التقرير الإعلامي 394 - المساومات على رأس الأسد سبب تأجيل الحسم - 31 تموز/يوليو 2013
الكاتب : المكتب الإعلامي بالتعاون مع موقع نور سورية
الأربعاء 31 يوليو 2013 م
عدد الزيارات : 2639

اشترط الائتلاف السوري لمفاوضة النظام الأسدي توازن القوى ميدانيا، مشيرا إلى أن الوضع في حمص وغيرها لا ينبئ بتفاوض، والنظام الأسدي يوقع اتفاقا مع إيران لتسهيل ائتماني لشراء منتجات نفطية وسداد المقابل على مدى زمني طويل، بينما أعلنت الأمم المتحدة موافقة نظام الأسد على السماح لمفتشين من المنظمة الدولية بزيارة ثلاثة مواقع للتحقيق في اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل نظام الأسد 93 شخصا بينهم 13 طفلا، و10 نساء و7 تحت التعذيب، و30 في دمشق وريفها، و18 في حلب، و12 في حمص، و11 في درعا ، و8 في ادلب، و5 في دير الزور ، و4 في حماه ، و3 في الحسكة ، و1 في الرقة، و1 في اللاذقية. (1)
حالات القتلى:
وكان معظمهم في العاصمة وريفها وحلب ودرعا، حيث قتل 5 ثوار في اشتباكات منطقة المطاحن في الغوطة الشرقية، و5 من أبناء قرية بكار في درعا قتلوا تحت التعذيب في المعتقل و3 بالقصف على بلدة عقربا، أما بحلب فالقصف على حي المشهد خلف 5 قتلى ومثلهم 3 باستهداف مشفى ميداني للأطفال في حي الميسر، وفي حمص 7 قتلى جراء الاشتباكات في بلدة الدار الكبيرة، وعائلة من دير الزور مكونة من 4 أفراد نتيجة بقصف سيارتهم في الحسكة. (2)
مناطق القصف:
هذا وقد وثقت لجان التنسيق المحلية 473 نقطة لقصف الأسد، منها غارات الطيران الحربي في 39 نقطة، أعنفها جبل الزاوية بادلب، والبراميل المتفجرة سقطت على 13 نقطة: الرقة، وحريتان والشيخ مقصود بحلب ودير سنبل، وسراقب، وبشلامون، وسرجة، والبارة، وتفتناز، وبنش، ومرعيان كصنفرة بادلب والغسانية بحمص، و4 صواريخ أرض - أرض 3 منها استهدفت منطقة المطاحن على طريق مطار دمشق الدولي، وبصرى الحرير بدرعا، والقصف المدفعي في 151 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 142 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 118 نقطة. (1)

المقاومة الحرة:

في 145 نقطة اشتباك بين الثوار وقوات النظام، حقق الثوار انتصارات عديدة، منها:
استهداف رحبة الدبابات والمدرسة الصناعية:
في دمشق وريفها قام المجاهدون في القابون باستهداف رحبة الدبابات والمدرسة الصناعية وتجمعات لقوات النظام خلف البلدية بمدفع 82 وحققوا إصابات مباشرة، وفي برزة تصدوا لمحاولة قوات النظام اقتحام الحي، وفي الغوطة الشرقية استهدفوا تجمعات قوات النظام في محيط المطاحن كما استهدفوا بالشيلكا طائرة ميغ قرب المطاحن واستطاعوا تحرير كافة المزارع في محيط الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي وفي المليحة قتلوا عدداً من قوات النظام في لغم مضاد للدبابات. (1)
تحرير كتيبة واستهداف مطار وتدمير آليات:
وفي درعا قام الثوار باستهداف تجمعات لقوات النظام على طريق حوى في نوى وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا في الحارّة عربات الشيلكا بالرشاشات الثقيلة، وحرروا كتيبة النقل في بصرى الحرير.
وفي حماه استهدفوا بصواريخ غراد مطار حماه العسكري وحققوا إصابات مباشرة داخل المطار، واستهدفوا في حلب تجمعات قوات النظام في قريتي نبل والزهراء كما استهدفوا بالقنابل اليدوية قوات النظام المتمركزين في الأبنية المطلة على مبنى الشرعية، وفي حي الخالدية استهدف المجاهدون بمضادات الطيران مبنى المخابرات الجوية، واستهدفوا بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مبنى الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية، وفي السفيرة دمروا 4 آليات محملة بالذخيرة وأعطبوا مدفعين عيار 23 و5 سيارات دوشكا وقتلوا عنصراً من قوات النظام وأسروا عدداً آخر على طريق خناصر-السفيرة، كما استهدفوا في حمص الكلية الحربية بصواريخ 107. (1)
وقال ناشطون إن الجيش السوري الحر يحاول السيطرة على ثكنة المهلب العسكرية التابعة لقوات النظام في مدينة حلب. (5)

