التقرير الإعلامي الواحد و الثلاثون 1 فبراير/شباط 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأربعاء 1 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2680

الأزمة السورية بين الأقلمة والتدويل.. رؤى الكتاب والمفكرين

* تراوح الأزمة السورية بين النظام والمحتجين المطالبين برحيل الرئيس "بشار الأسد" ونظامه الذي لا يتواني قط عن قتل هؤلاء المتظاهرين من أبناء الشعب بين الأقلمة والتدويل، ففي حين يرفض النظام والجامعة العربية تدويل الأزمة خوفًا من تكرار المشهد الليبي، يؤيد المعارضين بشدة هذا السيناريو لإسقاط النظام الذي لم يقتضي بالرؤساء الذين تمت إطاحتهم، وفي هذا السياق قيم الكتاب والمفكرين تلك الأزمة على النحو التالي: 

أولاًـ قراءة في سيناريوهات تعامل الأمم المتحدة مع الأزمة السورية(1)

ـ دخل السجال الدولي حول الأزمة السياسية في سوريا مرحلة جديدة بعد تقديم مشروع قرار بشأنها إلى مجلس الأمن الدولي يوم 27/1/2012 أدته بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ويستند إلى خطة التسوية العربية التي تنص على نقل السلطة من الرئيس "بشار الأسد" إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ـ يبدو أن العقبة الرئيسية التي تواجه هذا المشروع هي الموقف الذي عبرت عنه روسيا وأكدت فيه ثلاثة خطوط حمر:

ـ هذه اللاءات الروسية الثلاث التي أشار إليها سفيرها لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم 27/1 تصطدم بموقف أوروبي ـ أمريكي يرى ضرورة التحرك السريع للتعامل مع الوضع في سوريا، وأن خطة التسوية العربية هي السبيل الوحيد لتجنب الأسوأ على الساحة السورية، ومن ثم فإنه من المتوقع أن تشهد أروقة مجلس الأمن الدولي سجالات ومباحثات قوية خلال الفترة المقبلة حول مشروع القرار، خاصة أن الموقف الروسي مدعوم من قبل الصين التي انضمت إلى روسيا في شهر أكتوبر 2011 في رفض مشروع قرار في المجلس كان يدين تعامل النظام السوري مع حركة الاحتجاجات ضده.
ـ السؤال الذي يمكنه طرحه هنا هو: في ظل هذا التشدد الروسي البادي بوضوح في خطاب موسكو السياسي، ما السيناريوهات المتوقعة لمسار الأزمة السورية في الأمم المتحدة خلال الفترة المقبلة؟ هي:
(السيناريو الأول) أن يصدر قرار من مجلس الأمن يأخذ في اعتباره التحفظات الروسية، لكنه يوجه انتقادًا إلى السلطات السورية وربما يمنحها مهلة زمنية لتغيير سياساتها قبل الإقدام على إجراءات عقابية، أي أن يكون شبيهًا بالقرار الذي رفضته موسكو وبكين في أكتوبر2010،   لكن هذا يتوقف على أمرين الأول صمود موسكو وبكين في موقفهما الرافض مشروع القرار بصيغته الحالية الثاني طبيعة التطور على الساحة السورية، حيث يحتاج هذا السيناريو إلى حدوث بعض التهدئة وعدم التصعيد.
(السيناريو الثاني) قرار دولي يتبنى بعض العقوبات لكن دون الإشارة إلى تنحي "بشار الأسد"، وهذا سيمثل حلاً وسطًا بين ما تطالب به روسيا وما هو موجود في مشروع القرار المطروح للنقاش، إلا أن هذا يتوقف على مدى استعداد الغرب والجامعة العربية لإحداث تغيير في مشروع القرار، ومن ثم الخطة العربية للتسوية.
(السيناريو الثالث) حدوث تغير في موقف روسيا من الأزمة، ومن ثم يتم إصدار قرار أممي بتبني خطة التسوية العربية كاملة دون تغيير لكن مع تأكيد استبعاد اللجوء إلى العمل العسكري في التعامل مع الأزمة، حيث تتخوف موسكو من أن يكون صدور قرار من مجلس الأمن مقدمة للانتقال إلى مرحلة أخرى هي مرحلة التدخل العسكري.
ـ الخلاصة: أيًا ما كان السيناريو الذي سيحدث، فإن مستقبل التعامل مع الأزمة السورية من قبل مجلس الأمن سيتوقف بشكل كبير على تطور الأوضاع الميدانية على الأرض في سوريا من ناحية وطبيعة الموقف العربي من ناحية أخرى، ومن الواضح في ظل إقدام الجامعة العربية على سحب مراقبيها من سوريا أن هناك غضبًا عربيًا يتصاعد تجاه إدارة نظام "الأسد" الأزمة.

