرْ  
 
عبدتكَ ربي وآمالُ قَلبي ... أرَى الكلَّ حولي إليكَ ابتَدرْ  
عبدتكَ ربي وزَادي وشُغلِي ... رضاكَ عليَّ لقربِ السَّفرْ  
عبَدتُكَ ربي وبَوحُ قصِيدي ... لأجلكَ وحدَكَ منذُ الصِّغَرْ  
إلهي، ولستُ العصيَّ لأمرِ ... كَ، هَبني لعَفوكَ عِندَ الكِبَرْ
 
 

https://islamicsham.org