المعارضة السورية:

حكومة المنفى بعد عيد الفطر:
قال عضو الائتلاف الوطني السوري عمر كوش إن هناك خطة لتشكيل حكومة في المنفى بعد عيد الفطر بعشرة أيام الذي قد يوافق الثامن أو التاسع من آب. وأضاف أن المعارضة لديها أكثر من مرشح لمنصب رئيس الوزراء.(4)
جولة الائتلاف كانت جيدة:
أكد معارضون سوريون أن نتائج الجولة الخارجية التي قام بها وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بقيادة رئيسه أحمد العاصي الجربا، والتي شملت عددا من الدول الغربية والخليجية، جاءت جيدة بالنسبة للمعارضة السورية التي حصلت من جهة على وعود بتقديم أسلحة نوعية إليها، وعرضت من جهة ثانية وجهة نظرها بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2».
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية وعضو الائتلاف الوطني المعارض أنس العبدة: إن «جولة وفد الائتلاف الخارجية كانت ناجحة جدا»، موضحا أن النقاشات في هذه الجولة تركزت على مسألتي «جنيف 2» وتسليح المعارضة السورية. وأشار العبدة إلى أن الائتلاف عرض وجهة نظره بخصوص الذهاب إلى «جنيف 2» مبديا استعداده للمشاركة باعتبار أن «القضية السورية عادلة ولا نخشى من عرضها على طاولة المفاوضات بشرط أن يتم تحديد إطار زمني».(3)
التوازن العسكري شرط للمفاوضات مع النظام:
أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه لن يدخل في أي مفاوضات سلام مع النظام إلا حين يكون هناك توازن عسكري في الميدان، وأكد أنه سيشكل حكومة مؤقتة الشهر المقبل.
وقال رئيس الائتلاف أحمد الجربا في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القطرية عقب استقباله من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن الائتلاف لن يذهب إلى أي مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد حتى تصبح قوات الجيش الحر والقوى الثورية قوية على الأرض ومتماسكة مثلما كانت عليه قبل ثمانية شهور.(5)
الأكراد في استعداد لمواجهة الإسلاميين:
نفى تنظيم حزب العمال الكردستاني إرساله مقاتلين إلى المناطق الكردية في سوريا لدعمها في مواجهة إسلاميين متشددين يقاتلون الأكراد منذ أسابيع لإخراجهم من مناطق كانوا يسيطرون عليها.
ورغم إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يدير السلطة الفعلية بالمناطق الكردية شمال شرقي سوريا «النفير العام» أمس، فإن قياديا في «الكردستاني» قال إن «حزب الاتحاد الديمقراطي يمتلك آلاف المقاتلين المدربين، ولا يحتاج إلى دعمنا في مواجهته الحالية لعناصر جبهة النصرة، وبالأساس فنحن لا نتدخل في شؤون أي جزء من أجزاء كردستان الأربعة لأن نضالنا ينحصر حاليا داخل تركيا».(3)

النظام الأسدي:

صفحة للرئاسة:
أنشأت الرئاسة السورية صفحة لها على موقع «إنستاغرام» حيث نشرت صورا للرئيس بشار الأسد يحيي أنصاره ولزوجته أسماء تقوم بزيارة مستشفى. تضاف إلى صفحات موجودة أصلا على مواقع «يوتيوب»» و«فيس بوك» و«تويتر» للتواصل الاجتماعي.
وفيما علق كثير من الأشخاص على الصور بعبارة «أحبك» أو «نحبك»، بدا واضحا حذف تعليقات سلبية، حيث كتب ناشط مناهض للنظام السوري على «تويتر»: «بشار الأسد منع وصولي إلى إنستاغرام».
ويوجد على «إنستاغرام» أيضا كثير من الصفحات التي يطلق عليها اسم الرئيس السوري، لكنها لا تبدو صفحات رسمية، إذ تختلط فيها صور الأسد بصور مسؤولين إيرانيين وصور الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. وتمتلئ الصور المنشورة بشتائم وعبارات مناهضة للأسد لم يقم القائمون على الصفحة بإزالتها.
وفي المقابل هناك صفحة أخرى بعنوان: «نحن لا نحبك» تنشر فيها صورا كاريكاتورية مشوهة للأسد، بالإضافة إلى صور ساخرة، تظهر إحداها الأسد يحمل بيده طفلا مقتولا تنهمر منه الدماء علق عليها 111 شخصا توجت بشتائم متبادلة بين المؤيدين والمعارضين، يقول أحدهم إنه لو كان الرئيس العراقي صدام حسين موجودا لما قتل الأسد أبناء شعبه.(3)
خط ائتماني إيراني لسوريا لشراء نفط:
وقعت السلطات السورية اتفاقا مع إيران مطلع الأسبوع لتفعيل تسهيل ائتماني قيمته 3.6 مليار دولار لشراء منتجات نفطية وسداد المقابل على مدى زمني طويل. ويسمح الاتفاق الذي أبرمه الطرفان في مايو (أيار) الماضي لإيران بالاستحواذ على حصص في استثمارات داخل سوريا، وهو جزء من حزمة مساعدات إيرانية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال مسؤولون تجاريون إن تسهيلا ائتمانيا آخر لدمشق بقيمة مليار دولار تم تمديده بالفعل لشراء منتجات تستخدم في توليد الكهرباء وسلع أخرى من إيران في اتفاق مقايضة لمساعدة صادرات المنسوجات السورية وبعض المنتجات الزراعية مثل زيت الزيتون والموالح.(3)

المواقف والتحركات الدولية:

موافقة على 3 مواقع للتحقيق:
قالت الأمم المتحدة إن نظام الأسد وافق على السماح لمفتشين من المنظمة الدولية بزيارة ثلاثة مواقع للتحقيق في اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب. وقال المكتب الصحفي للأمين العام بان كي مون إن البعثة ستسافر "إلى سوريا بأسرع ما يمكن للتحقيق في وقت واحد فيما ورد بشأن ثلاثة حوادث من بينها خان العسل".(4)
وأكد المتحدث باسم المنظمة الأممية مارتن نسيركي أن الضوء الأخضر للتحقيق جاء بعد زيارة رئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في المنظمة أنجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا آكي سيلستروم لدمشق الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه تم التوصل خلال ذلك إلى تفاهم مع الحكومة السورية.(5)
مغادرة جنود النمسا للجولان:
غادر الجنود الـ44 العاملين في الكتيبة النمساوية في قوة الأمم المتحدة في الجولان المنطقة منهين وجود القوة النمساوية في هذه المنطقة منذ نحو أربعين عاما، فيما مددت الفلبين وجودها في المنطقة 6 أشهر إضافية بعد معلومات عن نيتها القيام بسحب قوتها أيضا، إثر تعرض عدد من جنودها للخطف مرتين على يد معارضين للنظام السوري.
وقال وزير الدفاع النمساوي غيرالد كلوغ لوكالة الأنباء النمساوية إن «حياد جنود حفظ السلام لم يعد غير قابل للتشكيك من قبل الشركاء على الأرض وضمان الإمداد والأمن للجنود لم يعد مؤكدا». وتابع أن المهمة لا يمكن أن تستمر في هذه الشروط.(3)
إسرائيل لا ترغب الدخول في حرب:
وأكد قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الجولان اللواء تامير هايمان أن إسرائيل لا ترغب إقحامها بالمعارك الدائرة في سوريا. وقال إن الجيش الإسرائيلي اتخذ سلسلة من الترتيبات الأمنية لضبط الحدود مع سوريا، مشيرا إلى أن معظم هذه الترتيبات تنطوي على السرية.(4)

آراء الصحف والمفكرين:

المساومات على رأس الأسد سبب تأجيل الحسم في سوريا:
هكذا كتب صالح القلاب في مقاله، وقال:
حتى بعد التخلي عن موقفها السابق والإعلان عن دعمها للجيش الحر والمعارضة السورية بالأسلحة المطلوبة فإن الواضح أن الولايات المتحدة لا تزال لم تحسم أمرها تجاه الأوضاع في سوريا وأنها لا تزال مترددة، سياسيا وعسكريا، وهذا يجعل حتى أصدقاءها يتساءلون عما تريده إدارة الرئيس باراك أوباما وما الذي ينتظره الأميركيون حتى يتخذوا هذا الموقف غير المفهوم وغير المبرر الذي لو أن واشنطن لم تبق لائذة به لما طالت هذه الأزمة، التي أصبحت أزمة إقليمية ودولية لأكثر من عامين، ولما صمد بشار الأسد ونظامه حتى الآن، ولما كانت هناك لا «نصرة» ولا «قاعدة»، ولما استجدت كل هذه التعقيدات التي نراها الآن، ولما وصل الذبح والدمار والخراب إلى هذا الحد المرعب الذي وصل إليه.
جاء قرار تسليح الجيش الحر والمعارضة السورية، بعد طول تردد وبعد الاستمرار بالتلطي وراء مبررات لا هي مقنعة ولا هي مقبولة، من بينها الخوف والحرص من وصول الأسلحة «النوعية» الأميركية إلى التنظيمات المتطرفة والإرهابية على غرار ما جرى في أفغانستان، مفاجئا ومثيرا للكثير من التساؤلات التي لا تزال تطرح حتى الآن مع أنه كان واضحا ولا يزال واضحا أن دافع هذه الخطوة «الدراماتيكية» التي أقدمت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما، بعد طول تردد و«ممانعة»!!، هو الضغط على روسيا في إطار مبارزة تبادل عض أطراف الأصابع وحملها على الالتقاء مع وجهة النظر الأميركية عند نقطة معقولة ليصبح بالإمكان عقد مؤتمر «جنيف2» في أقرب وقت ممكن والاتفاق على حل يضع حدا لهذه الأزمة التي غدت مستفحلة وغدت تهدد الشرق الأوسط كله وفقا لما كان هدد به بشار الأسد مرارا وتكرارا منذ بدايات انفجار هذا الصراع المرعب الذي اتخذ طابع هذه الحرب التدميرية.
ولعل ما يعزز وجهة النظر هذه أن هدف هذه الخطوة، التي أقدمت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما، ليس ضمان انتصار الجيش الحر ولا تعديل موازين القوى العسكرية بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية وإنما الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأركان حكمه للقبول بالتسوية التي لا تزال يلفها الغموض والتي يتردد لدى بعض الأوساط الدولية العاملة على هذا «الخط» أنها تتعلق بالحصة التي يريدها الروس في سوريا المستقبل وأنها تتعلق أيضا بالثمن الذي من الممكن أن يقبل به الأميركيون لإعطاء موسكو ما تريده، وهل هو رحيل الرئيس السوري فقط أم رحيله هو ونظامه؟!
والمعروف أن سوريا بقيت تشكل مجالا حيويا للاتحاد السوفياتي السابق، ليس منذ استفراد حافظ الأسد بالسلطة بعد حركته التصحيحية في عام 1970، ولا منذ هيمنة الجناح اليساري بزعامة اللواء صلاح جديد على نظام حزب البعث بعد حركة فبراير (شباط) عام 1966 التي من رموزها أيضا رئيس الدولة الأسبق الدكتور نور الدين الأتاسي ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور يوسف زعين ووزير خارجية تلك المرحلة إبراهيم ماخوس، ولا منذ انقلاب «البعث» على حكم «الانفصال» في عام 1964، ولا منذ الوحدة المصرية السورية في عام 1958، وإنما بعد عام 1949 عندما أصبح خالد العظم رئيسا للوزراء في مرحلة تتابع الانقلابات العسكرية في إطار ما سمي: «الصراع على سوريا» الذي أوصل هذا البلد العربي المركزي إلى ما وصل إليه.