ثانيًاـ لماذا يتمسك "الأسد" الآن بالمراقبين العرب؟(2)

* ما يثير الدهشة في الأزمة السورية الآن هو إدانة الرئيس السوري قرار الجامعة العربية تعليق مهمة وفد المراقبين العرب، تلك المهمة التي سبق له أن ماطل في الموافقة عليها؛ حيث لم يوقع على البروتوكول العربي إلا متأخرًا، لرؤيته الخاصة أن ذلك يعني تدخلاً في السيادة السورية التي لا طالما يحافظ عليها النظام السوري طيلة فترة حكم الرئيس، ورغم ذلك يتمسك ذات الرئيس بوفد الجامعة في الوقت التي أعلنت فيه الجامعة العربية تعليق مهمته، ولكن لذلك يبدو في الأفق أسبابًا دفعته إلى التمسك بالوفد العربي، هي:
ـ بقاء المراقبين يوفر غطاءً شرعيًا لكافة الجرائم التي ارتكبها النظام السوري خلال عملية التصعيد الأمني الأخيرة ضد المتظاهرين العزل، لذا تجد اليوم أن النظام الأسدي هو المتمسك بوفد المراقبين العرب، وليس المعارضة السورية.
ـ رؤية النظام الأسدي في وجود المراقبين العرب غطاءً من نوع آخر له من شأنه أن يعزز الموقف الروسي المدافع عنه، ليقال إن النظام الأسدي لا يزال يلتزم بقرارات الجامعة العربية.
ـ مخاوف النظام من تدويل الأزمة وما ستؤول إليه الأوضاع في الدولة السورية من لربما اعتقال رموز النظام وتدمير للبنية التحتية (ليبيا نموذجًا)، فشعور النظام الأسدي بخطورة المقبل، وتحديدًا ما سوف يتم بمجلس الأمن. وبالتالي فإنه، أي النظام الأسدي، يطمح إلى فرض حل أمني سريع على الأرض، وتحت غطاء وفد المراقبين العرب.
ـ العقيدة السورية في اتباع هذا التكنيك، فهذا الأسلوب ليس بجديد على النظام "الأسدي"، بل هو نهجه طوال السنوات العشر الماضية، سواء بلبنان، أو العراق، وقبلهما في سوريا نفسها؛ فنظام "بشار الأسد" يجيد إطلاق الوعود والتهرب منها، مثلما أنه تميز بقبول كل مبادرة، أيًا ما كانت ظروفها، ثم يقوم بتفريغها من مضمونها، وجعلها شكلية بلا جدوى.

ثالثًاـ الدعم الروسي والتراجع الصيني عن دعم الرئيس السوري(3)

1ـ أسباب الدعم الروسي للأزمة السورية:
* ما يلفت النظر في الأزمة السورية و الدعم الروسي لها هي إن سوريا تسير وراء ذلك الدعم دون النظر بعيدًا إلى الأسباب الحقيقية التي دفعت روسيا الوقوف بجانبها، ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها:
ـ روسيا تريد إعادة نفوذها الذي كاد أن يختفي بسبب الامتداد الدائم للنفوذ الأمريكي على حساب الروسي و سيطرة الغرب على مناطق نفوذها القديمة، ولا يهم ذلك روسيا ما يرتكبه نظام بشار بحق شعبه من مجازر صارت تلامس رقم المائة ضحية يوميا وإن ذلك يعتبر نوع من "الانتحار السياسي".
ـ رغبة روسيا التشفي بسبب السيطرة الأمريكية التي تنتقص من أطرافه في أوروبا الشرقية وأفغانستان والعراق وبقية الدول العربية ليبيا واليمن الجنوبي والصومال، إلا أن التشفي على حساب الشعوب المقهورة ولحساب أنظمة آيلة للسقوط الحتمي سيقدم أية مصلحة لروسيا خاصة إن روسيا كررت تلك العملية مع العديد من الديكتاتوريات العربية التي سقطت الواحدة تلو الآخرة، لكن تلك العملية ألت بالفشل.
ـ التطورات الكبيرة على صعيد الأزمة السورية التي تشير إلى حتمية سقوط نظام "بشار"، بالإضافة إلى تأثر السياسة الخارجية الروسية سلبًا على الصعيد الدولي بسبب موقفها المتصلب في تأييد نظام دموي وحشي، كل هذا وغيره لم يحدث تغييرًا في الموقف الروسي.
2ـ أسباب التراجع الصيني عن الدعم السوري:
* إن الصين مثل روسيا لا تريد السيطرة الأمريكية على مناطق النفوذ فوقفت ضد القرار الأخير لمجلس الأمن الذي كان سيدين نظام بشار، لكنها بدأت تراجع مواقفها للأسباب الآتية:
ـ الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب ما أسفر عن مقتل أكثر من 7 آلاف قتيل حتى الآن.
ـ ظهور علامات سقوط النظام، مثل تصاعد وتيرة الانشقاقات في الجيش السوري وانضمامهم للجيش السوري الحر الذي بدأ يحكم سيطرته على عدد من المناطق السورية.
ـ  الموقف الحازم الذي اتخذته الدول العربية بقيادة السعودية بسحب بعثة المراقبين العرب من سوريا.

