التقرير الإعلامي الثاني و الثلاثون 2 فبراير/شباط 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الخميس 2 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2769

مجلس الأمن يدعو لتبني المبادرة العربية وموسكو وباريس يرفضان التدخل العسكري بسوريا

* في مؤشر واضح على تدويل الأزمة السورية، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة كاملة خصصها لمناقشة الأوضاع في سوريا، وذلك بعدما طرحت المغرب العضو العربي الوحيد ضمن الدول الأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن تبني المبادرة العربية التي تطالب "بشار الأسد" بتسليم صلاحياته لنائبه من أجل إدارة المرحلة الانتقالية بالبلاد، فيما رفضت روسيا أي تدخل عسكري لحل الأزمة، وكذلك باريس التي تخوفت من حدوث حرب أهلية بالبلاد.  

أولاًـ التطورات السياسية

1ـ موقف النظام السوري:
أـ التأكيد على سيادة واستقلال سوريا:

* السفير السوري بالأمم المتحدة "بشار الجعفري":

ـ الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي، وتشدد على أن سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها خط أحمر.
ـ التحرك العربي نحو مجلس الأمن يلتقي مع مخططات ومصالح الدول غير العربية الهادفة لتدمير سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها لأنها ترفض أن تكون دولة تابعة أو ناقصة السيادة وتصر على استقلالية قرارها.
ـ قرار الجامعة بالذهاب إلى مجلس الأمن التفاف على نجاح مهمة المراقبين العرب ومحاولة للقفز على تقريرهم، لأنه جاء مخالفًا لمخطط بعض الجهات العربية وغير العربية ممن يدعون زيفا الحرص على الدور العربي لحل الأزمة في سوريا.
ـ النزعة الجامحة لدى بعض الدول الغربية للتدخل في شؤون سوريا ليست جديدة أو طارئة، بل هي نهج مستمر ومنتظم منذ اتفاقية "سايكس- بيكو"، وندعو من يسهم في تأجيج الأزمة السورية لمراجعة سياساتهم والكف عن سفك دماء الشعب ودعم الحوار الوطني وبرنامج الإصلاح السياسي.
ـ سوريا وقعت على البروتوكول العربي، وأثبتت التزامها الكامل والدقيق بخطة العمل العربية.
ـ ترفض كذلك أي قرار خارج إطار خطة العمل العربية التي وافقت عليها والبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية، وتعتبر القرار الذي صدر عن اجتماع مجلس الجامعة الأخير انتهاكًا لسيادتها الوطنية وتدخلاً سافرًا في شؤونها الداخلية وخرقًا فاضحًا للأهداف التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية وانتهاكًا للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة.
ـ رئيس الوزراء القطري "حمد بن جاسم"، يتحدث إليكم لإبلاغكم بما قررته الجامعة العربية ضد سوريا، ودون سوريا لا توجد جامعة عربية ولن نسمح لأحد بأن يتخذ قرارًا يمس مستقبلنا بالنيابة عنا أو في غيابنا.
ـ سوريا استقبلت عام 2003 مليوني لاجئ عراقي بعد الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، ولم يساعدنا أحد على مواجهة الأعباء التي شكلها هؤلاء على الاقتصاد، وفي عام 2006 استقبلت ثلث الشعب اللبناني بعد "حرب الصيف" الإسرائيلية على دولتهم.
ب ـ تهريب السلاح عبر لبنان:
* السفير السوري ببيروت "علي عبد الكريم":
ـ أكبر نسبة تهريب سلاح ومسلحين تحصل عبر دولة شقيقة هي لبنان، لأن تهريب أسلحة ومسلحين واستقبال مرتزقة ومنشقين هي أمور ليس فيها نأي بالنفس.
ـ دمشق طلبت عبر القنوات العسكرية أن ينتشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية البقاعية "بلدة عرسال" والشمالية "عكار ووادي خالد"، لمنع اللاجئين من القدوم للبنان نتيجة التطورات الحاصلة على الأراضي السورية ولمنع التهريب والقبض على المنشقين أو الهاربين من الناشطين.
2ـ ردود فعل المعارضة:
أ ـ المطالبة بتنحي "الأسد":

* رئيس المجلس الوطني "برهان غليون":
ـ "يجب أن يرحل "بشار الأسد" قبل أي تفاوض، لأنه لا يمكن أن يشرف "الأسد" قاتل الشعب على الانتقال نحو الديمقراطية".
ـ "مع تسارع وتيرة الهمجية التي تعامل بها النظام السوري مع مدنيين عزل وصلنا الآن لمرحلة يبدو فيها النظام مصرًا على إبادة الشعب السوري بكافة السبل، لأن شعبنا يباد في جريمة إنسانية سيظل العالم كله يتذكرها لعقود مقبلة".
ب ـ سيطرة الجيش الحر على نصف المحافظات:
* قائد "الجيش السوري الحر" العقيد "رياض الأسعد":
ـ العمليات التي يقوم بها "الجيش السوري الحر"، هي "حرب عصابات" ناجحة، حيث أصبح 50% من الأراضي السورية لم تعد تحت سيطرة النظام، من دون أن يعني ذلك وجود إمكانية "للجيش الحر" بالسيطرة الكاملة على أي منطقة.

