من أوراق الديوان الموصلي
الكاتب : د. عبد الوهاب العدواني
السبت 5 مايو 2018 م
عدد الزيارات : 1969

 

من أوراق الديوان الموصلي

 

وقفتُ في الجانبِ الشرقيِّ مبتئِسا
أرنو إلى الجانبِ الغربيِّ مُنْدَرسا

 

فقلتُ في النفسِ قولاً ما أُردِدُهُ
فحُبسةُ النفْسِ لم تُعطِ الجَوى نفَسا

 

حتى أقولَ مقالاً صاخِباً ذَرِباً
والصبحُ صارَ وقَيْتَ الصبحِ بِي غلَسا

 

سوداءُ بعدَ بياضٍ ذي مدينتُنا
مذ داسَها البغيُ واستشْرى بِها وقسَا

 

فأيُّ وصفٍ يَراها في رمادتِها
وينسجُ الشعرُ فيها بُردةً وكِسَا

 

فلا غطاءَ لهذا البؤسِ أجمعِهِ
يخالهُ الناسُ ماءً طهَّرَ الدنَسا

 

ما كانَ ذاكَ .. ولا كانتْ بطولُتهُ
صارتْ بهِ الموصلُ الحسناءُ أندلسا

 

خسارتانَ بوزنِ المجدِ قدْ غَلتا
فكيفَ يرجعُ مجدٌ بعدَما انتكَسا

 

ذاكَ الصغيرُ بكى في يومِ خجلتِهَ
و كمْ حقيرٍ تغاضى خِسةً ..  وخَسا

 

وانعادتِ الحالُ فِينا في مرابعِنا
فانظرْ تجدْها تراباً ناطقاً حُبِسا

 

وصارَ فِيها الذي يبُكى لحاضرِهِ
و "البعثُ للهِ " قُلْ هذا لعلَّ عسَى


http://islamicsham.org