ضمن البرنامج التأهيلي لمعلمي ومعلمات القرآن الكريم، قام المكتب الدعوي في هيئة الشام الإسلامية – بفضل الله وتوفيقه- بتنفيذ الدورة التأهيلية لمدرسي ومدرسات حلقات تعليم القرآن الكريم التابعة لهيئة الشام الإسلامية في مخيم مرعش للاجئين السوريين في تركيا.
وقد استمرت الدورة لمدة أحد عشر يوما خلال الفترة (3-13)/2/2014م، تم خلالها الاطلاع على ظروف العمل القرآني في الحلقات، وأساليب التدريس المتبعة، كما تم الاهتمام بتأهيل المدرسين في الجانبين النظري والتطبيقي من علم التجويد.
ونظراً للظروف النفسية المتقلبة التي يمر بها الطلاب والطالبات في حلقات تعليم القرآن الكريم، فقد تم التنسيق مع المكتب النفسي والاجتماعي بهيئة الشام الإسلامية لتنفيذ دورات تأهيل نفسي تبيِّن للمدرسين والمدرسات الوسائلَ الواجبُ اتباعُها في التعامل مع هذه الحالات، وقد تم بفضل الله تنفيذ خمس دورات في التأهيل النفسي لإرشاد المتدربين لأفضل سبل التعامل مع الحالة النفسية لطلاب الحلقات.
وقد أقيمت الدورة لتحقيق عدة أهداف من أهمها: الاطلاع على ظروف العمل القرآني في مخيم مرعش للاجئين السوريين في تركيا، وتحديد المعوقات التي تعوق الارتقاء بالعمل القرآني في المخيم، والاطلاع على أساليب التدريس المتبعة في حلقات تعليم القرآن الكريم في المخيم، وتحسين أداء المدرسين في الجانبين العلمي والإداري، إضافة إلى تأهيل المدرسين في الجانبين النظري والتطبيقي من علم التجويد، وإرشاد المدرسين لسبل التعامل الصحيح مع الصغار والمراهقين، وبيان التوجيه الإسلامي فيما يتعلق بالتعامل مع المخالفين، وطرق تقديم الدعم النفسي الذاتي وللآخرين.
وقد استفاد من الدورة جميع المدرسين والمدرسات في حلقات تعليم القرآن الكريم التابعة لهيئة الشام الإسلامية في مخيم مرعش، والبالغ عددهم 16 مدرِّسا، و28 مُدَرِّسة، إضافة لعدد من الإخوة والأخوات الذين يقومون بأنشطة دعوية وتعلمية داخل المخيم.
وقد تم تقسيم برنامج الدورة إلى قسمين:
القسم النظري: ويمتد من العاشرة والنصف صباحا وحتى الواحدة والنصف ظهرا، يتم خلاله إجراء اختبار يومي لما تمت دراسته في اليوم السابق، بالإضافة إلى شرح أبوابٍ من المنظومة الجزرية في التجويد، مع بيان أهم أخطاء النطق بالحروف العربية التي يقع فيها طلبة الحلقات القرآنية وكيفية تصحيح ذلك، كما تم فيه التلقين الجماعي لنصف جزء عمّ، وتقديم دورة (حقق حلمك في حفظ كتاب الله).
أما القسم التطبيقي: ويمتد من الثانية والنصف ظهرا وحتى السابعة مساءً، وتم فيه تقسيم المدرسين والمدرسات إلى مجموعتين لتنفيذ الجلسة التطبيقية التي تستمر ساعتين تقريبا-بحسب ظروف كل يوم-لكل مجموعة ويتم خلالها تلقين سورة الفاتحة وقصار السور تلقيناً جماعياً، وتلقيناً فردياً، وتصحيح ما يقع من أخطاء في المخارج والصفات وسواها من أحكام التجويد أثناء تلاوة المدرسين والمدرسات، ومن ثم كتابة أهم الأخطاء التجويدية التي يقع فيها كل مدرس ومدرسة وبيان كيفية تصحيح هذا الخطأ، ليقوم لاحقا بالتدرب على النطق السليم.
أما دورات التأهيل النفسي، وعددها خمس دورات، فقد اشتملت على ورش تدريبية، قدم خلالها المدربون جملة من التوجيهات والمهارات والتي لا بد من إتقانها لإنجاح الحلقة القرآنية، وأسلوب التعامل الأمثل مع الطلبة، وتقديم الدعم النفسي لهم في ظل ما يعانونه من تقلبات وظروف معيشية قاسية.
كما تم- خلال هذه الدورات- تقديم برنامج التعامل مع الصدمة بعد الكارثة، بيّن فيه المدرب الفروق بين مَن تقع عليهم الكارثة وسبل التعامل معهم، كما تم تقديم تفصيل مهم عن سبل التعامل مع الصغار والمراهقين، وهم أكثر طلاب الحلقات، بيَّن خلاله المدرب تفصيلاً للحالة النفسية لكل من هذين الصنفين وسبل التعامل مع كل منها.
وفي ختام الدورة أجريت مقابلة نهائية لجميع المدرسين والمدرسات، حيث قام كل متدرب باختيار مقطع من الآيات الكريمة وتلاوته، وقام المدرب بكتابة الأخطاء التجويدية التي وقعت من المتدرب ليقوم المتدرب بتصحيحها لاحقا، كما تم إجراء اختبار تحريري لجميع ما تم دراسته خلال الدورة، وتم كذلك توزيع استبيان بعنوان (رأيك يهمنا) لجميع الدراسين والدارسات، لمعرفة رأيهم بعدد من النقاط المتعلقة بالدورة.
ولاستمرار الفائدة، تم وضع برنامج تدريبـي فردي وجماعي بحيث يقوم المدرسون والمدرسات بتنفيذه فرديا وجماعيا- عند غياب المدرب -، ويشتمل هذا البرنامج على حلقات تلقين يومية، ومشاهدة لشرح متن الجزرية كاملا، وعقد لقاءين أسبوعيين يتم خلالهما مشاهدة عرض فيديو لشرح أحكام التجويد، كما تم وضع خطة للمدرسين ليتعاونوا على حفظ كتاب الله تعالى.