انعقد مؤتمر ( حقوق الإنسان بين الشعارات والحقائق ) في رحاب جمهورية السودان، في قاعة الصداقة بالخرطوم، في المدة: 3-5/8/ 1433هـ، التي توافق: 23- 25/6/ 2012م، بمبادرة كريمة من كل من: قناة طيبة الفضائية، ومجلة البيان، والمركز العربي للدراسات الإنسانية. وتشريف ورعاية من الرئاسة السودانية.
وقد بدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ القارئ د. محمد عبد الكريم ، ثم كلمة افتتاحية ألقاها وزير الأوقاف التونسي الدكتور نور الدين الخادمي، ثم تحدث الشيخ أحمد الصويان ـ رئيس تحرير مجلة البيان ـ موضحاً زيف شعارات حقوق الإنسان العالمية ، وتساءل عن أية حقوق وأي إنسان يتحدث الغرب ؟ . بعد ذلك ألقى الشيخ د. عبد الغني التميمي من فلسطين قصيدة صوّر فيها واقع الأمة وما آلت إليه ، وشكر فيها الشعب السوداني على كريم ضيافته وحفاوة استقباله. ثم ألقى ممثل رئيس جمهورية السوداني د. مصطفى عثمان إسماعيل كلمة رحّب فيها بضيوف السودان، كما أشار فيها إلى أنّ حقوق الإنسان في الإسلام تشمل جميع الأفراد وتصلح لكل زمان ومكان، مستنكراً جرائم الغرب والإدارة الأمريكية والنظام الصهيوني التي تدل على كذب مزاعمهم في مراعاة حقوق الإنسان، مستشهداً بقضية الشعب السوري ومعاناته كمثال على الاستخفاف بدماء الشعوب المسلمة وتحويلها إلى وسيلة للمساومة والابتزاز.
بعد ذلك تتابعت خمس جلسات على مدى ثلاثة أيام، قُدِّمت فيها أوراق عمل متعددة ومداخلات ثرِيّة، شارك فيها عدد من العلماء والدعاة ورجال القانون من جمهورية السودان، ومن عدد من الدول العربية والإسلامية، وكانت على النحو التالي:
1) حقوق الانسان وقضايا المسلمين ... سوريا أنموذجاً ـ المحاضران: د. خير الله طالب ( رئيس هيئة الشام الإسلامية ) ، أ. زايد حماد ( رئيس جمعية الكتاب والسنة بالأردن )
2) الحقوق السياسية للفرد والجماعة في الدولة الإسلامية. المحاضرون: الشيخ محمد الحسن الددو ( موريتانيا ) ، د. محمد يسري ( مصر ) ، محمد الهلالي ( نائب جمعية التوحيد والإصلاح بالمغرب ).
3) الانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان .. مَن يُحاكِم مَن؟ . المحاضرون: أ.طلعت الرميح ( مصر ) ، د. محمود المبارك ( أستاذ القانون الدولي ـ السعودية ) ، د. على الجبوري ( العراق ).
4) حرية التعبير والرأي .. رؤية شرعية. المحاضران: الشيخ د. وليد الرشودي ( السعودية ) ، الشيخ د. عبدالحي يوسف ( السودان ).
5) فلسطين والمسجد الأقصى .. أين الحقوق؟ قدّمها: د. عبدالغني التميمي ( فلسطين ).
وقد حضر المؤتمر وفد من هيئة الشام الإسلامية، ممثلاً عن الشعب السوري ومتحدثاً عن قضيته وآلامه وآماله، وذلك برئاسة الرئيس العام للهيئة د. خير الله طالب.
وقد شارك وفد الهيئة في العديد من الفعاليات المصاحبة للمؤتمر في مدينة الخرطوم ، حيث تم تقديم محاضرات عن ( الثورة السورية حقائق ومكتسبات ) في عدد من التجمعات الطلابية والدعوية ، مثل جامعة إفريقيا العالمية، ومركز أمهات المؤمنين لتأهيل الداعيات، ومركز الفاروق ، إضافة لتقديم عدد من البرامج التلفزيونية التي تتناول القضية السورية وأبعادها.
اختتمت فعاليات المؤتمر بحفل جماهيري كبير رأسه فخامة الرئيس السوداني المشير عمر البشير، وحضره جمع من وزراء الدولة ومشايخها وعلمائها ودعاتها.
وقد تلا البيان الختامي للمؤتمر وتوصياته رئيس هيئة الشام الإسلامية الشيخ د. خير الله طالب.
تبع ذلك كلمة للشيخ د. عبد الحي يوسف ناشد فيها رئيس السودان تطبيق الشريعة وتحكيمها وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وأشار في كلمته إلى أن هذا الطلب لم يكن خروجاً عن الطاعة، و إنما هو من أجل مصلحة البلاد والعباد، مثنياً على الرعاية التي قدمتها الرئاسة السودانية للمؤتمر.
واختتمت الجلسة الختامية للمؤتمر بكلمةٍ للرئيس السوداني عمر البشير، أشاد فيها بالمؤتمر والحضور، وعبّر عن إدانته واستنكاره لدعاوى حقوق الإنسان التي يتبجح بها الغرب ولا تلقى منه الدول الإسلامية إلا الحروب والقلاقل والاعتداءات . وختم حديثه بكلمة وجهها للعلماء والدعاة قائلاً: ( الأمل معقود على توصيات مؤتمركم للخروج بتأصيل شرعي هادف ونافذ في قضية حقوق الإنسان المثارة، وإظهار القيم الإسلامية في ذلك، و الآلية الـمُثلى في مواجهة التزييف وتحقيق المقصود بإذن الله ).
__________________________________________
مواد مفيدة:
ملف المؤتمر على موقع مجلة البيان