كتائب في الداخل تعارض أي تحاورات في الخارج مع الأسد أو تشارك فيها إيران، وتوقع على بيان يتخلى عن أي دور حول ذلك، وأكثر من 100 ضابط يدعون إلى المقاطعة لتلك التحاورات، وفريق المفتشين الدوليين وصلوا إلى دمشق مجدداً، بينما بات الجوع مهددا أساسيا للكثير من السوريين نتيجة الحصار والقتل والتشريد اليومي.
أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي 78 شخصا في سوريا، فكان منهم: 20 في دمشق وريفها وبينهم امرأة وطفل وملازم أول ومجندان منشقان، و18 في حلب وبينهم امرأة وطفلان، و14 في إدلب بينهم 5 نساء و4 أطفال، و13 في درعا وبينهم امرأة وشخص تحت التعذيب، و4 في الرقة و4 في الحسكة و2 في دير الزور: طفل وامرأة، و2 في حماه و1 في حمص.
وبين الشهداء 9 نساء و7 أطفال وشخص تحت التعذيب وملازم أول ومنشقان مجندان.(1)
حالات القتلى:
هذا وقد كان معظم القتلى في حلب ودمشق وريفها ودرعا، حيث قتل 8 خلال الاشتباكات في بلدة العزيزة بحلب و6 خلال الاشتباكات لتحرير الجمرك القديم بدرعا البلد وأيضا 4 نتيجة قصف الطيران الحربي لمدينة الطبقة بالرقة ومثلهم نتيجة قصف الطيران الحربي على بلدة الشدادي بالحسكة. (1)
مناطق القصف:
ووثقت لجان التنسيق المحلية 446 نقطة للقصف في سوريا، حيث شهدت 45 نقطة غارات جوية من قبل الطيران الحربي، وألقيت البراميل المتفجرة في سراقب، والهبيط ، وتل الضمان ، والنفير، ومعرة حرمة ، وجبل الشيخ بادلب، والشيخ مصطفى بحلب، وألقيت صواريخ أرض - أرض في المعضمية بريف دمشق، والقنابل العنقودية في قصر ابن وردان ، والجردانية، ورسم الورد بحماه، بينما تركز القصف المدفعي في 145 نقطة، والقصف الصاروخي في 133 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 112 نقطة في سوريا. (2)
دمار العديد من المنازل، وقصف ممهد لاقتحامات:
جددت قوات النظام قصفها على حي القابون الدمشقي بمدافع الفوزديكا وقذائف الهاون، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى ودمار عدد من المنازل، وفي الوقت نفسه تواصل قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة على أحياء جوبر وبرزة والتضامن في العاصمة، تزامنا مع اشتباكات على أطراف هذه الأحياء بين الجيش الحر السوري وقوات النظام.
كما قصف قوات النظام مدن وبلدات المليحة وزاكية ومعضمية الشام وداريا وحرستا والزبداني ويبرود ودوما وزملكا وعين ترما وحتيتة التركمان تمهيداً لاقتحامها ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص في حتيتة التركمان ووقوع عشرات الجرحى. (3)
في 112 نقطة اشتباك في سوريا بين الثوار وقوات النظام، سجل المجاهدون بطولات رائعة، أبرزها:
استهداف الفوج 14 وقتلى في صفوف النظام:
في دمشق وريفها استهدفوا بالصواريخ الفوج 14 في القطيفة وحققوا إصابات مباشرة، وقتلوا 15 عنصراً من قوات النظام بالاشتباكات على أطراف حي برزة، واستهدفوا إدارة المركبات ومشفى تشرين العسكري وحققوا إصابات مباشرة، وحاجز كوكب في خان الشيخ بقذائف الهاون حاجز كوكب في خان الشيح وحققوا إصابات مباشرة.(2)
تحرير منطقة المداجن وقصف مطارين:
وفي حماه حرر الثوار منطقة المداجن في قرية المفكر بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، واستهدفوا حاجز السمان.
كما استهدفوا في حلب مطار حلب الدولي وحققوا إصابات مباشرة في مبنى القيادة، واستهدفوا مطار النيرب العسكري، وتجمعات لقوات النظام في السفيرة، وغنموا دبابة في قرية المداجن .(2)
وتمكن الثوار من إسقاط طائرة حربية في ريف حماة. (3)
تحرير عدة حواجز:
وفي درعا استهدف المجاهدون كتيبة الهجانة في درعا البلد، ودمروا دبابة في إنخل.