رابعًاـ حلول مقترحة لحل الأزمة السورية(4)

* كشفت الوقائع عن أن الجامعة العربية أثبتت فشلها في حل الأزمة السورية والعجز عن التعامل مع أشد وأقهر النظم العربية، إلا أن هناك عددًا من الحلول المقترحة لحل تلك الأزمة:
ـ إرسال قوات عربية إلى سوريا، إلا أن ذلك لن ينفذ ولن يتم إرسال جنديًا حتى الآن، كما أن التدخل الدولي لن يكون سهلاً مثل ليبيا؛ لأن هناك قوى إقليمية ودولية ستحاربه، من إسرائيل إلى إيران وروسيا وغيرها.
ـ  دعم الشعب السوري علانية ليقول كلمته ويقرر مصيره بنفسه.
ـ ضرورة قيام الجامعة العربية بتعليق عضوية النظام في الجامعة، حيث إن حجم القتل والدمار الذي ترتكبه قوات النظام يفرض عليها القيام بذلك، إلا أن ذلك القرار اتخذ وتم تأجيله عندما كان عدد ضحايا النظام ألفًا ومائتين، وتراجعت الجامعة عنه عندما بلغ عدد ضحايا النظام ستة آلاف غالبيتهم عزل مدنيون.
ـ أنه بتوافر الدعم الأخلاقي من الجامعة العربية، ودول العالم المتعاطفة مع الشعب، سيتمكن السوريون من إسقاط النظام.
ـ ضرورة قيام الجامعة العربية صراحة بإقصاء النظام والسماح بدعم الشعب السوري، وهذا سيدفع القوى المحيطة بالنظام، من علوية ومسيحية وسنية، للتخلي عنه.
(1) نشرة أخبار الساعة، العدد (4768)، 29/1/2012.
(2) طارق الحميد، الشرق الأوسط، 30/1/2012.
(3) حمد الماجد، الشرق الأوسط،30/1/2012
(4) عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط، 30/1/2012.

اشتداد المعارك بين القوات السورية و"الجيش السوري الحر"

تحدثت الدايلي تلغراف (31/1/21012) عن شريط فيديو نشر على الانترنت يظهر دبابة مدمرة بمنطقة الرستن في  محافظة حمص يظهر أنه تم استهدافها من قبل مجموعة الجنود المنشقين، المكونة لما يعرف بـ"الجيش السوري الحر". وتقول الصحيفة أنه رغم عدم التمكن من التأكد بصورة مستقلة من مصداقية الفيديو المنشور، لكن التطور يتزامن مع تصعيد القوات السورية الموالية للرئيس، "بشار الأسد"، لحملاتها العسكرية في محاولة لاسترداد منطقة تبعد أقل من ثمانية كيلومترات من قلب مدينة حمص سيطر عليها الجنود المنشقون. وذكرت الصحيفة أن هذا التصعيد الميداني يتزامن مع اتهامات تواجهها روسيا في مجلس الأمن الدولي بالتغطية على "حملة القمع الوحشية" للنظام السوري، بمحاولة منع قرار يطالب الأسد بالتخلي عن السلطة، وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني، إنه ما من عذر يبرر محاولات موسكو الوقوف بوجه تحرك الأمم المتحدة.

سوريا.. بين مجلس الأمن و"معركة دمشق"

تناولت صحيفة الشرق الأوسط (31/1/21012) الشأن السوري، قائلة إن السعودية قد أبدت أسفها على تواصل العنف في سوريا، وشددت على تلبية مطالب وتطلعات الشعب السوري، بينما تخوفت إيران من فراغ في السلطة، حال رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد".  وقالت الصحيفة إنه بينما يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة حاسمة لبحث قرار عربي - غربي مشترك يدعو إلى إنهاء العنف في سوريا، ويدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم السلطة لنائبه، من أجل تشكيل حكومة وحدة والإعداد للانتخابات، أكد "الجيش السوري الحر" أنه يستعد لمعركة دمشق، فيما حذر ناشطون من مجازر ترتكبها قوات النظام في بعض ضواحي دمشق التي شنت حملة قوية أمس لاستعادتها من الجيش السوري الحر.
وتابعت الصحيفة أن حضور وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" جلسة مجلس الأمن، هو دلالة على أهمية هذه الاجتماع، الذي يشارك وزيرا الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه"، والبريطاني "ويليام" هيغ في الاجتماع، وذلك في محاولة لإقناع المجلس بدعم خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، بينما سيتغيب وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف".