ج ـ انتقاد الموقف الدولي:
* بيان "المجلس الوطني السوري":
ـ "النظام الأسدي يستخدم الدبابات والأسلحة الثقيلة في قصف الأحياء المدنية، والشعب السوري لن يتراجع عن طريق الثورة مهما عظمت التضحيات".
ـ "النظام السوري صعد من جرائمه بحق المدنيين مستغلاً الغطاء الذي توفره له بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتلكؤ المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الحماية اللازمة للسوريين بكل الوسائل المتاحة".
3ـ التطورات الميدانية:
* بيان المرصد السوري:
ـ قتلت قوات الجيش السوري 25 شخصًا بعد تفجير منازل بعد خروج سكانها منها، ونفذت  القوات السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة رنكوس المحاصرة.
ـ قتل 10 أشخاص معظمهم من النشطاء، واعتقل 200 شخص في ضاحية "حمورية"، وأصيب 15 امرأة وطفلاً في الهجوم.

ثانيًاـ المواقف العربية

* برزت المواقف العربية في جلسة مجلس الأمن عبر كلمتي، رئيس وزراء قطر رئيس الدورة العربية الحالية "حمد بن جاسم"، والأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي".
1ـ قطر:
* رئيس وزراء قطر "حمد بن جاسم":
ـ حماية سيادة سوريا واستقلالها السياسي ووحدة أراضيها وضمان الاستقرار فيها، هو هدفي الأول، رغم دعوتي للتدخل في شؤون سوريا الداخلية وفرض العقوبات الدولية عليها عبر مجلس الأمن.
ـ نتطلع أن يكون لمجلسكم موقف إيجابي واتخاذ إجراءات اقتصادية ووقف الرحلات إلى سوريا، ولا نريد التدخل العسكري، بل الضغط الاقتصادي، ولا نهدف إلى تغيير النظام، بل وضع خارطة طريق واضحة لنقل السلطة في سوريا.
ـ تحقيق آمال الشعب السوري هي من مسؤولية مجلس الأمن بموجب الميثاق بل هي أمانة في أعناق الجميع بحكم مسؤولياتنا الإنسانية.
ـ الحكومة السورية لم تلتزم بتنفيذ تعهداتها تنفيذًا كاملاً وفوريًا بمبادرة الجامعة العربية، واعتمدت في 2 نوفمبر مما حدا بمجلس الجامعة على المستوى الوزاري أن يقرر في 12 نوفمبر 2011 اعتماد جملة من الإجراءات، من بينها:

ـ الحكومة السورية لم تنفذ بنودًا رئيسية من البروتوكول العربي الذي أرسلت على أثره بعثة المراقبين العرب، خاصة تلك التي تتعلق بالتنفيذ الفوري لخطة العمل العربية التي وافقت عليها.
ـ الخطة العربية تشكل خريطة الطريق تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة لمعالجة الأزمة السورية، وتمثل معالجة سياسية ديمقراطية راشدة وتهدف إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة، وهي تنص على:

2ـ الجامعة العربية:
* الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي":
ـ الأمر في سوريا يزداد خطورة وإلحاحًا في ضوء زيادة حدة التدهور الأمني في الأيام الأخيرة واستمرار العنف وتبادل القصف وإطلاق النار.
ـ العرب توجهوا إلى مجلس الأمن على أمل إصدار قرار يطالب جميع الأطراف، وأكرر جميع الأطراف، بوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
ـ الدول العربية تحاول تفادي التدخل الأجنبي في الأزمة السورية.
3ـ الصيغة النهائية لمشروع القرار حول سوريا:
* استمر الخلاف بين أعضاء مجلس الأمن حول العناصر الأساسية في مشروع القرار العربي الغربي الذي قدمه المغرب لمجلس الأمن، حيث مازالت تعترض روسيا على بعد فقرات القانون.
أ ـ مضمون القرار:
ـ الدعم الكامل لمبادرة جامعة الدول العربية المتخذة في ٢٢ يناير والتي قررت تسهيل انتقال سياسي يؤدي إلى نظام ديمقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون السوريون بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو العقائدية من خلال حوار سياسي جدي بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة السورية برعاية جامعة الدول العربية ووفق الإطار الزمني الذي حددته.
ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ـ تسليم الرئيس السوري سلطاته الكاملة إلى نائبه ليتعاون بشكل كامل مع حكومة الوحدة الوطنية لتقويتها لتؤدي واجباتها في المرحلة الانتقالية.
ـ إجراء انتخابات شفافة وحرة برقابة جامعة الدول العربية.
ـ يأخذ مجلس الأمن علماًَ بالقرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية في ٢٧ نوفمبر الماضي ويشجع كل الدول على تبني خطوات مماثلة لها والتعاون التام مع جامعة الدول العربية لتطبيق إجراءاتها.
ـ يقرر مراجعة تطبيق سورية لهذا القرار (بعد تبنيه) خلال ١٥ يومًا وتبني إجراءات إضافية بالتشاور مع جامعة الدول العربية في حال لم تتقيد سوريا به.
ـ يطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريرًا لمجلس الأمن حول تطبيق القرار، لكن المهلة لا تزال محل خلاف، إذ ينص المشروع على أن تكون خلال ١٥ يومًا إلا أن روسيا اعترضت على المهلة.
ب ـ موقف أعضاء مجلس الأمن:
ـ الدول دائمة العضوية: وهي خمس تنقسم إلى:

ـ الدول غير دائمة العضوية:

 

ثالثًاـ المواقف الدولية

1ـ روسيا:
أـ الدفاع عن موقف دمشق:

* المندوب الروسي بالأمم المتحدة "فيتالي تشوركين":
ـ دور المجتمع الدولي في الأزمة السورية يجب ألا يكون تأجيج الصراع أو التدخل من خلال استخدام عقوبات اقتصادية أو قوة عسكرية، بل بتعزيز الحوار بغية أن يكون هناك حل وتسوية تهدف إلى وقف العنف والتأسيس لعملية سياسية سورية شاملة.
ـ روسيا لن تدعم أي قرار فيه عقوبات أو يحول مجلس الأمن إلى أداة تزيد من تأجيج الصراع أو لتبرير أي تدخل أجنبي في المستقبل كما لا يمكن للمجلس أن يفرض أطر التسوية السياسية وهو ليس مفوضًا للقيام بذلك حسب الميثاق.
ـ ينبغي على الأطراف كافة أن تخوض حوارًا بدلاً من أن يكون هناك عمليات تخويف ضد سوريا، ونأمل من المجلس أن يجمع على القضية السورية، لأن هذا ليس ممكنًا فقط ولكنه ضروري.
ـ روسيا زادت من جهودها الدبلوماسية مع سوريا ومع أعضاء من المعارضة والجامعة العربية لضمان التوصل إلى حل للأزمة ووقف العنف، إضافة إلى تقديم معلومات عن الوضع في سوريا.
ـ مأساة العنف لن تنعكس على الشعب السوري فقط، بل ستكون لها تداعيات على دول الجوار إضافة إلى تقويض منطقة استراتيجية هي الشرق الأوسط.
ب ـ رفض تنحي "الاسد":
* وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف":
ـ موسكو لن تطلب من الرئيس السوري "بشار الأسد" الاستقالة، لأنه ليس حليفًا وليس على الآخرين التدخل في شؤون سوريا.
ـ السوريون هم الذين يجب أن يقرروا بأنفسهم كيف تدار بلدهم بلا أي تدخل خارجي.
2ـ الصين:
* السفير الصيني بالأمم المتحدة "لي باو دونغ":
ـ سوريا بلد مهم في الشرق الأوسط واستقرارها يهم المنطقة بأسرها والصين ككل الأعضاء تابعت التطورات فيها على نحو وثيق.
ـ يجب احترام مسعى الشعب السوري للإصلاح ووضع حد للعنف من قبل جميع الأطراف في سوريا ووضع حد لقتل المدنيين الأبرياء، وفي نفس الوقت إطلاق عملية سياسية شاملة تشارك فيها جميع الأطراف دون أي تأخير، إضافة إلى تسريع عملية الإصلاح وتسوية جميع النزاعات بشكل سلمي من خلال المفاوضات، ومن أجل استعادة الاستقرار في سوريا وتمكينها من الانطلاق في عملية التنمية.
ـ سوريا والشعب السوري لديهم من الإمكانيات ما يسمح لهم بتسوية الأزمة والعثور على حل سياسي والانطلاق في مسار يلائم الشعب السوري وبوسع المجتمع الدولي لعب دور بناء في هذا الصدد وتقديم المساعدة من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة من خلال الحوار.
ـ الصين تدعم المقترح الذي تقدمت به روسيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا، ومستعدة للعمل بناء على مواقفها المبدئية والانخراط بشكل بناء مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية للوضع السوري من خلال الحوار السلمي.
3ـ الهند:
* المندوب الهندي بالأمم المتحدة "هارديب سينغ بوري":
ـ سوريا لعبت دورًا تاريخيًا في الشرق الأوسط بموجب موقعها الجغرافي والإستراتيجي وتنوعها ونضج شعبها، والتنمية في سوريا والتطور فيها له تداعيات على المنطقة بأسرها ولذلك فإننا دعونا إلى إجراء عملية سلمية شاملة لمعالجة المظالم المختلفة لكل قطاعات الشعب السوري.
ـ الشعب السوري يطالب ويستحق تمكينه حتى يتسنى له الوصول إلى حل سياسي تقوده سوريا في أجواء تخلو من العنف، لأننا نندد بكل أشكال العنف أيًا كان مرتكبوها ومهما كانت مبرراتهم، كما أننا نندد بكل انتهاكات حقوق الإنسان والحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.
ـ إرسال بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في مختلف أنحاء سوريا كان لها تأثير في تهدئة المواقف ونشعر بخيبة الأمل لتوقف عمل البعثة، وتقرير بعثة المراقبين الذي قدم للجامعة العربية يذكر بوضوح أن هناك عناصر مسلحة في المعارضة وهي أيضا مسؤولة عن عدد من الانتهاكات وأعمال العنف.
ـ استمرار وجود المراقبين كان بإمكانه أن يقلل من مستوى العنف ويقدم صورة أدق للتطورات التي تشهدها البلاد، خاصة أن المراقبين أكدوا أن الكثير من المعلومات الواردة في وسائل الإعلام مبالغ فيها ومضللة.
ـ الجامعة العربية هي منظمة إقليمية مهمة ينبغي أن تقوم بدورها التاريخي اللازم في تأمين الحوار السياسي بين الأطراف في سوريا الذي يعتمد على الإصلاحات السياسية التي أعلنت عنها القيادة السورية من قبل كما يمكن أن يحقق حزمة الإصلاحات الاقتصادية.
ـ المجتمع الدولي بما ذلك مجلس الأمن يجب أن يلعب دورًا بناء في عملية الحوار السياسي بين السوريين وسنتحاور مع أعضاء المجلس حتى يتحدث بصوت موحد للتعجيل بالتوصل لحل لهذه الأزمة.
4 ـ جنوب أفريقيا:
* مندوب جنوب أفريقيا "باسو سانجكو":
ـ يجب تسوية الأوضاع في سورية بشكل سلمي وأن يقود هذه العملية السوريون أنفسهم، وأن تكون خالية من أي تدخل خارجي.
ـ نحن نحث السلطات السورية على إطلاق حوار سياسي شامل مع جميع أطياف الشعب السوري من أجل ضمان الحقوق السياسية للجميع، بما في ذلك حرية التجمع والتعبير كما نشجع المعارضة على المشاركة في هذا الحوار من أجل المحافظة على السلام.
ـ أي حل ينبغي أن يحترم وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وهي كلها مضمونة في ميثاق الجامعة العربية، لأننا نؤمن بأن التسوية يجب أن تتم بتدخل عربي دون أي تدخل خارجي وأجنبي ومن المطلوب أن تتوقف أعمال العنف من جميع الأطراف.
ـ ينبغي التوصل إلى حل استنادًا إلى المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة وحقوق الإنسان، كما ينبغي أن تتم الاستجابة للتطلعات الاقتصادية والاجتماعية للشعب السوري.
5ـ الولايات المتحدة الأمريكية:
أـ تأييد القرار العربي:

* السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "سوزان رايس":
ـ "نحن في مرحلة حساسة، ومن الضرورة الحيوية أن يدعم مجلس الأمن العملية، التي أطلقتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا".
ـ نعتقد أن مشروع القرار هذا جاء في موعده، ولا نجد سببًا قويًا لتمديد المفاوضات، لأن القرار في الأساس إدانة واضحة لما حدث ودعوة للحكومة السورية للامتثال للالتزامات التي أعلنتها للجامعة العربية وهو أمر مهم وأقل ما يجب أن يفعله مجلس الأمن.
ب ـ  توقع سقوط "الأسد":
* رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية "جيمس كلابر":
ـ سقوط نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" "مسألة وقت"، ولا أرى كيف يمكن له أن يستمر بحكمه في سوريا، لأن بقاءه في السلطة "قد يطول" بسبب تشرذم المعارضة.
ـ ما يحدث في سوريا يشكل مصدر قلق كبير لإيران التي تسعي لدعم نظام "الأسد".