وفي حمص حرروا الطريق الواصل بين تدمر- السخنة – دير الزور، كما حرروا عدّة حواجز في محيط مدينة السخنة.(2)
واستهدف الجيش السوري الحر حاجزين لقوات النظام في تدمر بحمص ودمرهم بالكامل. (3)
قال مراسل الجزيرة إن الجيش السوري الحر سيطر على معظم معبر درعا القديم على الحدود مع الأردن بعد قتال هو الأعنف منذ اندلاع الثورة السورية.
وأفاد المراسل ناصر شديد بأن الجيش الحر بات يسيطر على حوالي 70% من المعبر الذي يسمى الجمرك القديم, وأضاف أنه لم يتبق بأيدي القوات النظامية سوى حاجز الزراعة ومبنى يطلق عليه الهنغاراتا.(5)
الائتلاف يجتمع بالأخضر الإبراهيمي: حضورنا جينيف 2 مشروط برحيل الأسد:
على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التقى وفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة السيد أحمد عوينان الجربا اليوم في نيويورك المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وتباحث معه بموضوع مؤتمر جينيف 2، وكان وفد الائتلاف قد استبق وصوله إلى جينيف بالتصريح أن حضور جنيف 2 ممكن لكنه مشروط برحيل الأسد.
وفي نقاشاته المثمرة مع الإبراهيمي، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري دعمه لاتفاق جنيف الأول كنواة لمؤتمر جنيف 2، وصرح الجربا قائلاً: "يؤكد الشعب السوري التزامه بالوصول إلى مستقبل تسوده الديمقراطية في سوريا، وبالتالي فإن أي مؤتمر يمكن عقده في المستقبل يجب أن يشمل في أهدافه الوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية لجميع أطياف الشعب السوري.(3)
إدريس يقطع زيارته إلى باريس، وكتائب تيأس من العالم:
أكدت مصادر في المعارضة السورية أن رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، «سيقطع زيارته إلى باريس ويعود إلى الداخل السوري للتحاور مع قادة عدد من الكتائب الإسلامية وقعوا على بيان قبل يومين لسحب الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وقال المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد إن «السبب الرئيس الذي دفع هذه الكتائب إلى الإقدام على هذه الخطوة هو تقاعس المجتمع الدولي الذي تحول عند الكتائب المقاتلة إلى يأس من المعارضة نفسها».
وكانت 13 مجموعة عسكرية معارضة ذات توجه إسلامي في مدينة حلب شمال سوريا، أبرزها جبهة النصرة ولواء التوحيد ولواء الإسلام وحركة أحرار الشام والفرقة التاسعة عشرة ولواء الأنصار، أعلنت أول من أمس، سحب اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ودعا المسؤول السياسي للواء التوحيد عبد العزيز سلامة، في شريط فيديو على موقع «يوتيوب» جميع الجهات العسكرية إلى «التوحد ضمن إطار إسلامي يقوم على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع»، مؤكدا أنها تنظر إلى أن «الأحقية في تمثيلها هو من عاش همومها وشاركها في تضحياتها من أبنائها الصادقين».(4)
عدم مشاورة الداخل يسبب خلافات:
واعتبر عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر النجار أن «هذا البيان هو رد مباشر على خطوة الائتلاف المعارض بالذهاب إلى مؤتمر (جنيف 2) والعبث بقضايا مصيرية دون استشارة الداخل السوري وقوى الثورة الحقيقيين». وقال النجار، المقرب من قادة الكتائب الموقعة على البيان، إن «تصريح رئيس الائتلاف أحمد الجربا بإمكانية ذهاب المعارضة إلى التفاوض دون شروط مسبقة دون استشارة الكتائب المقاتلة أثار غضب الداخل السوري إذ اعتبرت القوى الثورية هذا التصريح تنازلا للأطراف الخارجية الداعمة للثورة».(4)
رفض أي حوار مع الأسد:
في موازاة ذلك، وقع أكثر من 100 ضابط في الجيش الحر، أبرزهم مؤسس الجيش الحر وقائده السابق العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي، دعوة إلى مقاطعة أي مؤتمر حول سوريا تشارك فيه إيران، في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2»، معتبرين أن «الوقت حان ليعاقب المجتمع الدولي نظام الملالي على جرائمه في سوريا».