سوريا بين قرارات مرتقبة لمجلس الأمن ونضالٍ مستمر

قال صحيفة الشرق الأوسط(31/1/21012)، أنه بعد جلسة تمهيدية سرية في الأسبوع الماضي، بدأ مجلس الأمن أمس جلسة رسمية لمناقشة مشروع القرار العربي الغربي حول سوريا، بينما سيتم اليوم الاستماع إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ورئيس اللجنة الوزارية المعنية بالملف السوري في الجامعة العربية، ويتوقع أن يصوت المجلس على مشروع القرار غدا، وسط أخبار بأن الوفود العربية والغربية مستعدة لإجراء تعديلات في المشروع لكسب تأييد روسيا والصين المعارضتين للمشروع.
وفي الشأن نفسه، قالت صحيفة الوطن القطرية(31/1/21012)، أن أنظار العالم تتجه إلى مجلس الأمن الدولي الذي يبدأ اليوم اجتماعا مفصليا هاما من المفترض أن يؤدي إلى قرارات حاسمة تقود إلى وقف المجازر الرهيبة التي يتعرض لها الشعب السوري على يد كتائب عسكرية وأمنية مهمتها حماية النظام. لقد سمعنا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تحث الأمم المتحدة على التحرك لوقف العنف في سوريا، عشية هذا الاجتماع الذي ستشارك فيه إلى جانب عدد من نظرائها، معتبرة أن هذا السلوك للنظام في سوريا يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين، وأكدت على إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات تصاعد الهجمات العنيفة والدموية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، وهذا على خلاف ما قاله نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي ذكر ان بلاده لن تدعم قرار مجلس الأمن المقترح، وإذا ما انتهت اجتماعات المجلس إلى فيتو روسي، فإن على المجتمع الدولي عدم الوقوف مكتوف الأيدي حيال ما يتعرض له الشعب السوري من عمليات قتل تصل إلى درجة الإبادة، وهذا يستدعي قرارات حاسمة وحازمة من أجل إنقاذ السوريين ووقف المجزرة التي تشهدها سوريا الآن.
بينما عنونت صحيفة الشرق القطرية(31/1/21012)، الأمر بنهاية الاستبداد، فالرحيل هو النتيجة الحتمية لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي استنفد كل فرص حل الأزمة السورية سلميا ولم يستجب للمبادرة العربية لحماية المدنيين وإنهاء العنف. وبوصول ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن يكون العالم بأسره أمام مسؤولية تاريخية لوقف سفك الدماء وقتل الأبرياء. إن النتيجة الحتمية أن ينهض مجلس الأمن بواجبه ويتحمل مسؤولياته بعد أن باتت الأزمة السورية مهدداً للأمن والسلم الدوليين، ووبات العنف الممنهج مستمراً بما يقود الى حرب اهلية. وتحظى المبادرة العربية بتأييد 10 أعضاء في مجلس الامن متخطية بذلك التسعة اصوات، النصاب المطلوب لطرحها للتصويت، وهذا مؤشر على ان قرارات جريئة وملزمة ستصدر لوقف قتل المدنيين المستمر منذ 10 أشهر.
تدخل مجلس الامن بات ملحا، بما في ذلك استخدام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، لمواجهة اي حالة تهدد الاستقرار.
وختاماً، قالت صحيفة الوطن السعودية(31/1/21012)، أنه ولأول مرة في تاريخ الجامعة العربية يكون هناك شبه إجماع على الخوض في ملف شائك ومعقد، كالملف السوري. فالخطورة التي يستشعرها العرب كبيرة وخطيرة، والحلول ستكون جذرية، فإما أن تنجح المبادرة العربية التي صاغتها الجامعة، وإما أن تتجه الأمور إلى ما هو أسوأ بكثير، أقلها الذهاب إلى التدويل، أو إلى حرب أهلية.

إفراج مرتقب عن اثنين من الرهائن الإيرانيين في سوريا

نوهت صحيفة الوفاق الإيرانية(31/1/21012)، إلى أن سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا (محمدرضا رئوف شيباني)، أشار إلى خطف الزوار الإيرانيين في هذا البلد وتوقع بأن يتم قريباً الإفراج عن اثنين من الرهائن الإيرانيين. وأكد على أن كتائب الفاروق لاتزال تحتجز 5 من الرهائن الإيرانيين دون أي دليل أو سبب. وأن الخاطفين أعلنوا أنهم سيفرجون عن اثنين من رهائنهم فيما يبقي 5 آخرون رهائن لديهم دون أي مبرر. وأشارت الصحيفة إلى قضية خطف 7 مهندسين ايرانيين في مدينة حمص السورية، وقالت، إن هؤلاء المهندسين كانوا من العناصر النشطة في محطات هذه المدينة حيث تم خطفهم لدى عودتهم، لذا فالجهود قائمة على للإفراج عن باقي المهندسين الذين لا يزالون في سورية، وختمت مذكرة إلى أنه يشار إلى أن مجموعة منشقة عن الجيش السوري أعلنت مسؤوليتها عن خطف هؤلاء المهندسين.