وحسب ما تقوله أوساط الجهات الدولية المعنية بهذه المسألة والمتابعة لها فإن الروس يصرون على بقاء سوريا مجالا حيويا، عسكريا وسياسيا، لهم ولنفوذهم في الشرق الأوسط وعلى غرار ما بقي عليه الوضع في عهد الاتحاد السوفياتي منذ نهايات أربعينات القرن الماضي وحتى الآن، وأن الأميركيين يريدون مقابل هذا أن يسلم لهم فلاديمير بوتين بكل مجالاتهم الحيوية التي استجدت بعد زلازل بدايات تسعينات القرن الماضي إن في أوروبا الشرقية وإن في منطقة بحر قزوين وإن في بعض ما يسمى «الجمهوريات الإسلامية» التي كانت جزءا من الحقبة السوفياتية.. إن الأميركيين يريدون «يالطا» جديدة غير تلك الـ«يالطا» التي تقاسم فيها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية مساحات النفوذ والسيطرة في معظم أجزاء الكرة الأرضية.
وتقول أوساط الجهات الدولية المعنية بهذه المسألة والمتابعة لها أيضا إن عقدة المساومات المحتدمة الآن بين الروس والأميركيين هي أن إدارة الرئيس باراك أوباما تريد حلا في سوريا يتم إقراره في «جنيف2» يستند أساسا إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته في المرحلة الانتقالية التي يجري الحديث عنها وتفويض كل مسؤوليات الدولة ومن بينها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والبنك المركزي إلى الحكومة الانتقالية التي من المفترض أن تكون حكومة وحدة وطنية للمعارضة السورية فيها النصيب الأكبر وليس لهذا النظام الحالي فيها، ما قد يوحي بأنه مستمر بعد تجريد رئيسه من كل صلاحياته الرئاسية العسكرية والمدنية وفي كل المجالات وعلى كل الأصعدة.
والمؤكد أن الروس في إطار مبارزة تبادل عض الأصابع هذه هم الذين دفعوا في الآونة الأخيرة في اتجاه كل هذا التصعيد العسكري الذي لجأ إليه هذا النظام بمشاركة حزب الله وإيران وبمشاركة المجموعات الطائفية المسلحة التي استقدمت من العراق ومن اليمن وأيضا من البحرين لإحداث خلل في موازين القوى العسكرية لمصلحة بشار الأسد يمكنهم من فرض وجهة نظرهم على الأميركيين الذين لجؤوا هم بدورهم إلى اتخاذ قرار تسليح الجيش السوري للغاية إياها وللسبب نفسه.
لكن ورغم هذا القرار «الدراماتيكي» الذي اتخذته إدارة الرئيس باراك أوباما بالنسبة لتسليح الجيش الحر والمعارضة السورية فإن الواضح أن الأميركيين لم يقطعوا شعرة معاوية مع الروس وأن رهانهم بقي على «جنيف2» وليس على انتصار عسكري تحققه هذه المعارضة، ولهذا فإن وفد «الائتلاف الوطني السوري» بقيادة هذا الشاب أحمد ناصر الجربا الذي أثبت منذ اللحظة الأولى أنه أهل لهذا الموقع ولأكبر منه قد ووجه إن في باريس وإن في نيويورك بأنه لا حل عسكريا لهذه الأزمة وأنه لا بد من التعاطي مع «جنيف2» ولا بد من الاستعداد لحضوره والمشاركة فيه على الأسس التي تم إقرارها في «جنيف1»، والمعروف هنا أن الروس قد ارتدوا على قرارات «جنيف1» وأنهم تنصلوا من الاتفاق على أن لا يكون لـ«بشار الأسد» أي دور في المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها رغم بقائه الشكلي في موقع الرئاسة حتى يوليو (تموز) في العام المقبل 2014.
في كل الأحوال هناك الكثير من الملاحظات التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار، ونحن في مجال الحديث عن هذه المساومات المحتدمة بين الروس والأميركيين التي تجعل الأزمة السورية تستمر في المراوحة مكانها عسكريا وسياسيا، وهي:
* أن الأميركيين رفضوا استقبال وفد المعارضة السوية في واشنطن وأنهم أصروا على أن يكون ذلك الاستقبال في نيويورك التي يقع فيها مقر الأمم المتحدة.
* أن الخارجية الأميركية قد أصرت على أن لا يشارك رئيس هيئة أركان الجيش الحر الجنرال سليم إدريس في هذا الوفد رغبة منها في عدم إعطائه أي صفة عسكرية.
* أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفض استقبال هذا الوفد وأنه بعد ضغط عربي وافق على اجتماع مع نائبه، ليس في مبنى الهيئة الدولية وإنما في أحد الفنادق المجاورة. ويبقى في النهاية أنه لا بد من الإشارة إلى أن إيران التي أصبحت رقما رئيسا في هذه المعادلة الصعبة لا يمكن أن تقبل بأي تنحٍّ للأسد لا شكليا ولا فعليا ما دامت تعتبر أن خسارة سوريا ستعني خسارة لها في العراق وفي لبنان، وستعني ضربة قاصمة لمشروعها التوسعي في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة العربية كلها. (3)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
مجد أنيس - ريف دمشق - جسرين
سمير أبو أحمد - ريف دمشق - داريا
فخري علي رشو - ريف دمشق - 
أحمد حسن جمعة - ريف دمشق - القلمون: قرية راس المعرة
محمد سعيد خدام الجامع - دمشق - الميدان
أحمد جمعة المحمود "المجحود" - درعا - قرية البكار
مقبل الصاقع - درعا - قرية البكار
غازي مقبل الصاقع - درعا - قرية البكار
فهد عاقل الظاهر - درعا - قرية البكار
علي الحمدي - درعا - قرية البكار
سكينة العويدات - درعا - عقربا
نهاد عبد الله سلامة الحاج - درعا - عقربا
محمد زهير سلامة الحاج - درعا - عقربا
مؤيد بدري الخيري - دير الزور - القورية
نبيل سليمان - حلب - حي الميسر
علي سليمان - حلب - حي الميسر
علي يحيى كفرنطوني "عجلون" - ادلب - سراقب
خديجة علي حج حسين - ادلب - سراقب
عثمان محمود كفرنطوني - ادلب - سراقب
فاطمة العلي - ادلب - سراقب
زيدان عثمان العبيد - ادلب - قرية كراتين
أحمد أبو فياض - ريف دمشق - المعضمية
سامر الأسعد - القنيطرة - مسحرة
خليل زهير السلامة الحاج - درعا - عقربا
فادي لباد - دمشق - القابون
محمود محمد البسيمي - ريف دمشق - المعضمية
من آل القصير - ريف دمشق - دوما
يوسف حسن مجبر - حلب - المشهد
أحمد حسن مصري - حلب - المشهد
مصطفى رجب العبد الله - حلب - المشهد
حسان الحريف - حماه - 
يحيى حسين درويش - حمص - الرستن
محمد شكري المسعود - درعا - طفس
عبد الرحمن شمير - حمص - الرستن
محمد أحمد أبو صلوع - درعا - الشيخ مسكين
جميل بالو - حلب - بستان الباشا
محمد صالحة - حلب - المشهد
عبد الرحمن أحمد أمين خليل - حلب - جبل سمعان: أورم الكبرى
جميل حجي اللو - حلب - منبج
موسى تايه الأسود - دير الزور - 
عائشة أحمد شفروق - حلب - عندان
وردة حنيش الخلف - دير الزور - 
وسيم نوري المحمد - حلب - قرية ماسح
محمد محمود قرنفل - حلب - 
موسى سيف الأحمد - دير الزور - 
علي سيف الأحمد - دير الزور - 
سليمان حسن آغا - حمص - الغنطو
محمد عبد اللطيف سعدو - ادلب - أريحا
محمد خلف عبد الله البطي - دير الزور - الموحسن
عائشة إسماعيل السلات - ادلب - بنش
أمينة محمد سلات - ادلب - بنش
أردني سليمان الحاج علي - دير الزور - حي العرضي
رياض هلال القمر - حماه - بلدة الجابرية
هبة محمود البكور - حماه - مورك
أحمد محمد الحمد - حمص - دير بعلبة
فواز فواز الطالب - حمص - دير بعلبة
خضر خالد الحمد - حمص - دير بعلبة
ماجد النجار - ريف دمشق - دوما
عبد الرحيم فهد - ريف دمشق - دوما
عبد المنعم قطان - حماه - 
عبد الرحيم أبو الصوف - ريف دمشق - المليحة
نبيل محمود الزين - ريف دمشق - مديرا
عيد بدر اجانا " عجاج " - ريف دمشق - سقبا
محمود الحتيتاني - ريف دمشق - المليحة

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي.
3- الشرق الأوسط.
4- مركز المسار الإعلامي.
5- الجزيرة نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.


https://islamicsham.org