وأدان الموقعون، في نداء أطلقوه «أي حوار مع نظام الأسد المجرم وأي مؤتمر يفضي إلى أمر آخر غير الإطاحة بالنظام الحالي»، معتبرين أن «النظام الإيراني يشكل جزءا خطيرا من المشكلة وينبغي عدم إشراكه في أي حال من الأحوال في أي مؤتمر حول سوريا».(4)
طعمة يؤكد أهمية تفعيل منظمات المجتمع المدني:
أكد الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف خلال لقائه بأعضاء منظمة "دعم سوريا" على "أهمية تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية كذراع استراتيجي فاعل للحكومة القادمة، باعتبار أنها تستطيع أن تسهم في التنمية إسهاماً حقيقياً إذا نجحت في بناء الوعي التنموي واستقراره وتوظيفه من خلال مشاركة حقيقية وفاعلة في العملية التنموية".
ودعا طعمة إلى المزيد من "تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية"، معتبراً أن "تأسيس المخيمات النموذجية في الداخل السوري خطوة نوعية ولبنة من لبنات العمل الأهلي الفاعل والذي سيكون له الأثر الكبير، لا سيما لو احتذت به باقي المنظمات التي تعمل في نطاق العمل الإنساني السوري". (3)
الأسد: خطاب أوباما أكاذيب:
قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في الأمم المتحدة "مبني على التزوير والأكاذيب"، وقال إنه "من الطبيعي" اتهام دول، بينها السعودية، بالوقوف خلف هجوم الغوطة الكيماوي، وقال إن نظامه يرفض محاورة المسلحين في "جنيف 2" مشيرا إلى إمكانية محاورة معارضة الداخل أو تيارات غير معارضة بالضرورة.
وعن رأيه بخطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وما ذكره حول سوريا قال الأسد، بمقابلة مع قناة "تيلي سور" أوردت وكالة الأنباء السورية تفاصيلها: "هو ككل خطاباته سابقا، خطابات مليئة بالادعاءات مبنية على التزوير وتحمل الكثير من الأكاذيب، منذ بداية الأزمة بسوريا بنيت السياسة الأمريكية على الأكاذيب."
وتابع الأسد بالقول إن كثافة ما وصفها بـ"الادعاءات والأكاذيب" الأمريكية تزايد "بعدما طرح موضوع استخدام الكيميائي في سورية في 21 أغسطس/آب الماضي ولم تقدم هذه الإدارة أي أدلة على ادعاءاتها... فلذلك أستطيع أن أقول إن كل هذه الادعاءات الأمريكية هي عبارة عن هراء وليس لها أي مستند واقعي ولا منطقي."(6)
الجوع يهدد السوريين:
قالت جماعات إغاثة ونشطاء إن الجوع يمثل تهديداً متنامياً للسوريين ويموت الآن أطفال من سوء التغذية.
وصور نشطاء سوريون جثث عدة أطفال كالهياكل العظمية قال الأطباء: إنهم ماتوا بسبب سوء التغذية. وأحدث الضحايا هي الطفلة رنا عبيد التي توفيت يوم الثلاثاء وعمرها سنة واحدة. وأظهرتها الصور وقد برزت ضلوعها وانتفخ بطنها. وقال الأطباء إنها سادس طفل يموت من سوء التغذية في ضاحية المعضمية في دمشق. (3)
وصول المفتشي الدوليين:
وصل فريق من خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيماوية إلى مقر إقامته في فندق "فورسيزنز" وسط دمشق، في زيارته الثانية إلى سوريا وذلك لإجراء تحقيقات إضافية حول استخدام الأسلحة الكيماوية. ومن المتوقع أن يقوم الفريق الذي يرأسه آكي سيليستروم، بدراسة نحو 14 حالة استخدام من قبل النظام للأسلحة الكيماوية في سورية. وخلص الفريق الذي زار سورية في آب/اغسطس، في تقرير رفعه في 16 ايلول/سبتمبر، إلى أنه تم استخدام أسلحة كيماوية على نطاق واسع في النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهراً.(3)
عدم توافق على الفصل السابع:
أكد مصدر دبلوماسي غربي بأن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اتفقت على جميع القضايا الشائكة بشأن مشروع قرار دولي بشأن أسلحة سوريا الكيميائية، ولكن سوريا سارعت إلى نفي وجود اتفاق وقالت إن المناقشات بشأن مشروع القرار مستمرة.
وأوضح المصدر أن القرار لن يكون بموجب البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، غير أن إحدى الجمل التي يتضمنها القرار تنص على أنه في حال عدم التزام النظام السوري ببنود معاهدة الأسلحة الكيميائية فإنه سيتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات أخرى بموجب البند السابع.