طهران تريد نظاما ضعيفا في دمشق لتكرس هيمنتها على سورية

(يديعوت 27/1/2012): في ظهر يوم الاثنين شوهدت قافلة سيارات قرب واحدة من محطات الحدود بين ايران والعراق. وقد انتظر الرجال الذين غادروا السيارات وهم تجار ورجال اعمال من طهران، في نفاد صبر الصرافين من بغداد الذين سافروا ساعات طويلة، كل قافلة من اتجاه للاتجار بالدولارات. وتبادلت الأيدي الأوراق النقدية بسرعة، رزما خضراء مقابل أكوام من مئات ملايين الريالات وهي العملة الايرانية التي سجلت انخفاضا بلغ 40 في المائة في أعقاب اعلان العقوبات الاقتصادية الدولية التي ستحظر شراء النفط الايراني وكل نشاط مع البنك المركزي الايراني.
وهبطت مجموعة اخرى من رجال الاعمال الايرانيين في الوقت نفسه في مطار دبي لاستبدال الدولارات بالقطع النقدية الذهبية قبل ان يبدأ مندوبو السلطة اجراء تفتيشات متشددة على الحمولة الشخصية للمسافرين الى الخارج.
'العقوبات الاقتصادية لن تؤثر فينا'، أعلن محمود احمدي نجاد، لكن كثيرين في ايران لا يجوز عليهم تصريح رئيسهم لتهدئة نفوسهم ولا ما جاء بعده: 'أدعو مواطني ايران الى عدم القلق اعتمدوا على النظام، فعندنا كل ما نحتاج اليه. ان العزل والحروب التي يجرونها علينا لن تُخضعنا'.
ان زهراب دواري، وهو متزوج وأب لاربعة يعمل في مصنع أدوية قرب طهران، قلق ايضا. 'لا يهمني سعر الدولار ولا تهمني القطع الذهبية'، قال دواري في مقابلة هاتفية، 'لم يكن لي قط مال يزيد على الحاجة ولم أسافر قط الى الخارج مع العائلة، لكنني أخاف الآن ألا يكون عندي ما أُطعم به الاولاد. فالأجر ينفد بسبب التضخم بعد اسبوعين، ولا يوجد مال حتى من اجل المعاطف الشتوية، وأنا أدعو الله ألا يمرض أحد بسبب الأسعار المرتفعة جدا للادوية المستوردة'.
منصور هو 'خريج مع لقب أول من جامعة طهران في الثلاثين من عمره، وهو عاطل منذ ستة اشهر'. ويسأل: 'لماذا يصمت احمدي نجاد الآن وهو الذي لديه دائما ما يقوله عن كل شيء؟ بدل ان يوضح لنا كيف تستعد السلطة لمواجهة العقوبات الاقتصادية، يهدد العالم كله ويتجاهل 80 مليون مواطن هو مسؤول عن تدبير عيشهم. وأنا لا أصدق وعوده بأن العقوبات الاقتصادية لن يكون لها تأثير فينا. أريد ان أعلم كيف ينوون حماية المواطن الصغير'.
'أنظروا'، يتابع منصور في المقابلة الصحافية مع محقق موقع الأخبار 'في داخل ايران'، حيث يجري جالون حوارا موجها مع مواطنين قلقين مع التزام ألا يُكشف عن هويتهم. 'أصبح يوجد الآن ارتفاع مجنون في أسعار المنتوجات الأساسية. وقد افتتح أصحاب المجمعات التجارية نوافذ خلفية يبيعون عن طريقها الغذاء في السوق السوداء. وتُذكرني هستيريا جمع الحاجات بالحكايات عن السنين الثماني السيئة من الحرب الايرانية العراقية. كنا آنذاك على شفا جوع، وانهارت المستشفيات وتم تعطيل خدمات الرفاه وأدارت السلطة ظهرها لنا'.
ان الحظر الشامل على شراء نفط ومنتوجاته من ايران والذي اتخذ في يوم الاثنين بواسطة السبعة والعشرين عضوا من الاتحاد الاوروبي واغلاق التجارة مع البنوك الكبيرة يتوقع ان يدخلا حيز التنفيذ بعد ستة اشهر فقط، لكن تأثيرهما أصبح ملحوظا الآن. والحديث عن معادلة اقتصادية غير معقدة، فانه بسبب الاصرار الايراني على الاستمرار على البرنامج الذري وحيل التضليل استقر الرأي في بروكسل على الأخذ باجراء مؤلم قد يُخرج الجماهير لمظاهرات غاضبة في الشوارع.