* مدير وكالة الاستخبارات "ديفيد بترايوس":
ـ المعارضة السورية تكبر، وتظهر مستوى كبيرًا من المقاومة وتنفذ مستوى متزايدًا من العنف، وتتواجه مع قوات الجيش في ضواحي المدن.
ـ يمكن الظن أنه ستكون هناك قيادة من السنة العرب في البلاد، حيث يشكلون الأغلبية، على عكس الأقلية العلوية التي هي في قلب النظام.
ـ خسارة سوريا كمنصة لوجستية، وخط تواصل نحو لبنان لدعم "حزب الله" ستشكل انتكاسة كبرى بالنسبة لإيران وسعيها لاستخدام الحزب كأداة ضد إسرائيل، لأن الحرس الثوري الإيراني "منخرط بشدة" داخل سوريا للحفاظ على نظام "الأسد".
6ـ ألمانيا:
* وزير الخارجية "جيدو فسترفيليه":
ـ تبني مجلس الأمن الدولي قرارًا يسمح بالضغط على نظام دمشق للتوصل لوقف أعمال العنف، أمر"عاجل".
ـ "يتعين تبني قرار بصورة عاجلة وآمل أن نتمكن من إحراز تقدم في هذا الاتجاه، أو في الأيام المقبلة".
7ـ فرنسا:
* وزير الخارجية "آلان جوبيه":
ـ لست متأكدًا من نتيجة التصويت على المشروع الذي قدمه المغرب، العضو العربي الوحيد في المجلس والذي تبنته الدول الأوروبية فرنسا، بريطانيا، ألمانيا والبرتغال كما يحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية ودول أفريقية وأخرى في المجلس.
ـ الأمور في سوريا تختلف عما حدث في ليبيا، فهناك طوائف متعارضة وأي تدخل خارجي يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية".
ـ نتعهد ببذل كل الجهود الممكنة للوصول إلى وقف العنف في سوريا.

رابعًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ قراءة في الموقف الروسي من الأزمة(2):

ـ أدت الانتفاضات في كل من ليبيا وسوريا إلى دخول جامعة الدول العربية، لمركز الساحة الدبلوماسية بالمنطقة، ودون شك أن دور الجامعة لا يعتبر بذات الأهمية بسبب أن بعض من حكومات أعضائها يعد ممثلاً على شعبه لأول مرة في التاريخ الحديث.
ـ هناك بعض الملكيات السنية تقوم باتخاذ خطوات حيوية وهامة، مثل السعودية التي تقوم بدور هائل في سوريا لصد النفوذ الإيراني بالمنطقة.
ـ يجب على روسيا أن تناقش قضيتين رئيسيتين في ظل استعدادها لاستخدام حق النقض "لفيتو" لمنع التدخل العسكري في سوريا، ومنها:

2ـ البعد الإقليمي للأزمة السورية(3):  
ـ سقوط النظام السوري سيكون له تأثير كبير وأساسي على موازين القوى في المنطقة، لأسباب عدة، منها:

ـ ما يغطي التحرك الإيراني في العراق الآن هو العمل السوري، إلا أن سقوط النظام السوري، رغم أنه أصبح حتميًا، يطرح السؤال حول الوقت الذي قد يستغرقه سقوطه، ومستوى كلفة استمراره في القتل.
ـ ينبغي حدوث تدخل دولي سريع للعمل على ترحيل نظام "الأسد" الذي يرتكب الجرائم ضد شعبه، لينقذ العالم الشعب السوري من الجرائم المرتكبة في كل من لبنان وسوريا والعراق.
(1) نيويورك تايمز، وكالة الأنباء السورية، الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، 1/2/2012.
(2) افتتاحية جارديان، 1 /2/2012.
(3) رندة تقي الدين، الحياة، 1/2/2012.  