غير أن متحدثا باسم البعثة السورية لدى الأمم المتحدة نفى أن تكون الدول الخمس قد توصلت إلى اتفاق، وقال إن المباحثات ما زالت جارية بشأن نص مشروع القرار.
وقالت الولايات المتحدة إن تقدما تحقق نحو الاتفاق على قرار أممي يجرد سوريا من أسلحتها الكيميائية. وجاء هذا التأكيد بعدما تردد في نيويورك أن اتفاقا حصل على مشروع قرار تجري مناقشته. (5)
قطر تؤكد دعمها للجيش الحر:
أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية دعم قطر للهيئة العسكرية العليا لـ «الجيش الحر» بقيادة سليم إدريس وللإئتلاف الوطني السوري، مشدداً على أن «الشعب السوري منتصر» على نظام الأسد، وأن أحداً «لا نحن ولا المجتمع الدولي يمكنه فرض إرادته» على الشعب السوري.
وأشار إلى أن دولاً عربية تبحث اللجوء إلى «آليات الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري». وشرح العطية بأن استراتيجية الخليج هي بالوقوف مع الشعب السوري الذي ظهر في أول يوم يطالب بالحرية والعدالة وقُوبل وجُوبه بالرصاص والمدافع. وقد تطور الأمر الآن إلى (استخدام نظام الأسد طائرات وصواريخ ثم تطور إلى (السلاح) الكيماوي مشيراً إلى أنه ليس لدول الخليج أجندة في سورية، فهي لبت نداء الشعب السوري في حماية نفسه والدفاع عن نفسه. (3)
كتبت ميساء جلبوط حول:
إعادة أطفال سوريا إلى المدارس: واجب مؤسسي
في مدينة نيويورك يعقد إلى جانب الاجتماع الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع اجتماع ذو صدى خاص بالنسبة للعالم العربي وشركاته على وجه التحديد. في 23 سبتمبر (أيلول)، حشد غوردن براون المبعوث الخاص لدى الأمم المتحدة للتعليم العالمي التأييد لدعم خطة جديدة تتناول أكثر عنصر يلاقي إهمالا في الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب في سوريا: التعليم.
دائما ما كانت هناك حاجة إلى استثمار الشركات في مجال التعليم. ولكن تحول الأمر إلى واجب أخلاقي نظرا للضرورة الشديدة للمساعدة على تغيير حياة مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين التي تحطمت. يمكن أن يقدم ذلك فرصة أمام استثمار الشركات في المجتمع مما يجعلها متجاوبة ومدفوعة بالنتائج بما يتماشى مع التزامات المساعدة الوطنية.
يتصدر التعليم أولويات اللاجئين، كما صرحت إحدى الأمهات السوريات الأسبوع الماضي قائلة: «التعليم بالنسبة لأبنائي أهم من أي شيء آخر»، معبرة عن مشاعر ما يزيد على مائة أب وأم أجريت معهم لقاءات في سوريا وفي مخيمات اللاجئين أثناء ما كان يعد أسبوع العودة إلى المدارس. وورد في تقارير الأمم المتحدة انتقال الأسر من مكان إلى آخر بحثا عن مدرسة ربما يكون بها أماكن خالية لأبنائها. ولا يتوقف التعليم بالنسبة لهذه الأسر عند تعلم القراءة والكتابة، ولكن استعادة درجة من الطبيعية إلى حياتهم التي انقلبت. يوفر التعليم لأبناء هذه الأسر الحماية، حيث من دونه سيظلون يتسكعون في مناطق محيطة تتسم بالخطورة. من خلال المدرسة، يستطيع مستشارون العمل مع الأطفال للبدء في التعامل مع صدماتهم ووضع أسس لعلاجهم.
لا يمثل الذهاب إلى المدرسة الأمل الوحيد في المدى القريب، ولكنه أيضا استثمار مهم لمستقبل كل طفل لاجئ. إنه بداية لتناول ما أصبح يمثل قضية تنموية طويلة الأجل في سوريا والمنطقة، حيث دخل الصراع في عامه الثالث وتضاءلت فرص العودة إلى الدراسة بالنسبة لكثير من الأطفال.
أوضح تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو في يوليو (تموز) الماضي تأثير الصراعات الدائرة في المنطقة على التعليم. تسرب أربعة ملايين طفل من مرحلة التعليم الابتدائي في البلدان العربية المتأثرة بالصراع، وتبلغ نسبتهم 84 في المائة تقريبا من إجمالي الأطفال المتسربين من التعليم في العالم العربي. وفي ظل الأعداد الهائلة المضافة من الأطفال السوريين المتسربين من التعليم، تتجه المنطقة سريعا نحو أكبر أزمة تعليمية.
