ثــورة الكرامــة
الكاتب : مائن الســليم
الأربعاء 2 نوفمبر 2016 م
عدد الزيارات : 3065

        ثــورة الكرامــة


شعبٌ تفتّقَ من إصراره الفلقُ 
مخضَّباً بدمِ الأحرارِ ينبثقُ

 

جلا عن المجد أغسامَ الدجى فبدتْ 
راياتُهُ من كوى التحرير تصطفقُ

 

جازوا إليه حياضَ الموت فاستبقتْ 
جنّاتُهُ نحوهمْ تزهو و تأتنقُ 

 

شعبٌ تباهى به التاريخُ منتشياً 
و مِلءُ أهدابهِ الإجلالُ و الألقُ 

 

بهم تفاخرَ مذْ كانوا لهُ شُعَلاً 
و لمْ يزلْ يرتدي أنوارَها الأفقُ 

 

آذارُ يكتبهم و الزَّهوُ مختصَرٌ 
في مقلتيهِ حديثاً همسُهُ العبقُ 

 

ومسمعُ الحقِّ من صيحاتهمْ طَرِبٌ 
و شهوةُ الظلمِ في الخذلانِ تمَّحقُ 

 

تغفو دمشقُ على إيقاعهمْ أملاً 
و عصبةُ القتل في أجفانها الأرقُ 

 

جزِّي دمشقُ يدَ الطغيانِ واعتمري 
تاجَ العدالةِ فالأحرارُ قد صدقوا 

 

عزّوا فذلَّ جبينُ الموتِ دونهموا 
و قصَّرتْ عن مدى أعناقهم رِبَقُ 

 

و كيفَ للذلّ أن يلوي لهمْ عنقاً 
قلائدُ المجدِ في جنْبَيهِ تتّسقُ؟! 

 

و حولهُ من أُبَاةِ الضَّيمِ ألويةٌ 
لا تستباحُ و في أنفاسهمْ رمَقُ !! 

 

لهمْ على الموتِ عهدٌ أن يكونَ لهمْ 
ما لمْ يدكُّوا عروشَ البغْي إنْ نطَقوا 

 

إنْ يصرخِ الحقُّ كانوا رجعَ صرختهِ 
تفوحُ أعطافُه إنْ يُلكَزِ ( الحبَقُ ) !! 

 

حاشا المروءةَ أنْ تصفو مشاربُهمْ 
و ماءُ درعا دماءٌ و هْي تحترقُ 

 

هبُّوا إليها و هبًّتْ نحوهم و مضوا 
مستبشرينَ و خيلُ العزِّ تستبقُ 

 

يمناهمُ الحبُّ و الإخلاصُ ميسرةٌ 
وغيرُ عشقِ ترابِ الشّامِ ما امتشقوا 

 

لولاهُ ما هيّجوا بالسِّلمِ عاصفةً 

بيضاءَ لا الأرضُ ترويها و لا الأفقُ 

 

ساروا على الجمرِ و الدنيا تخاتلُهمْ 
و وجهُ كلّ صباحٍ عندهمْ غسَقُ 

 

ما نال من عزمهمْ خذلانُ من خذلوا 
ولا الذين إذا اشْتمّوا دمَاً لعقوا !! 

 

و لا الذين إذا بارتْ تجارتُهمْ 
باعوا ضمائرَهمْ بخساً لمنْ أَبَقُوا !! 

 

تسلّقوا بخطابِ المكرِ منْبرَهمْ 
وخيرُ مافي الخطابِ الحبرُ والورَقُ !! 

 

إنْ يسرقوا من كتابِ الحرّ سورتهمْ 
لن يعبروا في رؤاها حدَّ ما سرقوا !! 

 

أمّا الذين بنوا من صبرِ أمّتِهمْ 
قلاعَ رُعْبٍ و منْ آلامها خُلِقوا 

 

تجاذبوها إلى قيعانهمْ جشعاً 
و أشبعونا هُراءً كلّما نعقوا !! 

 

و أسرجونا بغالاً في حظائرهمْ 
و حظُّنا منْ كريم القوتِ ما بصقوا !! 

 

تمهّلوا ... فعروقُ الثائرينَ جرَتْ 
كرامةً ... و قيودَ الخوفِ قد سحقوا !! 

 

فلمْلِموا بعضكمْ من تحتِ أرجلنا 
و غادرونا ... فقد لاحتْ لنا الطرُقُ !! 

 

قد قرّر الشعبُ و انهارتْ مكائدكمْ 
فسعّروا نار هذا الحقدِ و احترقوا !!


http://islamicsham.org