الزبداني محررة.. ولكن إلى متى؟

كتبت صحيفة الواشنطن بوست (1/2/2012)، قائلة إن سكان بلدة الزبداني الجبلية الصغيرة نجحوا بطريقة ما في طرد الجيش السوري النظامي، بعد نحو 10 أشهر من الثورة المطالبة بالتغيير. وقالت الصحيفة إن نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" قدم في هذه البلدة أكبر تنازل منذ بداية الحركة الاحتجاجية في مارس الماضي، حيث اضطر أولاً للتفاوض مع وجهاء البلدة، ثم وافق على انسحاب الجيش النظامي من الزبداني، وكذلك من بلدة مضايا المجاورة، تاركاً رقعة من الأرض في أيدي "الجيش السوري الحر". وتابعت الصحيفة بأن هذا الإنجاز الذي تحقق في بلدة الزبداني يعود إلى المعارك التي خاضها  المنشقون، بينما يقول آخرون إن بعثة مراقبي الجامعة العربية ضغطت على الحكومة كي تنسحب. وأضافت الصحيفة أن بلدة الزبداني ليست بأي حال أول مدينة سورية، يستولي عليها السكان والمنشقون، لكنها ربما تكون الوحيدة التي اضطرت الحكومة وقف إطلاق النار فيها، وإعطاء فترة راحة للسكان الذين قالوا إن مدينتهم تعرضت لإطلاق نار يومي، وهجمات بالمدفعية، وغارات لاعتقال الناشطين.
وفي مقال آخر رأت الصحيفة أن العرب والغرب يسعون الى طرح مبادرة ديبلوماسية في الأمم المتحدة من أجل كسر الحائط المسدود في مجلس الأمن في شأن سوريا... ولكن حتى الآن ثمة حظوظ ضعيفة لتراجع روسيا عن موقفها الرافض لإطاحة النظام السوري الذي تعتبره أحد أهم حلفائها في المنطقة. إن هذا الموقف الروسي من شأنه ان يؤدي الى كارثة بالنسبة الى سوريا والى روسيا في آن واحد... ففي رأي المراقبين الأجانب أن نظام الأسد بات محكوماً عليه بالفشل، واذا استمرت روسيا في دعم هذا النظام فان هذا لن يؤدي الى الاضرار بمكانتها في الدول العربية وإنما سيضر بمصالحها داخل سوريا بما في ذلك قاعدتها البحرية ومبيعاتها للسلاح... وما دام النظام السوري يحظى بالدعم الروسي فانه سيظل قادراً على الصمود، لذا على إدارة أوباما ان تضع التعاون مع روسيا في شأن سوريا في طليعة اهتماماتها".
وفي الشأن نفسه، كتبت مجلة الإيكونوميست البريطانية(1/2/2012)، قائلة أنه خلال الأشهر العشرة الأخيرة بدت سوريا كأنها تنزلق على حافة الحرب الأهلية. فالاشتباكات المسلحة والمكامن والمجازر والتفجيرات صارت أمراً يومياً. أما المعارضة التي بدأت سلمية، فقد حملت اليوم السلاح الذي يتدفق من لبنان... وأخذ بعض الأطراف الخارجيين بمن فيهم أمير قطر وعدد من الخبراء الأميركيين يدعون الى التدخل العسكري بحجة أن سفك الدماء في سوريا هو أفظع مما حدث في ليبيا... إن التدخل العسكري لن يؤدي إلى انهاء سريع للنزاع، وليست ثمة خطة عمل له قابلة للتنفيذ. فاقامة منطقة حظر جوي أمر عديم الفائدة لأن الجيش السوري لا يستخدم طيرانه، وانشاء مناطق آمنة قرب  الحدود لحماية المدنيين سيتطلب الدفاع عن هذه المناطق في وجه هجمات الجيش السوري، وضرب مواقع للجيش قد يشكل خياراً لكنه لن يغير الوضع".
وكتبت الصحيفة ليبراسيون الفرنسية(1/2/2012)، ذاكرة أن أسعار الكلاشنيكوف في لبنان قد ارتفعت وباتت تراوح بين 2000 و3000 دولار، والسبب هو الوضع على الجهة الأخرى من الحدود وعسكرة الانتفاضة السورية، الأمر الذي أدى الى زيادة الطلب على السلاح الآتي من لبنان والعراق والأردن وربما أيضاً من تركيا".

روسيا والأزمة السورية في مجلس الأمن

تعتبر صحيفة الاندبندنت (1/2/2012) أن روسيا تلعب دوراً مزدوجاً في سوريا، فمن جهة هي متصلبة في موقفها، جراء الخوف من عدم الاستقرار، الذي يمكن أن ينتج عن سقوط نظام "بشار الأسد"، ومن جهة أخرى هي تخشى التراجع عن مواقفها، حفاظاً على مكانتها الدولية ومواقفها. وتتساءل الصحيفة عما إذا كان المشروع الروسي الداعي إلى حوار بين المعارضة والنظام هو لإنهاء الأزمة، أم لإجهاض قرار أممي يدين سوريا. وتضيف الصحيفة أن غياب المعارضة السورية عن مجلس الأمن يدل على النية الروسية الهادفة إلى إفشال القرار الأممي.