في المقابل، تقل المساعدات المخصصة للتعليم كثيرا عن حجم الاحتياجات، فوفقا لـ«تعليم بلا حدود»، يقدر تقرير جديد أعده رئيس معهد تنمية ما وراء البحار كيفين واتكينز عدد الأطفال المتسربين من التعليم في لبنان وحده بنحو 270.000 طفل. ومما زاد الوضع سوءا أن الحكومة اللبنانية تحصل على تمويل ضئيل للغاية من أجل اللاجئين. كتب واتكينز في تقريره: «إذا كان أطفال سوريا اللاجئون يمثلون دولة، سيشكلون أقل معدل التحاق بالمدارس في العالم على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي. كما يجد الأطفال الفلسطينيون فرصا ضئيلة. ويوثق تقرير صادر عن وكالة أونروا أن نحو ثلث الأطفال اللاجئين من المخيمات الفلسطينية في سوريا التحقوا بمدارس في نهاية عام 2013 الأكاديمي».
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لاستيعاب الأطفال اللاجئين، فإنها في ظل عدم وجود مزيد من الدعم المالي، تواجه خطر انهيار نظامها التعليمي المجهد بالفعل. في عام 2012، قبلت 980 مدرسة حكومية نحو 30.000 طفل سوري في المرحلة الابتدائية، ويشكل هذا العدد 20 في المائة من المدارس القائمة. وفي ظل التقديرات الراهنة التي تشير إلى ارتفاع العدد إلى 409.000 طفل في سن الدراسة، سيُجبر نظام التعليم الحكومي على مضاعفة عدد الطلاب في غضون عام واحد. ويحذر واتكينز من أن هذا غير ممكن.
إن الجهود القائمة المبذولة من حكومات ومنظمات لا تستهدف الربح في دول مثل الإمارات وقطر ذات أهمية بالغة في توصيل المساعدات الإنسانية الرئيسة إلى اللاجئين السوريين. وإدراكا لأهمية التعليم، يُنفق بعض من هذه المساعدات على التعليم ولكن ما زالت هناك حاجة إلى المزيد.
يقترح غوردن براون خطة تبلغ تكلفتها 500 مليون دولار وتستغرق ثلاث سنوات من أجل إلحاق جميع اللاجئين في سن التعليم من سوريا (سوريين وفلسطينيين) في لبنان بالمدارس. وتهدف الخطة إلى بناء سعة النظام التعليمي الحكومي اللبناني المضغوط بالإضافة إلى تشجيع العديد من المنظمات غير الحكومية دولية ووطنية المستعدة لتقديم برامج عالية الجودة. وتتضمن الاستراتيجيات الرئيسة، بقيادة اليونيسيف: التوسع في نظام الفترتين في النظام التعليمي بأسره؛ إعادة تأهيل المقرات التي تقل عن المستوى المطلوب؛ تعيين معلمين جدد؛ تغطية تكاليف التسجيل؛ توفير الدعم التعليمي والنفسي الاجتماعي الضروري للأطفال. وسوف تضمن هذه الخطة إلحاق 300.000 طفل موجودين بالفعل في لبنان وتعد لاستقبال 200.000 آخرين مع زيادة تدفق اللاجئين. كما تتضمن الخطة نحو 100 مليون دولار لتغطية أعباء تكاليف الانتقالات والوجبات المدرسية. النتيجة هي أن الهدف قابل للتحقيق. وبتكلفة من 400 إلى 600 دولار للطالب الواحد، يمكن ويجب أن يوفر المجتمع الدولي مستقبل جيل من الممكن أن يضيع.
توجد خمسة أسباب لكي تلبي الشركات في المنطقة النداء:
1- أطفال اليوم هم القوى العاملة في الغد. وتعلم الشركات أهمية التعليم، فهي تستثمر كثيرا في تدريب وتعليم موظفيها، وفي المدارس وبرامج تعليم أخرى في المجتمع تضمن وجود أساس لقوى عاملة متعلمة وماهرة ومجتمع واع. وتعد هذه استثمارات ضرورية طويلة الأجل. وهنا يصبح ضمان ذهاب الأطفال السوريين إلى المدارس فعليا قاعدة مطلقة لهذا الأساس.