ان الحركة الخضراء الشعبية التي احتجت قبل خمس سنين على التزييف في المعركة الانتخابية انطوت في الحقيقة بسبب القبضة الحديدية ونزل قادتها للعمل السري أو أنهم معتقلون اعتقالا اداريا، لكن علامات الغليان والعصبية تطفو من جديد. 'ان من يمضي الآن في قطيعة نفط كاملة مع ايران'، يُبين المحلل الايراني الجالي أمير تباري، 'من المؤكد انه يأخذ في حسابه ان الشباب العاطلين وطلاب الجامعات في ايران الذين ليس لهم ما يخسرونه قد أصبحوا يفكرون في جولة ثالثة في جهد للتخلص من حكم آيات الله'.
لكن البروفيسور والي نصار، وهو مختص بايران من واشنطن، يشارك في مباحثات تجري في واشنطن وفي تخطيط سيناريوهات لحال ضربة عسكرية أو تشديد العقوبات الاقتصادية، ويعرض ملاحظة تحذير. 'لا شك في ان قطيعة النفط والذعر الذي سيطر على الشوارع يُضعفان نظام آيات الله'، يقول، 'لكنه كلما زادت القطيعة مع العالم وبلغ النقص من المنتوجات الاستهلاكية كل بيت فان نظام الحكم قد يتخذ خطوات حادة ويُعجل البرنامج الذري خاصة.
'بحسب المعلومات المعروفة فانهم بعيدون سنة تقريبا عن اكمال المشروع. فاذا دفعوهم الى الزاوية فانهم قد يعرضون العالم لمفاجآت سيئة لا يمكن التراجع عنها'.
لا يمكن في هذه الاثناء تقدير مقدار الأضرار باقتصاد ايران، اذا نفذت العقوبات الاقتصادية تنفيذا كاملا من غير تجاوزات ومن غير صفقات من تحت الطاولة. لقد أصبحوا الآن يبحثون عن حلول بديلة عن النفط الايراني لليونان وايطاليا. والتزمت السعودية ان تُكمل الكميات الناقصة وأرسلت امارات الخليج ايضا اشارات عن انضمامها الى الصفقات الجديدة، لكن طهران تهدد قائلة: سنمنع مرور حاملات النفط من مضيق هرمز، وأضافوا أمس تهديدا جديدا: قبل ان تكفوا عن الشراء منا سنكف عن بيعكم ونوجه النفط الى الشرق الاقصى، الى الصين واليابان وكوريا. نيجار روحي، وهو ذو لقب ثان في علم السياسة، يعمل في طهران أديبا ومحللا لكنه يعتاش أساسا على ترجمة طلبات رخص دخول ايرانيين الى دول المجموعة الاوروبية. 'أنا مثقل بأكوام الوثائق'، يقول. 'في كل يوم ينقض علي عشرات الشباب الذين يريدون مغادرة ايران ويقولون لي: نحن نتكل عليك لتجد لنا عنوانا جديدا. ليس مهما أين فالشيء الأساسي هو الهرب من ايران'.
يشعر روحي بأن السلطة تراقبه، وفي كل لحظة قد يطرق ناس حرس الثورة باب بيته ويصادرون أوراقه ويرسلونه الى سجن إيفين الى قسم السجناء السياسيين. 'أعلم أنني مستهدف وأنا أخاف لكن لا مفر لي. هذه الموجة الجديدة من الشباب العاطلين اليائسين الذين يبحثون عن سبيل للهرب من ايران يجب ان تقلق السلطة. لكنها مقطوعة عن الشارع ولا يهمها ان يدفع المواطن الصغير عن تصرف القيادة العليا المستكبر'.
ان الأحكام الشديدة الجديدة التي أوقعتها طهران بالخارجين الى الخارج ترمي الى قتل أحلام فتح صفحة جديدة. فالايراني الذي يريد الهجرة يجد نفسه في شرك: فمن جهة الدولة التي ستمنحه رخصة دخول (مثل كندا أو تركيا أو دول في شمال اوروبا) تطلب اليه ان يبرهن على ان عنده مالا كي يستطيع ان يعول أبناء عائلته الى أن تشتمل عليه سوق العمل. ومن جهة ثانية تمنع الأحكام الجديدة اخراج أكثر من ألف دولار.
يتابع سهيل، وهو في الخامسة والثلاثين ومدير لبقالة في واحدة من ضواحي طهران الفخمة، جهوده للهجرة الى امريكا الجنوبية. وهو لا يخشى ان يقول ان 'حكومة احمدي نجاد تتصرف معنا بعدم مسؤولية. بماذا تهمني الخطط الذرية والتهديدات بقصف العالم كله وتدميره؟.
'أنا أحب ايران، فهنا جذوري وعائلتي الواسعة والاصدقاء، وهذه يمكن ان تكون دولة رائعة. لا أريد أن أغادر، لكن الدولة تجعلني أهرب. أرى في البقالة كيف تُختطف المنتوجات وتختفي بسبب الذعر. ويصر الناس على التزود بكميات غذاء مجنونة. فاما أنهم يخشون العوز وإما أنهم ينوون بيع هذا لمن لم يستعد كما يجب وسيضطر الى دفع أسعار مرتفعة جدا'.