دور خليجي نشط اتجاه الأزمة السورية

قالت صحيفة الجارديان(1/2/2012)، إن الانتفاضات التي شهدتها ليبيا من قبل وتشهدها سوريا حاليا قد قذفت بالجامعة العربية إلى وسط الحلبة الدبلوماسية، حيث أن دول الخليج كالسعودية قد اتخذت خطوات نشطة في الملف السوري، حيث أن السعودية دفعت بنفسها إلى الخطوط الأمامية في هذه الأزمة، وذلك بسحب مواطنيها العاملين في بعثة المراقبة التابعة إلى الجامعة العربية، وترى الصحيفة أن مشروع القرار الذي تقدمت به الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، والداعي إلى تنحى الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم سلطاته إلى نائبه، يمكن أن يحمل في طياته إمكانية عزل روسيا عن عالم عربي يعاد تشكيله. إن على موسكو أن تجيب على سؤالين وهي تعد لاستخدام حق النقض على مشروع القرار العربي في مجلس الأمن، السؤال الأول هو بوصفها المورد الرئيسي للسلاح إلى سوريا، هل تدعم روسيا الطرف الخاسر؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فإن موسكو لن تخسر عقدا بقيمة 550 مليون دولار وقعته مع دمشق لبيع طائرة تدريب فحسب، بل ستخسر كذلك القاعدة الوحيدة التي تملكها خارج الإتحاد السوفيتي السابق. وترى الصحيفة أن السؤال الثاني أكثر الحاحا، وهو: هل موسكو مقبلة على فقدان آخر حليف لها في عالم عربي يتجه نحو الديمقراطية.

تعثر الحلول الدبلوماسية للأزمة السورية

قالت صحيفة النيويورك تايمز (1/2/2012) إن الحلول الدبلوماسية للأزمة السورية تواجه مصاعب كبيرة في مجلس الأمن. وتلاحظ الصحيفة من التصريحات الروسية الأخيرة في مجلس الأمن، أن موسكو تنأى بنفسها عن شخص الرئيس السوري، في محاولة لتحويل الأنظار عن بعض الاتهامات، التي تطال موسكو، وتحملها المسئولية عن ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في سوريا. وترى الصحيفة أن النقاش حول سوريا في مجلس الأمن يعكس النقاشات العميقة بين الدول التي تريد استخدام مجلس الأمن لمواجهة الحكومات التي تسيء معاملة المدنيين، وبين الدول التي لا تريد التدخل في نزاعات البلدان الداخلية وفق الصحيفة.

لعبة "لي الذراع" بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن

تصدر الملف السوري معظم الصحف العربية اليوم، في ظل المواجهة العربية الروسية في مجلس الأمن، حيث يرى "سركيس نعوم" في صحيفة الأخبار اللبنانية(1/2/2012) أن ما يصفه بـ"لعبة لي الذراع" بين روسيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن هي انعكاس لتناقض مواقف ومصالح البلدين تجاه الأزمة السورية. ويقول الكاتب أن كلا البلدين لا يرغبان في التراجع في هذه الفترة عن مواقفهما تجاه الأزمة، خاصة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، الذي يتحضر للانتخابات الرئاسية القادمة. ويخلص الكاتب أن روسيا تشكل مصدر قلق للولايات المتحدة، وبالتالي هي في محاولة مستمرة لتقويم الموقف الروسي من الأزمة السورية، بينما تركز موسكو فقط على الدفاع عن مصالحها فقط في المنطقة.

هاكر سعودي يخترق البريد الاكتروني للرئيس السوري

ذكرت صحيفة السياسة الكويتية (1/2/2012) أن قرصان انترنت "هاكر" سعودي يسمى "سلمان العنزي" تمكن من اختراق البريد الإلكتروني (الإيميل) الخاص بالرئيس السوري "بشار الأسد"، كما نجح أيضاً في اختراق وزارات سورية مهمة. ونقلت الصحيفة عن جريدة المدينة السعودية  أن الهاكر هدد الأسد بنشر فضائحه وفضائح معاونيه ودعم إيران له، وصورا من بريد "الأسد" السري. وأضافت الصحيفة أن "الهاكر" منح "الأسد" مهلة لتنفيذ شروطه وإلا قام بتنفيذ تهديده، وأن حجم هذه الفضائح يقدر بـ4 غيغا بايت من المعلومات الإلكترونية.