2- تزدهر الشركات في المجتمعات المستقرة الصحية. وتجد الشركات أهمية كبيرة في الاستثمار بكفاءة من أجل زيادة الاستقرار. وبالنسبة لهؤلاء الأطفال السوريين، على الأقل، يحقق الذهاب إلى المدرسة اختلافا بين الأمل والاستقرار، واليأس الكامل. وتتفهم الشركات والمؤسسات التبعات التي سوف تلحق بالاستقرار الإقليمي على المدى البعيد إذا عانى هؤلاء الأطفال من اليأس دون حتى الحصول على حقهم الأساسي في التعليم.
3- تسعى الشركات إلى الحصول على نتائج وقيمة مقابل المال. فتستثمر الشركات من أجل الحصول على نتائج ملموسة. لا يوجد كثير من برامج الاستثمار المجتمعي التي تنظمها الشركات في المنطقة العربية والتي يمكن أن تحقق تأثيرا أفضل من استثمار مبلغ من 400 إلى 600 دولار في إلحاق طفل مشرد بسبب الحرب بالدراسة لمدة عام. تستطيع كل شركة تدرس هذا الاستثمار أن تعقد مقارنة مباشرة بين عائد استثمار الدولار في هذا البرنامج في مقابل استثماره في مبادرات نمطية، وسوف تصل إلى نتيجة مذهلة للغاية.
4- تسعى الشركات إلى تنظيم مواردها وتعزيزها. وتدخل الشركات في هذا المشروع في إطار تعاوني يجمع بين موارد وخبرات منظمات من جميع أنحاء العالم. وفي ذلك فرصة للمساهمة في والتعلم من شراكات فعالة ذات تأثير واسع النطاق، مما يمكن تطبيقه على تحديات إقليمية رئيسة أخرى. علاوة على ذلك، توجد فرصة لتنظيم ودعم التزامات الحكومات الإقليمية في مجال التعليم تجاه هؤلاء اللاجئين، وفي الوقت ذاته يبعث المشروع برسالة ذات أهمية لتلك الحكومات لتخصيص مزيد من الاستثمارات في هذا المجال.
5- تسعى أفضل الشركات للقيام بالصواب، فيما يتجاوز الواقع التجاري المعقول، ويستدعي الالتزام الأخلاقي التحرك في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية. يعلم رؤساء أفضل الشركات في المنطقة جيدا أن شركاتهم جزء لا يتجزأ من المجتمعات التي تعمل بها، كما أن معاناة المجتمع مسؤولية كل فرد. يجد هؤلاء الرؤساء التنفيذيين القوة والطاقة والحكمة – لأنفسهم ولشركاتهم – للقيام بالفعل الصائب في وقت الشدائد.
أي الشركات ستلبي النداء؟ وأي الشركات ستساعد على مداواة جيل من الأطفال؟(4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
توفيق الميدعاني - ريف دمشق - دوما
أبو ناصر - حلب -
أحمد عبد المعطي شعبان - ادلب - تفتناز
أحمد عبد الجليل زين الدين - ادلب - سرجة
تيسير قرة - الرقة - الطبقة
سامر الشهابي - الرقة - الطبقة
توفيق حاج إبراهيم - الرقة - الطبقة
مجهول الهوية - الرقة - الطبقة
عبد اللطيف عبد الجبار جلال - ادلب - سرمين
باسل أسعد المشهور - دير الزور -
معاذ سلامة الجنيد - دير الزور - البوعمر
عمر أبو أنس - دير الزور -
أبو ضرغام - دير الزور -
محمود يوسف أبو زريق - درعا - درعا البلد
خالد أبو حلاوة - درعا - ابطع
حسنة الفارس - درعا - اليادودة
أحمد موسى إبراهيم - ريف دمشق - السيدة زينب
بنت عمر الاسماعيل 1 - ادلب - معرة حرمة
بنت عمر الاسماعيل 2 - ادلب - معرة حرمة
أمون السلام - ادلب - معرة حرمة
محمد حسام سلما - ادلب - سرمدا
آمنة الطويل - ادلب - معرة حرمة
أسماء الحاج علي - ادلب - معرة حرمة
حسن عارف رحال - ادلب - مرعيان
عبد القادر مصطفى فقيه - ادلب - سرمدا
شهد طارق كفرطوني - ادلب - سراقب
أحمد الأعور - حلب - عندان
صبحي دربالة - حلب - اعزاز
خالد ياسين - درعا - ابطع
عبد الرزاق نعمان جوهر - ريف دمشق - دوما
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي.
4- الشرق الأوسط.
5- الجزيرة نت .
6- سي إن إن.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.