ان القرار على العقوبات الاقتصادية يُمتحن في الاثناء بين الطرفين. فبحسب الجدول الزمني الذي أقره مجلس وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل سيُجرى بعد اربعة اشهر في منتصف أيار امتحان من جديد للسلوك الايراني ويُتخذ القرار النهائي بشأن القطيعة. وأصبحت الآن ترسو سفن حربية امريكية في الامارات والسعودية. وأعلنت بريطانيا نيتها ارسال مدد.
في مقابل هذا يراوح مكتب الزعيم الأعلى علي خامنئي بين تصريحات بنية التعاون مع المراقبين الدوليين لوكالة الطاقة الذرية وبين تقييد نشاطهم والاستمرار في اخفاء النشاط الذي يجري بايقاع متسرع في المنشآت السرية. تهاوى سعر الريال ثلاث مرات في الاسبوع الاخير ويباع اليوم الدولار الواحد بـ 23 ألف ريال.
ان التهاوي الحاد جعل أسعار اللحم والأرز والدقيق ترتفع ارتفاعا كبيرا وكذلك أسعار الخضراوات والفواكه. يتوقع ان يشد 78 مليونا من السكان الأحزمة في الاسابيع القريبة في الدولة التي كانت تستطيع ان تُقدم مستوى عيش أعلى من المتوسط في العالم العربي. وينبغي ألا ننسى أن ايران هي مصدرة النفط في المكان الخامس في العالم. بحسب المخطط التقليدي لسلطة استبدادية مسلمة، يجري في ايران تقسيم واضح بين الجماهير وبين الطبقة الدقيقة من أبناء الذوات الذين يتمتعون بأجور عالية وبرخص العمل بالاستيراد والتصدير باعتبارهما دخلا جانبيا. ويربح مسؤولون كبار من الحرس الثوري من الصفقات السمينة، وتلبي المكاتب التجارية في الامارات هدفين: استيراد المنتوجات الايرانية وجمع معلومات وتجنيد عملاء لاجهزة الاستخبارات في طهران.
والجماهير في المقابل تُضغط أكثر فأكثر من يوم ليوم. ان رضا جوادي، بائع بُسط في سوق أصفهان، يقول: 'كل شيء كاسد. فالناس يخشون الشراء الذي يتجاوز السلة اليومية. يشترون مني على نحو عام بُسطا للعالم كله وأنا أكسب أجرة متوسطة واحيانا أكثر منها. والناس الآن لا يخشون ان يقولوا بصوت عال ان كارثة تقترب. يجب على خامنئي ان يخرج من بيته الواسع في شارع فلسطين وأن يُبين ماذا يحدث وما الذي يُعده لنا لأيام أصعب أتوقعها في الشهر القادم حينما سيبدأون اغلاق حسابات في البنوك للناس'.
ان العقوبات الاقتصادية من جهة والتهديد باغلاق مضيق هرمز من جهة ثانية يزيدان التوتر بين السعودية وايران. ففي منتصف الاسبوع توجه الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السابق وهو سفير متقاعد في لندن وواشنطن ومقرب من البلاط الملكي السعودي، الى علي خامنئي والى الحرس الثوري وقال: 'كفوا عن التهديد، فنحن نعلم كيف نصد خططكم'.
وجند نفسه ايضا الأمير صاحب المليارات الوليد ابن طلال ليُبين موقف بلاط الملك عبد الله فقال: 'نحن مستعدون لأن نزود بالنفط كل من يضر به حظر شراء النفط من ايران، لن نستغل الوضع الجديد وسنحرص على ألا يزيد سعر برميل النفط على مائة دولار'.
ويتقدم هذا الصدام الى الأمام ليبلغ الى بشار الاسد. فبعد ان أغلقوا سفارتهم في دمشق وجندوا قناة التلفاز 'العربية' ذات نسبة المشاهدة العالية للهجوم والتنديد والكشف عن سلوك اجهزة الاستخبارات في مواجهة المتظاهرين، أعلنت الرياض اخراج مراقبيها من الوفد العربي الذي يفترض ان يراقب ما يجري في سوريا.
ترك المراقبون هذا الاسبوع، وبثت 'العربية' في بث مكرر من قاعات البث في دبي سلسلة لقاءات صحفية مع المراقب الغاضب أنور مالك الجزائري الذي تحدث بأدق التفاصيل كيف ان الاسد وجماعته 'يخدعون الجامعة العربية ومئات المراقبين'. وبدل ان يخرج رئيس فريق المراقبين، أحمد الدابي، مع رجاله الى مراكز المواجهات ويرى كيف يذبح الجيش المتظاهرين ذهب الى مطعم فخم في دمشق مع رامي وحافظ مخلوف إبني خال بشار، وأغمض عينيه حينما قدم المضيفون في الليالي الى المراقبين نساءا شابات في الفنادق.