المجتمع الدولي يوضع أمام مسؤولياته إزاء الأزمة السورية

قالت صحيفة الحياة اللندنية(1/2/2012)، أن استمرار تداعيات الأزمة السورية فرضت نفسها على الواقع السياسي اللبناني مع تزايد عدد اللاجئين السوريين على الأراضي اللبناني في مناطق الشمال، وتحديداً عكار والبقاعين الشمالي والأوسط، في وقت رأى السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي أن أكبر نسبة تهريب سلاح ومسلحين تحصل عبر لبنان، معتبراً أن تهريب أسلحة ومسلحين واستقبال مرتزقة ومنشقين هي أمور ليس فيها نأي بالنفس، في إشارة منه الى سياسة الحكومة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، وجاء موقف السفير السوري في ظل معلومات عن أن دمشق طلبت عبر القنوات العسكرية أن ينتشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية البقاعية (بلدة عرسال) والشمالية (عكار ووادي خالد)، لمنع اللاجئين من القدوم الى لبنان نتيجة التطورات الحاصلة على الأراضي السورية ولمنع التهريب والقبض على المنشقين أو الهاربين من الناشطين.
وقالت صحيفة الشرق القطرية(1/2/2012)، أن المجتمع الدولي وضع أمام مسؤولياته التاريخية والإنسانية بضرورة دعم القرار العربي الهادف إلى وقف حمام الدم الجاري في سوريا، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح السوريين المستهدفين بآلة القتل، التي بدل أن تتراجع في ضوء المساعي العربية والضغوط الدولية تصاعدت وتيرتها في الأيام الأخيرة مضاعفة عدد القتلى والمعتقلين.. فقد كان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية دقيقاً في نقل معاناة الشعب السوري إلى مجلس الأمن في جلسته البارحة، ربما تكون جلسة مجلس الأمن الدولي من أبرز محطات معالجة الأزمة السورية، إذ وضعت النقاط على الحروف بشأن العديد من النقاط التي طالما غالط النظام السوري الرأي العام العربي والدولي بشأنها، فالجامعة العربية ممثلة برئيسة دورتها الحالية، قطر، وأمينها العام لا تسعى إلى تغيير النظام السوري، كما لا تسعى إلى فرض تدخل عسكري دولي لتغيير المعادلة على الأرض، بل تسعى لفعل جاد يكثف الضغط على هذا النظام الذي اعتاد المماطلة والمراوغة من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية من جهة، وتوحيد المواقف السياسية في التعامل معه في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية نزيهة تهيئ لانتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف عربي ودولي.
وفي صحيفة الشرق الأوسط رأى طارق الحميد(1/2/2012)، أن هناك تقارير وشواهد كثيرة على سقوط حكم بشار الأسد، حيث اعتبره البعض أمرا حتميا. وآخر من صرح بذلك الأميركيون، وعلى أكثر من مستوى، فالبيت الأبيض يرى أن سقوط الأسد أمر لا مفر منه، وأن قواته باتت تفقد السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد. وربما تفاجأ المتابعون بحجم المعلومات التي توافرت مؤخرا عن مواقع الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات الأسدية حول العاصمة دمشق، ومنها ما هو قريب حتى من القصر الرئاسي. وكم كان مفاجئا للبعض البث المباشر لقناة العربية أمس لتفجير أنبوب النفط في حمص، بل والبث المطول لعمليات إطلاق النار في بابا عمرو، ومن خلال كاميرات تلفزيونية احترافية، مما يوحي فعلا بأن النظام الأسدي بات فاقدا للسيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا. ولا بد من التنبه هنا إلى أنه مع دخول حلب إلى معترك الثورة يبدو نصف سوريا، تقريبا، خارج نطاق سيطرة الأسد.
وانتقدت صحيفة القدس العربي (1/2/2012) ممارسات النظام "الوحشية" تجاه المتظاهرين، لكنها انتقدت في الوقت ذاته ممارسات "الجيش السوري الحر"، لأنه –وفق الصحيفة- يوفر للنظام الحجج والذرائع لاستخدام حلوله الأمنية. وتقول الصحيفة إن تصريح "رياض الأسعد" قائد "الجيش السوري الحر"، والذي وصف فيه عمليات مقاتليه ضد النظام بأنها "حرب عصابات"، ينفي الطابع السلمي للانتفاضة السورية. وترى الصحيفة أن مشكلة المعارضة السورية هي أنها ترفض الانتقاد وتعتبره ضدها، لكنها لابد لها من تأخذ من الرأي والرأي الآخر، كي تكسب من الخبرة –وفق الصحيفة- ما يؤهلها لمواكبة التغيير الديمقراطي.
ويكتب "جهاد محيسن" في صحيفة الغد الأردنية(1/2/2012)، أن أحداث الشرق الأوسط، بدأت تقلق الإدارة الأمريكية، قائلاً إن تقرير أمريكي سري تناول موضوع الشرق الأوسط -تم تسريبه- يدعو إلى بناء تحالف هندي إسرائيلي يمنع أي تحرك ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، ويهتم بالصراع العربي الإسرائيلي. ويتضمن التقرير أيضاً مخاوف واشنطن من سقوط اتفاقات السلام بين العرب وإسرائيل، ومن بينها اتفاقية كامب دافيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهذا ما سيؤدي إلى حرب عربية إسرائيلية، تكون مصر طرفاً فيها.


 

 


https://islamicsham.org