ألقى مالك قنبلة في المقابلة الصحفية. 'أنا أعلم ان الاستخبارات السورية رتبت لنا في الغرف عدسات تصوير صغيرة وصورت كل شيء. وقد صوروني ايضا عاريا في حوض الاستحمام'.
تحرص ايران على ذكر الحلف الاستراتيجي مع سوريا والتزام الحفاظ على الاسد. والنظام في طهران يريحه رئيس ضعيف مقطوع عن الشارع ويدع لحرسهم الثوري ان يجعل دولته ملكا لهم. بحسب تقارير صحفية يحيط محاربون متخفون من الحرس الثوري بـ 'قصر الشعب' في وسط دمشق ويُرسل الشبيحة الى معسكرات تدريب في ايران للاستعداد لليوم الذي ستصل فيه المظاهرات الى حلب عاصمة اعمال سوريا والى دمشق.
'بسبب ضعف نظم الحكم على أثر الربيع العربي'، يُبين المحلل السياسي اللبناني جوزيف سماحة من جامعة بيروت، 'تُنمي السعودية وايران مطامح الى قيادة العالم الاسلامي. وقد تبنت السعودية التي تؤيد المعسكر المعتدل تصور البيت الابيض وهي تتعاون مع الوكالات الاستخبارية في الغرب وتُمكّن من نشاط الجنود الامريكيين استعدادا لليوم الذي ستشتعل فيه المواجهة اذا وجهت ضربة عسكرية الى ايران.
'وهذا ايضا السبب الذي جعل السعوديين السنيين يهبون لانقاذ الملك البحريني كي لا يسقط في أيدي الايرانيين. وهذا هو السبب ايضا الذي جعلهم يتدخلون تدخلا قويا في اسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأقنعوا الامريكيين 'باستضافته' وكان الأساس ان يتخلصوا منه في اليمن'.
ويتابع هذا الاقتراب منا. فالايرانيون، كما يُبين الدكتور عبد المنعم صابر من القاهرة، حاولوا استعمال ضغوط على خالد مشعل كي لا يترك سوريا. وهددوه بقطع النفقات عنه وضغطوا عليه لينتقل مع عائلته الى طهران، وحاولوا ان يعيقوا صفقة شليط وهددوا بسجن عائلته اذا أصر على نقل رسائل الى بشار لوقف ذبح مواطنيه'.
ودُفعت الأسرة المالكة الاردنية لغير مصلحتها الى هذه المواجهة، فوق ظهر مشعل. ففي يوم الاحد سيأتي في زيارة رسمية اولى لعمان مع المصاحب الملازم ولي العهد السعودي الشيخ تميم. وسيحاول مشعل وراعيه اقناع الملك عبد الله باستيعابه من جديد في المملكة. لا يريد البقاء في سوريا لكنه غير معني بأن يجعل طهران مقرا لمكاتب حماس في الخارج.
تحتل ايران المكان الاول في العالم الاسلامي من حيث عدد متصفحي الانترنت. الحديث عن آلاف ولم يعد كثيرون منهم يخشون التعريف بأنفسهم. لكن كثيرين آخرين ما يزالون يخشون زيارة مباغتة من مندوبي السلطة. ان اليأس وخيبة الأمل عند الجيل الشاب، والخوف من العزلة والعوز الاقتصادي تجعل متصفحي الانترنت يُشركون العالم في مخاوفهم. 'زوجي تاجر سيارات'، كتبت سيمين مرزبان. 'هذا الاسبوع أغلقوا له حساب الاعتماد في ثلاث امارات في الخليج. ولست أدري كيف أُدبر حساب البيت من غير ان يدخل المال الى الحساب'.
وزهرة (اسم مستعار) متحيرة لا تدري هل تقطع دراستها في الجامعة وتبحث عن عمل في مكتب حكومي. 'سيكون الأجر زهيدا لكنه سيكون على الأقل شيئا ثابتا في الايام السوداء التي تنتظرنا. لا أرى كيف سنخرج من الوضع: فاما ان تطبق الدول الاوروبية العقوبات الاقتصادية ويكون المواطن الضحية الاولى وإما ان يعلنوا حربا، وسنكون نحن الضحايا مرة اخرى.
'لن يأتي أي خير من احمدي نجاد. فقد أفشل آيات الله وحشرهم في زاوية وانطوت الثورة عليه وحينما يتخذون قرارات مصيرية لا يحسب أحد حسابا للمواطنين الصغار'.


https://islamicsham.org